السبب المادة المظلمة.. العلماء يؤكدون تباطؤ مركز مجرتنا درب التبانة
المادة المظلمة تؤثر في دوران المجرة وفي النجوم الواقعة في أطرافها الخارجية، وكان ذلك هو بالأساس السبب في اعتقاد العلماء بوجود المادة المظلمة.
التأكيد الرصدي للفرضية القائلة إن مركز مجرتنا "درب التبانة" يتباطأ مع الزمن (بابلو كارلوس بوداسي – يوريك ألرت)
تمكن فريق بحثي من كلية لندن الجامعية (UCL) البريطانية من التأكيد رصديا لفرضية عمرها 3 عقود تقول إن مركز مجرتنا "درب التبانة" يتباطأ مع الزمن، الأمر الذي يمكن أن يساعد على تحقيق فهم أفضل لطبيعة المادة المظلمة، أحد أكبر أسرار الكون.
نتائج غايا
وللتوصل إلى تلك النتائج التي صدرت في المنشورات الشهرية للجمعية الملكية الفلكية (Monthly Notices of the Royal Astronomical Society)، وأصدرت الجامعة بيانا عنها في 14 يونيو/حزيران الجاري، استخدم الباحثون بيانات من مسبار "غايا".
و"غايا" (Gaia) هو مرصد فضائي تابع لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، يرمي إلى تجميع قائمة معلوماتية دقيقة ثلاثية الأبعاد لنحو مليار نجم في مجرتنا، أي ما يقل عن 1% من نجومها.
وحسب الدراسة، فإن الباحثين من هذا الفريق ركزوا بوجه أساسي على ما يسمى بتيار هرقل (Hercules stream)، وهو كتلة من النجوم تقع بعيدا عن مركز المجرة لكنها مع ذلك تدور متأثرة بجاذبيته لها، مقارنة بالمناطق المجاورة.
وبعد ذلك استخدم الفريق علاقة فيزيائية شهيرة تسمى الرنين المداري (Orbital resonance)، تقضي في إحدى صورها الدقيقة بأنه كلما تباطأ مركز المجرة في دورانه، ستبتعد نجوم تيار هرقل إلى الخلف في أثناء دورانها حول مركز المجرة.
استخدم الباحثون بيانات من مسبار "غايا" في التوصل إلى نتائجهم (وكالة الفضاء الأوروبية)
سر تيار هرقل
وبفحص النجوم في تيار هرقل وُجد أنها تحمل بصمة كيميائية مختلفة، فهي أكثر ثراء بالعناصر الثقيلة بـ10 أضعاف مقارنة بجيرانها، وهذا يثبت أنها كانت يوما ما قريبة من مركز المجرة ثم انتقلت بعيدا عنه لأن النجوم القريبة من المركز هي فقط التي يمكن أن تحوي هذا التركيز المرتفع من العناصر الثقيلة.
وباستخدام هذه البيانات، استنتج الفريق أن تيار مركز المجرة، الذي يتخذ شكل قضيب هائل مكون من مليارات النجوم، أبطأ في دورانه بنسبة 24% على الأقل منذ تشكله أول مرة قبل نحو 11-13 مليار سنة.
وحسب الدراسة، فإن هذه النتائج المثيرة للانتباه تؤيد النظرية القائلة بوجود ما يسمى "المادة المظلمة"، وهي مادة لا نعرف أي شيء عنها بعد، ويتصور الباحثون في هذا النطاق أنها تغلّف المجرات كما تغلف ثمرة المشمش بذرتها.
وبسبب ذلك، فإن المادة المظلمة تؤثر في دوران المجرة وفي النجوم الواقعة في أطرافها الخارجية، وكان ذلك هو بالأساس السبب في اعتقاد العلماء بوجود المادة المظلمة، ولكننا مع الأسف لا نعرف عنها أكثر من ذلك.