أزمات عام 1457:
شهد عام 1457م أزماتٍ كثيرةً نتيجة جرأة الأعداء على الدولة العثمانية بعد هزيمة بلجراد، فكان من هذه الأزمات قيام أسطول البابا باحتلال ثلاث جزرٍ عثمانيَّةٍ في بحر إيجة هي ليمنوس، وساموتراس، وثاسوس[1]. وكان منها قيام ڤلاد الثالث والمعروف بڤلاد المخوزق Vlad the Impaler -أو دراكولا Dracula- بغزو الإفلاق بدعمٍ من ملك المجر، وقتل أميرها الموالي للدولة العثمانيَّة: ڤلاديسلاڤ الثاني، وكان هذا في يوم 20 أغسطس 1456م[2]؛ أي بعد انتصار المجر في بلجراد بشهرٍ واحد، وكان من الأزمات -أيضًا- قيام ڤلاد الثالث أمير الإفلاق الجديد بدعم استيفين العظيم Stephen the Great (Stephen III)، وتشجيعه على غزو البغدان في صيف 1457م، وطرد الأمير بيتر آرون الثالث Peter III Aaron، الذي كان مواليًا للدولة العثمانيَّة[3]، ومنها -أيضًا- انقطاع أحد أمراء المورة البيزنطيِّين -وهو تُوماس- عن دفع الجزية إلى الدولة العثمانيَّة[4]، وبذلك خرجت شمال المورة من سيطرة الدولة العثمانيَّة بشكلٍ مؤقَّت.
ومن الأزمات كذلك تعرُّض الجيش العثماني لأكبر خسائره في ألبانيا، حيث تغلَّب إسكندر بك على الجيش العثماني عند مدينة ألبيولينا في 2 سبتمبر 1457م[5]، وفقد العثمانيون في هذه الموقعة حوالي خمسة عشر ألف مقاتل[6]، ولقد أمَّنت هذه المعركةُ التمرُّدَ الألباني لمدَّة خمس سنواتٍ متَّصلة لم نُشاهد فيها جيشًا عثمانيًّا يقترب من ألبانيا! يضاف إلى كلِّ ما سبق استقرار الأوضاع في المجر بعد أن وصل إلى حكمها أحد أقدر ملوكها في كل تاريخها، وهو ماتياس Matthias ابن الزعيم المجري الشهير هونيادي، وكان هذا في يوم 24 يناير 1458م[7]، وأنهى هذا الانتخابُ الحرب الأهلية في المجر، وكان إيذانًا ببدء عهدٍ جديدٍ من القوَّة للمجر، ولم يكن هذا بالطبع في صالح الدولة العثمانيَّة.
ومع حدوث كل هذه الأزمات في عام 1457م إلا أن الدولة العثمانية استعادت عافيتها بشكلٍ سريع، وحقَّقت عدَّة انتصارات مجيدة في السنوات التالية، وبداية من 1458م، ويمكن أن نوجز هذه الفتوحات والانتصارات تحت العناوين التالية:
فتح جنوب صربيا، وشمال المورة: (1458-1459م)
قامت صراعات على الحكم في صربيا، وانقسم المتنافسون إلى فريقين، واتجه فريقٌ منهم إلى المجر يطلب المساعدة، بينما لجأ الفريق الآخر إلى محمد الفاتح يطلبون قدومه بشكلٍ مباشر[8]. وفي الوقت نفسه كان الفاتح قلقًا من وضع اليونان بعد أن قطع أميرها البيزنطي توماس الجزية، ولهذا قرَّر الفاتح أن يُخْرِج حملتين في آنٍ واحد: الأولى إلى صربيا بقيادة الصدر الأعظم محمود أنچلوڤيتش، والثانية همايونيَّة بقيادته هو شخصيًّا إلى اليونان. حقَّقت الحملتان نجاحًا كبيرًا؛ حيث استطاع أنچلوڤيتش أن يفتح مدينة جولوباك Golubac، وهي مدينةٌ مهمَّةٌ في جنوب شرق صربيا[9]، بينما تمكَّن السلطان الفاتح من السيطرة بشكلٍ كاملٍ على الثلث الشمالي لشبه جزيرة المورة[10]، وتدمير 292 قلعة بيزنطيَّة[11]، بل ضمَّ في هذه الحملة مدينة أثينا العريقة[12]، ثم توصَّل في النهاية إلى اتِّفاقٍ مع الأخوين البيزنظيَّين توماس وديمتريوس على بقائهما حاكمين تابعين له في ثلثي الجزيرة الجنوبي، على أن يدفعوا إليه جزيةً أكبر من المفترضة عليهم في السنوات الماضية[13].
في عام 1459م استكمل الفاتح فتح جنوب صربيا عن طريق حملة قادها بنفسه، فضمَّ مدينة سمندرية Smederevo، وهي عاصمة صربيا آنذاك، وذلك في 20 يونيو 1459م[14]، ثم حوَّل الفاتح سمندرية إلى مقاطعةٍ عثمانيَّةٍ مباشرةً بعد فتحها، وعيَّن عليها واليًا عثمانيًّا، وشملت هذه المقاطعة كلَّ جنوب صربيا حتى بلجراد[15]. وبذلك أتمَّ السلطان محمد الفاتح فتح جنوب صربيا، وهو الوضع الذي سيستمر لمدَّة أربعة قرونٍ كاملةٍ!
تحرير جزر شمال إيجة: (1459م)
في العام نفسه -1459م- استطاع الأسطول العثماني أن يُحرِّر جزر ليمنوس، وساموتراس، وثاسوس من الاحتلال البابوي[16]، وهذا أدَّى إلى تأمين المضايق المؤدِّية إلى إسطنبول، وعلى الأغلب صارت إسطنبول بدايةً من هذه السنة هي العاصمة الفعلية للدولة العثمانية بدلًا من إدرنة.
فتح اليونان: (1460م)
في صيف 1460م تجدَّدت المشاكل في إقليم المورة باليونان، وكثرت تعديات الأخوين البيزنطيين على بعضهما البعض، ممَّا دفع الفاتح إلى الخروج بحملةٍ همايونيةٍ كبرى استطاع أن يفتح بها جنوب اليونان كله[17]. ولم يتبقَّ في اليونان خارج سيطرة الدولة العثمانية إلا بعض المدن الساحلية التابعة لجمهورية البندقية، وبذلك تحوَّلت اليونان إلى ولايةٍ عثمانية، وهو الوضع الذي سيستمرُّ إلى القرن التاسع عشر، ولهذا يُعتبر السلطان الفاتح هو الفاتح الحقيقي لهذه المنطقة المهمَّة من العالم.
الحملة الكبرى على الأناضول: (1461م)
لم يتبقَّ للدولة البيزنطية في الوجود إلا مملكة طرابزون في شمال شرق الأناضول، وكانت مدعومةً بالچنويين المسيطرين على ميناء أماسرا على ساحل البحر الأسود، وكذلك بإمارة اسفنديار التركيَّة شمال الأناضول، بالإضافة إلى دعم دولة إيران، والمحكومة آنذاك بقبيلة الخرفان البيض (الآق قوينلو) التركيَّة تحت زعامة السلطان الشهير أوزون حسن.
كان الفاتح راغبًا منذ سنتين في إخراج حملةٍ كبرى لهذه المناطق ولكنَّه كان يخشى من انقلاب الأوضاع عليه في أوروبا، ولكن الآن بعد فتح صربيا واليونان صار الأمر أكثر أمانًا، باستثناء ألبانيا التي ما زالت تحت سيطرة المتمرد إسكندر بك، وهذا ما دفع الفاتح إلى دعوته إلى هدنة لمدَّة عشر سنوات، لتفريغ نفسه لبقيَّة الملفات في الأناضول، والإفلاق، وغيرهما، وقد وافق إسكندر بك على الهدنة، ووُقِّعت في 1460م[18]، أو في 1461م[19]، وبعدها صار الطريق مفتوحًا إلى الأناضول، فخرجت الحملة الهمايونيَّة في ربيع 1461م.
فتح ميناء أماسرا الچنوي: (1461م)
استسلم الميناء دون قتال[20]، وكان من الواضح أنَّ فارق القوَّة بين الحملة الهمايونيَّة وقوَّة الميناء الچنوي كان كبيرًا ممَّا أدَّى إلى هذه النتيجة السريعة، وكان هذا تأمينًا جيِّدًا للطريق إلى طرابزون.
فتح إمارة اسفنديار: (1461م)
استسلمت الإمارة كذلك دون قتال، وأهم مدنها هي سينوب Sinop، ولذلك تعرف في بعض المصادر بإمارة سينوب، وقد وعد الفاتح أميرها إسماعيل بإقطاعه أرضًا أخرى بدلًا منها، فسلم الأميرُ الإمارةَ في مقابل إقطاعيَّةٍ بالقرب من بورصا Bursa، أو مدينة فليبة Filibe (Plovdiv) [21].
فتح إمبراطوريَّة طرابزون البيزنطيَّة: (1461م)
كانت الإمبراطورية تحت حكم الإمبراطور ديڤيد كومنينوس David Komnenos، وكان يحكم من سنة 1459م خلفًا لأخيه چون الرابع John IV[22] الذي كان يدفع الجزية إلى الدولة العثمانية. عندما تولَّى ديڤيد الإمبراطوريَّة طلب إيقاف الجزية التي تدفعها إمبراطوريَّته[23]، كما راسل القوى الغربيَّة يستحثُّها على مساعدته في حرب العثمانيِّين[24]، وكان من أهمِّها چنوة، التي تملك مستعمرةً قريبةً من طرابزون هي مستعمرة أماسرا، بالإضافة إلى ذلك أكَّد الإمبراطور الطرابزوني العلاقةَ مع أحلافه المسلمين، وكان يُحالف إمارة إسفنديار، بالإضافة إلى أوزون حسن في إيران[25]. هذه الخلفيَّة التي ذكرناها تُوضِّح لنا مسار هذه الحملة الهمايونيَّة الكبرى، وتُفسِّر لنا بعض خطواتها؛ فالسيطرة على ميناء أماسرا الچنوى كانت ضروريَّةً لمنعها من مساعدة طرابزون، وضمُّ إمارة إسفنديار كان ضروريًّا لمنعها كذلك من دعم طرابزون في حصارها المرتقب، ولم يبقَ أمام الفاتح إِذَنْ غير طرابزون وحليفها الأهم أوزون حسن.
جهَّز الفاتح جيشًا ضخمًا مكوَّنًا من ثمانين ألف جنديٍّ من المشاة، وستين ألفًا من الفرسان، وتولَّى هو قيادة هذا الجيش مصطحبًا معه محمود أنچلوڤيتش الصدر الأعظم للدولة، كما جهَّز أسطولًا بحريًّا كبيرًا يضمُّ ثلاثمائة سفينةٍ حربيَّةٍ بقيادة قاسم باشا[26].
تحرَّك الأسطول والجيش في وقتٍ متزامن. كانت وجهة الأسطول طرابزون مباشرة، وأمَّا الفاتح فقد توجَّه إلى إرزنجان Erzincan في شرق الأناضول طالبًا اللقاء مع أوزون حسن. أرسل السلطان الإيراني أمَّه سارة خاتون لعقد اتفاقيَّةٍ مع السلطان الفاتح، وبالفعل عُقِدت معاهدة سلامٍ بين الطرفين، وصار الطريق إلى طرابزون مفتوحًا[27][28].
كان طريق البحر مفتوحًا، بعكس الطريق البرِّي المليء بالعوائق الطبيعيَّة، ولذلك وصل الأسطول العثماني مبكِّرًا إلى طرابزون، وحاصر الأدميرال قاسم باشا المدينة لمدَّة اثنين وثلاثين يومًا كاملة قبل وصول الجيش العثماني[29]. كان الطريق البرِّي إلى طرابزون في غاية المشقَّة، وكان على الجيش العثماني أن يعبر جبال بُنطس Pontic العالية، وهو عبورٌ عجيبٌ لم يقدر عليه إلَّا القليل من القادة العسكريِّين، خاصَّةً إذا كانوا يقودون جيوشًا عملاقة، ولقد ذكر كريتوبولوس أنَّ القادة الذين نجحوا في عبور هذه الجبال في كلِّ التاريخ هم أربعةٌ فقط: الإسكندر الأكبر، وبومبي العظيم (القائد الروماني الشهير)، وتيمور لنك، ومحمد الفاتح[30]! ويُصوِّر لنا أحد المرافقين للجيش -وهو كونستانتين ميهيلوڤيتش Constantin Mihailović- صعوبة الطريق بقوله: «ومشينا بقوَّةٍ عظيمةٍ وجهدٍ كبيرٍ إلى طرابزون، ولم يُعانِ الجيش وحده بل السلطان كذلك؛ أوَّلًا بسبب المسافة، وثانيًا بسبب تحرُّش الأهالي، وثالثًا بسبب الجوع، ورابعًا بسبب الجبال العظيمة العالية، وبجانب هذا كانت المستنقعات وبرك المياه، كما أنَّ المطر لم يتوقَّف، وكان يملأ الطرق بالمياه، حتى كانت الخيول تخوض في البرك فتصل المياه إلى بطونها»[31]!
هذه صورةٌ من حياة المجاهد محمد الفاتح وجيشه العظيم!
في نهاية المطاف اقترب الجيش العثماني جدًّا من المدينة، وأرسل السلطان محمد الفاتح صدره الأعظم محمود أنچلوڤيتش لإجراء مباحثاتٍ مع الإمبراطور ديڤيد كومنينوس، ووصل أنچلوڤيتش إلى المدينة قبل الفاتح بيومٍ واحد[32]. كان العرض الذي قدَّمه الصدر الأعظم مختصرًا ومحدَّدًا؛ فقد عرض على الإمبراطور التسليم دون مقاومة، على أن يخرج من المدينة سالمـًا بأسرته، وإلَّا فإنَّ المدينة ستُستباح[33]!
وافق الإمبراطور على التسليم دون مقاومة، على أن يُعْطَى إقطاعيَّةً في أوروبا شرق البلقان، وتمَّت الاتِّفاقيَّة قبل وصول السلطان محمد الفاتح[34]. أقرَّ الفاتح الاتِّفاقيَّة عند وصوله، وفتحت المدينة أبوابها، ودخلها الفاتح بجيشه في 15 أغسطس 1461م، منهيًا بذلك إمبراطوريَّة طرابزون من التاريخ بعد مائتين وسبعٍ وخمسين سنةً من إنشائها[35].
هكذا تمكَّن السلطان الفاتح من السيطرة على أملاك الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة في أوروبَّا وآسيا، وتمكَّنت أساطيله من السيطرة على موانئ الإمبراطوريَّة على البحرين الأبيض والأسود، ومن هنا جاء اللقب الذي تلقَّب به الفاتح بعد هذا النصر؛ إذ صار «سلطان البرَّين، وإمبراطور البحرين»[36]؛ فالبرَّان هما أوروبَّا وآسيا، والبحران هما الأبيض والأسود![37].
[1] Setton, Kenneth Meyer: The Papacy and the Levant (1204–1571), The American Philosophical Society, Philadelphia, USA, (Volume 2, The Fifteenth Century, 1978),, vol. 2, p. 188.
[2] Cazacu, Matei: Dracula, Brill, Leiden, The Netherlands, 2017., p. 78.
[3] Treptow, Kurt W.: Vlad III Dracula: The Life and Times of the Historical Dracula, The Center of Romanian Studies, First edition,, p. 99.
[4] Setton, 1978, vol. 2, p. 188.
[5] Noli, Fan Stilian: George Castrioti Scanderbeg (1405–1468), International Universities Press, New York, USA, 1947., p. 53.
[6] Babinger, Franz: Mehmed the Conqueror and His Time, Princeton University Press, 1978., p. 152.
[7] Engel, Pál: The Realm of St Stephen: A History of Medieval Hungary, 895–1526, I.B. Tauris Publishers, London, UK, 2001., p. 298.
[8] İnalcık, Halil: Mehmed the Conqueror (1432-1481) and His Time, Speculum, The University of Chicago Press Journals, The University of Chicago, Chicago, USA, Vol. 35, No. 3, 1960., p. 419.
[9] İnalcık, 1960, p. 419.
[10] Pitcher, Donald Edgar: An historical geography of the Ottoman Empire from earliest times to the end of the sixteenth century with detailed maps to illustrate the expansion of the Sultanate, E. J. Brill, Leiden, Netherlands, 1973., p. 86.
[11] أوزتونا، 1988 صفحة 1/150.
[12] Pope Pius II (Aeneas Silvius Piccolomini): Europe (c. 1400-1458), Translated: Robert Brown, Introduced and Annotated: Nancy Bisaha, the Catholic University of America Press, Washington, USA, 2013., p. 107.
[13] Pitcher, 1973, p. 86.
[14] Babinger, 1978, p. 163.
[15] أوزتونا، يلماز: تاريخ الدولة العثمانية، ترجمة: عدنان محمود سلمان، مراجعة وتنقيح: محمود الأنصاري، مؤسسة فيصل للتمويل، إستانبول، 1988 صفحة 1/150.
[16] Babinger, 1978, p. 172.
[17] Setton, 1978, vol. 2, pp. 223-224.
[18] Kissling, Hans Joachim: The Ottoman Empire to 1774, In: Kissling, Hans Joachim; Bagley, F. R. C.; Spuler, Bertold; Barbour, N.; Trimingham, J. S.; Braun, H. & Hartel, H.: The Muslim world, A Historical Survey: The Last Great Muslim Empires, translated: F. R. C. Bagley, Brill, Leiden, The Netherlands, 1969., vol. 3, p. 23.
[19] Hupchick, Dennis p.: The Balkans: From Constantinople to Communism, Palgrave macillan, New York, USA, 2002., p. 120.
[20] Imber, Colin: The Crusade of Varna, 1443-45, Ashgate, Hampshire, UK, 2006., p. 22.
[21] Pitcher, 1973, p. 77.
[22] Rosser, John Hutchins: Historical Dictionary of Byzantium, The Scarecrow Press, Lanham, Maryland, USA, 2012., p. 259.
[23] Babinger, 1978, p. 190.
[24] Nicol, Donald MacGillivray: The Last Centuries of Byzantium, 1261-1453, Cambridge University Press, UK, 1993., p. 407.
[25] Runciman, Steven: The Fall of Constantinople 1453, Cambridge University Press, NewYork, USA, 1965., p. 173.
[26] Freely, John: The Grand Turk: Sultan Mehmet II, Conqueror of Constantinople and Master of an Empire An Empire And Lord Of Two Seas, The Overlook Press, New York, 2009., p. 67.
[27] Babinger, 1978, p. 192.
[28] Venning, Timothy: A Chronology of the Byzantine Empire, palgrave Macmillan, Now York, USA, 2006, p. 732.
[29] Chalkokondyles, Laonikos: The Histories, Harvard University Press, 2014., vol. 2, p. 359.
[30] Kritovoulos: History of Mehmed the Conqueror, translated: Charles T. Riggs, Greenwood Press, Westport, Connecticut, USA, 1954., p. 169.
[31] Mihailović, Konstantin: Memoirs of a Janissary Published under the auspices of the Joint Committee on Eastern Europe, American Council of Learned Societies, the Department of Slavic Languages and Literatures, University of Michigan, USA, 1975., p. 59.
[32] Kritovoulos, 1954, p. 173.
[33] Freely, 2009, p. 68.
[34] Chalkokondyles, 2014, vol. 2, pp. 361-363.
[35] Babinger, 1978, p. 195.
[36] Freely, 2009, p. 69.
[37] دكتور راغب السرجاني: قصة الدولة العثمانية من النشأة إلى السقوط، مكتبة الصفا للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى، 1442ه= 2021م، 1/ 272- 278.