تؤثر مشاعر القلق والاكتئاب تأثيرا كبيرا في مستويات الجوع، وقد تؤدي اضطرابات النوم والتعب المزمن إلى تقليل الرغبة في الأكل صباحا.
لماذا قد لا نشعر بالجوع صباحا عند الاستيقاظ؟ ومتى يكون أمرا طبيعيا؟ ومتى تجب استشارة الطبيب؟ وما الآثار السلبية المحتملة للاستغناء عن وجبة الصباح؟
نسمع كثيرا أن الفطور هو أهم وجبة في اليوم، ولكن ذلك قد لا يعني بالضرورة أن نشعر بالجوع صباحا. وفي تقرير نشره موقع "هيلث لاين" (Healthline) الأميركي، تستعرض الكاتبة راشيل لينك بعض أسباب فقدان الشهية عند الاستيقاظ من النوم.
أكل عشاء دسم أو وجبات خفيفة في وقت متأخر من الليل
أحد الأسباب الرئيسة لعدم شعورك بالجوع عند الاستيقاظ هو أنك تناولت عشاء دسما أو وجبات خفيفة في الليلة السابقة، بخاصة إذا كانت الوجبة غنية بالدهون أو البروتينات. يمكن لهذه المغذيات أن تبطئ عملية الهضم وتجعلك تشعر بالشبع وقتا أطول، حتى صباح اليوم التالي.
ويمكن للبروتينات، على وجه الخصوص، أن تقلل الشعور بالجوع. وبالمثل، قد تخفض الدهون مستوى الشهية فيؤدي ذلك إلى عدم الشعور بالجوع.
إذا كنت تريد الاستمتاع بعشاء دسم والتخلي عن وجبة الإفطار في صباح اليوم التالي أو تأخيرها، فلا بأس في ذلك، ولكن بشرط الحصول على العناصر الغذائية الضرورية والترطيب الذي تحتاج إليه طوال اليوم.
تغير مستويات الهرمونات ليلا
تتغير مستويات العديد من الهرمونات في جسمك خلال الليل وفي أثناء النوم، وهذا يمكن أن يؤثر في شهيتك. وتظهر الأبحاث أن مستويات الأدرينالين (Adrenaline) تميل إلى الارتفاع في الصباح، ويعتقد أن هذا الهرمون يثبط الشهية عن طريق إبطاء عملية الهضم وزيادة معدل تكسير الكربوهيدرات المخزنة في الكبد والعضلات.
ولاحظت إحدى الدراسات أن مستويات هرمون الغريلين (Ghrelin)، المعروف بهرمون الجوع، تقلّ صباحا مقارنة بالليلة السابقة، وقد يفسر ذلك سبب عدم شعورك بالجوع عند الاستيقاظ.
وتشير بعض الأبحاث إلى أن مستويات هرمون اللبتين (Leptin)، وهو هرمون يعزز الشعور بالشبع، قد تكون أيضا أعلى في الصباح.
مع ذلك، إذا كنت تعاني تغيرات مفاجئة أو حادّة في مستويات الجوع والشهية، عليك استشارة الطبيب.
الشعور بالقلق أو الاكتئاب
تؤثر مشاعر القلق والاكتئاب تأثيرا كبيرا في مستويات الجوع، وقد تؤدي اضطرابات النوم والتعب المزمن إلى تقليل الرغبة في الأكل صباحا.
ولكن في بعض الأحيان فإن القلق والاكتئاب قد يؤثران في الشهية بصورة مغايرة تماما، ووجدت بعض الدراسات أن التوتر قد يؤدي في بعض الحالات إلى زيادة الشهية وتناول كميات أكبر من الطعام عند بعض الأشخاص. إذا كنت تعاني القلق أو الاكتئاب، وتشك في أن ذلك سيؤثر في شهيتك أو جوانب أخرى من صحتك، فتحدث مع الطبيب لتحديد أفضل سبل للعلاج.
الحمل
تقول الكاتبة إن غثيان الصباح هو مشكلة شائعة تصيب نحو 80% من النساء في أثناء الحمل. وفي معظم الحالات، تتحسن الحالة أو تختفي الأعراض تماما بعد 14 أسبوعا من الحمل.
ووجدت إحدى الدراسات التي أجريت على 2270 حاملا أن 34% منهن تناولن كميات أقل من الطعام في المراحل المبكرة من الحمل.وإلى جانب غثيان الصباح، يمكن أن يسبب الحمل أعراضا أخرى تقلل الشعور بالجوع مثل عسر الهضم والانتفاخ.
ويعدّ شرب كميات كافية من الماء، والاكتفاء بوجبات صغيرة وصحية، والحصول على قسط كاف من النوم، والحفاظ على تهوية جيدة في المنزل لتجنب الروائح الكريهة من الخطوات الضرورية لتحسين الشهية في أثناء الحمل.
المرض
غالبا ما يؤدي المرض إلى تقليل الشهية وفقدان الرغبة في الأكل، فمن المعروف أن التهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد والإنفلونزا والالتهاب الرئوي تقلل شعورك بالجوع، كما أنها تحدّ من حاستي التذوق والشم، فتنخفض الشهية. ويمكن أن تسبب بعض أنواع العدوى الفيروسية، مثل الإنفلونزا، أعراضا تثبط الشهية، بما في ذلك الغثيان والقيء.
ضع في اعتبارك أن من المهم أن تحافظ على رطوبة الجسم وتحصل على ما يكفي من الغذاء عندما تكون مريضا، حتى لو لم تشعر بالجوع. ويعد الحساء والموز والبسكويت والشاي الساخن وعصير التفاح من الأطعمة التي يسهل تناولها صباحا ولا تؤثر في المعدة.
تناول بعض الأدوية
ويمكن للعديد من الأدوية، بما في ذلك مدرّات البول والمضادات الحيوية، أن تقلل الشهية.
التقدم في السن
يعد انخفاض الشهية أمرا شائعا بين كبار السن بسبب انخفاض حاجة الجسم إلى الطاقة والتغيرات الهرمونية وتراجع حاسة الذوق والظروف الاجتماعية.
مشكلات الغدة الدرقية
ويمكن أن يكون فقدان الشهية علامة على قصور الغدة الدرقية أو تراجع وظائفها.
فترة الإباضة
هرمون الإستروجين (Estrogen)، وهو هرمون أنثوي يزداد ازديادا ملحوظا في أثناء الإباضة، قد يقلل من الشهية صباحا.
الآثار السلبية
من الآثار السلبية المحتملة لعدم تناول وجبة الصباح:
- الصداع
- التعب
- التهيج
ما ينبغي القيام به
إذا كنت لا تشعر بالجوع عند الاستيقاظ من النوم، فيمكنك أن تنتظر بعض الوقت قبل تناول وجبة الفطور. حاول أن تأخذ حماما وترتدي ملابسك، وقد تشعر بعد ذلك بالرغبة في تناول الطعام.
وإذا لم تؤت هذه العملية أكلها، فيمكنك تجربة تناول وجبة صغيرة غنية بالعناصر الغذائية لتحفيز الشهية.
تضيف الكاتبة أنه بإمكانك أحيانا تخطي وجبة الفطور إذا كنت ترغب في ذلك، لكن مع الحرص على تناول العناصر الغذائية التي تحتاج إليها في وقت لاحق من اليوم، وشرب الكمية الكافية من الماء.
إذا كنت تعتقد أن فقدان الشهية ناجم عن الإصابة بمرض ما، تحدث مع اختصاصي الرعاية الصحية لتحديد أفضل طريقة للعلاج.