من نحو مئتى سنة، وعلى وجه التحديد فى يوم 16 كانون الأول ( ديسمبر ) سنة 1770 ولد واحد من أفضل و أشهر مؤلفى الموسيقى و النغم، وهو لودفيغ فان بيتهوفن. ولد هذا الموسيقى فى بون، ألمانيا، فى بيت متواضع، تحول اليوم إلى متحف صغير.
كانت أسرة بيتهوفن فقيرة و ينتمى أفرادها إلى دنيا الموسيقى، فنشأ لودفيغ متأثراً بهذا الجو الفنى، و تلقى من والده دروسه الموسيقية الأولى، و بسرعة تعلم العزف على " الهارب " و " الكمان " و " البيانو ". وفى عام 1787 زار " فيينا " التى كانت وقتئذ مدينة الموسيقى العالمية الأولى، وهناك أسعده الحظ فى أن يقابل " موزار"
الذى كان يعد أعظم ملحن فى عصره.
وسرعان ما لمح موزار، الموهبة فى تلميذه الصغير. وقد قال مرة لمن حوله وهو يشير إليه : " أنتبهوا إليه جيداً، فهو سيجعل الدنيا كلها تتحدث عنه ".
وبعد غياب دام بضع سنوات عاد بيتهوفن سنة 1792 من جديد إلى فيينا حيث ظل فيها بقية حياته. وبعدما درس لفترة محدودة على مؤلف معروف هو
" جوزيف هايدن"، بدأ نجم بيتهوفن يسطع كمؤلف وعازف بيانو.
و بالرغم من نجاحه المبكر فإن القدر لم يهب بيتهوفن حياة سعيدة. ففى تلك الفترة كانت الحفلات الموسيقية العامة قليلة، و الموسيقى المطبوعة نادرة. فكان من الصعب جداً على ملحن أن يعتاش من فنه، إلا إذا أستطاع أن يصبح ذا منصب ثابت فى أحد البيوت الأوروبية الأرستقراطية. كان عصبى المزاج وحياته قلقة و كثيراً ما كان ينتقل من مسكن إلى آخر، و يتشاحن مع أصدقائه. كما كان سئ الحظ فى الحب، وهو لم يتزوج ولم يتعرف بالتالى إلى حياة الأسرة الهانئة.
إن المأساة الحقيقة التى ألمت بيتهوفن أصابته بالصمم الذى بدأ وهو فى الثلاثين من عمره. ومع تعاقب السنين أخذ يتزايد إلى أن أصيب بالصمم الكلى فى أواخر حياته.
و أبتعد كلياً عما يحيطه مكرساً أوقاته للموسيقى من دون سواها. فأنتج خلال سنواته الأخيرة بعضاً من أفضل أعماله. وقد توفى فى عام 1827 وله من العمر 56 عاماً.
من مؤلفات بيتهوفن المشهورة :
- سيمفونية البطولة " أرويكا ".
- السيمفونية الخامسة " القدر ".
- السيمفونية الريفية " باستورال ".
- السيمفونية السابعة.
- السيمفونية الصوتية " كورال ".
- القداس.
- أوبرا فيدليو.