اتصلت بهِ بمتصفِ الليل بعد عامٍ من الغياب ._ رن هاتفه .. رقمٌ غريب .. من يتصل بمثل هذا الوقت؟!
..رد "الوو" ....؛ = سكتت لم تتكلم بشيء أبداً
عاد وقال :"الوو من المتصل"
*كانت تريد التكلم .. لم تستطع .. الغصة بدأت تأكل فيها والدموع وقفت تريد الإنهمار .. تريد التكلم .. تريد أن تقول "ألو" حتى "الألو" لم تستطع إخراجها
_بقي يقول :"الو" حتى أقفلت الخط
=أرسلت له رسالة كتبت له فيها :"أعتذر إني مخطئة بالرقم .."
_رأى الرسالة ورد عليها برسالة قال فيها :"ربما استطتعتي ألا تسمعيني صوتك لكنني لا أقدر ألّا أسمع صوت أنفاسك .. حتى طريقتك بالكتابة والنقطتين اللتين بآخر الجملة لم أنساهنَّ أبداً
=وصلت الرسالة لها .. لم تعرف بما ترد ..بعد لحظة اتصل ..؛ لم تعرف أتجيب أم لا .. كانت تريد سماع صوته أكثر .. فتحت الخط وسكتت
=قال:"اعلم أنكِ عاجزة عن الكلام .. انظري ليس مهم ان تتكلمي المهم أن تسمعي .. أنتظر هذه المكالمة منذ سنة .. كل يوم في مثل هذا الوقت أدعو ربي أن تتصلي ولو بالخطأ ، كم تمنيت أن ترسلي حتى ولو حرف واحد ..لماذا رحلتي ...
رحلتي ولم تَتْرُكِي لي عنوان أذهب إليه ..
رحلتي ولم تتركي لي رقم أتصل به ..
اختفيتي من حياتي.. صحيح ... لكنكِ لم تختفي من قلبي أبداً ... لم أنسكِ من اليوم الذي غِبْتي فيه عني ، منذ سنة إلى الآن لم أحبَّ أحداً كما أحببتك ..
لن أقول لكِ لماذا عدتِ أو لما اتصلتِ لأنني كنت انظرك..
أريد فقط أن أسئلكِ لما رحلتي" ..؟!
=ردّت عليه وقالت له :"لم أنسكَ أبداً ولم تَغِب عن بالي أبداً .. كنت في كل ليلة أكلمك بيني وبين نفسي .. رحلت لأنني جُبِرت .. رحلت لأنهم زوجوني .. لم أكن أريد أن أترك لك جرحاً .. ما أردت لك أن تعرف حتى لا أُحرق قلبك .. غيرت رقمي واختفيت كي لا أدمر مشاعرك" .
_انصدم .. وقال:"زوجوكي!! ماذا تقولين .. كيف ..ومن .. ولماذا" .
= قالت:"ليس مهم الآن .. زوجوني لرجل كبير بالسن من أجل المال، لم أكن أريد ذلك لكنني جُبِرت ، هذا الشخص كان له دين مع أهلي، إذا لم أوافق عليه كان سيرمينا في الشارع، وسيؤذي أهلي أيضاً ..
جُبِرتُ على الزواج من رجل بِعُمرِ أبي حتى لا يُكسَر أبي"
_صمت.. لم يعرف ما يقول .. ثم قال:"لماذا أخفيتي هذا الكلام عني إلى الآن !!
كيف استطعتِ الذهاب بدون أن تتركي لي أي خبر ..
أستفرحين إذا قالوا لكِ جُنَّ.. مات بسببك .. انتحر."
=قالت له :" أعرف أنكَ أقوى من ذلك ..
الشخص الذي زوجوني إياه مات ، لو كان حي ما كنت سأخبرك .
من حقك الآن أن تختفي وتتركني ، يمكنك أن تأخذ حقك مني ، لكنني أردت أن أقول لك وافهمك ما الذي حصل ، والآن .. لم يعد هناك كلام يقال أصبح القرار بيدك ."
_قال لها :"لو أخبرتني ما كُنْتُ تركتك .. أنا لست غضبان منك ، ما فعلتيه رغم أنه آلمني لكنه أكّد لي أنك بنت أصيلة ، ضحت بنفسها لتساعد أهلها أنا لا أستطيع أن أتركك مرة أخرى ، .. لكنني أريد أن تعديني ألّا ترحلي مجدداً ."
=قالت له :"أَيُعقل !.. سامحتني بعد كل هذا ."
_قال لها:"أعرفُ أن ما قمتي لم يكن بيدك ، وأعلم أنك كنتي مجبرة على أمرك ، وقبل أن أسامحك سأقول لكِ ما الذي جعلني أسامحك ..
جملة واحدة اسمعيها وتذكريها لآخر يوم بعمرك .
'يلي مافيه خير لأهلو مافي خير لحدا' ."
*والآن عزيزي القارئ اخبرنا هل ستفعل مثلما فعل هذا الرجل وأنتِ عزيزتي القارئة ما رأيك ...
أريد آرائكم يا شعب رواية ..