صفحة 5 من 8 الأولىالأولى ... 34 567 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 80
الموضوع:

روايات صغيرة - الصفحة 5

الزوار من محركات البحث: 499 المشاهدات : 4501 الردود: 79
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #41
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: Iraq-wasit
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 44,636 المواضيع: 6,184
    صوتيات: 286 سوالف عراقية: 3
    التقييم: 80977
    مزاجي: بشوش يعني مبتسم
    المهنة: موظف
    أكلتي المفضلة: المشاوي
    موبايلي: +galaxy note10
    آخر نشاط: منذ 2 ساعات
    مقالات المدونة: 2
    إمرأة_تقول..
    بعد أن نظفت بيتي ورتبته،
    إتصل بي أخي…
    ليقول أنا آتٍ لزيارتك ومعي زوجتي،
    فدخلت مطبخي لأعد لهم ما تيسر،
    فلم أجد شيئاً عندي للضيافة.!

    رحت أبحث عن شيء أقدمه لهم،
    فلم أجد سوى حبات قليلة من البرتقال ..
    فحضّرتُ كأسين عصير بارد على الفور.

    وعندما…
    دخل أخي وزوجته،
    فوجئتُ بأم زوجة أخي كانت معاهم،
    والتي تزورنا للمرة الأولىٰ،
    فأعددت الكأسين لزوجته وأمها،
    وكوب ماء وضعته أمام أخي،
    وقلت له أعرف أنك تحب السفن آب،
    فشرب منه رشفة وعرف أنه ماء..

    وإذا…
    بالأم تقول أنا أرغب في السفن آب،
    مريح لمعدتي فأعطني إياه..
    هنا اصبتُ بالإرباك والخجل ..

    فأنقذني_أخي_حين_قال_لها:-
    سآتيكِ بزجاجة جديدة من المطبخ
    وحمل الكأس معه..
    وبعدها سمعنا صوت الزجاجة وهي تنكسر.

    فعاد_وقال_لحماته...
    للأسف وقعت مني وانكسر الكأس..
    ولكن لا بأس،
    سأذهب للبقالة لأجلب لك غيرها...

    فرفضت_حماته_وقالت...
    لا داعي فليس لي فيه نصيب..

    وحين خروجهم ودعني أخي،
    وفي أثناء العناق دسّ في يدي مبلغاً من المال.

    وقال_لي:-
    لا تنسي تنظيف المطبخ من السفن آب،
    حتى لا يجلب النمل .!
    وودعني بإبتسامة وحب..
    وقال إلتفتي لحالك.

    وبهذا…
    ستر أخي عليّ ضيق حالي وتقصيري..
    وراعى مشاعري ..

    هكذا…
    تكون الأخوة..
    ورابطة الدم..
    عن جمال الاخوة اتكلم

  2. #42
    من المشرفين القدامى
    ‏‎هناك صنفٌ مِن العلاقات اسمُه علاقة "مُرِيحة"، ولا يُمكن وصفه بأبلغ مِن ذلك؛ وهم الأركان الآمنة، والزوايا الحَرجة، ومرافئ البوْح، وشواطئ الأمان، وملاجئ الهروب، ومخابئ التخفّي .. إنهم الذين لا يغتابونك ولا يعاتبونك؛ إن غبتَ أبدوا إليك اشتياقهم، وإن حضرت فتحوا لك أبوابَهم، وإن اشتقت إليهم استحضرتهم، وإن حضروا .. يمكنك بين أحضانهم الغياب.

    ‏‎إنهم المرايا التي لو كنتَ منكسِرًا، انكسرَت لكَ فظهرتَ فيها قائمًا.

  3. #43
    من المشرفين القدامى

  4. #44
    من المشرفين القدامى
    في البداية ستخبرك أنها معجبة بك وبشخصيتك الغامضة,وبكلامك البارد,
    وبكل تفاصيلك المختلفة عن الباقي,
    ستحاول إقناعك بأنها ترتاح لمحادثتك وهي في قمة السعادة حين تسرد عليك كل أحزانها وأنت ,,,,,
    أنت فعلا تتعامل معها على نيتك ليس غباء منك بل إنك فقط تمارس مبادئك وتحاول جاهدا مساعدتها،،،تصبح موهوسة بك وبعمقك الذي لا حد له وبأفكارك ،،،،
    معجبة بعزلتك وبانطوائك وغرابتك ولا يهمها إذا كنت ذا جاه ومال،،،،
    فهي معجبة بشخصيتك الغامضة أولا وأخيرا ،،
    وهذا ما يشدها إليك ويستفزها لمعرفتك أكثر فأكثر ،،،،"
    ولن تتم هذه المعرفة إلا بالتعمق والتواصل الباطني صباح مساء
    ستحاول تعريتك واكتشاف ما بداخلك
    ماذا يوجد خلف هذه الملامح الشاحبة؟؟ وأي رجل يسكن هذا الهيكل المظلم ؟؟
    مع الأسف ليس حبا كما كانت تزعم هي
    أو تظن أنت ،،،،"
    بل إنه فضول هو فضول من نوع آخر هو فضول لإشباع جوع نفسها ولا شيء دون ذلك عزيزي ،،،
    أنت الان لن تقاوم ،، ستصدقها ﻷنك أسرفت في عاطفتك أكثر من اللازم ستستغلك يا صديقي وتستنطق ذاك الشخص الغامض الذي بداخلك وترغمك على البوح ستدوس على ظلك وروحك..؟؟
    ستتحول إلى شخص لطالما كرهت أن تكون مثله
    وفي نهاية القصة وبعد أن صرت شخصا واضحا لها
    ثق يا رفيقي أنها ستتخلى عنك سترحل
    ﻷنك لم تعد تغريها لا حاجة لها بك الآن فهي لم تكن تحبك أساسا ،،،
    هي فقط كانت تحب ذاك الجانب المظلم فيك وبعد أن أحرقت كل فضولها
    تتخلى عنك ببساطة

  5. #45
    من المشرفين القدامى
    قال لي ذاتَ مرة : إما أنا أو الكتب !
    لا زلتُ أتذكره أحياناً عندما أقومُ بشراءِ كتبٍ جديدة

    اجاثا كريستي

  6. #46
    من المشرفين القدامى
    قالت لهُ أتحبني وأنا ضريرة
    وفي الدُّنيا بناتُ كثيرة الحلوةُ والجميلةُ والمثيرة ما أنت إلا بمجنون أو مشفقٌ على عمياء العيون قالَ بل أنا عاشقٌ يا

    حلوتي ولا أتمنّى من دنيتي إلا أن تصيري زوجتي وقد

    رزقني الله المال وما أظنُّ الشفاء مٌحال قالت إن أعدتّ إليّ بصري سأرضى بكَ يا قدري وسأقضي معك عمري لكن .. من

    يعطيني عينيه وأيُّ ليلِ يبقى لديه وفي يومٍ جاءها مُسرِعاً أبشري قد وجدّتُ المُتبرِّعا وستبصرين ما خلق اللهُ وأبدعا وستوفين بوعدكِ لي وتكونين زوجةً لي ويوم فتحت أعيُنها

    كان واقفاَ يمسُك يدها رأتهُ فدوت صرختُها أأنت أيضاً أعمى؟! وبكت حظها الشُؤمَ قال لا تحزني يا حبيبتي ستكونين عيوني ودليلتي فمتى تصيرين زوجتي؟ قالت أأنا

    أتزوّجُ ضريراً وقد أصبحتُ اليومَ بصيراً فبكى وقال سامحيني من أنا لتتزوّجيني ولكن قبل أن تترُكيني أريدُ منكِ أن تعديني أن تعتني جيداً بعيوني

  7. #47
    من المشرفين القدامى
    ماتت أم لطفل لم يتجاوز السابعة من عمره ، فتزوج أبوه امرأة أخرى ، وسأل ابنه ذات يوم : ما الفرق بين أمك القديمة وأمك الجديدة؟
    ‎فرد عليه الصغير بكل براءة : كانت أمي الحقيقي تكذب عليّ ، أما أمي الجديدة فصادقة !
    ‎تعجب الأب من كلام ابنه ورمقه بنظرات الدهشة والاستغراب وسأله : كيف هذا ؟
    ‎فقال الصغير : عندما كنت ألعب وأُغضب أمي كانت تقول لي : إذا لم تنته من ارتكابك الفوضى فلن أُطعمك ! ... ولكني لم أكن آبه لقولها ، لأني كنت أعرف أنها ستناديني إلى المطبخ رغم ذلك وتطعمني !
    ‎أما الآن عندما ألعب تقول لي أمي الجديدة : إذا لم تنته عن اللعب فلن أُطعمك ! .. وها أنا جائع منذ يومين.
    هل هنالك من يعوض الأم؟؟

  8. #48
    من المشرفين القدامى
    رواية:
    الغريب_المتأنق
    الجزء_الأول

    مالت الشمس نحو المغيب..... كل سكان الريف يدخلون منازلها و يضؤونا القناديل و يتجمعون حول الموقد أو قدر الطعام، أما أنا و أمي ندخل منزلنا الصغير، تجلس أمي قرب الموقد و في يدها مغزل الصوف فتارة تغزل صوفها لتصنع منه الأغطية و تارة أخرى تضع الحطب كي لا تطفئ النار فنحن في فصل الشتاء. فحين أنا أستلقي على السرير لقد تعبت من كثرة الوقوف على حافة الطريق أبيع الخبز و الأغطية الصوفية و في المساء أعمل في ضيعة عمي، كل هذا من أجل توفير لقمة العيش لي و لأمي و ذلك منذ مرض أبي و لم يقدر على مزاولة عمله حينها إنقطعت عن الدراسة و لم أتجاوز السادسة عشرة من عمري و بدأت بمساعدة والدي ....أحيانا أنام و أنا أراقب صورة أبي المعلقة على الحائط رحمه الله.
    ذات يوما بينما أقف على حافة الطريق، إذا بسيارة سوداء تقف أمامي بها شخصا غريب يرتدي ملابس غريبة و كأنه ذاهبا إلى حفل تنكري قطع تأملي قائلا:صباح الخير أيتها الجميلة.
    صباح الخير سيدي تفضل ماذا تريد قطعة خبزا أما غطاء صوفيا؟
    تبسم :أريدك أنتِ
    تفاجأت من رده أجمعت يدي حول صدري لا أريد أن يدرك الخوف الذي تسلل إلى قلبي أين أنتِ يا أمي؟ أين أنت يا أبي؟
    ما بكِ أمزح معك نوليني قطعة خبزا و غطاءا.
    أخذت ما طلب و تقدمت نحوه بخطى ثابتة, إن نظراته المدققة في تفاصيلي تزيد في ارتجاف يدي فإذا بيده تلمس يدي و أخذ مني الخبز و غطاء و أعطاني باليد الأخرى النقود ثم انطلقت السيارة مسرعة .....لم أتمكن حتى من معرفة وجهه كان يضع قبعة كادت تغطي كامل الوجه، قالت في نفسي الحمد الله و أخيرا ذهب كاد يتسبب لي بجلطة من شدة الخوف ها أنا أتنفس الصعداء .
    الشمس في كبد السماء يحب علي العودة إلى المنزل لأتناول الغداء و أذهب إلى الضيعة لأقوم بمهامي. حين وصلي المنزل جلست مع أمي أروي لها ما حدث على قارعة الطريق، إنها كالعادة تربط على كتفي و تضمني إلى صدرها -لا تقلقي حبيبتي امك هنا لن يأخذك منها أحد .
    علما أني كنت مخطوبة لشخصا لما ألمحه إلاّ مرتين أو ثلاثة طيلة سنة عرضه عمي على أمي بعد أشهر من وفاتي أبي بتعلة أني كبرت و أحتاج لمن يحميني عوض أبي و يرعاني أنا و أمي لكني لم أكترث لهذا أبدا همي الواحد أمي.
    إننفضت من مكاني بعدما نلت من حناني أمي ما يكفي فقد حان وقت الذهاب إلى عملي الثاني. تركت أمي تحضر كمية الصوف التي ستغزلها الليلة و اوصيتها أن تعد لي حساء الخضار فالطقس بارد هذا اليوم أنه شهر يناير.
    مرت ثلاثة أيام....اليوم يوم عيد ميلادي لقد أتممت الواحد و العشرون سنة لقد ظهرت الشيب في رأسي هل هذا ما تسمنه أمي "بشيب السعد" لأني لم ألمح إلى حد الآن هذا "السعد" و لم أعد أهتم لهذا الأمر. ها أنا متوجهة إلى الطريق أين أبيع بضاعتي على كتفي الأغطية الصوفية و في يدي قفصة الخبز، بدأت السيارات بالعبور رغم برودة الطقس، جلست بقرب من البضاعة و أخذت غطاءا من بين الأغطية لألتفى به. و إذا بنفس السيارة تقف أمامي و أنه الشخص ذاته ينزل من مقعده و يقترب مني هذه المرة يرتدي ثياب سوداء و يضع نظارات يشبه شرطيا في مهمة خاصة.
    -صباح الخير يا فرح.....كيف حالك اليوم؟
    انتابني الخوف أكثر من المرة السابقة، تتسارع نبضات قلبي... إن ما يخفني هو نظراته لي، لم يكشف من وجهه سوى وجنته المحمرة من البرد حتى يده وضعها داخل قفازات صوفية.
    -أنت مجددا ! كيف عرفت إسمي ؟ حقاً ماذا تريد ؟ أأعجبك الخبز و عدت لتأخذ منه ثانية.
    انفجر في رأسي بركانا من التساؤلات و الأفكار و إذا بصوته الحاد يقطع أفكاري.
    -فرح أريد شراء قفة الخبز ناوليني إياها.
    لم أتكلم.....فتقدم بنفسه و حملها إلى السيارة ثم عاد بيده علبة صغيرة وضعها بين يدي الباردتين و انطلق مسرعا نحو سيارته ثم غادر المكان. أحسست أنه يشفق علي، على حالي لأن البنات في مثل عمري أم يدرسون في الجامعة أم في منازلهم ينعمون بالراحة و الدفء . و إذا بي أعودُ إلى منزلي مسرعة و كأن ليثا يطاردني، وصلت أخيرا، لقد هلعت أمي لحالي كنت ألهث... كأني أتلفظ أخر أنفاسي...قدمت لي كوب من الماء شربت قليلا ثم مسكت يد أمي و بدأت أروي لها أنّ هذا الشخص يعرف إسمي يناديني فرح.
    -أمي أنا خائفة أعتقد أنه يخطط لشيء، أنه سيأذني...
    -ابنتي أنتي عزائي الوحيد بعد أبوك لم أتحمل آن أصابكِ مكروه.
    -عزيزتي... أمي ما رأيك أن أقبل عرض زوجة عمي كمعينة لها في منزلها عوض بيع الخبز على قارعة الطريق....فالطريق أصبح يخيفني.
    -زوجة عمك.....لا تريد لك سوى الإهانة فهي ستعملكِ أكيد بقسوة سنكتفي بعملك في الضيعة.
    -أمي حبيبتي سأعمل و أتحمل من أجلك كل شيء لا تقلقي.
    -بالنسبة الخبز و الأغطية الصوفية سأجد حال بإذن الله.
    و أخيرا اتفقنا أنا و أمي على هذا الأمر.....و مضى أسبوعين منذ بدأت العمل في منزل عمي ، إن معاملة زوجته قاسية و طلباتها لا تنتهي .
    لقد تعبت و حان وقت العودة إلى المنزل فأمي في إنتظاري لا يهنىء لها بال سوى عند رأيتي، استلقيت في فراشي بعد تناول الطعام ثم تذكرت تلك العلبة التي وضعتها في حزانتي وقفت لأفتحها و كانت المفأجاة : يا إلهي ما هذا.........

    يتبع الجزء_الثاني

  9. #49
    من المشرفين القدامى
    رواية:
    الغريب_المتأنق
    الجزء_الثاني(2)

    لقد تعبت و حان وقت العودة إلى المنزل فأمي في إنتظاري لا يهنىء لها بال سوى عند رأيتي، استلقيت في فراشي بعد تناول الطعام ثم تذكرت تلك العلبة التي وضعتها في حزانتي وقفت لأفتحها و كانت المفأجاة : يا إلهي ما هذا.......
    -أمي.....أمي.....تعالي بسرعة.....هيّا.
    -ما بكِ؟ لماذا كل هذا الصراخ.
    -أمي.....تذكرين تلك العلبة التي كانت معي يوم عدتُ من الطريق...إنّها العلبة التي قدمها لي ذلك الغريب لم أفتحها لأكتشف ما بداخلها....ضننت أنّ بها نقود لأني لم يخطر لي أن أجد ما وجدته.....انظري.
    -آه.....كيف حصل هذا ؟ لقد....
    -لقد فقدناهم أيام وفاتي أبي... إنهم عقدكِ المرصع و إسوارتي من ذهب إنها هدية أبي الأولى و الأخيرة.
    -ابنتي.....كيف وصلوا إلى يد هذا الغريب.
    -لا أعلم..... أمي حبيبتي هناك من انتهز الفرصة يوم وفاة أبي وأخذهم.
    -حسبي الله ونعم الوكيل.... لم يرأف لحالنا.
    -أمي.....يجب أن أقابل هذا الشاب... أريد أن أفهم الحكاية.... إنه يعرف إسمي و يعرف أن العقد و إسوارة لي من أين له كل هذه المعلومات ؟ من هذا الشاب؟
    -إهدأي يا وحيدتي...
    -أخشى أن يكون هناك من يدبر لنا المكائد....أخشى أن تكون حياتنا في خطر....
    تنهدت أمي ثم وضعت العلبة في يدي و قالت: لكِ حرية التصرف، منذ صغركِ حكيمة في أفكاركِ ....أبوكِ رحمه الله كان يقول ثقي في ما تفعله فرح. ثم خرجت .
    لا أعلم ماذا أفعل لكن شكرا لأنه أعاد لي شيء ثميناً ذكرى من والدي حبيبي.
    إنقضى الليل و لم يغمض لي جفنا لقد مرّ أمامي شريط حياتي، حاولت أن أتذكر من كان معنا يوم وفاة و دفن حبيب قلبي، لم أستطيع أن أتذكر كثيرا لأني فقدت الوعي بعد ساعات من البكاء.....عمي كان منشغلاً طوال الوقت بتنظيم لوزام الدفن و إستقبال الجيران و الناس أما زوجته كانت تجلس مع النسوة.... بعد إغمائي حملتني جارتنا إلى بيتها كيف لي أن أنسى مدللي.....فخبر وفاته كان مثل الصاعقة نزلت على رأسي يومها كنت أبيع الخبز و الأغطية الصوفية حين أخبرني أحد أطفال الجيران أن أمي تطلب مني العودة إلى المنزل حالاً أبوك يودّع الحياة.....لم أقدر حتى على حمل الأغراض تركتُ كل شيء و هرعت إلى البيت...لقد مات بين يدي.....مات يوصني أن أحذر من كل الناس أن أعتني بِقرّة عينيه أمي..... يا لها من ذكرى مألمة ألمّت بي و بأمي...
    تعالت أصوات ديوك ، إنه وقت الفجر، نهضت كالعادة توضئت لأصلي الفجر، بعد أن قامت بترتيب فراشي ثم توجهت نحو المطبخ لأعد الخبز، لأني سأعود لعملي القديم سأعود إلى القارعة الطريق لعلي ألتقي ذلك الشخص المتأنق ثم نهضت أمي لنفطر سوياً ثم توجهت إلى مقصُدي ، وضعت بضاعتي على جانب الطريق و حين هممت بالجلوس على الصخرة لمحت ورقة ممزقة إلى أجزاء صغيرة بجانبها ، إنّ صاحبها أتلفها....إلا إني تمكنت من تكوين جملة فقط و ذلك بتقريب جزئين من الورقة كتب عليها "فرح لا تظني بي سوءًا " إذن الرسالة لي أكيد أنه هو من ترك ذاك المتأنق كان قد كتبها لي لكنه ندم فمزقها.
    كيف لا أظن بك سواء و أنت لغز بالنسبة لي؟ كيف يمكن أنّ يكون قد حصل هذا ؟ من أين له بالعقد و الإسوارة؟
    جلست مكاني، أترقب الطريق السيارة تلو الأخرى لعله يأتي اليوم و برأسي تدور أفكارٍ قد شتت تركيزي.
    -يا الله من يكون قد سرقنا؟ من يكون الذي تعد على حرمة منزلنا ؟
    مرّ شهرا و أنا على نفس الوتيرة أنتظر مجيئه لكن دون جدوى، لكن اليأس لم يدّب في نفسي يوما سأنتظر ولو سنة من أجل معرفة الحقيقة لأن الغريب لا يمكنه سرقتنا .
    سأنتظرك....... سأنتظر مجيئك.......
    في الآونة الأخيرة، أصبح عمي يتردد كثيرا على منزلنا و هو ما أقلقني و حيّر أمي و معه حقيبقة مليئة بالأوراق و مرّة أتى صحبة محامي ، إن عمي متعلم مستواه تعليم إبتدائي مع ذلك أصبح خبير في قيس الأراضي نظرا لتجربته الطويلة في المجال الفلاحي، إنه يريد مني أنا و أمي أن نوقع على أوراق الملكية تخص قطع من الأراضي تركها لنا أبي إحداهما بني عليها منزلنا من أجل إقامة مشروعه ، و يقول أنه سيأخذنا للعيش معه، رفضنا و كنا نرفض في كل مرّة يأتي و يناقشنا في الموضوع، حينها بدأت ألاحظ الغضب و نظراته الغريبة في عيناه، كنت أرفض لسبب واحد هو أني أعلم نوايا عمي و زوجته يريد الإستلاء على كل شيء أين سنذهب أنا و أمي إن طردنا من منزلنا. كيف له أن يفكر في شيء مثل هذا ؟ أتذكر أنّه إقتراح الإقتراح على والدي و رفض فكيف لي أن أوافق.
    -يا الله من ناحية غريب يعيد لنا أشياءنا و من ناحية أخرى عمي يريد أن يأخذ من أرضنا، منزلنا....
    إنشغلت بالتفكير حتى أخذني النعاس ، مع ذلك يضيق خاطري بين الدقيقة و الأخرى و كأن يدين تخنقني و الأكسجين في الغرفة لم يعد يكفي رئتاي...... أني أختنق....فارتديت معطفي الصوفي ووضعت حجابي على رأسي ثم إندفعت إلى الخارج بخطى ثقيلة . لا أريد أن ازعج أمي إن أخبرتها لن تنام ، ستقضي الليلة كاملة جالسة معي ترعاني بعينها و ترفع يدها نحو السماء تدعو الرحمان الكريم....تخاف عليّ من البرد، من النسيم، و إن مرضت قليلاً باتت ساهرة حتى الصباح لهذا السبب لاأريد الزواج و لست متحمسة للفكرة أبداً ينتابني شعوراً غريباً أنّ هذا الذي خاطبني إنساناً سيءً، أود البقاء بجانب أمي حبيبتي أرعاها ما دامت حية. الجو بارد في الخارج، النسيم عليل، سأجلس أمام المنزل فرفعت رأسي أتأمل النجوم المنتثرة أنها قليلة ٧،٦،٥،٤،٣،٢،١ إنها ٧ نجمات فقط، إحدهما نجمة أبي حبيب قلبي هكذا أمي تقولُ لي دائما.
    فجأة ، أحسست بخطى تقترب مني ........

    يتبع الجزء_الثالث أحداث مشوقة ستعاني فرح الأمريّن ليت حياتها مثل اسمها كلها فرحة.

  10. #50
    من المشرفين القدامى
    رواية:
    الغريب_المتأنق
    الجزء_الثالث


    فجأة ، أحسست بخطى تقترب مني ........
    أحدهم يضع يده على فمي و أخر يمسك يداي و يربطهم بحبلا ثم ينزع يده في سرعة البرق فيعوضها بقطعة من القماش على فمي و أنفي لم أقدر على الصياح ، تجمد الدم في عروقي لم أفهم ما الذي يحصل ؟ تشابكت عقدة الخوف في فؤادي.
    -أمي...أمي.....كلمات أرددها في إختناق تام، أنهم يحملني بعيدا عن منزلي حافية القدمين... قاومت بكل ما أوتيت من قوة أنهم أقوياء... تركت نعلي أمام المنزل كإشارة لأمي فهي تعلم أني أكره السير حافية لماذا إنقلبت حياتي رأسا على عقب؟
    كانوا يمسكوني بقوة من ذراعي، لقد إبتعدنا على المنزل و لم ينطقوا بكلمة واحدة و قطعة القماش هذهِ تخنقني لم أستطيع الإفلات من قبضتهم .
    اتمتم في نفسي : لماذا لم تستيقظ أمي .... أ لم ينبها شعور أنّ فلذة كبدها و وحيدتها قد إختطفتْ .
    -هذه الحمقاء....أفسدت على كل مخططاتي....إنها الحجر الوحيد الذي يقف في طريقي.
    قال أحدهم هذه الكلمات فعلمت من صوته أنه عمي، هذا لا يعقل....صُدمْتُ.
    -منذ أيام حاولت أنّ أقنعها بإمضاء على أوراق الملكية ليصبح لي حرية التصرف في الأراضي و ذلك من أجل مشروعي إنّه إستثمار انتظره منذ وقتاً طويلاً لكنها رفضت رغم إلحاحي و إقناعي لهما.
    أيقنت أنّه خطفني لأجل هذا لكن من معه ؟ من يشاركه ؟
    -لم أكن أنوي خطبتها أبداً، لولا إقناعكَ أن أباها ترك لها قطع من الأراضي و يمكننا إستغلالها عند زواجنا.
    - يجب أن نتخلص منها أو أجعلها توقع على كل الأوراق بأي طريقة، لا بّد من فعل شيء يجعلها تخضع لما أريد.
    لقد مضت حوالي ساعة على إختطافي، إستيقظت أمي، فإلتفت إلى سريري لم تجدني ضنت أني في المطبخ فطرقت الباب : فرح....أين أنتِ؟ لا أحد يجيب.
    راحت تبحث حتى وقفت أمام المنزل، إذا بها تلمح نعلي ملقى على الأرض،فأخذته في يدها و بدأت الأسئلة تشن إشاراتها في عقلي والدتي.....أنه نعال فرح أين يمكن أن تكون في هذا الوقت المتأخر؟ فرح تكره المشي حافية القدمين، أجهشت بالبكاء والصراخ.
    -فرح....لقد إختفت....
    و بدأت بالطواف أمام المنزل ذهاباً و إياباً و تلحم يديها المرتجفتين ببعضهما قلقا عليّ و تطلب من الله أن يسلمني من كل أذى.

    في منطقة ما..... في وسط الغابة.....و على كرسي خشبي في كوخاً تنفذ منه رأئحة كريهة، أجبرني على الجلوس و قيدُ معصمي إلى الخلف بحبل متين خشية الهروب....و قد صار حجابي رداء لعيني اللتين طافت بالدموع....إني مقيدة بشكل يجعلني غير قادرة على الفرار.
    -أين أنا؟
    أصرخ.....جملة أحتمي بها بعد أن انتشل أحدهم القماش لذي كان على فمي و لعلي أجد إجابة، فيزفر عمي بصوتاً فيه نبرة تهديد:
    -إخرسي.....أياكِ أن أسمع صوتكِ مرّة ثانية.
    كانت تلك الجملة حافزًا بأنّ أصرخ أكثر:
    -ساعدوني أنا مخطوفة.....هل من أحد هنا؟ لقد خطفني عمي.
    علا صوت الضحك بعد تحاور عمي و مساعده و قال:
    -لا أنصحكِ بالصراخ لأنكِ ستتعبين حنجرتكِ دون فائدة.....ليس بأحد في هذه الغابة سوى نحن الثلاثة.
    - أمي.....إنقذيني.....يا الله كن في عوني.
    و مرّت أمر اللحظات...يوم على غيابي و كأنه سنة في هذا السجن....أمي تدهور حالها لفرط قلقها و قد استنجدت بعمي و الجيران من أجل البحث عليّ لكن دون جدوى لم تطول مدّة البحث و عادوا متأسفين وهو ما زاد في تعكر حالتها الصحية فإظطرت إلى الإنتقال إلى منزل جارتنا كيف لخاطف أنّ يدّل على مكان جريمته؟

    و الآن قد مضى يومان....إمتنعت على الأكل والشرب والنوم ....و إنتشار خبر إختفائي في كل أرجاء، و في أثناء كان عمي ينتظر قدوم المحامي أو عدل التنفيذ هكذا فهمت من كلامهما و حواراتهما الغير مفهومة أحيانا.
    كانا يتناوبان على حراسة هذا القبر السطحي على وجه الأرض، ليتني علمت حقيقة طامعهما و خططهما منذ البداية.
    لقد فقدت صوتي من كثرة الصراخ عسى أن اظفر بمساعد أو منقذ، إضافة إلى دموعي التي جفت، قد أفصحت عن كل ذرّة خوف دسّت في فؤادي ليس من أجلي نفسي لكن من أجل قرّة عيني....أمي ستمرض لغيابي.
    يتقدم مني عمي رافعاً يده في وجه قائلاً:
    -إسمعي ستعودي إلى منزلكِ و لحضن أمكِ الغبية بشرطا واحد هو أن توقعي على الأوراق، غير هذا لن تعودي.....
    - أي قلباً تملك انت...استحي أنّ أناديك "يا عمي"، كيف تسمح لنفسكَ بالقيام بهذا ؟ حسبتكَ مساعدي بعد وفاتي والدي.
    -لأجلي مصلحتي.....لأجلي مكانتي....لا أهتم بالقرابة التي تجمعنا...لا أكترث لهذا أبدا.
    بدأت أصرخ
    -لن أوقع على أي ورقة.....لن أوقع....
    إذا بعمي الذي معه يضع القماش مرّة أخرى على فمي ثم يجلس على الكرسي المقابل لي.

    أنّه اليوم الثالث على التوالي، و الحال على ما هو....بل و إلى الأسوأ لم أعد قادرة على المقاوم.....لم أعد أعي ما يحصل من حولي.
    في منتصف الليل و في العتمة القاتمة ،إذ بهاتف الشاب يرن فخرج مسرعاً.........بضع ثواني ......و فتح الباب ذاك الهمجي المتهور بقدمه القوية بشكل أفزعني ما ذلك لم أستطيع النظر إليه شبه مدركة ثم أغلقه و ركض إلي في سرعة البراق....
    -بسرعة....ساعدني المنطقة محاصرة يحب أن نهرب من هنا......أحدهم علما بمكاني فرح.
    و بدأ بفكّ العقد و قطع الحبل و أنا لست على ما يرام....ماذا بوسعي أن أفعل؟
    لم يسعهم الوقت للهروب....أصوات بالخارج و أحدهم يقول:
    أقتحم هذا الكوخ........
    حينها فقدت الوعي تماماً.................

    يتبع الجزء الرابع و الأخير

صفحة 5 من 8 الأولىالأولى ... 34 567 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال