صفحة 1 من 8 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 80
الموضوع:

روايات صغيرة

الزوار من محركات البحث: 499 المشاهدات : 4482 الردود: 79
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: Iraq-wasit
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 44,627 المواضيع: 6,184
    صوتيات: 286 سوالف عراقية: 3
    التقييم: 80855
    مزاجي: بشوش يعني مبتسم
    المهنة: موظف
    أكلتي المفضلة: المشاوي
    موبايلي: +galaxy note10
    آخر نشاط: منذ 2 ساعات
    مقالات المدونة: 2

    روايات صغيرة


    لديكم قصص صغيرة روايات شاركونا لنقرأ معكم



    - بعد أربع و عشرون ساعة من إتفاقهما على الفراق و مراقبة الظهور والاختفاء الإلكتروني .. ارسلت له رساله نصيه تقول :

    " مساء الخير .. اليوم أختي الصغيره التي تحبها قد أكملت العامان ..
    كما أن اخي الذي يكبرها بثلاثة أعوام قد علمها العد حتى خمسه ..
    - اعلم جيدا اننا افترقنا ولكنني قد اعتدت ان أشاركك كل شي فاستصعب علي الأمر.. المعذره "

    ( - زر الإرسال .. تم الاستلام .. تمت القراءة )

    أغلقت إضاءة الهاتف ثم بدأت بمعاتبة نفسها وتقول :
    - اللعنه .. ما كان علي ان أرسل له .. لقد افترقنا و يجب على قلبي فهم هذا ..

    فـأضاء الهاتف معلناً استقبال رساله .. فتحتها بشغف و فضول في معرفة ما قد تكون ردة فعله .. فقال :

    " مساء النور

    الم أقل لك ان أختك ملاك؟ !
    فأنا أحبها لأنها تربطني بك

    و لأنني كلما نظرت إليها أرى الحب الذي اكنه لكِ وارى الاحلام التي كنت أحلم ان أراها فيكي ..
    - أما بعد .. فإن المشاكل لا تفرقنا بل ستزيد الرابط الذي بيننا

    أما قبل .. فلا تظني أن الاربعة وعشرون ساعة مرت علي دون التفكير بك .. أتقبلين مسامحتي ؟ "

    دمعت عيناها بكل لطف و أحتضنت الهاتف نحو صدرها قائله :

    الحب الحقيقي لا يموت ..

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    عندما تقدّم لخطبتي الشخص الذي أحبّه، عارض الجميع.
    أبي لم يقبل به بذريعة أنّه فقير وبيته أجار.
    أمي رفضته بحجّة أنّه صغير، على الزوج أن يكبر زوجته بعشر أعوام هكذا أخبرتني(هو يكبرني بسنتين).
    أخي رفضه لأنه يريد أن يزوّجني لصديقه الغني.
    أختي الكبيرة عارضت لأنّه أوسم من زوجها والصغرى عارضت لأنّه متفوّق عليها دراسياً.
    وأنا؟
    لم يكترث أحد لرأيي، كانوا يرفضون كأنّه يتقدّم لهم وليس لي، يرفضون وكأنّهم من سيتزوج وليس أنا.
    إياد حبيبي ...
    أعرفه منذ ثلاث سنوات وألف مشكلة.
    كان بجانبي أكثر من الجميع، كان سند لي أكثر من كلّ أهلي، وحده وقف بظهري بكل انكساراتي، وحده تحمّل حزني قبل فرحي، كان الجميع يمقت اكتئابي وحده من عالجه.
    إياد الذي أحبني دوناً عن كلّ الفتيات الأجمل مني، وحده من لا يفوّت عيد ميلادي منذ أن تقابلنا، هو الرجل الذي يجعلني أشعر أنّني معه ولو بيننا ألف سور.
    رفضه الجميع، قتلوني ساعتها.
    حرموني منه...
    فكرة الهرب معه لم تكن واردة، لم يستسلم إياد تقدّم لخطبتي أكثر من خمس مرات وكلّها باءت بالفشل.
    اليوم بعد عشر سنوات لا زلتُ كما أنا، عانس في نظر أهلي والمجتمع، عاشقة وفيّة في قلب إياد ولا يهمني غيره أصلاً.
    ها هي أمي تبكي على حالي كلّ يوم، وأبي يشعر بالندم، إخوتي يعلمون أنّني سأبقى لأخر العمر حِملاً ثقيلاً عليهم ويريدون التخلص منّي.
    غداً سيتقدم إياد لخطبتي...
    إياد الذي لا زلت أحبّه ويحبني مع أنّه تزوّج ابنة عمه إرضاءً لوالده فقط بعد الكثير من المشاكل.
    توفيّت زوجته من سنتين ولديه طفلة صغيرة
    صحيح أنني سأكون زوجة ثانية وسأربّي طفلة ليست من رحمي، لكنها ابنة الرجل الوحيد الذي أحببته وأحبني، حتّى لو تزوّج غيري أعلم بداخلي أنني لم أفارق قلبه ولو لثانية، في ليلة عرسه أرسل لي: أحبّكَ، ويصعب عليّ أن أكون زوجاً لغيرك، ويداي ترتجف من فكرة أنني سألمس غيركِ الليلة، لكن أريدكِ أن تعلمي أنّكِ عروستي ولو بعد حين حتّى لو بلغتِ الخمسين، أنتِ لي وأنا لكِ رغم أنف الجميع.

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    ﺟَﻠﺴَﺖ ﺑﻤُﻔﺮﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺎﻭلة لمدة ساعة وكأنّها تنتظر ﺻَﺪﻳﻘﻬﺎ ﺃﻭ ﺣﺒِﻴﺒﻬﺎ .. ﻻ ﺃَعلم، ﻓﺄَﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺟﻠِﺲُ ﺑﺠِﻮﺍﺭِﻫﺎ ﻋﻠﻰ طاولةٍ ﺃﺧﺮﻯ..!

    ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺷﺪّ إﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﺃَﻧﻬﺎ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺳﺎﻋَﺘِﻬﺎ ﻛﻞ دقِيقة ﺭﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﺄَﺧّﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮًا..
    ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻃَﻠﺒﺖ ﻛﻮبا ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻟﻨﻔﺴِﻬﺎ..
    ﺷﺪّني تِلك اللمعَة ﻓﻰ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﻜُﻮﻥ دمعة، ﻻ ﺃﻋﺮﻑ..

    أﻧﺎ ﺃﻳﻀﺂ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺘﻈﺮ شخصًا ﺁﺧﺮ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘَﺄﺧﺮ بل ﻟﻢ ﻳﺄﺗِﻲ أﺑﺪﺁ ﻓﻘﺪ ﺭﺣَﻞ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ طوِيل
    ﻭَﻣِﻦ ﻋﺎﺩﺗﻲ ﺃﻥ ﺁﺗﻲَ إﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ لآخر كي ﺃﺳﺘﻌﻴﺪ ﺫﻛﺮﻳﺎتي..

    بدَأت ﺍﻟﻔﺘﺎة ﺗﺒﻜﻲ بِحُرقة فأﺗﻰ إﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺫﻝ ﻭ ﻭَﺿﻊ ﺃﻣَﺎﻣﻬﺎ ﻣﻨﺎﺩِﻳﻞ ﻭرَقية ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻔﻮّﻩ بكلمة ﻭﺍﺣﺪة،
    ﻭ ﻧﻈﺮ إلي ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ٱﻋﺘﺎﺩ ﻋﻠَﻰ ﺫﻟﻚ؛
    ﻓﺬَﻫﺒﺖُ إﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺫﻝ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺤﺪِﻳﺚ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎة.؟
    ﻗﻠﺖ ﻧﻌﻢ.!
    ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺻﺪﻳﻘﻬﺎ "ﻣﺎﺕ" ..!
    ﻭ ﻫﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻫﻨﺎ ﻟﺘﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺣﻴﻠﻪ.؛
    ﺃﺩﺭﺕ ﻭﺟﻬﻲ ﻷﺭﻯ ﺍﻟﻔﺘَـﺎﺓ ﻭ ﻟﻢ ﺃﺟﺪﻫﺎ ﻓﻨﻈﺮﺕُ إلى ﺍﻟﻨﺎﺫﻝ ﻭ ﻟﻢ ﺃﺟﺪﻩ أيضا، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺣﺪ ﺑﺎﻟﻤﻘﻬﻰ ﻏﻴﺮﻱ، ذﻫﺒﺖ مسْرعًا إﻟﻰ ﺩﻭﺭﺓ المياه ﻷﻏﺴﻞ ﻭﺟﻬﻲ ﻭ ﻭﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺪ إنعكاسي فيها ﻓﺄﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩًا ﺃيضًا .. ﺃﻧــﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸـﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎة..!
    أنا في العَدم الآن ..!

  4. #4
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: June-2016
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 6,653 المواضيع: 190
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 6317
    مزاجي: هادئ
    آخر نشاط: 28/June/2024
    مقالات المدونة: 17
    متابع مع خالص
    ودي وكل تقديري

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    فلسفة نص
    تاريخ التسجيل: December-2014
    الدولة: بلاد الرافدين
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 18,275 المواضيع: 1,547
    صوتيات: 197 سوالف عراقية: 329
    التقييم: 13333
    مزاجي: هادئ
    المهنة: أعمال حره
    أكلتي المفضلة: تمن ومرق
    موبايلي: Honor 10X Lite
    آخر نشاط: منذ 3 يوم
    مقالات المدونة: 102
    متابع رائع جداً

  6. #6
    من المشرفين القدامى
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المتوكل علي مشاهدة المشاركة
    متابع مخلص
    ودي وكل تقديري
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن هاشم مشاهدة المشاركة
    متابع رائع جداً
    منورين اعزائي يسعدني تواجدكم

  7. #7
    من المشرفين القدامى
    - أتُحبها ؟
    = لا أدري ..
    ولكن غيابها يجعل وجوه الناس شاحبة ..
    ورائحة الهواء مُغبرة ..
    - إذاً فأنت تُحبها !
    = دعك من تضخيم الأمر ..
    فقط غيبتها تبدو كثقب أسود يبتلع ألوان الكون حين يطل عليّ ، ثم يعيد ما اختلسه من البهجة حين تعود !
    - بالتأكيد أنت تُحبها !
    دعنا لا نتسرع في الحكم ، رجاءاً ..
    كل ما في الأمر أن غيابُها .. غربتي !!

    - د/ أحمد خالد توفيق

  8. #8
    من المشرفين القدامى
    بعد عَقد قرانها مُباشرةً أصابها الألم والمرض، واصفرَّ وجهُها وَذَبُلت ، فذهبت إلى الطَبيبة لتطمئن فكانت المُفاجئة أَن قالت لَها " أنَّ الرّحم يكاد يكون مشقوق نِصفين
    - الوصف الذي قالتهُ لي - ، وَلن تستطيع الحَمل "

    خرجت مِن المُستشفى وكُل ما يجول في خاطرها تُرى كيف سأقول هذا لزوجي ، وهل سيترُكني !؟ أنا أُحبّه بشدَّة فماذا أفعل !

    أمسكت بهاتِفها وحاولت الإتصال بهِ ، وبعد أكثر مِن مُحاولة أجابها وأخبرتهُ بكُل شيء ، فكان ردّه صادمًا بالنِّسبة لها ، قال لَها : وأنا لَن أستطيع أن أُكمل معكِ.

    انعقد لسانها ، حتّى كلمات الغَزل التي اعتادت أن تقولها لَهُ في كُل مكالمة ؛ لَم تستطع البوح بِها فَصمتت ، وانتظرت مِنهُ أن يُخبرها أنّه يَمزح ، وأن يُخبرها بموعد الزفاف ، ويَطلُب مِنها أن تُرسل لهُ صورتها بالفستان ، ويُخبرها أيّهم أجملُ عليها ، لكنّها فوجئت بالطّلاق ، لم تَتحمّل الصمود كثيرًا ووقعت مغشيًا عليها.

    عندما أفاقت وجدت نفسها في المَنزل ، وأُمّها تُربّت على يدها ، وَ تُقبّل رأسها ، أخذت الفتاة تبكي بشدّة وتقول :
    تَركني يا أُمي وأنا في أمسّ الحاجة إليه.

    - لا بأس يا حَبيبتي ، كُلما جاءت الخيباتُ باكراً كلما صار ترميمها أسهل، نظَر هو إلى أسباب الدُّنيا والطّب، ولم يَنظُر إلى قوّة الرّب.

    - هَل كان عليَّ فعلُ شيءٍ يا أُمي ؟

    - لا بُنيَّتي ، يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ؟
    قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ، عليكِ فقط أن تعودي كَما كُنتِ.

    - وَلكنّي أُحبّهُ.

    - واللّٰه يَعلم مَن هو الأصلحُ بِحُبّك.

    - والزفاف !

    - اصبري واحتسبي، فَمَن للصبرِ غيرك ؟

    مرّت الأيام والشهور ، وتحسَّنت صِحتها قليلًا ، ولكنَّ الحَمل كان مُستحيلًا - كما كانوا يَقولون -.

    وبعد عام تَقدَّم لَها شاب ذو خُلقٍ ودين ، رفضتهُ خوفًا مِن أن يُترك قَلبها ثانيةً ، ولكّنهُ تقدّم مرة أُخرى فوافقت على الجلوس مَعهُ، حدّد والدها الموعد، وفي الرؤية الشرعية قالت لَهُ: لَن أستطيع الإنجاب.

    قال لَها : ما ضيرُ لو أنَّنا توكّلنا على الله الذي يَمنح ويَمنع!

    - لِمَ لا تتزوّج غيري وَتُنجب ؟

    صَمتَ..

    - كيف لعاقلٍ أن يَتزوّج مِن عاقر وهو يعلم أنها لَن تُنجب !

    - تقصدين كيف لعاقل أن يأخُذ بأسباب البشر ويغضُّ الطرفَ عَن المُسبِّب ؟ إن كُنتِ تقصدين هذا فالذي أعطي زكريا سيُعطيني.

    وافقت عليه، وتمَّت الخطبة والزفاف، وبعد أكثر مِن ثلاثة أعوام حَملت في الطفل الأول، شعُرت وكأنَّ الدُّنيا قد أشرقت بالربيعُ في عُمرها ، كانت تذهب لتُحضر مع زوجها ملابس للطفل وتقول لَهُ " أيُّهم أجمل ؛ هذا أم ذاك "
    هل سيكون صبي أم فتاة.
    يُشبِهُني أم يُشبِهُك ؟

    وتأتي المُصيبة الأولى لَها ولم يَستمر الطفل في رَحمها أكثر مِن ستة أشهُر ثُم توفى، فقالت لَزوجها بعد أن أفاقت مِن المرض : ألم أقُل لَك ؟

    ابتسم وقال - ألم يَقُل لكِ " وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ".

    - هَل ستَترُكني ؟

    - نَعم سأترُكك ، وَلكِن عند المَوت، وسأعود لألتقي بِكِ ثانيةً في الجنَّة.

    مرَّ عام وحَملت مرَّة أُخرى ، كانت هذهِ المرَّة خائفة كثيرًا ، فقرَّرت عَدم تَرك الفراش، كانت تُصلي وتنام، وتولّى زوجها خدمتها في هذهِ الفترة ، فقد كان يذهب إلى العَمل ويأتي هو ليُعدّ الطعام، ويُنظّف المَنزل.

    يرى في عينها مدى اشتياقها للطفلِ، وحُبّها الشديد لرؤيته، فيزداد تحمُّلًا لأجلها، وَيزداد قوّة بصبرها ، ولكِن ماشاء اللّٰه كان ، وتوفى الطفل في الرّحم مرّة أُخرى.

    أُصيبت هذهِ المرّة بنوبة مِن الحُزن ، فبدأ زوجها يجلس معها ليُصبّرها ، مرًّة يقول لَها :

    وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
    فَاسْتَجَبْنَا لَهُ..

    وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ.
    فَاسْتَجَبْنَا لَهُ..

    ومرًّة يقول لَها : وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ، فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا..

    ثُم يتسلَّل في الَّليل ويبكي لله عزّ وجلّ ويطلب مِنهُ أن يُراضيها ، قلّ نومه بسبب كثرة قيام الليل لأجلها ، وضعف جَسدهِ مِن كثرة البُكاء وتضرُّعه، وذات يوم وبعد أن قامت مِن فراشها وتحسّنت صحتها ، رأت الضعف الذي حلّ بزوجها ، فقالت لَهُ بصوتٍ مُتحشرج :

    ماذا أصابك ؟

    - كُسر عُكّازي.

    - أي عُكاز ؟

    - أنتِ عُكّازي في الدُّنيا، وعندما أصابك الألم لَم أجد مَن أستندُ عليهِ فَكُسرتُ ، قُلتِ لي ذات يوم لِمَ لا تتزوّج غيري وَتُنجب ؟
    أتتذكّرين هذا السؤال ؟

    - نَعم.

    - لأنَّني أردتُّك، جئتُ لَك أنتِ، لَم أتزوّجك لأجل الإنجاب، أنا تزوّجتك لتشُدِّ أزري، تزوّجتك لأنّي أُحبّك، لو جعلتي الله يَرى صَبرك فقط، لمنّ عليكِ.

    - أنا أصبُر.

    - وكيفَ للصبرِ أن يكونَ صبرًا وهو مُقترنٌّ بسوءِ ظنّ.

    - وماذا أفعل !

    - أُصبري بيقينٍ وبثقةٍ ودُعاء مُضطر، لَقد كان في قَصصهم عِبرة فلِمَ لا تَعتبري ؟ اللّٰه لَم يُخبركِ بكل تلك القصص إلا مِن أجل أن تَصبُري.

    - ولكّن الحَلقُ قد جَف مِن الدُّعاء، ولا أدري ماذا أفعل.

    - اللّٰه لا يُريد مِنكِ أي شيء تقومين بفعله، الله يُريد مِنكِ اليقين فقط ، فَإِذَا فَرَغْتِ فَانصَبِ ، وَإِلَى رَبِّك فَارْغَب كي يسوق إليك سحائب الخيرِ تصُّب عليكِ الغيثُ صبًا ، ولَن تكُن في قُرب رَبِّك شَقِيًّا أبدًا ، قولي اللّٰهم أجرني في مُصيبتي وأخلف لي خيرًا مِنها.

    - هَل سيجبُرني ؟

    - كان حقٌ عليه ذلك، فلا تيأسي مِن روح اللّٰه.

    مَرّ عامين وَحملت بالطّفل الثالث، وَلكِن هذهِ المرّة شاء اللّٰه أن يَمحي أسباب الدُّنيا لأجل صَبرها، وَضعت طفلها الأول ، وخرجت الطبيبة مِن غُرفة العَمليات ، فأراد الزوج أن يطمئنّ على صِحة زوجته وطفله، فسأل الطَبيبة فكان جوابها :

    لا أعلمُ كيف حدثَ ذلك، وكَيف حَملت واستمر حَملها، وَكيف أنجبت طفل بصحة جيدة، وَلَم تُنجب طفلٍ واحد ، بل أنجبت طفلين ، لا أدري كَيف حَملت ، تصدّع القَدر لأجلها ولأجل صَبرها ودُعائها.

    - هل هي بخير ؟

    - أتظنُّ أنَّ معيّة اللّٰه ستَهجُرها بَعد أن جَبر قَلبها ؟
    زوجتك بخير.

    وبعد أن أفاقت مِن البنج ، رأت أُمها فابتسمت وقالت لَها :
    ألم أقُل لَكِ أن اللّٰه أعلم مَن هو الأصلحُ بِحُبّك !
    وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ
    وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ
    وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَنحنُ لَا نَعلم.

    وها أنتِ أُم لإثنين ، فإِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ..

    - القصة حقيقية

  9. #9
    من المشرفين القدامى
    كانت تغيبُ لثلاثةِ أيام متتالية ثم تأتي في اليومِ الرابع لتُعيدَ كتابًا و تستعيرَ آخرا و كنتُ بدوري آخذُ نفسَ الكتابِ الذي تُعيدُه و أنصرفُ بعد مراقبتها و هي تخرجُ من المكتبة كعادتي..

    ذوقها الكلاسيكي رغمَ صِغر سنها يوحِي بالنضجِ، تقرأ لويليام شيكسبير و جاين أوستن.. كنتُ أرى إبتسامتهَا بينَ السطورِ و أشم رائحة خصلاتِ شعرهَا الأشقر في كل ورقةٍ أقلبها..

    كنت أراها في جولييت ! في إيما ! و في كلِّ رواية قرأتها و أزدادُ حبا لشخصهَا بعدَ أن عشقتُ لونَ عينيهَا و أنفهَا الأخنسُ و إبتسامتها الطفولية أول مرة.. أجل خمسةَ عشر رواية كانت كفيلةً بجعلي أقع في غرامها..

    ذات صباحٍ و على غير عادتها إستعارت كتابا و بدلَ أن تخرج جلست إلى إِحدى الطاولات الشاغرة في المكتبةِ تحملُ هاتفهَا و تلتقطُ صورًا للكتاب و تبتسم بينَ الفينَةِ و الأخرى.. إتخذتُ وضعية قُبالتها و رحتُ أختلسُ النظرَات و فِي كل مرةٍ إلتقت فيها عيوننا كانت تُشيحُ بناظريهَا بإستحياءٍ حتى حظيتُ بنظرة سريعة تبعتها إبتسامةٌ لطيفةٌ ترجمها قلبِي بـ '' تعال.. لا تخف ! ''.. أخذتُ نفسا عميقًا و إتجهتُ نحوَها بروية و كلِّي ثقةٌ بأني قد أثرتُ إهتمامها..

    '' صباحُ الخير سيدتي '' قلتُ..

    فردَّت بالمثل راسمةً على مُحياهَا إبتسامةً أخلطت علي أحرفِي و خلقت فجوَة من الصمتِ كان لتزيدَ من وطأة الإحراجِ لولا أن تداركتُ الموقف و إستعدتُ ثقتِي في نفسي و أردفتُ بنبرة متلعثمةٍ :

    '' جميلةٌ هي الكتُب التي تستعيرنها.. ''

    فإبتسمَت مجددًا و قالت :

    '' في الحقيقة هي ليست لي.. بل لأُمي ''

    لحظتهَا حدقتُ مُطولا في عينيها الزرقاوينِ اللذين لطالما وددتُ أن أظفر بهما و كذلكَ سوَّلت لي نفسي فأخذتُ نفسا طويلاً و إبتسمتُ إبتسامةَ المنتصِرِ على نفسهِ و قلتُ :

    '' أخبري أُمَّكِ بأني أحبها '' ..

    ثم إستعارتُ كتابا و إنصرفت

  10. #10
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 6,279 المواضيع: 301
    التقييم: 9948
    آخر نشاط: 30/January/2022
    قصص جدا رائعة
    راح ابقى متابع
    مشكور ابوحسين

صفحة 1 من 8 123 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال