Sun, Feb 17, 2013
ممارسات النظام السابق تطل من باب المحسوبية
تعيين نجل مرسي في «القابضة للمطارات» يفجر عاصفة غضب
البيان
فجّر تعيين عمر نجل الرئيس المصري الحالي محمد مرسي في الشركة القابضة للمطارات عاصفة غضب في الشارع بشكل عام، والشباب العاطلين بشكل خاص، في ظل مخاوف من استنساخ ممارسات النظام السابق التي فجرت الثورة وعلى رأسها «المحسوبية» التي بدأت هذه المرة في وقت مبكر وفي أعلى مراتب السلطة.
وعلى ما يبدو أن الرئيس محمد مرسي لم ينجح حتى الآن في الخروج من عباءة سياسات النظام السابق فراح ينتهج نفس نهجه القديم سياسياً واقتصادياً كما أنه ذهب لـ«تدليل» أبنائه على حساب مشاعر المصريين، فكان آخر ما أثار الجدل في هذا الصدد هو تعيين نجله عمر في الشركة القابضة للمطارات ما اعتبره النشطاء والمراقبون «استغلالًا لمنصبه على خطى وهدي الرئيس السابق حسني مبارك»!، مع الفارق أن الأول كان له غطاء سياسي وبنوع من «التلون» أما تعيين الثاني فكان بصورة مباشرة!.
المحسوبية
وحين انتفض الشباب المصري غاضبين ضد سياسات مُرسي وضد «المحسوبية» التي أزكاها النظام الحالي وتزامناً مع تجاوز نسبة البطالة في مصر الـ13في المئة وفق تأكيدات رئيس مجلس الوزراء نفسه هشام قنديل راح وزير الطيران يُبرر تعيين نجل مُرسي في الشركة القابضة على أنه «جيد في الكمبيوتر واللغة الإنجليزية» ما دفع آلاف الشباب إلى التأكيد على أنهم «خبراء في الكمبيوتر ولغتهم الإنجليزية قوية لكن لا يزالون عاطلين عن العمل»!.. في الوقت الذي أكدوا فيه أن الشركة «لم تفتح باب التعيينات منذ فترة ما يعني أن الباب فتح خصيصاً من أجل نجل الرئيس».
وتزامناً مع ذلك الجدل تداولت أنباء عن تعيين ابنة وزير الداخلية الفريق أول عبدالفتاح السيسي في الشركة نفسها فضلًا عن أنباء أخرى بتعيين ابن أخت الرئيس مُرسي نائباً لرئيس ديوان رئيس الجمهورية، وهي الأنباء التي أثارت الشباب وعزّزت من حالة الغضب التي يعيشونها وفيهم عدد كبير من أنصار التيار الإسلامي الذي أخذ على مرسي تعيين نجله بهذه الصورة «ولم يتقِ مَواطن الشبهات».
وقفات احتجاجية
وفي ردود الفعل، دعا نشطاء إلى تنظيم وقفات احتجاجية أمام وزارة الطيران «طلباً للتعيين أيضاً وللتنديد بالمحسوبية التي تورّط فيها رئيس الجمهورية نفسه»، في الوقت الذي دعا فيه آخرون إلى إجراء مناظرات علمية وعملية في الكمبيوتر واللغة الإنجليزية بين نجل الرئيس وعدد من الشباب لإثبات أن التعيين كان بالمحسوبية أو ما يطلق عليه المصريون «الكوسة».
وكانت «البيان» عقب أيام قليلة من تولي مُرسي الرئاسة، نشرت تقريراً مطولاً ناقشت خلاله تحذيرات المراقبين من بزوغ نجم أبناء مُرسي سياسياً، وذلك في أعقاب الشائعات التي شهدتها مصر بشأن لقاء نجل مرسي لرئيس حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي.
وأبدى خلاله مراقبون تخوفاتهم من إمكانية تكرار مسلسل أو أسطورة أبناء الرئيس السابق حسني مبارك إذ صعد نجم جمال مبارك في الساحة السياسية ما أثار ضجة كبرى بشأن نشاطه السياسي والحال نفسه على الصعيد الاقتصادي بعد بزوغ نجمه هو وأخيه علاء، والسيطرة على عدد من المؤسسات المالية العاملة بعدد من القطاعات الحيوية، حيث قاما باستغلال سلطة والدهما لتحقيق مكاسب ذاتية من خلال التعاون مع عدد من رجال الأعمال.
يشار إلى أن مرسي له من الأبناء خمسة وهم: أحمد ويعمل طبيباً بشرياً في مدينة الهفوف بالمملكة العربية السعودية، والشيماء حاصلة على بكالوريوس علوم جامعة الزقازيق وهي زوجة ابن رئيس مجلس الشورى أحمد فهمي، أما أسامة فحاصل على ليسانس حقوق، وعمر حاصل على بكالوريوس تجارة، والأخير: عبدالله، طالب بالثانوية العامة. ويحمل كل من أحمد والشيماء الجنسية الأميركية نتيجة ولادتهما هناك لظروف عمل مرسي بالولايات المتحدة آنذاك الذي عاد إلى القاهرة وأحمد في الرابعة من عمره بينما كانت الشيماء ابنة عام ونصف العام.
خطأ
وصف أحد قادة التيار السلفي تعيين نجل الرئيس مرسي في وزارة الطيران المدني بأنها «غلطة». وقال عضو مجلس الشعب (المنحل) المحامي ممدوح إسماعيل عبر صفحة منسوبة له على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن تعيين نجل الرئيس هو غلطة مستشاري مرسي.. وكان ينبغي ألا يتم تعيينه سداً للذرائع.