وَسِيعٌ فُؤادِي كَالوُجُودِ وَمَا بِهِ |
|
وَتَهنأُ رُوحِي مُنذُ قَالَت حَبِيبَتِي |
هُتافاً فأنتَ القَلبُ والنَّبضُ والهَوَى |
|
صَواباً فَهَذا مَا يُزَيِّنُ مُهجَتِي |
أحَقّاً فِدَاكِ الرُّوحُ يَا عَبَقَ الدُّنَا |
|
حَقيقٌ بِلا رَيبٍ أيَا رُوحَ عِزَّتِي |
ذُهِلتُ هَتَفتُ اللهُ حَمداً وَرَوعَةً |
|
فَمَاذا عَسى قَلبِي يُتَرجِمُ صَبوَتِي |
فأنتِ مِنَ الإعجَازِ مِنحَةُ خَالقٍ |
|
وَيَا نُورَ عَيني بَل وَنورَ بَصيرَتِي |
يَجُولُ بِهذا الكَونِ حُسنُ خَلائِقٍ |
|
وأنتِ إلى جَمعِ الحِسَانِ مَلِيكَتي |
عَلَيكِ جَمَالٌ فِيهِ طُهرٌ وَمَنعَةٌ |
|
وأنتِ نَقَاءٌ في صَفَاءٍ وَرِقّةِ |
أسَمراءُ مِنكِ قَد أذُوبُ وَأنتَشِي |
|
حِيَالَ عُيونٍ نَاعِسَاتٍ بِنَظرةِ |
هنَاءً أيَا عَينِي وَنَامِي قَريرَةً |
|
فَمَا هَذهِ للسَّعدِ إلّا عَطيَّتِي |
وَمِثلِي بِأجوَاءِ الوِدَادِ مُتيَّمٌ |
|
أجُوبُ مَجَرَّاتِ الغَرامِ بِلَحظَةِ |
أسَابِقُ عَدوَاً كُلَّ جُرمِ مَحَبةً |
|
وَقَلبِي بِفَيضِ الحُبِّ سَرَّ حَفِيظَتِي |
تَهَادَت سَموَاتٌ سَماءَ وِدَادِنا |
|
وَغيثٌ بِأنغامٍ لَها وَمَحَبَّةِ |
وَمَن قَالَ إنَّ البَدرَ في مَحضِ نُورِهِ |
|
مِنَ الشَّمسِ, كَلّا بَل سُطُوعُ وَليفَتِي |
وَمَن قَالَ إنَّ الحُسنَ شَكلٌ وَمَنظَرٌ |
|
فَمَا هُوَ إلّا مَنطِقٌ دُونَ لَفظَةِ |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تُحَاكِي عُيونُ العَاشِقينَ ذَوَاتَها |
|
تَبُوحُ إلى كُلِّ الجَمَالِ بِمِنحَةِ |
وَمَادَت بِيَ الأحلامُ سَكرَى لِطُهرِهَا |
|
وَغاصَت بِبَحرِ الشَّوقِ تِلكَ سَفينَتي |
وَقُلتُ لَهَا هَل لِلحَبيبَةِ مُنيَةٌ؟ |
|
وَهَل تَبتَغِي رُوحِي كَأجمَلِ حُلَّةِ؟ |
فَقَالَت عُقُودُ الوُدِّ بَينَ قُلُوبِنَا |
|
حَذَارِ لَهَا حَلٌّ قُبَيلَ المَنيَّةِ |
أنَا أكتَفِي مِن ذِي الوِدَادِ دَوَامَهُ |
|
فَيَا رُوحَ قَلبِي قَد أنَرتَ بِدُنيَتِي |
أنَا طَافَ قَلبِي فِي مَعابِدِ طَيفِكُم |
|
وَفي عُظمِ هَذا العِشقِ عَادَت طُفُولَتِي |
أقلّبُ أيَّامِي قُبَيلَ وِصَالِكُم |
|
فَمَا كَانَ إلّا حَسرَةً بَعدَ حَسرَةِ |
وَلَمَّا رَأيتُ الوَجدَ فِيكَ بِأوجِهِ |
|
تَهادَت أزاهيرُ الجِنانِ لِصَبوَتي |
أشَهداً تَذَوَّقتُ الحَنِينَ بِثَغرِكُم |
|
أمِ الوَجدُ أمسَى بِالوِصَالِ كَجَنَّةِ |
فَهَا إنّنِي فُقتُ النِّسَاءَ بمِنحَةٍ |
|
حَبيبٍ بِهِ فَخرٌ يُلطِّفُ طَلعَتي |
فَقُلتُ هِبَاتُ اللهِ حَصرَاً وَعُدَّةً |
|
إلى خَلقِهِ كلٌّ لَهُ بِعَطيَّةِ |
وَلكِن إلى قَلبي الهِبَاتُ غَزِيرَةٌ |
|
بِعِشقِكِ يامَن أبتَغيكِ حَلِيلَتِي |
فَكَم آنَ لِي حَمدٌ حِيالَ عَطَائِهِ |
|
إلى المَوتِ لَو رُمتُ الثَّنَاءَ كَذَرَّةِ |
وَكَم حُزتُ فِي هَذا الوِصَالِ مَفاخِراً |
|
وَكم نُلتُ مَجداً في صَفاءِ سَجيَّتِي |