عرس ثقافي يتجدد رغم جائحة كورونا.. انطلاق فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب بمشاركة عربية وأجنبية واسعة
أكثر من 200 دار نشر عراقية عربية وأجنبية تشارك في المعرض بعناوين في مختلف مجالات العلوم والمعارف والآداب.
فعاليات معرض بغداد للكتاب تستمر 10 أيام
انطلقت صباح اليوم الخميس فعاليات الدورة 22 لمعرض بغداد الدولي للكتاب بمشاركة واسعة من دور نشر عربية وأجنبية، وتستمر 10 أيام وسط إجراءات وقائية مشددة بسبب تفشي جائحة كورونا.
وتقام فعاليات الدورة الجديدة على أرض معرض بغداد الدولي تحت شعار "الكتاب وطن" بمشاركة أكثر من 200 دار نشر عراقية عربية وأجنبية من السعودية والكويت والإمارات ومصر وسوريا والسودان والأردن وقطر وتونس ولبنان وإيران وتركيا وألمانيا، وتعرض إصدارات وعناوين جديدة في مختلف مجالات العلوم والمعارف والآداب والفنون.
دور النشر المشاركة تعرض إصدارات وعناوين جديدة في مختلف مجالات العلوم والمعارف والآداب والفنون
ومن أبرز دور النشر المشاركة في المعرض دار قناديل ومعنى وصفحات والمعارف والطليعة والساقي والعربي ودار ألكا والمجمع العلمي العراقي ومكتبة مدبولي المصرية وغيرها.
وستشهد أيام المعرض فعاليات ثقافية وحفلات توقيع كتب وأمسيات شعرية وفعاليات فنية وندوات وجلسات حوارية مع روائيين ومفكرين عرب وأجانب.
وجيه يرجح إقبالا واسعا على فعاليات المعرض
عرس ثقافي
"كل معرض كتاب هو عرس ثقافي مُنتظر، الآن نحتاج إلى كل لحظة تنوير واطّلاع إضافي خصوصًا للقراء الشباب الذين يزدادون ازديادا مفرحا"، هكذا استهل الشاعر والإعلامي علي وجيه حديثة للجزيرة نت عن المعرض.
وأضاف وجيه أن جائحة كورنا أضرّت بكل مناحي الحياة ومن بينها معارض الكتب لكن ذلك لم يؤثر كثيرا في الإقبال الجماهيري، فمع تطبيق التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات واستعمال المطهرات تنقل الزوار بين أروقة المعرض وخرجوا حاملين أكياسا تضم الكتب وغيرها من المعروضات.
وأيّد الصحفي والكاتب محمد الباسم ما ذكره وجيه بأن العراق -مع دول أخرى- تجاوز خطر كورونا، كما لا يبدو أن الإقبال على المعرض سيتأثر مع التزام الحظر الوقائي الجزئي الذي تفرضه السلطات العراقية.
الباسم يرى أن سوق الكتب بحاجة إلى الانتعاش من جديد
ويرى الباسم أن معرض بغداد بنسخته الجديدة سيكون من أهم المعارض، وسيشهد إقبالًا أكثر من الأعوام الماضية نظرًا إلى الظروف النفسية الخانقة التي مرّت بالحالة الثقافية العراقية خلال المدة الماضية بسبب فيروس كورونا.
ورأى أن سوق الكتب بحاجة إلى الانتعاش من جديد، لكونها واجهت خلال المرحلة الماضية انتكاسة كبيرة بسبب سياسات حظر التجوال ومنع التنقلات بين المدن العراقية.
نديم: المثقفون العرب يعرفون قيمة بغداد المعرفية منذ تأسيسها حتى اليوم
ولم تغب هيبة بغداد ولم يخفت حضورها الطاغي لدى المثقفين العرب الذين يعرفون قيمتها المعرفية منذ تأسيسها حتى اليوم، كما يقول الشاعر والإعلامي السوري هاني نديم للجزيرة نت.
وقال نديم إن بغداد "رغم ما مرّت به خلال العقود الماضية من انهيارات مدنية وحروب ودخان، فإنها لم تغب يومًا عن الثقافة وحركتها بوصفها مختبرًا ثقافيًّا منتجًا على الدوام". وعبر عن سعادته بإقامة معرض بغداد الدولي للكتاب رغم كل هذه الظروف وأن هذا دليل مباشر على "الصلة الوثيقة بين بغداد وإنتاج الفكر".
من كتب إحدى دور النشر المشاركة في المعرض
مشاركات بارزة
ويستقطب المعرض هذا العام كتبا لنخبة من أبرز الكتاب والمؤلفين العالميين ودور النشر المرموقة والمبدعين من مختلف أنحاء المنطقة والعالم.
وأكد الكاتب المصري ياسر ثابت أن معرض بغداد له وزنه وثقله في ميزان معارض الكتب العربية، وأن "القارئ في العراق لديه دومًا اهتمام إلى حد النهم بكل ما هو جديد ومفيد في عالم الثقافة والمعرفة".
الجناح الخاص باتحاد الأدباء والكتّاب في العراق
وأضاف ثابت "من مؤلفاتي التي أسعدها الحظ بأن تكون موجودة في معرض بغداد كتاب (مقامات الروح: دليل إلى الأغنية العربية) الصادر عن دار خطوط وظلال في الأردن"، مشيرا إلى أن الكتاب يتناول قضايا تخص الموسيقى العربية قديمًا وحديثًا، ويعيد قراءة ملفات مثل المسرح الغنائي وتاريخ وضع أسس الموسيقى الشرقية.
ويرى الكاتب العراقي رسلي المالكي أن المعرض يمثل انعكاسا لصورة إيجابية عن الحركة الثقافية في العراق ونقلة سنوية دائمة، مؤكدا أن المعرض يعرّف العالم العربي بأن هناك من يقرأ ويكتب وبوجود تجارة كتب وحركة تأليف وترجمة ونشر مزدهرة وباستعادة العاصمة بغداد هيبتها أمام بقية الأمم.
إدارة المعرض اتخذت إجراءات وقائية مشددة من تباعد اجتماعي وارتداء للكمامات وغيرها بسبب جائحة كورونا
إجراءات وقائية
وأكدت عضوة الفريق الطبي والإعلامي في وزارة الصحة العراقية الدكتورة ربا فلاح أن هناك تنسيقا عالي المستوى بين وزارة الصحة والجهات المعنية المنظمة للمعرض لتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية من تباعد اجتماعي وارتداء للكمامات وغيرها، مشيرة إلى أن إقامة مثل هذا التجمع الثقافي جاءت بعد موافقة اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية في البلاد.
من جانبها اتخذت إدارة المعرض إجراءات وقائية مشددة من خلال توفير الكمامات فضلا عن إتاحة بوابات وأجهزة تعقيم ذكية في الصالات، مع المحافظة على التباعد الاجتماعي.