أثارت القوة المخيفة للتنويم المغناطيسي بغموضها المحير الجدل عبر القرون بين الأطباء وعلماء النفس ورجال السلطة في كثير من البلدان.
فمؤيدو التنويم المغناطيسي يقولون إنها طريقة سليمة وآمنة لإستثمار القوى الكامنة في دماغ الإنسان,بينما يقول معارضوه أنه من أخطر فنون الشعوذة والسحر.
تعريف التنويم المغناطيسي:
هو الحالة التي يكون فيها الفرد في وضع يستجيب فيه لإيحاءات الملائمة من خلال حدوث تغيرات في إدراكه الحسي أو ذاكرته او مزاجه.
نبذه تاريخية عن التنويم المغناطيسي:
-تعود بدايات العلاج بالتنويم المغناطيسي إلى أبي الطب المصري القديم"امحوتب" وذلك سنة 2850 قبل الميلاد ,حيث كان يستخدم في مدرسته الطبية ومستشفاه بمدينة"منف" طريقة تشبه الإيحاء للوصول إلى المخزن السري"العقل الباطن" بأن يترك مرضاه ينامون سواء كان نومهم طبيعياً أو عن طريق تناول النباتات المخدرة,ثو يجعل الكهان يرددون على أسماء هؤلاء المرضى النائمين عبارات إيحائية لتتسلل إلى أحلامهم وتلعب دوراً إيحائياً في حفزهم على التعافي من أمراضهم التي يعانون منها.
-وفي اليونان إشتهرت بعض المؤسسات المتصلة بمعبد "أسكولاب" إله الطب عندهم بمعالجة المرضيى بواسطة الرقاد ,وكان يتم ذلك بواسطة وضع المريض إصطناعياً بحالة نعاس كلي فيصبح شديد التأثر بالإيحاء مما يساعد على الشفاء.
وبعد تلك البدايات الواعدة لهذا العلم تولى زمام أمره فيما بعد الدجلة والمشعوذون,ولذلك فقد خلطوه بالسحر والخرافات.
- تُنسب البدايات الحقيقية لهذا العلاج على يد الطبيب النمساوي"فرانز انطون ميسمر" 1734-1815م الذي كان يعمل في فرنسا وكان متخصصاً في دراسة الاجرام السماوية على الحياة البشرية إلا انه فيما بعد اصبح مهتماً بدراسة ظاهرة المغناطيسية,وقد لاحظ أن تعريض المريض للمغناطيس يؤدي إلى تخفيف شكواه بدرجة كبيرة ,
-في عام 1842م جاء عالم لنفس الإسكتلندي العنيد جيمس برايد الذي توصل إلى تنويم مرضاه بجعلهم يركزن أبصارهم على ضوء يوضع أمام أعينهم
ولقد شبه "برايد" حالة مرضاه كمن يمشي وهو نائم وأطلق على عمله -لأول مره- عبارة "التنويم المغناطيسي"
أيقظ عمل "برايد"التجارب والأبحاث الطبية من جديد, وأخذ بعض الاطباء يعلن أنه يجري عملياته الجراحية تحت تأثيرر التنويم المغناطيسي,بدون تخدير وبدون ألم غير أن الهيئة الطبية في بريطانيا ظلت تنظر إلى الأمر بإعتباره نوعاً من الخزعبلات والخرافة,وعاد التنويم المغناطيسي من جديد يقتصر على مجال العروض المسرحية وتسلية الجمهور.
ومع ذلك ظل هناك أطباء يؤمنون بقوة التنويم المغناطيسي وتاثيره
أشهر حالات التنويم المغناطيسي واكثرها غرابة:
-كان هناك-على سبيل المثال- طبيب مشهور في القرن التاسع عشر يدعى"رودلف هايدنهين" كان يختم محاضراته بتنويم بعض زملائه المرموقين ويجعلهم يمشون على أربع وينبحون كالكلاب ,أو يموءون كالقطط ويلعقون الحليب من أطباق وهمية!
-حدث ذات مرة ان تم تحقير مندوبي الـbbc عندما ذهبوا لإجراء مقابلة مع أحد المنومين المغناطيسيين.
ففي عام 1946م وكان التليفزيون في أيامه الأولى أخذ فريق من الـ bbc يجري مقبلة مع منوم مغناطيسي ,فقام الأخير بتنويم الفريق بإستثناء المخرج,وعندما طلب المخرج من الفريق متابعة العمل لم يتلق أية إستجابة لأن الجميع كانوا منومين,ومنذ ذلك اليوم أخذت الـbbc على نفسها عهداً بعدم نقل عروض مباشرة عن التنويم المغناطيسي.
-بعد ذلك بست سنوات ,تلقت عروض التنويم المغناطيسي في عام 1952 ضربة قوية,عندما نوّم "رالف سلاتر" المتطوعة"جريس رينز باث" وأعادها إلى أيام طفولتها,وجعلها تسلك أمام الجمهور في مسرح لندن سلوك الأطفال,مما جعل السيدة جريس ترفع دعوى قضائية ضد المنوم المغناطيسي تتهمه فيها بإنه تسبب في إصابتها بالكآبة والقلق حيث أمضت شهور بعد الحادثة وهي تبكي كالاطفال.
وقد ربحت السيدة جريس القضية ونالت تعويضاً عن الأذى الذي لحق بها .
وفي ذلك العام أقر البرلمان فانوناً يمنع عروض التنويم المغناطيسي على خشبات المسارح,وقد إستمر ذلم المنع ساري المفعول حتى ام 1988م .
-ومن الطريف ما يروى في هذا المجال أن مدرب السياقة "دوغ بياتي" كان ينوّم تلاميذع قبل تقدمهم لإجراء الفحص ليحافطوا على هدوء أعصابهم ,حسب قوله ويبدو أن طريقته هذه كانت فعالة بحيث أن 8 من كل 10 من تلامذته كانوا ينجحون في الإختبار بعد تنويمهم مغناطيسياً
-كما أن الممثلة الكوميدية والكاتبة "ليلى توملين" قالت: إنها نومت نفسها مغناطيسياً لكي تنهى كتابة سيناريو أحد افلامها بعد طول تعثّر.
-والشيء نفسه فعله الممثل"سيلفيستر ستالون" لكي يتغلب على خجله -كما يقول- وليكتب سيناريو أفلام "رامبو" البالغة النجاح.
-كما تم تشجيع طلاب المدارس العصبيين والمتوترين على اللجوء إلى التنويم المغناطيسي قبيل دخولهم إلى قاعة الإمتحان
-وكان بطل الملاكمة المعروف"محمد علي كلاي" يلجاأ إلى نوع من التنويم المغناطيسي الذاتي كإجراء نفساني قبل مباراياته.
-السلطات الطبية في "باليرمو" إشتكت من ان طفلاً في الثامنة من عمره راح في غيبوبة بعد مشاهجة العرض التليفزيوني لمنوّم مغناطيسي ,فشبك الطفل أصابع يديه معاً في الة من اللاوعي بحيث تعذّر فكاكها برغم أن الأطباء لجأوا إلى حقنة بعقاقير مهدئةة قوية,ولم يتمكن الطفل من إرخاء عضلات أصابعه وفكها إلا بعد العثور على المنّوم المغناطيسي الذي خاطبه عبر الهاتف بقوله "واحد,إثنان,ثلاثة,يداك الآن حرتان"!
-في إسكتلندا قال العالم النفساني الدكتور"بريم ميسرا" بإنه عالج 16 مريضاً كانوا يعانون من الإظطراب بعد مشاهدتهم أحد عروض التنويم المغناطيسي على خشبة المسرح.
أحد هؤلاء المرضى كان يسارع إلى خلع جميع ملابسه كلما سمع صفقة يد!
كما أن إمرأة مسنة كانت قد ٌعيدت إلى طفولتها فراحت تتذكر الأهوال التي مرت بها في أحد المعتقلات النازية بعد أن كانت نسيتها.
-وحالة ثتالثة من هؤلاء تمثلت في زوجة أُصيبت بالفصام بعد أن أوهمها المنّوم المغناطيسي على سبيل لمزاح أن زوجها يخونها.!
يقول الدكتور "ميسرا" مفسراً تلك الحالات وأمثالها :
"هناك قوى عقلية قوية تستثار أثناء عمليات التنويم المغناطيسي,ويمكن أن تصبح خطيرة جداً,جداً".
وبالرغم من أن السلطات البريطانية رفعت في عام 1988م الحظر الذي كانت قد فرضته قبل 36 عاماً على التنويم المغناطيسي,فإن ملاحقة الشرطة للمنومين المغناطيسي لم تتوقف لا في بريطانيا ولا في سواها من البلدان.
فهل يريد احدكم تجربته