لا شك أنها من أجمل الاعمال و القصص الفلسفيه التى
j,صف أحوالنا ألفها أفلاطون و هو متأثراً بموت سقراط الذى قتل بسبب أرائه تتمثل القصه فى 5 ركائز
1 مجموعة من المساجين محبوسون منذ نعومة اظافرهم في كهف تحت الارض. وهم يجلسون بحيث تكون ظهورهم موجهة لمدخل هذا الكهف. وهم مكبلون من اعناقهم وارجلهم بحيث انهم لا يستطيعون القيام أو الالتفات الى الخلف. ويوجد خلف هؤلاء المساجين مسرح عالى لايرونه كمسرح العرائس المتحركة. وتوجد فوق هذا المسرح نار خافتة هي مصدر الاضاءة الوحيد في هذا الكهف. ويمر امام هذه النار حراس وهم يحملون تماثيل ونماذج للاشياء المختلفة كالحيوانات و النباتات الى اخره. فيري المساجين ظلال هذه التماثيل و النماذج على الجدار القائم امامهم. واحيانا يصدر الحراس اصواتا فيعتقد المساجين ان هذه الاصوات تصدر من الظلال امامهم. ويكون شاغل المساجين الشاغل هو تفسير هذه الظلال. وقد يتبارون فيما بينهم في تفسير ما يرونه ومن منهم صاحب افضل تفسير.
2 يتقدم احد الحراس نحو سقراط القابع وسط هؤلاء المحبوسين ويجبره ان يدير عنقه الى الخلف ليرى النار ويري الاشياء المحمولة في الخلف. فهل ستكون هذه العملية سهلة؟ بالتأكيد لا. فهذه عملية مؤلمة. وسوف يقاوم ادارة رقبته. كما ان ضياء النور المباشر قد يضايق عينيه. و اذا اخبره احد الحراس ان هذه الاشياء هى اقرب للواقع من الظلال اللتى يراها على الجدار فهل سيؤمن بذلك؟ بالتأكيد لا. بل سيعتقد ان الظلال اللتى كان يراها والفها طوال عمره هي الحقيقة وان هذه النماذج و التماثيل هي شئ مصطنع و ليس اصلى.
3 الان يجبر الحراس سقراط على النهوض والخروج خارج الكهف الي ضوء النهار. بالطبع ستكون هذه العملية في غاية القسوة. فشدة الضوء سوف تعمي عينه عن الرؤية و سوف يصاب بالذعر والحيرة. ولكن بعد فترة سيتعلم ان يتأقلم على الوضع الجديد. فسوف ينظر اولا الى ظلال الاشياء على الارض وبعد فترة سينظر الى انعاكاساتها فوق سطح الماء وبعد فترة سينظر الى الاشياء مباشرة . وسيدرك العلاقة بين هذه الاشياء و الظلال اللتى كان يراها سابقا في الكهف. ثم بعد ذلك سينظر الى السماء ليري الضياء و النجوم و القمر.
4 الان سوف ينظر سقراط الى الشمس نفسها ويدرك انها مصدر الضياء في الكون بل انها مصدر النار اللتى كانت في الكهف. وسيدرك الحقيقة كاملة وسيرثى على حاله سابقا وحال زملائه في الكهف الان. حيث انهم قابعون في اوهام ولا يدركون عن الواقع شيئا.
5 الان ينزل سقراط مرة اخرة الى الكهف حيث يوجد رفاقه السابقون. ولكن سقراط قد طرأ عليه تغيير فهو لم يعد سقراط القديم وعيناه لم تعد معتادتين على الظلام كما كانتا في السابق. وسيعتقد زملاؤه ان رحلته للخارج قد اتلفت عينيه وسيحاول ان يخبرهم بالحقيقة ولكنهم لن يصدقوه وسيفشل في اى تحدي يخوضه معهم فعيناه لم تعد تدرك ما كانت تدركاه سابقا.وسيسخر منه زملاؤه وسيقولون ان عقله قد تلف ايضا. واذا حاول ان ينهضهم بالقوة ويحملهم على الخروج الى الخارج فسوف يثورون عليه وقد يقتلوه.
مضمون القصه
يرمز الكهف إلى العالم المحسوس الذي يحيى فيه الإنسان حياته الحاضرة. وترمز القيود إلى الجسم الإنساني الذي يجعل معرفة النفس مقيدة بإدراكها للموضوعات المحسوسة. أما العالم خارج الكهف فهو يرمز إلى عالم المثل الذي عاشت أنفسنا فيه قبل حياتها الحاضرة والذي ستعود أنفسنا إلى الحياة فيه من جديد بعد انفصالها عن الجسم. ويرمز الناس المارون خارج الكهف إلى الحقائق المطلقة الموجودة في عالم المثل. أما الظلال التي تنعكس داخل الكهف فترمز إلى أشياء العالم المحسوس، وهي في نظر أفلاطون مجرد نسخ للمثل. أما السجين الذي تمكن من من التحرر من قيوده والصعود خارج الكهف، فهو يرمز إلى وضع الفيلسوف في هذا العالم.
هكذا نستطيع أن نعبر عن دلالة الأسطورة كما يلي: إن حياتنا في هذا العالم المحسوس هي حياة السجناء في الكهف، فنحن أثناءها مقيدون بجسمنا لا نستطيع أن ندرك إلا ما هو محسوس. وبالرغم من أن هذا المحسوس لا يمثل إلا ظلال الحقيقة، فإننا مع ذلك نتعامل معه على أنه الحقيقة. هكذا فنحن لا نستطيع إدراك الحقيقة في هذا العالم المحسوس بل يتعين بلوغها في العالم المعقول عن طريق التحرر من قيود الحواس والجسد، وهذا ما يفعله بالضبط الفيلسوف