اختارت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا مهمتين آليتين جديدتين لاستكشاف العالم الحار لكوكب الزهرة.
وكانت البعثتان، +DAVINCI و VERITAS، من بين أربع مقترحات متنافسة في إطار الجولة الأخيرة من برنامج الاكتشاف التابع لوكالة ناسا.
ويريد هذا البرنامج مهمات استكشاف كوكبية أصغر بميزانية ضئيلة تبلغ نحو 500 مليون دولار لكل منهما.
وتهدف هاتان البعثتان الشقيقتان إلى فهم كيف أصبح كوكب الزهرة عالمًا شبيهًا بالجحيم قادرًا على إذابة الرصاص على السطح.
وتوفر هاتان البعثتان للمجتمع العلمي بأكمله فرصة لاستكشاف كوكب لم نزره منذ أكثر من 30 عامًا.
ومن المقرر إطلاق +DAVINCI في نحو عام 2029، وستكون أول مهمة بقيادة الولايات المتحدة في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة منذ عام 1978.
وتطير المركبة الفضائية بالقرب من كوكب الزهرة مرتين لالتقاط صور قريبة لسطح الكوكب قبل إلقاء مسبار آلي في غلافه الجوي السميك لقياس غازاته وعناصره الأخرى.
وارتفع الاهتمام بكوكب الزهرة العام الماضي أثناء مراجعة وكالة ناسا للمهمات الأربع، عندما نشر فريق دولي منفصل من الباحثين نتائج تفيد بأن الغاز الضار، الفوسفين، ربما كان يطفو في سحب كوكب الزهرة.
ومن المعروف أن الفوسفين يصنع أساسًا بواسطة الكائنات الحية.
ولكن باحثين آخرين عارضوا نتائج الفريق، تاركين نظرية الفوسفين مفتوحة. ومن المفترض أن تحل مهمة +DAVINCI هذا اللغز بشكل حاسم.
ناسا تغزو كوكب الزهرة:
على الرغم من أن المسبارين يمكن أن يساعدا في تأكيد أبحاث الفوسفين، فقد تم اختيارهما لقيمتهما العلمية، والجدول الزمني المقترح، وعوامل أخرى مستقلة عن نتائج الفوسفين.
ومن المقرر إطلاق المهمة الثانية، VERITAS، نحو عام 2028، قبل +DAVINCI مباشرة.
وتدور المركبة الفضائية حول كوكب الزهرة وترسم خريطة سطحه إلى حد كبير مثلما فعل مسبار ماجلان التابع لوكالة ناسا لمدة أربع سنوات بدءًا من عام 1990. ولكن بتركيز أكثر وضوحًا يعطي العلماء صورة أفضل للتاريخ الجيولوجي للكوكب.
وقالت وكالة ناسا: إنها تستخدم رادارًا بفتحة اصطناعية وتتبع ارتفاعات السطح من أجل إنشاء عمليات إعادة بناء ثلاثية الأبعاد للطوبوغرافيا وتأكيد ما إذا كانت العمليات مثل البراكين لا تزال نشطة على كوكب الزهرة.
كما ستكون هناك كاميرا أخرى عبر VERITAS حساسة للطول الموجي. وتبعًا لذلك يمكنها أن تكتشف علامات بخار الماء في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة.
وتوضح البعثتان أن وكالة ناسا تتجه صوب كوكب الزهرة. وهو كوكب حار بعيد عن الكواكب الأخرى الأكثر شهرة علميًا مثل المريخ.
وتهدف المهمتان إلى مواجهة احتمال أن الكوكب كان قابلاً للسكن في يوم من الأيام.
ويمكن أن تعطي دراسة الغلاف الجوي للكوكب عن قرب العلماء أدلة حول كيفية تطوره بمرور الوقت ووصوله إلى ما هو عليه اليوم، مع درجات حرارة سطح تبلغ نحو 482 درجة مئوية.
كما يمكن أن تساعد البعثات أيضًا العلماء على تعلم كيفية النظر إلى الكواكب الخارجية والكواكب البعيدة في أنظمة شمسية أخرى.