يلعقُ المطرُ جسدكِ.. ياه.. كيف لا يغارُ العاشق بغداد أمامَ المرآةِ كان المطرُ يتساقطُ على النافذةِ وأنا كنتُ ألملمُ نهاياتِ الضفيرةِ .. عن دموعِ المشط بغداد الفتياتُ يحملنَ المظلات خشيةَ البلل لذا يزعلُ المطرُ.. ويرحل بغداد قطراتُ المطرُ تتسلّلُ تحتَ قميصكِ تلحسُ عسلَ حلمتيك وأنا أمام زجاجِ النافذةِ ألحسُ دموعَ المطر بغداد مَنْ يغسلُ للمطرِ ثيابَهُ اللازورديةَ؟ إذا اتسختْ بغبارِ المدينةِ وأين ينامُ إذا رحلتِ السحبُ؟ وتركتهُ وحيداً، ملتصقاً على زجاجِ النوافذ المغلقة وحين يفكّرُ بمصاحبةِ امرأةٍ مَنْ ستتسكّعُ معه في الشوارعِ؟ وتتحملُ بروقَهُ ورعودَهُ؟ واضعاً يدَهُ على خدهِ ويفكّرُ في غربةِ المطر عمان أيها المطرُ.. إبقَ في الشوارعِ نزقاً كالقططِ والأطفالِ ابقَ على الزجاجِ لامعاً منساباً كقطراتِ الضوءِ ولا تدخلْ في معاطفِ الأثرياء إلى المحلاتِ خشيةَ أن تتلوّثَ يداكَ البيضاوان بالنقود بغداد المطرُ أبيض وكذلك أحلامي. ترى هل تفرّقُ الشوارعُ بينهما؟ المطرُ حزين وكذلك قلبي ترى أيهما أكثر ألماً..؟ حين تسحقهما أقدام العابرين بغداد أيها المطرُ يا رسائلَ السماءِ إلى المروجِ علمني كيف تتفتقُ زهرةُ القصيدةِ من حجرِ الكلام بغداد حين يموتُ المطرُ ستشّيعُ جنازتَهُ الحقولُ وحدها شجيرةُ الصبير ستضحكُ في البراري شامتةً من بكاءِ الأشجار بغداد المطرُ يعبرُ الجسر المواشي تعبرُ الجسر الغيومُ تعبرُ الجسر الحافلاتُ تعبرُ الجسر أيها الجسرُ يا قلبي إلى مَ تبقى منشطراً على النهر ولا تعبر الضفةَ الثانية بغداد أيها المطرُ يا صديقي المغفّل حذارِ من التسكّعِ على أرصفةِ المدنِ المعلّبةِ ستتبدّدُ مثلي لا محالةً قطرةً، قطرةً وتجفُّ على الإسفلتِ لا أحد يتذكركَ هنا وحدها الحقولُ البعيدةُ ستبكي عليك
عدنان الصائغ