هنا اتّصلت مع الأرضِ السّماءُ
ومن أجل الهدى طُويَ الفضاءُ
هنا فاضت سمـــاواتُ التّجلّي
فطابَ لسيّدِ الأمــــــمِ الجلاءُ
هنا هبطَ البــــراقُ يرومُ قدراً
وسارَ مباركــــــاً وفشا السّناءُ
عليهــــــا اللهُ قد ألقى سلاماً
وباركَهـــــــــا، وحُـقَّ لها البهاءُ
بها الفئـــةُ التي ستظـلُّ تسعى
إلى المولى ويحْدوهـــا الفداءُ
تزُفُّ لأجلِــه الشّهــــــداءَ تَتْرى
وترْخُصُ في محبّتِــه الدّمــاءُ
إذا نالَ الشّهــــــــادةَ ذو إبــاءٍ
عـلا التّكبيـــرُ وانطلــقَ النّداءُ
إذا الطّفلُ الصّغيرُ مشى إليهم
ترى القطعانَ لَـجَّ بهــــا الثّغاءُ
يشقُّ الخـــوفُ أفئــدةً فتَعْمى
بصائرُهم، وليسَ لهــم نَجـاءُ
غّداً ستكونُ أرضُ القدسِ ساحاً
لمن صلّوا وصاموا واستضاؤوا
ستنقلبُ الأمــــــــورُ فكلُّ هامٍ
غداةَ ملاحــمِ الأقصى حـــذاءُ
أحمد مثقال القشعم