عن فتية القدس قَصَّ اللهُ ما قصّا
وكَبَّرَ النصرُ حول المسجد الأقصى
تُحَدِّثُ الشمسُ عنهم كلَّ راسيةٍ
وتقتنيهم على إكليلها فصّا
صرنا قليلين جدًّا رغمَ كثرتنا
ورغم قلتهم زاد العدى نقصا
للمقدسيين دَينٌ في ضمائرنا
من الكرامات والنخْوات لا يُحصى
فكم تفرَّعتِ الأحزانُ في دمهمْ
وكم فمُ الموتِ من أكبادهم مَصّا
إذا المنيَّةُ رامتْ من شيوخهمُ
شيخًا؛ بغير الفدى والصبر ما أوصى
لهم نفوسٌ إذا ما حوربتْ حَصَدَتْ
نصرًا، وإن أقدمتْ لا تعرف النَّكصا
إن حاصرتهم جيوشُ الأرض أجمعها
-يومًا- تزدهم على نيل الردى حِرْصا!
يا فتيةَ القدس إنَّ الأرض قاطبةً
ومن بها لا تساوي منكمُ شخصا
لا ترتجوا من بني آبائكم سَنَدًا
ولا تعدوهمُ طينًا ولا جَصَّا
لَكُمْ أدرنا ظهورا غير أنكمُ
لم تسلموا من يدينا الطعن والقَرصا
للحرب رصَّ العدا جيشًا وأمثلُنا
طريقةً غيرَ صفِّ الغِيدِ ما رَصَّا
نعلاكِ يا بنتَ تلكَ الأرض أكرمُ مِن
وجوهِ من أدمنوا في حزنك الرَّقصا
وجوهِ من قُتِّلوا إخوانهمْ وهُمُ
لا عَزَّ نومٌ ولا ماءٌ لهم غَصَّا
يقودنا الجهلُ يا أقصى وقادتنا
لصٌّ ينصبُ من أشياعه لِصّا
مأساتنا أن إسرائيلَ آمنةٌ
والنار تضرم في (صنعا) وفي (حمصا)
يا فتية القدس أدري أنَّ جلَّكُمُ
يموت ذُلاًّ بنا إن لم يمت قنصا
أدري بأني كغَيري بائعٌ دمَكم
وأنّ مثلي بغير الصمتِ ما خُصَّا
وأنني لم أكنْ أهلًا بصحبتكم
لكنّ هذا دمي قدمتُهُ نَصَّـــا!!
رائد_جراجر