عاشور والشجرة الطيبة
يحكي أن ذات يوم كانت هناك في احدي الغابات شجرة كبيرة جميلة الشكل كثيرة الثمار، أحب الناس هذه الشجرة كثيراً واعتنوا بها فكانوا يستظلون بظلها ويأكلون من ثمارها الطيبة، وكان الاطفال يحبون اللعب بالقرب من الشجرة ويلتفون حولها كل يوم يقفزون ويركضون في سعادة ومرح .. هكذا عاش اهل القرية حياة سعيدة هادئة ما عدا رجل شرير يدعي عاشور .
كان عاشور رجل جشع لا يحب الخير لغيره، ويريد أن يمتلك كل شئ بمفرده، وذات يوم خرج عاشور كعادته متأخراً الي الغابة فرأي هذه الشجرة الجميلة وعليها الكثير من الثمار الطيبة، فكر عاشور قليلاً ثم قال في نفسه : يجب أن تصبح هذه الشجرة لي وحدي دون اهل القرية جميعاً، فأستفيد انا فقط من ظلها وخشبها وثمارها الجميلة .
أعد عاشور خطة شريرة وجهز بعض الادوات والمعدات وحين جاء الليل حمل عاشور فأسه وذهب الي الشجرة يريد أن يقتلعها من جذورها ويزرعها في حقله حتي تصبح ملكاً له فقط .. ضرب عاشور جذع الشجرة بفأسه، فألقت الشجرة عليه بعض ثمارها الطيبة، تجاهل عاشور الثمار واستمر في ضرب الشجرة من جديد، وكانت الشجرة في كل مرة يضربها عاشور تسقط عليه اطيب واجمل الثمار، تعجب عاشور من الامر، وضع فأسه جانباً وجلس تحت الشجرة يفكر في الوضع قائلاً في نفسه : عجباً لهذه الشجرة، كيف تعطيني الثمار في كل مرة اقوم بضربها، علي الرغم من قسوتي معها ورغبتي في ايذائها وضربها بعنف، وهكذا قرر عاشور أن يترك الشجرة ويأخذ بعض ثمارها ليزرع بذورها في حقله .
زرع عاشور البذور وظل يعتني بها ويسقيها بالماء كل يوم حتي تكون لديه بستان جميل ملئ باجمل الاشجار التي اصبحت تشبه هذه الشجرة الكبيرة، وفي المساء كان عاشور يجلس مع احفاده يقص عليهم بعض القصص المسلية ويقول لهم : كونوا كالشجر، يرميه الناس بالحجر ، فليلقي لهم اطيب الثمار .