غربة الخوف،
النهارات..
الانطفاء،
شمع نساه الصانعون بلا فتيل
مخطوطة العمر،
مسالكها العابرون بها جماعات، حقائبهم يتوهج الليل فيها وتسوّد
الصباحات، أحلامها تسربلت أفراخا على تلة العمر، أشجارا
للخريف بها كف تنحت الأشكال عارية،
المرآة تسكنها الهواجس
الأيام نائمات على الصبر،
أشواكها رماد على الطرقات
أنين لناي أسكته القادمون
أغنية بها البدء..،
تبث الروح نجوى العصافير،
صمت الورد أخرسه الغياب.. انفطار الأسى عن وهن في خد
نحلته التي لمت الحضن على السرّ،
العابرون لايرون كتابه،
لن يقرؤوا المحو، ولا الظل في مرآته
شجر قالت الحمامة:
إنه مملكتي التي أسجّل الأسماك حراسا يلون
الشباك عن مائها، في غفلة من أعين الصياد استدارت
نجمة، أومأت للنهر أنّ الماء خزانة السرّ، والصائدون
الموج أكفهم تلتمّ على الهواء.
نست أصابعهم ألوانها على سجادة الزبد، الريح نامت في متونها
أخاديد بها للجوع مائدة، زادها سغب، والنهارات موجعة.. سيدي كف
السماء بها نجمة على وجهها الكرسيّ به السواد،
كلم الورد على انفراد، أظنه رأى عقربا
ينسل بين الوريقات، لاتبتئس..، ليس يقدر أن يميت
الحمامة، أو يشرب الماء من جرّة دافت النار صلصالها.
نخلتك التي من جلدها أنت، لن يهجر الطير
سلتها، ولن تنسى الحمامات أنكما تقاسمتما العشب تاريخا
للمدينة،بل لذتما بالنهر قرآنا للمحبّة،لن يتشح
جلده بالسواد. ولن تأكل الغربان تناسله.


عادل الياسري