بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
عاش الامام الصادق عليه السلام فترة نهاية حكم بني أمية في عهد مروان بن محمد المعروف بمروان الحمار، وبداية حكم بني العباس على يد محمد بن علي بن عبد الله وأخوه أبو العبَّاس السفاح ثم حكم المنصور الدواقيني ولم تكن تلك الفترة لتنقضي بسهولة بل حملة بطياتها احداث مريرة على المسلمين أنذاك لكن الامام عليه السلام اتخذ من تلك التغيرات التي عصفة بالامة بوابة لنشر علم جده المصطفى صلى الله عليه وآله وبناء مدرسته العلمية التي جلس تحت منبر درسها الذي كان هو عليه السلام رائده قرابة اربعة ألاف طالب ينهلون من علمه، لكن لم تكن تلك الفترة غامضة لحكام بني العباس الذين ركبوا الموجة ليستميلون قلوب بعض الشيعة للتخلص من حكم بني أمية إلا ان الدوانيقي حين خلا له ملك بني العباس عمد للتخلص من ثلاثة اطراف أعتبرها خطر على ادامة ملكه وهم عمه عبد الله بن علي وثانيها نفوذ أبي مسلم الخراساني الذي حضي بمكانة في عهد مؤسس الدولة العباسة وبعده السفاح وثالث الاطراف القضاء على وجود أئمة اهل البيت عليهم السلام والمتمثلة أنذاك بوجود الامام الصادق عليه السلام حيث اعتبر وجوده خطر خوفاً من ان يتحرك للمطالبة بالخلافة التي هي حق له فعمد الى محاربته بكل اشكال المحاربة حتى أنه امر بحرق داره التي كان يسكنها عليه السلام في المدينة المنورة ويذكر التاريخ ان المنصور الدوانيقي الى القراق مراة عديد حيث ذكر، ابن شهرآشوب ، مناقب آل أبي طالب 4 : 236 ، وقد استدعاه مرة إلى العراق ليمثل بين يديه ، فرفض الإمام دعوته ، فأمر المنصور والي المدينة أن يحرق دار الإمام (عليه السلام) ، ولكن الإمام استطاع أن ينجو من النار ويتخطاها وهو يقول : أنا ابن أعراق الثرى، أنا ابن إبراهيم الخليل.
وروى العلامة الكليني رضوان الله عليه في كتابه الكافي الشريف في الجزء الاول ص 474، عن المفضل بن عمر
لمّا أمر المنصور الدوانيقي عليه لعائن الله عامله على المدينة أنْ يحرق على أبي عبد الله الصادق (عليه السّلام) داره ، فجاءوا بالحطب الجزل ووضعوه على باب دار الصادق (عليه السّلام) وأضرموا فيه النار ، فلمّا أخذت النار ما في الدهليز تصايحنَ العلويات داخل الدار وارتفعت أصواتهم، فخرج الإمام الصادق (عليه السّلام) وعليه قميص وإزار وفي رجليه نعلان وجعل يخمد النار ويطفئ الحريق حتّى قضى عليها ، فلمّا كان الغد، دخل عليه بعض شيعته يسلّونه فوجدوه حزيناً باكياً ، فقالوا : ممّن هذا التأثر والبكاء , أمِنْ جرأة القوم عليكم أهل البيت وليس منهم بأوّل مرة ؟
فقال الإمام (عليه السّلام) : (( لا ، ولكن لمّا أخذت النار ما في الدهليز , نظرت إلى نسائي وبناتي يتراكضن في صحن الدار من حجرة إلى حجرة ، ومن مكان إلى مكان هذا وأنا معهن في الدار ، فتذكّرت روع عيال جدّي الحسين (عليه السّلام) يوم عاشوراء لمّا هجم القوم عليهنَّ ، ومناديهم ينادي : أحرقوا بيوت الظالمين )) .
فبذلك قد شابه الامام عليه السلام دار أمه الزهراء حيث امر الخليفة الاول احراقها بمشورة من عمر بن الخطاب، وشابه حرق خيام العائلة يوم كربلاء بعد فاجعة قتل جده الامام الحسين عليه السلام وسلب ما في خيام النساء
فسلام عليكم آل بيت النبوة يوم ولدتم ويم استشهدتم ويوم تبعثون احياء