كان لي صديق غني جدا يعمل في مجال التجارة ،له مكتب ضخم وعدد كبير من الأشخاص يعملون لديه ،زرته في أحد الايام وكان على غير عادته ،فقد رأيته متوتّراً وفي قمة الغضب ، سألته عن سبب غضبه فقال:
دكتور، واحد من اللي يشتغلون عندي باگ مسدسي من جرّار المكتب وكلهم ينكرون، وما اعرف منو باگه.
قلت له: خبّرت الشرطة؟
قال: بلي، بنفس اليوم وحققوا ويّه الكل بدون نتيجة.
قلت له : اكو واحد من أهل الله اسمه ابو محمد ساكن وحده بكوخ خارج بغداد، شنو رأيك نروح نسأله بلكد يگدر يساعدنه؟
قال: شكو بيها نروح، ما خسرانين خساره ولو عندي شك وما اعتقد يگدر ينفعنه بشي.
ركبنا سيارته واوصلته حيث كان كوخ أبو محمد وكان الوقت عصراً، كان الكوخ قديم، بدون كهرباء وله باب من الصفيح.
طرقت الباب وانا أصيح عليه : ابو محمد... افتح الباب.. آني دكتور جميل واكو ويّايه ضيف.
فتح لنا الباب مرحباً وقال: أهلاً وسهلاً بيك وبضيفك ابو بيرق.
تعجّبنا من كلامه، كيف عرف اسم الضيف ولم يقابله سابقاً!
قال معقّباً، ليش متعجبين، آني مو بس أعرف اسم الضيف وإنما اعرف ليش انتوا تعنّيتوا لي... انتوا جايين تعرفون منو باگ المسدّس من مكتب ابو بيرق.
اصابتنا الحيرة والذهول، كيف عرف كل هذه المعلومات وهو يعيش في هذا الكوخ وحيداً!
اجابه ابو بيرق : انته تعرف منو باگه؟
أجاب بكل ثقة: مو بس اعرف منو باگه، وإنما اعرف وين حطّه.
ابو بيرق بلهفة: كولّي منو... وانطيك اللي تطلبه.
ابو محمد: اللي باگ المسدّس هو الجايجي ابو عدنان،
اخذ المسدّس من درج المكتب وانطاه بيد ابنه عدنان، وابنه راح للبيت وصعد الطابق الثاني وضمّه فوگ الگانتور بالغرفة اللي بصف الدرج على ايدك اليسره.
مد ابو بيرق يده في جيبه وأخرج رزمة نقود دسّها بيد ابو محمد... شكرناه وانطلقنا بالسياره إلى بغداد.
ابو بيرق: آني اندل بيت ابو عدنان، تعال نروحله ونشوف الصدك من الجذب.
وصلنا بيت ابو عدنان، طرق ابو ببرق الباب، فتح ابو عدنان الباب، وبدون أي كلام او سلام دخل ابو بيرق البيت وصعد إلى الطابق الثاني ودخل الغرفة على يسار الدرج ومدَّ يده فوق الگانتور ليجد المسدّس هناك.
ابو عدنان : سامحني استادي ابو بيرق، الشيطان وزني... بس شلون عرفت وين المسدّس،. محّد يعرف مكانه غير آني وابني عدنان.
لم يجب ابو بيرق بل أبلغ الشرطة.
ما أغرب هذه الحادثة!