خلال السنوات الـ 18 الماضية، نشأ قسمٌ في كل مكتبة مهمة أو متجر للكتب اسمه «حرب العراق». قبلها كانت الكتابة عن «حرب الخليج» والمقصود بها حرب عام 1991، استغرقت الكتّاب والصحافة، إلا أنَّ أحداث 11 ايلول غيَّرتْ وجهة الاهتمام خاصة مع وصول المحافظين الجدد الى البيت الأبيض.
لكن خمسة كتب مهمة تميزت عن غيرها بنظرة من الداخل، وشهادة لا تتكرر. كما أنها أثارت الرأي العام الغربي بما جعل من تكرار التجربة الأميركيَّة في غزو العراق عام 2003، أمراً صعب التكرار.
الكتاب الأول هو «الموجة.. رحلتي مع الجنرال بيترايوس وملاحظات الحرب في العراق»، والكاتب هو العقيد بيتر منصور، ضابط الركن المرافق للجنرال بيترايوس قائد الجيوش الأميركيَّة في العراق. أهمية هذا الكتاب، أنَّه يوثق يوميات الحرب والوجود العسكري الأميركي بالتفاصيل غير المسبوقة. كما أنَّ العنوان (الموجة/ The Surge)هو الاسم الأميركي الذي أطلق على عمليات زيادة عديد القوات التي مهدتْ للانسحاب الأميركي الشامل عام 2011.
الكتاب الثاني هو «حرب العراق.. من الانتصار الى محاربة التمرد»، للكاتب جون كيغان. وفيه مؤشرٌ مهمٌ ومتابعة تفصيليَّة لعمليَّة تغير المهمة في العراق بعد أنْ لم يجد التحالف أسلحة الدمار الشامل، لكنه صار أمام الأمر الواقع في محاربة تمرد على الأرض (التمرّد كلمة تصف بها الأدبيات الأميركيَّة المواجهات العسكريَّة في العراق). كما أنَّ واشنطن عرفت أنَّ لا أحد يريدها أنْ تبقى في العراق.
الكتاب الثالث هو كتاب «موعد مع رجالات صدّام.. البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية»، لآشتون روبنسون. وفيه إيضاح للجهود التي بذلت خلال سنة ونصف بعد نيسان عام 2003 من أجل غلق ملف أسلحة الدمار الشامل وإيجاد القصة الكاملة، صحيح لم تكن هناك أسلحة لكنْ انكشفت قصة الفساد العظيم في برنامج النفط مقابل الغذاء ورشوة المسؤولين والشخصيات حول العالم.
الكتاب الرابع «نصيبي من المهمة» مذكرات الجنرال ستانلي ماك كريستال، وهو قائد العمليات الخاصة في الجيش الأميركي بالعراق. وفيه تفاصيل ملاحقة خلايا القاعدة ومقتل الارهابي الزرقاوي وكيف كانت تجري المواجهات اليوميَّة مع الإرهاب بطريقة غير مرويَّة سابقاً وبتفاصيل تهم الباحثين عن القصة الكاملة. الكتاب الخامس «لماذا هُزمنا»، لدانيال بولغر، وهو جنرال أميركي حلل في هذا الكتاب الأسباب التي تدعو الى خسارة أهداف الحملة العسكريَّة حتى قبل البدء بها لأنها لم تكن محسوبة العواقب، وأنها لم تكن متناغمة تماماً مع المصلحة الأميركيَّة. وهو كتابٌ في توثيق لحوادث سياسيَّة مهمَّة حدثت داخل هيئة الأركان الأميركيَّة.