ويــرونني وجـهاً ضحوكاً باسـماً
ويـــرون حـرفيَ نازفــاً يتــألمُ
فيقولُ عني الجاهلونَ : مُذَبـذبٌ
ويقولُ عني العاشقونَ : مُتيــَّــمُ
ويقـولُ ثَمـة من يقــولُ : مُكابـرٌ
ويقــولُ آخـرُ: غامضٌ لا يُفهـــمُ
وجميعُهــم لا يعلمون بــأنَّ لـي
قلبـــاً يُبَعِثــرُ نبضَــهُ ويُلمْلِـــمُ
وبــأنّ حــاليَ حــالُهُــم وبأنني
لم أنْسَ أنهــمُ أنــا وأنـا هُــــمُ
أنا موطنٌ للحزنِ مثـوىً للأسـىً
وحضارتـي هـدمٌ.. وتاريخـي دمُ
أنا للدمـــوعِ يراعُهــا و كتابُهــا
وأنا لهــا قاموسُـهـا والمعجــمُ
أنا مَن إذا ذُكرَ الرغيــفُ بأرضـهِ
صلى عليه الجــائعـُونَ وسلّمـوا
حِبري أنينُ المُعوزينَ وأحرفــي
آهــاتُهــم والشِعرُ وحيٌ مِنهُـمُ
في وجنتيَّ تضـوعُ أرضُ الجنتيـ
ـنِ وفي وريــدي تستـحمُ جهنمُ
يا إخوتي في الجوع أدري مثلكم
أن الكـلامَ عــن الطعامِ محــرمُ
ما كلُ من حبس الدمـوعَ مُنعـمٌُ
أو كلُ مـن نطقَ الشهادةَ مُسلمُ
ما كلُّ ذي صـوتٍ لسـانٌ ناطــق
أو كل ذي صمتٍ أصــمٌ أبكـــمُ
فإذا صمتُّ فـلا تقـولــوا صامتٌ
من قـال إن الصمتَ لا يتكلــمُ؟!
وإذا حروفِـيَ حدّثت عنِّـي فقـد
أوحـى لها صـدري الذي يتكتـمُ
ولتعلموا أن الحقيقــةَ ما تقـول
أصابعـي لا مـا يبـوح بهِ الفــَمُ
هذي جروحــيَ فُصِّلتْ آياتُهُـــا
فتدبــروهــا ، والسلامُ عليكــم