وقالت كيفَ حالُكَ؟وهْيَ تدري
بأنّي قد جُنِنت بها جُنونا
و تحضرُ لمحة ً و تغيبُ دهراً
و تنساني و تهجرُني سنينا
تمكَّن َ حبُّها في الرّوح ِ حتّى
أضرَّ بها و أورثَها الشّجونا
و أكتمُ حبَّها و أموتُ وجداً
مخافةَ أن تظنَّ بيَ الظّنونا
ولا ادري علامَ نأت ْ وتقسو
وتأبى أن ترق َّ وان تلينا
وإن عاتبتُها غضِبتْ وأغضتْ
و قطّبتِ الحواجبَ والعيونا
إذا غابت يغيبُ العقلُ عنّي
و أعتزلُ الخلائق َ أجمعينا
و إن حضرَتْ إليَّ غدوْتُ طيراً
يرفرفُ في سماءِ العاشقينا
لها قلبٌ مزاجِيٌّ نَدِيٌّ
يخاصمُ تارةً و يلينُ حينا
ووجهٌ مثلَ وجهِ الصّبحِ يزهو
كمصباح ٍ بليل ِ السّاهربنا
وثغر ٌ مثلَ ثغرِ الورد ِ عذبٌ
وخدٌّ قد فُتِنتُ به ِ فتونا
صبرْتُ لهجرِها صبراً جميلاً
طويلاً فاقَ صبرَ الصّابرينا
ألا يا حبَّها زدني لهيباً
ويا هجرانَها زدني حنينا