الوحدة وأثرها السلبي
الوحدة هي شعور بالعزلة أو الإنقطاع عن العالم الخارجي، ويمر جميع البشر بتجربة الشعور بالوحدة من وقت لآخر حسب الحالة النفسية والإجتماعية للفرد، فقد يؤدي فقدان الصداقات أو العلاقات الإنسانية المهمة إلى شعور طبيعي من الوحدة، وهذا النوع المؤقت من الشعور يلزمه التعايش مع واقع الحياة و العمل على بناء علاقات اجتماعية أخرى.
ويقوم الشعور بالوحدة على أساس التصورات الفردية حول علاقات الشخص مع الآخرين، وعلى سبيل المثال قد يكون الشخص المصاب بإضطرابات الهلع محاط بشبكة داعمة من الأصدقاء والأهل، ولكنه يشعر في داخله بوحدة فظيعة، ويمكن أن تؤدي إضطرابات الهلع أيضا إلى الشعور بالخوف، ويمكن أن تؤثر على احترام المرء لذاته، وقد يكون هذا التصور غير عقلاني وغير منطقي، ولكنها تؤثر على الشخص بشكل قوي مما يشعره بواقية تلك المشاعر.
أهلي وأصدقائي يحيطون بي ومع ذلك أشعر بالوحدة؟
لا يعني الشعور بالوحدة أن تكون وحيدا بمعنى أنه قد يشعر الشخص بالوحدة حتى عندما يكون محاطا بالكثير من الأشخاص ،فقد أوضحت بعض الدراسات ارتفاع حدة الشعوربالوحدة لدى الأشخاص الذين يعيشون في المدن الكبيرة أكثر منها لدى الأشخاص الذين يعيشون في المدن الصغيرة المتماسكة، ومع ذلك فإن الكثير من الأشخاص حولنا لا يدركون أن لدينا شعور فطري من الحاجة إلى الارتباط العاطفي، حيث ينبغي على الشخص بناء علاقات سليمة مع الآخرين تزيد من الشعور بالثقة والآمان إلى جانب الحصول على مستوى من الاستقلال عن الآخرين وتجنب الأنماط غير الصحية من الاعتماد على الآخرين.
الوحدة وتأثيرها السلبي على الإنسان:
ربطت العديد من الدراسات بين الوحدة وعدد من الإضطرابات النفسية والجسدية، بما فيها :
- الاكتئاب
- تعاطي المخدرات
- الإفراط في التدخين
- زيادة القلق
- زيادة مستويات التوتر
- انخفاض الرضا عن الحياة
- انخفاض احترام الذات
- زيادة ضغط الدم
ويمكن القول بأن الوحدة الشديدة هي سبب خطير من أسباب الإصابة بالضغوط النفسية والتي قد تؤدي في أسوء الحالات إلى أمراض جسدية خطيرة .
كيف أتغلب على مشاعري السلبية؟
إن الشعور بالإرتباط مع الآخرين يتيح لك التكيف مع تحديات الحياة بشكل أفضل، ويمكنك التغلب على الشعور بالوحدة وأن تنعم بحياة صحية، عن طريق بناء شبكة من العلاقات الاجتماعية للتقليل من الشعور بالوحدة ولتفادي آثارها .