((منحوسة )).....
زوجته وحتى الأحوال المدنية إلا إنه أصر إصراراًعجيبا عجز الجميع عن منعه لظلم الطفلة البريئة
بكرامتها كإنسانة
وبعد هذه الحادثة بسنة واحدة أنجبت
زوجته الطفلة الخامسة فأرجعها إلى أهلها
((مطلقة ))
غير آسف عليها وعلى عِشرتها الطيبة له وصبرها اللامتناهي وإحتمالها لسوء خلقه..
هذه قصة من مئات القصص اللتي سمعناها ولا نزال نسمع بها لواقع أليم يرفض الإيمان بتكامل
الأنثى مع الرجل ولا يعترف إلا بتفرد الرجل
وكأنه خُلق ليعيش لوحده والمرأة تحيا لخدمته
شأنها شأن سائر الدواب الأخرى فهو
الرفض لحكم الله حيث للأسف أمثال هذه
النوعية يصر على أن يتعامل مع الفتاة بنظرة دونية ويتعامل معها على أساس أن تواجدها
في الحياة ليس إلا مكملا لوجود الرجل وإنها
بدونه لاشيء
وهكذا عاشت الجاهلية متخفية بين أستار
العادات والتقاليد فلم تمح حتى بالادب السماوي واللذي أدب به الله المجتمع بالرساله الخالدة
بل ها نحن نرى الكثير من أفكارها ما زالت
تعشش حتى في رؤوس مثقفي القرن العشرين
فلم توأد الفتاة ولكن وأد عقلها وغُيب فكرها
بمباركة ذكورية ومن مجتمع لا يعترف إلا بوجود الرجل
إحداهن تشكو من أن أباها يجبر أخواتها
البنات على أن يتحجبن أمامه وأمام إخوتها
الشباب وانه صارم للغاية معهن لدرجة أنه
اختها طفلة في الثالثة لا تذكر انه لاعبها يوماً
او لاطفها او على الأقل قبلها
كما إن إحداهن بلغت الخامسة والثلاثين ويرفض والدها تزويجها لانه يخشى من خسارة راتبها الكبير
طبعا هذه مشاهد بسيطة من مسرح الحياة
التقطتها عدسة ذاكرتي للولوج في قضية مهمة
تعاني منها اغلب بناتنا في البيوت
هذه صور بسيطة وغيض من فيض وكما يقال
ما خفي كان أعظم
ومن هذا المنطلق وأتتنا التساؤلات حول ما
وصلنا إليه الآن
فياتُرى لماذا وصلنا الى هذا الحال ناسين او متناسين جهلاً او عمداً
الأحاديث الكثيرة له صلى الله عليه وآله تحثُ على الإهتمام بالفتاة فقد أوصى
بضرورة بذل العناية والمحبة للبنت وألا يكسر
قلبها بأي طريقة كانت قال الإمام الصادق عليه السلام
اذا تمنيت موت ابنتك فماتتفانك لاتفقد اجرك وثوابك فحسب بل تلقى الله آثما يوم القيامة على ما فعلت
ويكفينا أن نستشهد بمثال على روعة التربية الإسلامية
هي تربية السيدة الزهراء عليها السلام
فمن المعروف للجميع عمق وقوة محبته عليه
السلام لإبنته الزهراء وتجسيده اروع معاني الأبوة معها
فقد وجه إهتمامه عليه السلام بها منذ لحظة
ولادتها فلم يكتفي بتسمية رب العالمين لها
بل أطلق عليها كنية حري بكل أب
أن يمعن منها القوة اللتي تربط بينه عليه السلام وبين ابنته الطاهرة
فقد كان عليه السلام يكنيها بأم أبيها ولهذه
الكنية أبعاد رائعة لعمق علاقة الأب بإبنته
واللتي من الممكن أن يستنبط معاني هذه
الكنية المباركة إنه يراعيها كأمه ويعطف عليها
كأمه ويستشعر حلاوة محبتها كأمه
طبعاً هي علاقة متبادلة بمعنى أن الفتاة لو
وجدت في أباها محبة وشفقة وحنان فهي
بالتاكيد عندما ستكبر ستصبح كأمه من
حيث شفقتها نحوه ورقة عاطفتها معه
وهذا معنى أم أبيها
وعلى ما ورد من الأحاديث يراقب تفتح
شبابها وجمالها بقلبه وعقله فيحرص كل
الحرص على أن يغدق عليها من فيض رحمته
فكان يقبلها ويشمها حتى عندما اصبحت في
سن التزويج بل حتى بعد زواجها الميمون
وهذا شيء نفتقده مع بناتنا فلذاتنا فنقسو
عليهم فترة الصبا ظنا منا إننا نمسك بتلابيب
شخصياتهم بل ونوجههم التوجيه السليم
ونتيجة للبعد عن الأخلاق النبوية الشريفة
تبحث بناتنا عن كلمة حب دافئة خارج البيت
أيضا كان عليه السلام وهو من هو يقف
إجلالاً لحضورها بل ويجلها ويكرمها لا كإبنة
بل كملكة
وعلى الرغم من حبه الشديد لها فماذا طلب
من علي عليه السلام مهرا لهذه الجوهرة
النفيسة هل طلب الملايين والقصور ,
فلم يطلب منه عليه السلام إلا ما يطيق لأنه يعلم إن سعادة البنت الحقيقية ليس بقصر
منيف أو أموال لاتحصى بالبنوك بل سعادتها تكمن في رجل يحتويها بحبه واحترامه وتقديره لشخصها وانسانيها
كان عليهالسلام حين سفره يجعل بيتها آخر
بيوتاته اللتي يزورها لتبقى آخر ذكرى مكتحلة بها عيناه هي رؤيتها
وكانما يغمض عيناه على مرآها فلا تبقى في
ذاكرة العين إلاهي
وكان أول مقدمه من السفر يأتي دارها
والشوق يسبقه إليها ليلتقيا بشوق أبوي صادق
فأي أب تعود على زيارة بناته حين حله وترحاله ..؟؟
إنها الأبوة الرائعة اللتي ربطت بين أطهر قلبين في الوجود واللتي لم يشهد لها الزمن مثيلا
لأنه لم يكتف بهذا بل كان يزورها ويتفقد أحوالها
وهو على ثقة من إنه اختار لها من تتمنى كل فتاة في الوجود أن تكون ربع صفاته في زوجها .
لتخلق في بيتها جوا إيمانيا ولتبني أسرة مسلمة كريمة يحتذى بها
طبعا هذه نماذج بسيطة لروعة وعمق مفهوم الأبوة فهل تستطيع أيها الأب أن تمنح إبنتك القليل منه؟؟
وحتى ننجب بنات يتحملن بناء أسرة مؤمنة
تليق بالإنتساب لسيدتنا الزهراء عليها السلام