المدهش ان الجميع اصبح يبكي على هيبة الدولة في هذه الايام والاكثر دهشة في أن المتباكين يتهمون الحشد بكسر هيبة الدولة ، وهو الذي أعادها لها حين سقطت امام مجموعة ارهابية لا يتجاوز عددها المئات .
اي دولة تتحدثون عن هيبتها حين نزع قادتها الرتب والنياشين العسكرية وهم يهربون امام مجموعات ارهابية كانت تطاردهم بسلاحهم الذي تركوه في نقاط المرابطات دون ان يطلقوا رصاصة واحدة .
مَن يستطيع ان يرهن مصير بلد بيد هؤلاء الذين تسمونهم قادة بأعلى مستوى رتبهم العسكرية وروح الهزيمة تملأ صدورهم ، ومازال داعش يتربص الفرص، لا يخدعونكم ببطولات رومل العراق الذي لم يستطيع الصمود في الرمادي يوم واحد وتحت امرته افضل قوة عسكرية وهي جهاز مكافحة الارهاب لا تغرنكم المسميات الفريق الركن الفلاني واللواء الركن الفلاني والله أجبن من النساء في ساحة القتال اقول هذا الكلام وانا شاهد عيان على ذلك ، لا تكسروا سندكم وعضيد قوتكم بأيديكم حين يخدعكم الغرباء بأعلامهم وبكل وسائلهم الخبيثة التي يريدون بها تفتيت شيء اسمه العراق لولا خشيتهم وعقبتهم الوحيدة امام تحقيق مآربهم ، الحشد،
يخدعونكم بأن سبب الفساد هو الحشد ، وانا هنا لا ابرئ احد من الفساد، لكن الجميع يعلم ان الفساد بدأ مع اول حكومة عراقية مؤقتة تشكلت عام 2003 وكان اول فاسد فيها أيهم السامرائي وزير الكهرباء الذي اختلس مبالغ بأكثر من مليارين وحينها تم احتجازه وسارعت أميركا راعية الحقوق والديمقراطية الى تهريبه من السجن وكذلك وزير الدفاع آنذاك حازم الشعلان الذي كان مجموع ما تم اختلاسه بحدود المليارين ونصف دولار.
لماذا سقطت الموصل وباقي المحافظات بيد داعش ؟ اليس بسبب فساد المسؤولين والقادة، حينها لم يكن هناك حشد ، لماذا لم تستطع كل الحكومات المتعاقبة من تقديم الخدمات؟ اليس بفسادهم .
اي هيبة تريدونها وكل المسؤولين والأحزاب فاسدة.
هل المسؤول بمستوى رئيس وزراء ووزير عندما يكون فاسداً حريص على هيبة الدولة؟؟ شكاية المسؤولين ورؤساء الأحزاب الذين اليوم يتكلمون بمصطلح الدولة واللادولة بأشارة التلميح للحشد لأنه بات يهدد مصالحهم في الاستحواذ على كل شيء وليس حرصاً على هيبة الدولة.
يؤسفني ان هؤلاء المتباكين على هيبة الدولة وتطبيق القانون ، صدعوا رؤسنا بتطبيق القانون، اي قانون هذا الذي تتكلمون به وقد خرج الجميع عليه، مسؤولين و مواطنين .
انا اعرف ان هيبة الدولة وسيادتها لا تنحصر في حدود المنطقة الخضراء ، بل هي على امتداد مساحة العراق من اقصاه الى اقصاه وتبدأ من اصغر رتبة عسكرية او عنوان وظيفي الى اعلاها،
فعندما يُعتدى على جندي اثناء واجبه او رجل المرور في الشارع والموظف في دائرته هو اعتداء على هيبة الدولة ، عندما التشرينين يقطعون الشوارع ويحرقون الدوائر الحكومية هو اعتداء على هيبة الدولة ، محافظة الناصرية الساقطة بيد الشواذ والمنحرفين منذ عام واتحدى اي قوة امنية ان تنفذ اي أمر حكومي فيها، اليس هذا كسر لهيبة الدولة ، عندما ترى من حقك كمواطن ان تعتدي على مؤسسات الدولة ورجال تنفيذ القانون وتتمرد على النظام بحجة أنك صاحب حق المواطنة ولم تقدم اي شيء اخر غير ذلك ، فكيف تريد من الحشد الذي قدم دماء زكية من اجل حماية الدولة ان لا يتمرد على حكومة عميلة جاء بها المحتل من أجل تفكيكه .
تطالبون حصر السلاح بيد الدولة ، اليس الاولى ان يتم سحب سلاح العشائر المنفلت والذي يستخدم ضد المواطنين جهاراً نهاراً ، 90% من الشعب العراقي وخصوصا الذين يتحدثون عن السلاح المنفلت لو تفتش منازلهم ستجد في اقل ما يملك قطعتي سلاح واكثر في بيته، لماذا لايبادر ويسلم سلاحه للدولة لانه ايضا منفلت.
///////////////////