كان يسكر في النهار مرتين ،
وفي المساء يجلس على الرصيف مرة واحدة ،
وبعينيه يزن ما تحمله المارة من اطنان حزن ثم يبصق على الرصيف ،ويساله ببطء ،كيف لا تئن أيها الرصيف ..؟
كان من سكان الارصفة الاصليين ..
يشم الموسيقى ،ويسمع اصوات الالوان ..ويقرأ ما تتركه المارة من ثرثرة على الارصفة بكل اللهجات..
كان يجر وراءه سلسلة من الاسئلة الشائكة .. من الصعوبة بمكان الاجابة عليها
يوم كان الجنوب* بلا أبٍ .. كنت أنت ..
يوم كانت نوارس دجلة تحلّق يسار الدوشكا
كنت تدمن النوارس ، وتشتم الحروب
مكللاً بغبار الحانات الصوفية .. والمصاطب
رأيتك آخرة الشهر .. محتشداً بأساك
رأيتك آخرة النهر .. تقطف أزهار الخوف وتغني : -

أقسم بملح الخبز والعافية
واقسم بأقدام بنتي الحافية
ماتسليني ملذات الحياة
لو شفت موجة حزينة بالفرات







م