يُصبِّحني العدوُّ بغَصبِ داري
وفي قهري وفي أسرِ ابنِ جاري
وأنّى ما استدرتُ أرى حُطامًا
وبيتي انهدَّ مُنقضَّ الجِدارِ
هنا شِلوٌ تهاوى بعدَ قصفٍ
وذا عضوٌ تطايرَ من دمارِ
وذا رأسٌ بلا جَسدٍ ترامى
وذا قد ماتَ من إطلاقِ نارِ!
فأينَ العيدُ يا أبناءَ قومي
وقد هتكَ العِدا بيتي وداري
وأهلي بينَ مَقتولٍ بغَدرٍ
ومكلومٍ ومنزوفِ احتضارِ
وأغصبَ أرضَنا غرٌّ حقيرٌ
وأبناءُ العقيدةِ في الإسارِ؟!
وأبطَشَ كلّ كفّارٍ خبيثٍ
يُداهمُ أرضَ شعبي بالحصارِ
ولمّا يكتفِ الزِّنديقُ بَطشًا
فساقَ يدَ العفيفةِ بالسِّتَار
وفي زنزانةِ الموتى رماها
ولمّا يحترم حقّ الخمارِ
أنا عيدي بني الإسلامِ لمَّا
أرى الإسلامَ يشمخُ في الديارِ
وعزِّي في الشريعةِ حينَ تعلو
وتحكم في المدائنِ والبراري
ولكن رغم سوء الحالِ يصلي
فؤادًا عافَ تنكيلَ العِثارِ
فإنّ لعيدنا حقٌّ علينا
بأن نلقاهُ في فرحِ الوقارِ
سأحملُ كلّ آهاتي ببشرٍ
وفي كفّي جراحي وَاصطباري
إلى أن نصدُقَ الرحمنَ دينًا
ليَصدُقنا بوعد الإنتصارِ ..
أعاد الله أعيادًا علينا
بها نشدو بنصرٍ دون عارٍ
ونفرحُ فرحتين: بعزِّ دينٍ
وعيدٍ عادَ .. مسطورَ الفخارِ!
عائشة حسين