من الأعمال التي تستحق إعادة المشاهدة وعدم الاكتفاء في المرة الأولى(خاصة لو كانت في مرحلة ما قبل النضج) لِما فيه من إبداع ومعنى وسيناريو جاذب ينشط خلايا المخ.
في طفولتي عندما شاهدت للمرة الأولى"cast away" لم يتعلق في ذاكرتي سوى مشهد بداية تعرف تشاك ؏ــلىٰ ويلسون(الكرة التي خلق منها بواسطة دمائه ولحظة أنفعاله سبيل نجاة) وكيف شجعه وجود ويلسون ؏ــلىٰ المثابرة والإصرار في محاولة إشعال النار، حتى نجح...
اليوم أعدت مشاهدته، ومالفتني سوى نهاية وجود ويلسون في حياة ورحلة شقاء تشاك، ظل تشاك، رغم أنه لم يخطئ، يبكي ويكرر أسفه إلى ويلسون فور علمه واقتناعه أنه فقده، ولن يعود. مما دفعه لاحقًا لإلقاء مجاذيفه في المحيط مستسلمًا، لشعوره في العجز من الإستمرار وحيدًا.
لم يكن ويلسون إلا كرة ملطخة في الدماء، ولكنها لم تعد كذلك بعد وقوعها بين يدي ضال، محتاج ومستغيث.
لكلٌ منا ويلسون في حياته(نعطيه أهمية وقد نؤمن به) فيعطيها معنىً يساعد ؏ــلىٰ المضي قُدمًا، قد يكون ويلسون هدف، حلم، طموح، أمل، بيت وعائلة تعيلها، إنسان (يساندك، يستمع لك ويتقبلك كما أنت) معتقد ودين ( يعدك في تعويض وحياة أفضل، سُلو وعون ؏ــلىٰ الاستمرار والصبر)...، ويلسون يختلف من إنسان إلى آخر، وقد يكون وَهم أو حقيقة، واقع أو خيال، ولكنه يلقي ؏ــلىٰ الجميع ذات التأثير الذي يمنعنا من اليأس وإلقاء المجاذيف في المحيط.
إننا نحاول في كثير من الأحيان سلب وتحقير "ويلسون" احدهم(بداعي مساعدته ؏ــلىٰ رؤية الصواب والحقيقة كما نراها نحن من زاويتنا الخاصة طبعًا) دون تفهم منا(أو متناسين)في أن ما نراه بلا قيمة ولا أهمية أو زيف وخرافة وكذب وتفاهة ووهم وسطحية، يراه غيرنا حبل نجاة من الشتات ومواساة.
فالانسان لن ولم يحظى بميزة القدرة على السير وحيدًا، دون آخر، دون عون، دون غاية.
ومن منا يسره مشهد إنسان أضاع أمله وسط محيط فرض عليه فأمسى خائبًا يُلقي مجاذيفه بعيدًا؟
لا أجدُ أي قيمة في قول أشياء مضرة، عند الخلاف مع القريبين مني في المحيط الاجتماعي. من الأفضل دائماً اختيار الصمت، وترك الغرفة، المنزل، المكتب، للقيام بشيء مريح ومثمر، بدل التعبير عن غضبي بكلمات جارحة. حتى تتوازن العواطف ويعود الأخر الى رشده ويراجع الأسباب.
في تجربتي، يتعافى الناس من الاضطراب العاطفي لكنهم لا يتعافون من الكلمات المؤذية، خاصة الكلمات الصادقة "التي تشير الى عيب ما، امتنعنا عن قوله سابقاً، في حالة الهدوء، لأسباب وجيهة."
_كيرت دوليتل (بتصرّف)
التفهيم
إن كان حبها الشديد لحبيب أو لعزيز ، العطاء والمصداقيّة اللي تحملها هذه البنت جعلتها تخرج من القاعة تصرخ وتَبكي بِشدة !!
-أمس واليوم/ بصوت علي الورد
جلسه من جنان الخلد
الاستماع بي أجر وثواب
" في عالم بلا أمل، يصعب التنفس"
اندريه مالرو الروائي الفرنسي
في ختام روايته "الامل" والتي كتبها بعد مصرع صديقه
وصاحبه الشاعر "لوركا" ؏ــلىٰ يد الطاغية فرانكو
كلانا يعلم بأنني
لو تفوهت ب أحبك
فسينتهي كل شيء،
لهذا لا أريد الوصول إليك
و لا أرغب كذلك في العودة منك،
ما أريده حقاً هو
البقاء هنا
في منتصف جنوني بك
هنا
عند مفترق الصراط
ما بين جحيم التوبة منك
و فردوس الامتزاج بك.
_قيس عبدالمغني
هل للموسيقى دموع ؟
- مقطوعة لفرانز شوبرت
بعد اكتئاب نيتشه وتدهور صحته ؛ بعد رفض ماتيلدا لهُ
قرر فاغنر ان ثمة علاجين لحالتهِ
اما ان يتزوج أو أن يقوم بكتابة أوبرا.
بعد عدة محاولات منه على تأليف الأوبرا
ارسل إلى المايسترو هانس فون بولو ثنائية على البيانو كان قد ألفها وطلب منه تقيما صريحاً
ف أجاب فون بولو :
إنها اكبر إسراف غريب ؛ واشد مجموعة نغمات غير موسيقية تثير الغضب مكتوبة على أوراق موسيقية رأيتها منذ زمن طويل.
وتساءل ما إذا كان نيتشه يمازحهُ
لقد صنفت موسيقاك بكونها مرعبة ؛ وإنها كذلك حقآ
بعدها ازداد فاغنر بأصراره :
بحق السماوات ؛ تزوج امرأة ثرية
بعدها تعرف على لو سالومي حبهُ الاعظم لكنها كانت مهتمة به كفيلسوف أكثر منه كزوج
وهذا الرفض دفعه إلى اكتئاب طويل وعنيف