كيف ينام الجسم أن مسه ضرٌ بليغ؟ أيستكين الجرح العميق أن كان جرح لا ضماد لهُ ولايسعفهُ الدواء؟
اذاً كيف يكون العراق هو جرح الكون ولا يَئن من هذا الجرح احد؟
وهو بالحنجرة والعزف على اوتار الألم، موطن الوجع وشرق العرب ينادي بالحزن الأبدي ولا مجيب!
كيف ينام الجسم أن مسه ضرٌ بليغ؟ أيستكين الجرح العميق أن كان جرح لا ضماد لهُ ولايسعفهُ الدواء؟
اذاً كيف يكون العراق هو جرح الكون ولا يَئن من هذا الجرح احد؟
وهو بالحنجرة والعزف على اوتار الألم، موطن الوجع وشرق العرب ينادي بالحزن الأبدي ولا مجيب!
تباً لقصب ميسان
تباً للمنازل الطينية الهشة
والمشاحيف التي تشبه الأرامل المسنة
تباً للفلاحين
تباً للمزارعات
تباً لرأس البصل
تباً لدوستويفكسي
تباً لعمر حنظل صاحب العضلات الهشة
تباً للمعلمين الذين يأخذون اموالاً كثيرة
اموالاً لا تكفيهم لنهاية الشهر
تباً للأطباء الذين يضحكون في ما بينهم في المشفى
تباً للـمجانين
تباً لـعمال البناء الذين شيدوا قصر الجمهورية
تباً للجمهورية
تباً لمن بال على نفسه من الخوف
تباً للخوف
تباً للشجعان
تباً لصبّاغي الأحذية الذين يعرفون أين يلمع الإله صلعته
تباً لسيارات الإسعاف التي تخرج من بطنها رجل لقيط وترميه في المشفى
تباً للحر
تباً للبرد
تباً لكل قطرة مطر نزلت من ثقب السقف
وسقطت على امرأة مريضة
تباً لشيخ القبيلة
تباً للقبيلة
تباً للخدم
تباً للملوك
تباً لأولاد القحبة
تباً للقواويد
تباً للـشرفاء
تباً لعاهرات المدينة المنورة
تباً للأبطال
الذين ماتوا من أجل ان يعيش إبن القحبة
تباً للدكاكين
التي لا يبيعون فيها أصوات من نحب
تباً للأصوات
تباً للشعراء والكتاب
تباً للمناضلين
تباً لسائقي الحاكم
تباً لسائق الكوستر
الذي صاح من مكانه من منكم لم يدفع اجرته
تباً لمن لم يدفع أجرته
تباً لسواق الكوسترات القديمة
تباً لكل الساعات التي قضيتها وأنا نائم
تباً لكل الساعات التي قضيتها وأنا مستيقظ
تباً لحبة الابراسيتامول
التي لم تشفي هذا المروحة التي تدور فوق رأسي
تباً للهيل
تباً للشاي الذي تركته يبرد وأنا أكتب هذا النص
تباً للمواعيد
تباً للتلفاز العاطل
تباً لكل من قرأ جريدة الصباح
تباً لفيروز
تباً لسكائر الكلواز
تباً للعميان
تباً للمبصرين
تباً لمرقة الشجر التي تطبخها
والدتي كل يوم
تباً للنبلاء الذين لم يتذوقوا مرقة الشجر
تباً للعاشقين الذين وقفوا أمام شبابيك
حبيباتهم ثلاث ساعات في الشمس
تباً للسمر
تباً للبيض
تباً للكهرباء
تباً لوزيرها
تباً للضوء تباً للظلمة
تباً لكل الذين جلسوا في المسطر
ولم يحتجوا على الوزير الذي مر من أمامهم
تباً لحبيبتي وابيها
تباً للغرف المكيفة
تباً لأم علي التي لا تبيع الباقلاء بالدين
تباً لكل نهد يحلم أن يتذوقه
تباً لنصوص سجاد أحمد العارية
تباً لمن لا يملك نقوداً
ويشتري لأطفاله من بائع الحلوى المتجول
تباً لمن يمشون في الاتجاه الخطأ
تباً لمن يمشون في الإتجاه الصح
تباً لكل رجل أكل في عزاء رجل ميت لا يعرفه
تباً للأطعمة التي يطهونها في العزاء
تباً للقمصان التي لم يرتديها أحد
تباً للجواريب
تباً لشط العرب
تباً للعرب تباً للحكومات
تباً للحقيقين تباً للمزيفين
تباً للنجار الذي قطع شجرة(النبك)
وصنع منها توابيتا للأطفال
تباً للتوابيت
تباً لآخر نفس في هذه السيجارة الأخيرة
تباً للحانات التي لا تبيع السكر بالمجان
تباً لمن باع ضميره بالمجان
تباً للذهب والفضة
تباً لمن غنا وصوته ليس جميل
تباً للغناء
تباً لمن لا يملك أم لا تعرف كيف تغني
تباً لساحة الأندلس
تباً لكراج النهضة
تباً لمن عاد من ساحة مظفر مشيا على الأقدام
تباً للمجلس البلدي
تباً للموظفين الذين لم يأخذوا هذه الرشوة القليلة
تباً لمن أخذ الرشوة
تباً للعجلات التي احترقت في الحروب
تباً للحروب
تباً لكل من طرد الأولاد الذين كانوا
يلعبون كرة القدم في عتبة بابه
تباً للأولاد الذين لا يلعبون
تباً لمن قرأ هذا النص ولم يجد نفسه ملعونا
تباً لكل الذين سمعوا هذا النص وضحكوا
تباً لي ولكم ألف ألف مرة
محمد خالد
اشياء جنوبية بحته
ساعلنُ ، ثم ابدأ بالسقوطِ
لكي اضعَ النقاطَ على الخطوطِ
بإني سوف ابعثُ من جديدٍ
كنصٍ غير مستوفي الشروطِ
الحسنة الوحيدة لأبيها