جبل جليدي هائل ينفصل عن الجرف الغربي للقارة القطبية الجنوبية
رغم أن الجبل الجليدي الجديد يحمل حاليا الرقم القياسي باعتباره الأكبر في العالم، فإنه ليس حتى ضمن أكبر 10 جبال جليدية في التاريخ.
الجرف الجليدي الذي انفصل عنه هذا الجبل كان يطفو بالفعل على الماء (غيتي إيميجز)
قالت وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا) ESA، الأربعاء 19 مايو/أيار الجاري إن جبلا جليديا تبلغ مساحته حوالي 7 أضعاف حجم حي مانهاتن بنيويورك انفصل عن الجرف الجليدي رون (Ronne) في القارة القطبية الجنوبية، مما يجعله أكبر جبل جليدي حاليا في العالم.
وقد تم رصد قطعة الجليد التي تشبه الإصبع، والتي يبلغ طولها حوالي 170 كيلومترا وعرضها 25 كيلومترا، بواسطة الأقمار الصناعية أثناء انفصالها عن الجانب الغربي للجرف الجليدي رون في القارة القطبية الجنوبية.
وقد نشرت الوكالة في تغريدة لها على تويتر فيديو يمثل مراحل انفصال الجبل الجليدي، الذي يطفو الآن بحرية على سطح بحر ويديل (Weddell Sea)؛ في غرب القارة القطبية.
الجبل الجليدي المنفصل عن جرف رون يشبه الإصبع (وكالة الفضاء الأوروبية)
رقم قياسي جديد
تم التقاط صور الجبل الجليدي الذي تبلغ مساحته 4320 كيلومترا مربعا ويطلق عليه اسم "إيه-76" (A-76)، وسبب التسمية هو انفصاله عن الربع A من القطب الجنوبي، حيث تم رصده لأول مرة من قبل كوبرنيكوس سينتنيال (Copernicus Sentinel) التابع للاتحاد الأوروبي، والذي يتكون من قمرين صناعيين يدوران حول أقطاب الأرض.
هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي كانت أول جهة ترصد بداية انفصال الجبل الجليدي في 13 مايو/أيار الجاري في تغريدة لها على تويتر.
حيث غردت لورا جيريش الباحثة في الهيئة قائلة "حدث ولادة جبل جليدي كبير آخر في القارة القطبية الجنوبية، لقد ولد A-76 من الجرف الجليدي رون وهو حاليا أكبر جبل جليدي في العالم، حيث حصل على الرقم القياسي من A23a المجاور. صورة سريعة من مركز سينتينال1 اليوم (الـ14)".
تأثيره على مستوى سطح البحر
ونظرا لأن الجرف الجليدي الذي انفصل عنه هذا الجبل كان يطفو بالفعل على الماء، فإن هذا الحدث لن يؤثر بشكل مباشر على مستويات سطح البحر، ومع ذلك فإن الجروف الجليدية تساعد على إبطاء تدفق الأنهار الجليدية والكتل الجليدية في البحر.
وبالتالي فإن فقدان أجزاء من الجرف الجليدي يساهم بشكل غير مباشر بارتفاع منسوب مياه البحار، وفقا للمركز القومي الأميركي لبيانات الجليد والثلوج (NSIDC).
يقول المركز أيضا إن القارة القطبية الجنوبية، التي ترتفع درجة حرارتها بوتيرة أسرع من بقية الكوكب تحتوي على ما يكفي من المياه المجمدة لرفع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار 60 مترا، ولكن لا يعتقد العلماء أن تغير المناخ بفعل البشر هو ما تسبب في انفصال A-76 أو سلفه القريب A-74.
أضافت لورا جريش على تويتر "إن كلا من A-76 وA-74 هما مجرد جزء من الدورة الطبيعية للجروف الجليدية التي لم تنفصل عنها أي قطع كبيرة لعقود، ومن المهم مراقبة وتيرة انفصال الجبال الجليدية، ولكن هذان الجبلان هما كل ما كان متوقعا في الوقت الحالي".
أرقام قياسية سابقة
ورغم أن الجبل الجليدي الجديد يحمل حاليا الرقم القياسي باعتباره الأكبر في العالم، فإنه ليس حتى ضمن أكبر 10 جبال جليدية في التاريخ، حسبما ذكرت دورية نيو ساينتست New Scientist.
فهناك A68a، الجبل الجليدي الذي تبلغ مساحته 6 آلاف كيلومتر مربع، الذي سجل الرقم القياسي حتى ديسمبر/كانون الأول 2020 قبل أن يتفتت، ثم انتقل اللقب إلى A23A، وهو جبل جليدي انفصل عن القارة القطبية الجنوبية في عام 1986 وتبلغ مساحته 4 آلاف كيلومتر مربع.أما أكبر جبل جليدي على الإطلاق فتم رصده في المحيط الجنوبي في عام 1958، وفقا لموسوعة غينيس للأرقام القياسية، حيث كان يُعتقد أن مساحته تبلغ حوالي 30 ألف كيلومتر، وهو رقم تقديري لأن العلماء لم يكن لديهم صور الأقمار الاصطناعية في ذلك الوقت.
الجبل الجليدي الجديد ليس ضمن أكبر 10 جبال جليدية في التاريخ (غيتي إيميجز)
مخاطر أخرى
هذا، وتستمر الأقمار الاصطناعية في تتبع الجبل الجليدي الجديد، تماما كما فعلت مع A-68A بعد انفصاله عن الغطاء الجليدي في القارة القطبية الجنوبية في عام 2017، ثم تحركه في المياه المفتوحة بفعل تيارات المحيط في عام 2020، وكاد يصطدم بجزيرة جورجيا الجنوبية، وهي موطن للفقمة وطيور البطريق.
وذكر موقع لايف ساينس Live Science سابقا أن الجبل الشارد تحطم إلى عشرات القطع قبل أن يتسبب في إحداث أضرار.
وفي الغالب، نجا الجرف الجليدي رون، الذي انفصل عنه الجبل الجليدي الأخير، من تدفقات المياه الدافئة التي تخل بالدورة الطبيعية لانفصال وإعادة تشكل الجليد في القطب الجنوبي، ولكن لم تكن كل أجزاء غرب القارة القطبية محظوظة بهذا الشكل.
حيث ذكر موقع لايف ساينس في أبريل/نيسان الماضي أن نهر ثوايتس الجليدي، أو دوومس داي "Doomsday Glacier"، وجد أنه يذوب بشكل أسرع من المتوقع، وأن هذا كان بسبب تيار ماء دافئ يذيب "نقاط التثبيت" التي تثبت الجرف بالأرض من ناحية الشرق.