فتاة دخلت عالم مواقع التواصل الاجتماعي حتى تفرج عن نفسها، وتخفف من شدة الضيق الذي تتحمله، في الحقيقة كانت فكرة صديقة طفولتها.
هذه الفتاة كانت مولعة بعلمها والذي في الأساس في مجال دراستها وتخصصها، فلم تكن وقتا كافيا، فعظم وقتها كان لعملها، لذلك شعرت بالضيق الشديد، اتخذت من حديث صديقتها معها مخرجا لما كانت تشعر به.
قررت محادثة صديقاتها ولم ترغب يوما وتقبل بإضافة أي شاب على صفحتها الشخصية، وجدت ملاذا آمنا ومريحا في أوقات فراغها وانتهائها من العمل، كانت تشعر بسعادة لحد ما.
وبيوم من الأيام فوجئت الفتاة بأنه تم إضافتها من قبل صديقتها لمجموعة عامة، تعج بالشباب والفتيات وتناقش العديد من الأمور الدينية والدنيوية، في البداية اعترضت كثيرا حتى أنها وبخت بخفة دم صديقتها من فعلت بها هذه الفعلة، ولكنها في النهاية استسلمت عندما أقنعتها صديقتها بأنها مجموعة بها الكثير من الأناس.
بعدما انضمت للمجموعة انهالت على صفحتها الكثير من طلبات الصداقة، ولكنها أبت أن تضيف أحدا منهم لحسابها الشخصي، كانت الفتاة لا تقبل إلا طلبات البنات مثيلاتها؛ وبيوم من الأيام وجدت صدقية تتحدث معها، وجدت منها اهتماما لم تعهده من أحد قلبها، شعرت وكأنه وأخيرا وجدت صديقة الدرب، من يمكنها التحدث معها والبوح لها بكافة أسرارها، كانتا كلا منهما تجد أذنا مستمعة جيدة للأخرى، فتخففان من على بعضهما البعض ضغوطات الحياة.
وذات يوم أرسلت الفتاة برسالة لصديقتها على الفيس بوك تريد منها النصيحة في شاب تقدم للزواج بها وفي هذه اللحظة انكشفت كل الحجب وكشفت كل الأسرار، هذه الفتاة وطوال هذه المدة لم تكن إلا شاب أعجبته تعليقات الفتاة بالمجموعة العامة، وأرسل لها طلبا باسمه الحقيقي أكثر من مرة، وتعددت محاولاته ولكنها كعادتها لم تقلبه، فازداد فضوله لمعرفة شخصية هذه الفتاة التي تختلف عن مثيلاتها.
تضايقت وبشدة حيث أنها اعتبرته غشا، حظرته على صفحاتها، تضايقت كثيرا من فعلته، ولم تعد تأمن لأحد وخاصة بوسائل الاتصال الاجتماعية الإليكترونية، قامت بحذف كافة حساباتها؛ ومن ناحية الشاب لم ييأس بل سعى وراء حب عمره، لقد رأى بها صفاء ونقاء الفتاة التي لطالما ارتضاها زوجة له وأما لأبنائه، نعم الزوجة المسلمة هي.
هل سيضيع الفرصة التي سيتغير حاله بعدها ويتبدل مائة وثمانون درجة؟!
لقد كان على دراية كافية ببعض من تفاصيل حياتها، تمكن من الوصول لمنزل وقام بطلب يدها من زوجها، وعندما سئل عن كيفية معرفته لها، أخبرهم بأن أخته رشحتها له لما رأت فيها كل المواصفات التي يبتغيها بفتاة أحلامه.
بالتأكيد وافقت الفتاة على الرؤية الشرعية، وعندما تمت ارتضت به زوجا لها، لم تكن رأته من قلب كحاله، لم يراها بالطبع؛ لقد كانا كلاهما كالعصفورين، كلاهما مناسبا للآخر، وكأنهما يكملان بعضهما البعض…
الشاب: “من البداية لا أريد أن إخفاء شيء عليكِ، أنا صاحب الصفحة والتي ادعيت بها بأنني صديقة لكِ، قبل أن تبدي موافقتكِ أو رفضكِ للزواج بي، أردت أن أخبركِ، وأنني لم أخطئ طول حياتي، ولم أكذب إلا في هذه المرة، ما جذبني لمعرفة شخصيتك تعليقك بالمجموعة العامة، والذي أثار فضولنا جميعا فقد كان ردا قاسيا بعض الشيء، وما أدهشني أيضا رفضكِ لقبول طلبات الصداقة للشباب”.
الفتاة: “وبعد الذي قلته ماذا تتوقع مني أن أفعل”، كانت الدموع تسيل من عينيها.
الشاب: “الله سبحانه وتعالى يعفو ويغفر، أفلا يعفو العبد لعبد مثله؟!، وأنا صارحتك فيكفيني ذلك حتى لا أعيش في تأنيب ضمير مستمر كالسابق، لم أعهد لخدعكِ ولا غشكِ وإنما وددت الحفاظ عليكِ، وألا أجعلكِ تضيعين من يدي”.
قامت الفتاة من مقعدها والدموع في عينيها، اعتقد الشاب أنها لم توافق عليه، فحمل نفسه وهم بالرحيل، هنا جاءه والدها وبشره بالموافقة؛ تزوجا وكانا نعم الزوجين، لقد كان زواجهما يحمل أجمل قصة حب نشأت على الإنترنت في جو يملأه الغموض.