ثمّة مواقع في العالم تشرف على مناظر بانوراميّة رائعة، وهي قبلة السائحين، بخاصّة عشّاق المغامرات في الهواء الطلق والتصوير. وفي هذا الإطار، تجول »سيدتي« على ثلاثة مواقع سياحيّة في العالم تمتاز بـ »شرفاتها« الطبيعيّة التي لا تقاوم!
بحيرة »كومو«
منذ العصر الروماني، كانت البحيرة مكاناً مفضّلاً للطبقة الأرستقراطيّة لقضاء العطلات
بحيرة »كومو« الإيطاليّة، هي واحدة من أكثر البحيرات شهرةً، تُعرف بجاذبيّتها السياحيّة وقراها الخلّابة، وتعدّ مقصداً للأثرياء والأرستقراطيين منذ العصر الروماني لقضاء العطلات، كما يفضّلها نجوم الغرب راهناً للاسترخاء.
يبلغ طول بحيرة كومو والشبيهة بالمضيق البحري 50 كيلومتراً، وهي تتخذ هيئة حرف Y، مقلوباً؛ تبدو البحيرة بين الشواطئ الحرجية شديدة الانحدار، فيما ترتفع الجبال على الجانبين، وفي الشمال هناك جبال الألب، ما يجعل المناظر أخّاذة في المكان، ومحيطه.
يمكن الجولة في البحيرة ليوم واحد، تتخلّله محطّات في بعض القرى، أمّا إذا اتسع وقت السائح فإنّ مناطق الجذب الرئيسة حول البحيرة جديرة بالاستكشاف بوساطة القارب أو العبّارة. تشتمل المحطات على زيارة قرية »بيلاجيو« الصغيرة، المعروفة أيضاً باسم »لؤلؤة البحيرة«، فهي عبارة عن مجموعة متشابكة من الأزقة الضيّقة والأماكن شديدة الانحدار، وتحضن المنازل القديمة والمطاعم والمتاجر الأنيقة.
إلى ذلك، يحلو الاستمتاع بالرياضات المائيّة، بخاصّة في الصيف، مثل التجديف بالـ »كاياك« ولعشاق المغامرة، يمكنهم استئجار قوارب الـ »كاياك« أو الزوارق أو قوارب الدوّاسات أو الألواح أو المراكب الشراعيّة .ولهواة التصوير الفوتوغرافي، هناك إطلالات بانوراميّة من المواقع الآتية، الواقعة في محيط بحيرة »كومو:«
• »برونيت«: تبعد بلدة «برونيت» دقائق من وسط مدينة »كومو«، ويمكن الوصول إليها بالسيارة أو بالحافلة أو سيراً على الأقدام أو بوساطة القطار الجبلي الذي افتتح في سنة 1894. لطالما كانت البلدة واحدة من أشهر وجهات العطلات بفضل الهواء النقي والمساحات الخضر، مع الإشارة إلى أنّه يطلق على »برونيت« اسم »شرفة جبال الألب.«
• قلعة »باراديلو«: هذا البرج الرومانسكي المربع يحتلّ التلّ المطل على مدينة »كومو«، ويبدو مغلقاً في الجانب الجنوبي الغربي من منطقة Chan. تتراوح المشاهد بين »كومو« وجبال الألب، وصولاً إلى »وادي بو« و»جبال الأبينيني.«
• »مونتي سان بريمو بيلاجيو«: يبعد بضع كيلومترات من »بيلاجيو«، وهو أعلى جبل في منطقة Larian Triangle؛ يمكن الوصول إلى القمّة في غضون ساعتين إلى ثلاث ساعات من المشي، في رحلة رائعة لا تعترض مسارها الصعوبات. من علٍّ، تجذب الإطلالات التي لا مثيل لها على البحيرة، علماً أنّه في الأيّام الصافية يمكن رؤية »جبال الأبينيني« جنوباً.
إطلالة على البحيرة من «بيجرا»، تبدو عربة «التليفريك»
• »بيجرا«: هي بلديّة إيطاليّة في مقاطعة »كومو«، يمكن الوصول إلى المنطقة المأهولة منها عبر الطريق المؤدي من Argegno على طول وادي »إنتلفي« أو بوساطة »التليفريك .«تقع القرية بالقرب من الجبل، وتطل على البحيرة إطلالات رائعة.
الصخرة المعلّقة
النشاطات المقترحة على السائحين كثيرة في الموقع، ومنها: المشي لمسافات طويلة
»الصخرة المعلّقة« الواقعة في ولاية »فيكتوريا« الأُسترالية، على ارتفاع 718 متراً فوق مستوى سطح البحر، تبعد نحو 70 كيلومتراً شمال غربي »ملبورن«، وبضعة كيلومترات شمالي جبل »ماسيدون« تُعرف »الصخرة المعلّقة« أيضاً باسم »جبل ديوجين«، والأخير عبارة عن تكوين بركاني نادر بالقرب من Woodend و»جبل ماسيدون.«
كان تعرّض الموقع لأضرار جسيمة جرّاء العوامل الجوية، الأمر الذي أدّى إلى تكتّل التكوينات الصخرية غير العاديّة.
تتعدّد النشاطات في الموقع، وتشتمل على: المشي لمسافات طويلة والتعرّف إلى ثراء المكان النباتي والحيواني، لا سيّما الكوالا، وممارسة الألعاب المختلفة والمناسبة لكلّ أفراد العائلات على مساحات واسعة من العشب في الساحة المحيطة، وصيد السمك في السدّ، حيث يعيش سمك السلمون المرقّط.
تجدر الإشارة إلى أن الموقع هو مكان تنظيم الفعاليّات المختلفة، مثل، سباقات الخيول.. كما يستضيف الحفلات الموسيقية، فقد غنّى فيه كلّ من ليونارد كوهين ورود ستيوارت وبروس سبرينغستين، وأدى فيه كلّ من مجموعة »ميدنايت أويل« الموسيقيّة، والموسيقي والمغني عازف البيانو إلتون جون.
مشهد المغيب من «الصخرة المعلّقة»
يعود تاريخ وجود الصخرة إلى أكثر من 6 ملايين سنة خلت، وهي الخلفية لرواية خياليّة تاريخيّة أُستراليّة بعنوان Picnic at Hanging Rock من تأليف جوان ليندساي، تدور أحداثها في سنة 1900 عن مجموعة من الطالبات في مدرسة داخليّة أُستراليّة يختفين في »هانجينج روك«، أثناء نزهة في يوم الحب. وقد ظهرت »الصخرة المعلّقة« أيضاً في فيلم يحمل عنوان الرواية نفسه، للمخرج الأُسترالي بيتر وير.
صخرة »ترول تونجا«
صديقات سعيدات في إتمام المسير
في النرويج، تبدو أجمل التكوينات الصخريّة وأكثرها إثارةً للإعجاب، وتحديداً Trolltunga) أو لسان ترول(؛ فهذا التشكيل الصخري يعلو نحو 1100 متر فوق مستوى سطح البحر، وذلك في بلدية Ullensvang، بمقاطعة »فيستلاند«. من الأعلى يمكن الانغماس في المناظر الطبيعيّة الدراميّة للمضيق البحري والاستمتاع بالمنظر في اتجاه النهر الجليدي )فولجيفونا.(
على القارئ أن يتخيّل الشعور المثير الذي يشعر به المرء عند الوقوف، وربما الجلوس هناك عند الطرف، يطفو بين السماء والماء، فضلاً عن جاذبيّة التنزّه عبر التضاريس الجبليّة العالية حتى »ترول تونجا «1180في مسير طويل شاق، لكن المكافأة تكمن في المناظر الخلّابة!
من الضخرة، يمكن الانغماس في المناظر الطبيعيّة الدراميّة للمضيق البحري
من الممرّ الرئيس في P2 في قرية Skjeggedal، تبلغ المسافة ذهاباً وإياباً 28 كيلومتراً بارتفاع 800 متر تقريباً. الوقت المقدّر للمشي لمسافات طويلة هو من 8 إلى 12 ساعة.
هناك مسار إضافي في P3 Mهgelitopp، حيث تبلغ المسافة ذهاباً وإياباً 20 كيلومتراً، بارتفاع نحو 320 متراً. الوقت المقدّر للمشي لمسافات طويلة هو من 7 إلى 10 ساعات