الروائي خالد الخميسي زار الجزائر بعد قطيعة بين البلدين دامت 16 شهرا
يحل الروائي المصري الكبير خيري شلبي ضيفا على فضاء "صدى الأقلام" للمسرح الوطني الجزائري بجلسة أدبية مطلع مايو/ أيار بالجزائر العاصمة، تعقبها جلسة أخرى بمدينة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لهذه السنة. وتأتي هذه الزيارة بعد شهر من زيارة قام بها الروائي المصري الشاب خالد الخميسي بدعوة من وزارة الثقافة.
هذه النشاطات تجيء بعد مقاطعة دشنتها المؤسسات الثقافية بالجزائر للكتاب والفنانين المصريين دامت 16 شهرا، إثر ما عُرف بالشارع الجزائري بـ"ملحمة أم درمان" حين فاز المنتخب الجزائري لكرة القدم على نظيره المصري في إطار تصفيات التأهل لنهائيات كأس العالم في نوفمبر 2009.
لكن ما إن شن الشباب المصري ثورته ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك ونظامه في يناير/ كانون الثاني الماضي حتى نسي المثقفون الجزائريون الأمر، وانخرطوا في موجة تأييد ومساندة واسعة لشباب ميدان التحرير.
حمدي الجزار: نظام مبارك اختلق الأزمة مع الجزائر ليضفي شرعية على وجوده
سقوط الحقد
وتركت زيارة الروائي الخميسي مطلع أبريل/ نيسان الجاري إلى الجزائر، وخبر زيارة خيري شلبي، ارتياحا لدى قطاع واسع من مثقفي البلدين.وقال الروائي المصري حمدي الجزار إن زيارة شلبي للجزائر، وقبلها زيارة الخميسي "تمثل خطوة أولى في اتجاه استعادة العلاقات الشعبية الطبيعية العميقة، بما فيها العلاقات الثقافية المتينة، والتي مسها النظام المصري البائد قبل ثورة 25 يناير بسمومه، وأفسدها كما أفسد كل شيء جميل في مصر".
وأضاف الجزار في حديث للجزيرة نت "نظام مبارك اختلق الأزمة مع الجزائر ليضفي شرعية على وجوده، ويغطي على فساده، وتدهوره على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والعلمية، وليروج لمؤامرة توريث الحكم".
وعبر الكاتب المصري عن أمله أن تقدم زيارة شلبي للجزائريين الصورة الحقيقية للمبدع المصري الملتحم بشعبه، لكونه "يمثل رمزا عبقريا لإبداع المواطن الحر الذي جاء من عمق حارات القاهرة".
من جهته اعتبر القاص والمدون الجزائري علاوة حاجي عودة العلاقات الثقافية بين البلدين أمرا ضروريا، متسائلا "هل يعقل أن مباريات كرة القدم لم تتوقف رغم أنها كانت هي السبب المباشر في التشنج، في حين أن التوقف مسّ التواصل الثقافي؟".
وهنا يؤكد صاحب "ست عيون في العتمة" للجزيرة نت أن "ثورة 25 يناير جعلتنا نطوي الصفحة، وننظر إلى مصر بعين أخرى كبلد وشعب كبيرين".
سمير قسيمي: ثورة مصر فوتت الفرصة على أغبياء السياسة والثقافة والتاريخ (الجزيرة نت)
الأغبياء والحلم
أما الروائي الجزائري سمير قسيمي فتحدث عما لحقه من "أذى معنوي" بسبب البيان الذي أصدره إثر رفض محافظة مهرجان الجزائر الدولي للكتاب دعوة الناشرين المصريين للمشاركة بالطبعة الأخيرة أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، حيث كان قد شجب قسيمي هذه المقاطعة.وقال الروائي الجزائري في حديث للجزيرة نت "لكن لا بأس.. ما دامت الثورة في مصر قد تحققت، وتمكنا من تفويت الفرصة على أغبياء السياسة والثقافة والتاريخ".
أما الروائي خيري شلبي -وهو من قامات الرعيل الأول للرواية المصرية والعربية- فقد عبر في اتصال للجزيرة نت عن سعادته بدعوة الجزائر له محققا بذلك حلما رافقه منذ طفولته، وهو أن يزور الجزائر التي أحبها من خلال ثورتها طفلا، ثم من خلال كتابها مثل كاتب ياسين والطاهر وطار كبيرا.
وقال شلبي "حلمت كثيرا بأن أزور المدن الجزائرية، خاصة تلك التي عاش فيها (الروائي الفرنسي) ألبير كامي".