هل أسهم مخرجون ونجوم عرب في صناعة السينما العراقية؟
في عام 1949، عرض فيلم "عليا وعصام" في سينما روكسي في بغداد، وهو أول فيلم يصور وينتج بالكامل في العراق، ويعتبره النقاد عيدا للسينما العراقية.
"القادسية" أول فيلم عراقي يعرض في أقطار عربية (مواقع التواصل)
شهدت السينما العراقية في بداياتها الأولى أفلاما مشتركة مع مخرجين عرب، أسهموا في تقديمها إلى جانب الفنانين العراقيين. وأسهمت تلك الأفلام في تأسيس اللبنات الأولى للسينما.
إلا أن فترة تواجد المخرجين العرب لم تستمر طويلا، لا سيما بعد أن درس بعض المخرجين العراقيين في الخارج وعادوا لقيادة العمل السينمائي في العراق، مثل كاميران حسني ومحمد شكري جميل وغيرهما.
إعلان فيلم "القاهرة-بغداد" أول إنتاج مصري عراقي مشترك- بين سينما الحمراء العراقية وسينما اتحاد الفنيين المصرية 1947
عيد السينما
إن أول الأفلام التي تحتفل بها السينما كعيد لها هو فيلم "ابن الشرق" للمخرج المصري إبراهيم حلمي وساعده حسن الصيفي، وعرض لأول مرة عام 1946 في سينما الملك غازي. وهو إنتاج مشترك بين شركة الرشيد العراقية المصرية، كما أسهم في إنتاجه الفنان العراقي عادل عبد الوهاب.
دارت أحداث الفيلم حول شاب عراقي يتوجه إلى القاهرة لاستكمال دراسته في مجال الطب، فتعترض حياته فتاة غنية مستهترة، تتمكن من أخذه من خطيبته إلا أنه يندم بعد حين، ويكتشف دواء جديدا لمرض خطير كان له الفضل في شفاء أحد الأثرياء في مصر من مرضه.
الفيلم من بطولة عادل عبد الوهاب ونورهان والمنولوجست الشهير عزيز علي والمطرب الريفي حضيري أبو عزيز ومديحة يسري وبشارة واكيم.
وحقق نجاحا كبيرا، لا سيما أن نجوم الطرب في الفيلم يلتقون جمهورهم لأول مرة في السينما، كما يشير الباحث الراحل أحمد فياض المفرجي في كتابه "السينما العراقية".
ثم جاء فيلم "القاهرة بغداد" الذي عرض في بغداد عام 1947 في سينما الحمراء، وهو من سيناريو وإخراج أحمد بدرخان عن قصة كتبها يوسف جوهر وحقي الشبلي. ومثل فيه الشبلي ومديحة يسري وبشارة واكيم وعفيفة إسكندر، وصُورّت مشاهده بين القاهرة وبغداد.
فيلم عليا وعصام
من أوائل الإنتاج العربي للأفلام تم إنتاجه 1948 م .
يتحدث عن قصة فتى وفتاة من قبيلة
متابعة ممتعة لأول فيلم بدوي .
أول فيلم عراقي متكامل
في عام 1949، عرض فيلم "عليا وعصام" في سينما روكسي في بغداد، وهو أول فيلم يصور وينتج بالكامل في العراق، ويعتبره النقاد عيدا للسينما العراقية بدلا من "ابن الشرق".
وهو فيلم ناضج سينمائيا لتوفر الكثير من عناصر الجودة الفنية فيه، ومن إخراج أندريه شوتان وقصة وسيناريو الكاتب العراقي أنور شاؤول وبطولة إبراهيم جلال وعزيمة توفيق وسليمة مراد وجعفر السعدي.
مهدي عباس: فيلم "ليلى في العراق" فشل في تحقيق أي مكاسب جماهيرية
وفيلم "ليلى في العراق"، عرض في بغداد بسينما روكسي عام 1949، إخراج أحمد كامل مرسي وإنتاج أستديو بغداد، من بطولة إبراهيم جلال ونورهان وعبد الله العزاوي وعفيفة إسكندر ومحمد سلمان، وهو يشبه فيلم "لبناني في الجامعة" ضمن أفلام السينما الواقعية، ولم يحقق شيئا يذكر، وفشل في تحقيق أي مكاسب جماهيرية، حسب ما أكده الناقد مهدي عباس، وأثر ذلك توقف أستديو بغداد عن الإنتاج السينمائي.
وقدم المخرج حكمت لبيب عدة أفلام مشتركة، منها "وداعا لبنان" الذي تناول موضوع الهجرة والتباين الثقافي والاغتراب، وشارك فيه مدير التصوير برونو سالفي ومونتاج صاحب حداد وإلياس رحباني، وتمثيل منير معاصري ومارلين شميدت ويوسف العاني وناديا جمال، وإنتاج شركة بغداد بيروت.
وفيلم "التجربة" إخراج فؤاد التهامي عرض في بغداد عام 1978 بسينما بابل، ومن بطولة سامي قفطان وسمر محمد وكريم عواد ووداد سالم. والفيلم كما يقول سامي قفطان تجربة جيدة ومثمرة للغاية، وشكلت حدثا مهما في حينه. ووصفها الناقد مهدي عباس بأنها تجربة مفيدة ومثيرة وتعلمنا منها الكثير.
فيلم "الأيام الطويلة" تناول قصة الرئيس صدام حسين وهروبه إلى سوريا
وهناك أيضا فيلم "الأيام الطويلة" من إخراج توفيق صالح، وعرض في سينما بابل ببغداد عام 1980، ويتناول قصة الرئيس صدام حسين وهروبه إلى سوريا، ومن بطولة إبراهيم جلال ومحسن العزاوي وفوزية عارف وأميرة جواد، وحقق الفيلم استقطابا كبيرا من الجمهور بحكم وجود حزب البعث وصدام حسين في السلطة، وقال عنه الفنان محسن العزاوي إن الفيلم شكل استقطابا مميزا بحكم حجم الجهاز الحزبي آنذاك، ويبدو أن هناك توجيها بمشاهدة الفيلم. كما وُفق المخرج في تنفيذ الفيلم.
فيلم "مطاوع وبهية" تناول توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل
أول فيلم يعرض عربيا
عرض فيلم "القادسية" في سينما بابل عام 1981، وأخرجه صلاح أبو سيف، ومن بطولة عزت العلايلي وسعاد حسني وشذى سالم وطعمة التميمي، وموسيقى وليد غلمية ومونتاج إميل بحري. وهو أول فيلم عراقي يعرض في أقطار عربية، ويحقق نجاحا كبيرا على حد تعبير الفنانة شذى سالم.
كما قدمت السينما العراقية فيلما مشتركا مع المصريين بعنوان "مطاوع وبهية"، أخرجه صاحب حداد، ومن بطولة كرم مطاوع وسهير المرشدي ومحمد حسن الجندي وعبد الرحمن أبو زهرة، ويتحدث عن فترة تطبيع الرئيس المصري الراحل أنور السادات العلاقات مع إسرائيل بعد اتفاقية كامب ديفيد. وشارك فيه ممثلون من العراق، مثل محمد حسين عبد الرحيم وأمل طه.ولم يحقق الفيلم ما كان يصبو إليه، كما يذكر الفنان محمد حسين عبد الرحيم، ويبدو أنه أُنتج من أجل الرد على التطبيع.
فيلم "بابل حبيبتي" شارك فيه عدد من النجوم المصريين أبرزهم يحيى الفخراني
كما أخرج فيصل الياسري فيلما مشتركا بعنوان "بابل حبيبتي" مع كثير من الفنانين العرب، مثل يحيى الفخراني وسماح أنور وأحمد عبد العزيز وهند كامل وسامي قفطان ويوسف العاني، واستثمر الفيلم وجود الفنانين العرب في مهرجان بابل الدولي وإنتاج شركة بابل وأفلام الجوهرة المصرية، وكان فيلما استعراضيا قدّم الجمالية في مدينة بغداد وفعاليات بابل للعالم بطريقة استعراضية.
وكذلك فيلم "العربة والحصان" من إخراج الفنان السوري منير فنري، وعرض في بغداد على مسرح الخيمة عام 1989، ومن بطولة سليم البصري وحمودي الحارثي وجلال كامل وجاسم شرف وراسم الجميلي.
ورغم وجود كثير من النجوم الكوميديين، فإنه لم يحقق ما كان يُنتظر منه، على حد تعبير الناقد مهدي عباس.
وللمخرج نفسه فيلم آخر بعنوان "الأرقط"، الذي عرض عام 1979 من بطولة الفنان فخري العقيدي، وإخراج الفنان المصري إبراهيم عبد الجليل، وكذلك فيلم "فايق يتزوج" عام 1984 لشركة بابل، وهو فيلم كوميدي ناجح حقق استقطابا طيبا وجلب إيرادات جيدة، وشارك في بطولته قاسم الملاك وسناء عبد الرحمن وسليم البصري، وهو أول فيلم كوميدي ظهر في فترة الحرب العراقية الإيرانية، ومن أنجح الأفلام العراقية الكوميدية.
وبعد عام 2003 لم نشهد عملا مشتركا، لأن السينما أخذت منحى آخر عبر تجارب الشباب العراقيين الذين غزوا كل مهرجانات العالم وفازوا بأرفع الجوائز.