مِلاءَةٌ هذي الحياة
لا تُغطي أقدامنا الممتدةِ نحو الغد
أيّ غد
لا يهمنا فيه شيء
سوىٰ أن لا نضطرّ للوقوفِ
كشوكةٍ في حلقِ اليوم
كساعةٍ ميتةٍ في جثة اليوم
كشمسٍ لا معنىٰ لها آخر اليوم
أو كيومٍ مُعلَّقٍ بكاملهِ علىٰ الحائط
لا يقوىٰ علىٰ طردِ ذبابة!
نرسمُ أوراقاً خضراء
علىٰ أذيال اليوم المتدلية إلىٰ أسفل
كذبةٌ نصدقها نحنُ أولاً
نوهمهُ فيها أن الحياةَ هنا تتنفس
مثل ملاءةٍ منسيةٍ
في أحلامِ الفقراء،
أربعٌ وعشرونَ ساعةً من التكرار
إعادةٌ باردةٌ لا غير
للوجوه
لما يُقال
لطنينِ الأذن المحشوّة بأحاديثَ
زائدةٍ عن حاجة السمع
للأشياء التي نخطط لنسيانها
ولا ننساها !
لشريط الأيام التي بقيت في الأمس
لمحمود درويش الذي يسكنُ رأسي
للأغنيات الموغلةِ فينا
التي نرمي بوجهها مشاعرنا
كفضيلةٍ تُثقلُ كاهل خطايانا الهشّ،
بميزانٍ يحملُ كفّتَين
نَزِنُ ما ينقصنا كل يوم
ميزان لا يفكرُ بالرجحان
لا يميلُ إلىٰ نهايةٍ أو بداية
كفةٌ ليستْ بأيدينا
وأخرىٰ يملؤها هواءٌ مُبللٌ بالأمنيات
لا يهتزُّ له عدلٌ أو زيف
كحُبٍ أغمضَ عينيهِ
ليرىٰ المعنىٰ عارياً عن كلِّ شيءٍ
إلّا عن الحُبِ
في غدٍ لن يُشبهَ فُتات اليوم.