أيها الإنسان:
دعني أخبرك عن فلسطين
فلسطين هي أرض تعبث بها الأساطير، ويقتل الأحياء فيها على يد الموتى، وكلما مات جيل من الأحياء أصبحوا قتلة أيضا لمن سيحيا بعدهم، وهكذا تستمر الرواية،
فلسطين كلما تعرى العذاب فيها وبدى بشعا ألبسوه الدين فبدى أنيقا،
فلسطين هي بلد العذاب الأنيق، ولغة الموت الأنيقة.
فلسطين لا تتجاوز 0.00015
من مساحة اليابسة الشاسعة، ومع هذا نصف أمم الأرض تدعي أنها موعودها بها وكل أمه تاتي بصك ، فتقاتلت نصف أمم الأرض من أجل هذه الصكوك، وكل يدعي أن صكه حقا، وبقية الصكوك مزورة، تركوا الأرض الشاسعة وأتو الى فلسطين من أجل صك، وأقلقو العالم من أجل صك، وسالت الدماء من أجل صك، وضل الخراب من أجل صك. لا لثرواتها ولا لموقعها على طريق تجاري بل من أجل صك، فهؤلاء لديهم صك وهؤلاء صك وهؤلاء صك، فضاعت الأرض بين صكوك السماء، ومات الأحياء بين سيوف الموتى، واختفت الحقائق بين زحمة الأساطير.
تخيل أن دولة واحدة فقط من دول العالم تساوي ما يعادل 566 مرة ضعف فلسطين ولم يكتب بها أي صكوك. وهنا كل مشرد وكل أمة تضهر لنا صكا وبكل زمن يضهر لنا صكا .
–فلسطين لا تتجاوز 0.00015 فتركت نصف أمم الأرض كل الأرض الواسعة، وجاءت لتتزاحم في جزء من الأرض يساوي 0.00015 من مساحة الأرض اليابسة.
فلسطين أرسلت إليها 90℅من رسالات الهداية، فاهتدى العالم وضاعت فلسطين، احاطتها الرعاية من بين كل أمم الأرض لفترة، ثم تخلت عنها الرعاية لفترات وفترات ، فمن حرب بحرب ومن غزو بغزو وكل غازي يأتي بصك ملكية، وما إن يملكها حتى يأتي غاز آخر يحمل صك آخر وهكذا......
–فلسطين أزدحم الأنبياء فيها وأزدحم فيها القتلة أيضا.
–حين أوشك العالم أن يغلق أسواق الأساطير في الأرض، جاءها قوم ليبيعوا الأساطير فيها ،، فتاجرو بالأساطير، وقاتلوا من أجل تجارة الأساطير، هنا وجدت التجارة الأسطورية لها سوقا لا يزال يعمل، فصارت أساطير الرعب واقعا حقيقيا، فصارت حربا وسالت دماء وخرب العمران واغتيل الأمان، وضل بيع الأسطورة وشراء الأسطورة، ثم صدرت الأساطير فاشتراها العالم بعد أن كاد على وشك أن يتخلى عن تجارتها،، وانتعشت تجارة الأسطورة من جديد.
فلسطين كلما أوشك العالم أن يتعافى عطست فلسطين، فنشرت عدوى الأسطورة والحرب مجددا
هذه فلسطين
-( حرب الأسطورة وأرض الصك العجيب )-
..... .....
.....
...
ا/محسن عزالدين البكري