.
عنوان القصــة
صاحب الزمان وطالب العلم
كان في قرية بسيطة في أطراف مدينة أصفهان الأيرانية فتى لأحد القرويين متشوقاً لطلب العلم والالتحاق بالمدارس الدينية غير ان اباه كان يمنعه من ذلك ويقول له :
إن في هذا الطريق فقر وجوع وحرمان..
ولكن الاب أخيراً تنازل أمام أصرار ولده والحاحه الشديد فما ان وافق قام الولد وقبل يده وصمد مكانه لحظات فدمعت عينه فرحا..
وكان آنذاك في الرابعة عشر من عمره فحمل لحافا وفراشا وبعض الحاجات البسيطة وانتقل الى المدرسة في اصفهان وكانت من المدارس القديمة جدا وطلابها لايتواجدون فيها دائما خشية الوحشة والبرد وغير ذلك..
وبعد أيام ورد عليه أبوه يحمل معه شيئا من الخبز والمؤن وليتفقد احواله وكان الموسم شتاءً باردا والثلوج تتساقط وتغطي الأزقة والبيوت..
فوجده مفتقدا لأبسط الحاجات فأعاد عليه والده معاتبا :
ألم أقل لك ان هذا الطريق ليس فيه سوى الفقر والجوع ؟
فوقف الولد بأتجاه القبلة وقلبه متألم من هذا الكلام وتدور في عينيه الدموع وهو يخاطب الامام الحجة عليه السلام :يـــــــــامولاي راعني كي لايقولوا ليس لديك سيد وصاحب..
فبعد أن جلس الوالد مع ولده سويعات قام ليخرج قبل غروب الشمس ولكنه وجد باب المدرسة مقفولا والمفتاح بيد الخادم الذي لااحد يعرف مكانه في تلك الساعة فأضطر الاب الى ان يبقى مع ولده حتى اليوم الثاني..
ولكن الامر كان صعبا عليهما اذ لم يكن لديهما سراجٌ يضيء الحجرة بالأضافة الى ان لحافاً واحداً لايكفيهما معاً وهذا الامر دفع الاب الى ان يعاتب الولد مرة اخرى :
ولدي ما أسوأ هذه المعيشة.. عد معي الى البيت غداً لاحاجة لك في هذا العلم الذي تطلبه في أجواء المشقة ؟؟
فتألم الولد من كلام أبيه وكان يعتصر قلبه ألماً وأذا بطارق يطرق باب المدرسة فاسرع الولد الى باب المدرسة يــنادي :من الطارق ؟
فقال الطارق :افتح لي الباب فقال الولد :آسف ليس عندي المفتاح والخادم غير موجود .
قال الطارق :ادفع الباب ينفتح فدفع الباب وانفتح وأذا بـــرجل نوراني ذوهيبة ووقار وعليه سيماء الصالحين يشعُ نوراً ويفيض كمالاً فقال له :
قـــل لابيك بأن لايعاتب كثيراً لــــقد دفعتُ مالاً وسوف يأتون لكم غداً بالفحم وفي مكان كذا من حجرتك توجد شمعه خذها وأنربها الحجرة وقل لأبيك: نحن أيضاً لنا صاحب يرعانا..
فيقول الولد :عدتُ الى الحجرة مندهشاً فسألني أبي: من كان وراء الباب؟
قلت :أولا يجب ان انظر هل الشمعة التي ذكرها موجودة في ذلك المكان من الحجرة ؟
فـــــجئت الى نفس المكان فوجدت فيه شمعة.. وجيىء لنا بالفحم المدفوع الثمن من قبل الصاحب..
فنقل الولد القصة لابيه وهو غارق في العجب فــــعانقه وقبله وقال : بني واصل دراستك مادام لك صاحب يرعاك..
أقول.. ان هذا الصاحب يرعى كل من كان مخلصا ومجتهدا في طاعة الله ومرضاة امامه زمانه..
وهل تعلم مَن كان الولــــــد؟
ومـــــاذا أصــــبح بعد ذلك؟
هو المرجع الديني الاعلى في زمانــــه السيد أبـــوالحسن الأصفهاني أعلى الله مقامه .
فهكذا نقل القصة آية الله الاخوند ملا علي الهمداني.
فاعلموا ان الامام صاحب الزمان يحب العلم وطلاب العلم المخلصين والمثابرين في هذا المجال..اللهم اجعلنا منهم وفيهم ونحبهم..
فهكذا كان علمائنا!