لقد أعترفت اليّ بحبك،ولا أندهشُ من هذا،فلا بدّ أنه قد أبهرتك ضحكاتي المُتخللة بنغماتِ الفَرح،نبرة صوتي المُختلفة،ذلك الجانب الهازئ والمستخفّ بي،والذي يضرب قواعِد وتقاليد المجتمع بعرضِ الحائط،ويمدّ لسانه في وجه وقاحَة العالم
لابدّ أنك قد انذهلت من تلك الفَتاة التي تجعل من كل رتيبٍ مُبهج ومبهرج بألوان الطّيف اللّطيفة،التي تبعث طمأنينة الأمَان في صدر كلّ قلق،البسيطة المُصابة برهبة الرّسميات،والتي تظن أن الزمان يتّكئ للأبد،من أجل أن تسترِق من الحياة لحظات تغفُو على أكتافِها وتلقي براحاتها المُتعبة،التي قد تفلِت العالم من يدها،وتقف على هامش الطّريق لتأمل الغُروب والحديث مع قِطط الحي والتسكّع في الأرصِفة الطويلة دون أيّ وجهة،والتي تملك الكثير من القصص لتقصّها على أحفادها،عن المجنونة الشّجاعة التي كانتها في يوم ما.
لكن..
أسيدومُ حبك المزعوم لي،حين ترى حقيقتي المحضَة،والتي تتوارى خلف مَرايا صدري؟
أسيدوم حبّك حين ترى ملامحي الباهِتة،حدّة صوتي الفظة أحياناً،ورغبتي العارِمة في الوحدة؟
أستظل تحبني وتمسك بيديّ حين ألفظك بعيداً عنّي في لحظة بؤسٍ قاتمة،وآتي في اللحظة التي تليها لأجذبك نحوي بتوقٍ كبير؟
أستظلّ معي حين ترى تكوّري على الأريكة في رحم اللّيل،ونظرتي الفارِغة من الحياة،ورُضوضي التي تملأ جسدي،وحبري عندما يتّسع سواده ويأسُه،وحماقتي وبكائِي الذي يتجمّع في حلقي على هيئة أغنية،وتساؤلاتي التي لا معنًى لها،ونوبات هلعِي التي تنتابني بإستمرار؟
أستسرع إليّ حين أخبرك والدّموع تملأ مقلتيّ إني أخشَى الظّلام،وأني لم أعد أستطيع إكمال هذا النّفق المُظلم لوحدي،وأني أكاد أتقيّا وجودي؟
أستأتي،يا عزيزي،وفي معطفِك ليلٌ،كالّذي أضيئه بالخوفِ والشّموع؟
م