أكنِس كلماتي من سلّم أوجاعي،أجرفُ الحروف عن رصيفِ انتظاري، أزيحُ الكلمات عن مسارِ قطاري
ولكن سرعان ما أبعدها عنّي حتى تعود لتنسجِم مع كياني التائِه،وكأنها جزءٌ من وجودي وكينونيّتي
أثملُ بكؤوسٍ فاخرةٍ من الحبر،أشتمّ عِبق الورق فأتوه بين حنايا سِحره وجاذبيّته،وأضع إكليلاً من أبجديّة تخلّى الأغلبية عنها،فلململتُ حروفها المكلومة،واحتضنتها بين رفوفِ قلبي
فلم تعد الكتابة مجرّد هواية،بل باتت هويّة،غريزة مثل الجوع تماماً،ومرآة تتيح لنا التعرف على إنعِكاسات أرواحنا الخفيّة
التلاعب بالكلمات في مسرحِ اللّغة،وصنع المعاني،والخيال،زيارة الأعماق السّحيقة لذواتنا،والإنغماس في ملذّات الكلِمات
أليس ذلك هو السبيل الوحيد ﻹطفاء لوعةِ أعماقنا،والعيش دون أن نفقد ذواتنا وسَط هذا العالم الجنونيّ؟
م