هكذا هي الحياة،لوحة مُتخمة بتناقضاتِ الألوان،ما بين الأسود الذي يُحيل المرء إلى عذاباته ومتاهات قلقه الخاص،وما بين الأبيض المُتمازج ببهرجة الحَياة،،والذي يبدو كفيضٍ ضوئي دافئ،رَقيق،وحنون.
بين شُحوب الحياة وبين سحناتِها البالية،نجد تلك اللحظات التي تبدو كهمسٍ لطيف لأناشيد سماويّة مؤتلفة النغمات،والتي نشعر فيها بالرّغبة في المضي قدماً وغوض غمار هذه الحياة
بينما نشعر أحياناً،في غمرة ضيائِنا،بالقلق من مضيّ هذه اللحظة،والعودة إلى شموعنا الذاوية المُطفأة،وينهشنا خوفٌ مزمن من وحش آمالنا القابِع في آخر الطّريق.
وما بين هذا وذاك،فإن الحياة لا تقدّم الهدايا،فهي كمثل حاكِم مستبد يحكم مملكته من خِلال إشاعة الخوف،لذا إن أردنا العيش فعلينا أن نسرِق تلك الفرص الضّائعة على جنباتها،أن نوقظ فينا لَحن الأُغنيات،ونتسلّى بعيشٍ حُلم نراه قريباً،ويراه الآخرون نائياً مقصياً،أن نعثر على ما نحبه وندعه يقتُلنا
أن نعيش دِفء الذّكريات،لا أن نعوي ونبكي على حُلو الماضي،ومرارةِ الحاضر
أن نتسكّع بين مُدن الكلمات،ونحترق من قصيدة أوقظت فيناً شعوراً مختبئاً بين أزقّة صدورنا،نُعانق البدر،ونجرّب الأيام،ونورط الإحساس بالذّكرى.
فالفن هو الوسيلة الوحيدة لقهر الموت.
م