يا عباد الله لا تواجهوا جيوش الشيطان إلّا بعد أن تعدوا لهم ما استطعتم من قوّة ؛ لأنّ دولة الشيطان ممدودةٌ بالمادّة القويّة المدعومة من سائر دول المشرق والمغرب ! فعدوكم قضيته قديمةٌ جداً وقد عَمِلَ على تخطيط إهلاككم منذ مئات السنين ولم يكن عدوكم غشيماً وكنتم في ذلك الوقت نائمين مغيّبين عن الحقائق ! وما كانت نومتكم إلّا بسبب اتّخاذكم ساداتكم وكبراؤكم أرباباً من دون الله ، وقد والله أضلوكم وكانوا من قبل مُجنّدين مبعوثين من عدوّكم إليكم .
فأنتم مستضعفون في الأرض وقد أصبح ماؤكم غوراً وتحتاجون إلى من يأتيكم بماءٍ معين ، وهذا الماء المعين موجودٌ في دلوٍ يحمله صاحب العصر والزمان ، وفي هذا الماء خلاصكم وعلاجكم وقوّتكم . ألا فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون وتضرعوا في الصحاري والبراري والفلوات حتى يراكم ربّكم وسيّدكم وإمامكم الحجة بن الحسن القائم المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ، فيزيل الغشاوة عن قلوبكم ويقرّ أعينكم ويروي غليلكم . فهو خليفة الأرض وولي الأمر المفروض طاعته والإمام الوارث وصاحب علم الكتاب كُلّه الذي أحصى الله فيه كل شيء ، والذي بشّر به النبي المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وسمّاه مُحمّداً وكنّاه بأبي القاسمِ وقال عنه : «مَنْ أَنْكَرَ الْقَائِمَ مِنْ وُلْدِي فَقَدْ أَنْكَرَنِي» . والذي على يديه تُمْحَقُ دول الشيطان محقاً ، والذي بين يديه تجري جيوش الإنس والجنّ وملائكة الأرض والسماوات ، والذي هو أشبه الناس خَلْقاً وخُلُقاً برسول الله مُحمّدٍ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، شابٌ موفقٌ وليس كهلاً عجوزاً ، ممتلئ الجسم ، حسن الهيئة والمنظر ، وجهه كالكوكب الدري ، قوي البنية ، أجلى الجبين ، عريض المنكبين ، أسمر اللون ، أزج الحاجبين ، أقنى الأنف ، منبدح البطن ، أحمش الساقين ، ذو الوجه الأقمر والجبين الأزهر وصاحب العلامة والشامة . قِيلَ للإمام موسى الكاظم (عليه السلام) : مَا تَأْوِيلُ قَوْلِ اللَّهِ‏ تَعَالَى : ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ؟ فقال (عليه السلام) : إِذَا فَقَدْتُمْ إِمَامَكُمْ فَلَمْ تَرَوْهُ فَمَاذَا تَصْنَعُونَ‏ ؟! ولقد رُوِيَ أيضاً أنّ المهدي هو البئر المعطلة في غيبة آخر الزمان .
ولقد أوصى إمام زماننا الحجّة بن الحسن (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وقال : ﴿أَكْثِرُوا الدُّعَاءَ بِتَعْجِيلِ الْفَرَج ، فَإِنَّ ذَلِكَ فَرَجُكُمْ | إِذَا اسْتَغْفَرْتَ اللَّهَ فَاللَّهُ يَغْفِرُ لَكَ | مَا دَامَتْ دَوْلَةُ الدُّنْيَا لِلْفَاسِقِينَ .. فَإِنَّا يُحِيطُ عِلْمُنَا بِأَنْبَائِكُمْ وَلَا يَعْزُبُ عَنَّا شَيْ‏ءٌ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَمَعْرِفَتُنَا بِالزَّلَلِ الَّذِي أَصَابَكُمْ . مُذْ جَنَحَ كَثِيرٌ مِنْكُمْ إِلَى مَا كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ عَنْهُ شَاسِعاً وَنَبَذُوا الْعَهْدَ الْمَأْخُوذَ مِنْهُمْ‏ وَراءَ ظُهُورِهِمْ ، كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ‏ إِنَّا غَيْرُ مُهْمِلِينَ لِمُرَاعَاتِكُمْ وَلَا نَاسِينَ لِذِكْرِكُمْ ، وَلَوْ لَا ذَلِكَ لَنَزَلَ بِكُمُ اللَّأْوَاءُ وَاصْطَلَمَكُمُ الْأَعْدَاءُ ! فَاتَّقُوا اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ وَظَاهِرُونَا عَلَى انْتِيَاشِكُمْ مِنْ فِتْنَةٍ قَدْ أَنَافَتْ عَلَيْكُمْ ، يَهْلِكُ فِيهَا مَنْ حُمَّ أَجَلُهُ وَيُحْمَى عَلَيْهِ مَنْ أَدْرَكَ أَمَلَهُ ، وَهِيَ أَمَارَةٌ لِأُزُوفِ حَرَكَتِنَا وَمُبَاثَّتِكُمْ بِأَمْرِنَا وَنَهْيِنَا ، وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ‏ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ‏ . وَلْيَعْمَلْ كُلُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ مَا يَقْرُبُ بِهِ مِنْ مَحَبَّتِنَا وَلِيَتَجَنَّبَ مَا يُدْنِيهِ مِنْ كَرَاهِيَتِنَا وَسَخَطِنَا فَإِنَّ امْرَأً يَبْغَتُهُ فَجْأَةٌ حِينَ لَا تَنْفَعُهُ تَوْبَةٌ وَلَا يُنَجِّيهِ مِنْ عِقَابِنَا نَدَمٌ عَلَى حَوْبَةٍ ، وَاللَّهُ يُلْهِمُكَ الرُّشْدَ وَيَلْطُفُ لَكُمْ بِالتَّوْفِيقِ بِرَحْمَتِهِ | لَوْ أَنَّ أَشْيَاعَنَا وَفَّقَهُمُ اللَّهُ لِطَاعَتِهِ عَلَى اجْتِمَاعٍ مِنَ الْقُلُوبِ فِي الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ عَلَيْهِمْ لَمَا تَأَخَّرَ عَنْهُمُ الْيُمْنُ بِلِقَائِنَا . وَلَتَعَجَّلَتْ لَهُمُ السَّعَادَةُ بِمُشَاهَدَتِنَا عَلَى حَقِّ الْمَعْرِفَةِ وَصِدْقِهَا مِنْهُمْ بِنَا . فَمَا يَحْبِسُنَا عَنْهُمْ إِلَّا مَا يَتَّصِلُ بِنَا مِمَّا نَكْرَهُهُ وَلَا نُؤْثِرُهُ مِنْهُمْ‏ . وَاللَّهُ تَعَالَى الْمُسْتَعانُ‏ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ‏ . وَصَلَوَاتُهُ عَلَى سَيِّدِنَا الْبَشِيرِ النَّذِيرِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ .
فانطلاقاً من وصايا إمام زماننا العظيمة قمنا بإنشاء كتاب (مختار الزمان) المكوّن من عشرين دعاءًا في خمسين صفحة ، فيه والله من الأسرار النورانيّة والأدعية القويّة ما يقسم بها ظهور الجبارين والمحتلين ويشل أيديهم ويزلزل أقدامهم ويجعلهم طرائق قدداً بعد أن يرسل الله عليهم الملائكة والجن يقاتلونهم والشياطين يرعبونهم ! وكلّها مرجعها إلى النبي محمد وعترته (صلّى الله عليهم وسلّم) ، ولطالما كان نبينا مُحمّداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يستغيث بالله بالدعاء ويستنجد بالملائكة الكرام في سائر المعارك والغزوات حتّى جعله سلاح المؤمن الخفي ، وكذلك الإمام علي (عليه السلام) وسائر أبنائه (عليهم السلام) يدعون في السرّاء والضراء في وقت الحروب والشدائد .

لتحميل الكتاب :
https://top4top.io/downloadf-1424p8oon1-pdf.html
أو التحميل من غوغل :
https://drive.google.com/open?id=1xp...QU_-n8HHEp38-P