الحُب لا يواكب أمزجة المنطق،فهو بذاته معجزة،شحنة سماويّة لا تحتمل جغرافيا عقولنا،فتات نجوم يُرش على سمائنا المدلهمّة،روح تُبعث من جديد،وحياة تُخلق من العدم
الحُب حيث تتداخل الماهيّات،حيث فوضى المشاعر المقدسّة،الحب ضربٌ من الجنون،لا يحتمل العقلانيّة،فهو يضخّ التفاصيل،يبتكِر الأمكنة،ويخلق المغازي
الحُب لا يحنّط،لا يُحتكر داخل براويز معينة،ولا يحتمل المسمُيات،فالمسميات قسوة،قذفٌ للخارج،والتزام بالوجود
الحب هو رقصة الحياة المُثيرة،بزوغ شمس الحياة السّاحِرة والتي تشحذ منا سلاحنا بعد عدميّة الخواء ،هو تلك الأشِعة البيضاء التي تسترسل بمباغتة داخل سراديبنا الدامسة الحُلكة.
الحب لا يحتمِل الأسئلة،ولا المبرّرات،يتسلل إلى ردهات قلوبنا بخفيّة،ليركض فينا دافئاً شهياً مثل خيطِ ماء،ليهسهس لنا دائماً بأنه بحاجة إلى الجراءة،إلى المراهنة عليه،متعطّش إلى التضحيات وستظل روحُه عاكفة داخلنا بأزليّة،ليذكرنا بأنه لا يموت،بل يحمل نصلاً خفياً بين جيوبه،لا يتردد أبداً في غرسه بداخلنا
الحُب هو حين نستشعر لذّة كل نفس نستنشقه،حيث نشعر بمتعةِ البقاء على قيد الحياة.2



م