في هذا الوقت من اللَّيل تطفو كينونتي في أفقٍ هائم من استيهامات عقلي الذي يبعث لي شعوراً من اللّاطمأنينة،الخوف والهَلع من المجهول،والتيْه في متاهة مُحكمة الإغلاق،لا سبيل للخروجِ منها،وذلك الطّنين المُزعج لتلك الأفكار التي لا تنفك عن عرض سلعها القمِئة،أليس بإمكاننا إجتِثاث جذور الخوف المتأصّلة بداخل أعماقنا اللُّجية،والذي يجعلنا نتخبّط بين قبضانِ هذه الحياة المُبهمة؟
أليس بإمكاننا العيش ببساطة دون ذلِك الصّدى المقلق لأصواتِنا الداخلية المتعدّدة؟
جعلت تلك التساؤلات تشققاتٍ شتّى في نفسي وذاتِي،ولكنني أدركت على حين غرّة أن الخوف هو ما يكوّننا،هو ما يكون إنسانيّتنا المُلغزة،هو ما يسيّرنا نحو ما نريده،فما الرغبة بالسّعادة سوى خوفٍ من الحزن،وما الرغبة في القوة سوى خوفٍ من الضعف،الخوف هو أصل كل شعور يلازمنا
إنعتاقنا من الخوف يعني إنعتاقنا من الحُب.