ما علاج الشخصية الحساسة؟
- 1. الوعي بأخطاء التفكير:
يجب الوعي إلى أنَّ المسؤول الأساسي عن أيِّ أمرٍ في حياتنا هو أفكارنا، فهي جذر كلُّ المشاعر التي نشعر بها، فتفسيرنا للأمور هو ما يهم.
يميل الشخص الحساس إلى تبنِّي التفسير السلبي للأحداث، فعلى سبيل المثال: إذا تعرَّض شخصٌ حساسٌ إلى حادث سيارة، فسينظر إلى هذا الحادث على أنَّه نذير شؤم، وأنَّ يومه سيء.
في حين يشعر شخصٌ آخر بالامتنان لأنَّه خرج من الحادث سليماً، وأنَّ الله معه في كلِّ لحظةٍ ويحميه دائماً، ولعلَّها رسالةٌ إليه لكي يُخفِّف من سرعته في المرات القادمة.
- 2. صنع القيمة الحقيقية:
يلجأ الإنسان الفاقد للقيمة في حياته إلى اكتساب قيمته #من_الآخرين، فاسأل نفسك:
"ما هي قيمك في هذه الحياة؟"."ماذا تفعل من قيمٍ لتجعل من عالمك أفضل؟"."هل وُجِدت من أجل الأكل والشرب والتنزه وتأمين متطلَّبات العائلة فحسب؟ أم أنَّ هناك سبباً عميقاً لوجودك؟"."ماذا عليكَ أن تقدِّم لإرضاء الله، ولشكره على نعمه، بحيث ترفع من إنسانيتك؟".
فالمعنى الحقيقي للحياة هو إضفاء قيمةٍ حقيقية، وصادقة، ومُفعمة بالشغف والخير.
-3. الحرية الكاملة في التصرف:
وُلِدنا أحراراً، ولعلَّ أهمَّ حقٍّ من حقوقنا:
الحريّة، فعندما يُربَّى الطفل على أنَّه حرٌّ ومختلفٌ ومميز، ولديه الإرادة الكاملة في اختيار ما يريد، وأن يُقرِّر بنفسه قراراته، وأن يكون مُتحمِّلاً نتائجها مع مراعاة عدم أذية الآخر، وأنَّ لديه الحقّ التام في الخطأ فلولاه لما تعلَّمنا وأصبحنا أقوياء، وعلى أن يكون دور الأهل توجيهيَّاً وليس تلقينيَّاً؛ عندها سنخلق منه إنساناً مستقلاً، وسليماً نفسياً، ومُتقبلاً للآخر، وليس شخصاً مهزوزاً ينتظر الآخرين لكي يُقرِّروا عنه حياته.
-4. إدراك أنَّ الدنيا مليئةٌ بكل الألوان:
يجب على الشخص الحساس أن يعي أنَّ الحياة مليئةٌ بكلّ الألوان، وأنَّ جمالها يكمن في تنوُّعها، فعليه أن يتعامل مع إيجابيات كلّ نمطٍ من أنماط الشخصية، لا أن يحكم عليها إمَّا "أسود" أو "أبيض"، وأن يتأكَّد أنَّ "الكمال" غير موجودٍ إلَّا عند الله؛ لذلك عليه أن يسعى إلى التطوّر في كلّ يومٍ من حياته، لكن دون تدمير ذاته وإغراقها في معايير خارجةٍ عن المنطق، فالخطأ حقٌّ طبيعيٌّ من حقوق الإنسان، ومن دونه لا يتطوّر ولا يصبح أقوى.
- 5.استثمار النقاط الإيجابية لدى الشخص الحساس:
على الشخص الحساس استثمار مآثره لكن بالشكل الصحيح، فعليه عوضاً عن التركيز في التفاصيل التافهة، أن يهتمَّ بالتفاصيل الهامَّة، كأن يلاحظ أنَّ صديقه يمرّ في ضائقةٍ مادية، فيُسارِع إلى مساعدته.
- من جهةٍ أخرى، يستطيع استخدام تعاطفه الكبير مع الآخرين وإحساسه بهم، في أن يكون عضواً فعَّالاً في فريق عمله؛ فللشخص الحساس مهارة العمل ضمن فريق.
- 6. التركيز على الأهداف:
عندما يركِّز الشخص الحساس على أهدافه، وأولوياته، وإشغال وقته في أشياء هامَّةٍ ومفيدة؛ فسيبتعد تدريجياً عن الانشغال في الأشياء الصغيرة التي ليس لها معنى، وعن التدقيق على كلام وتصرفات الآخرين. فعندما تزداد ثقته بنفسه وبإنجازاته، ستختفي كلُّ هذه الأعراض