- هناك من اعتاد منذ صغره على تجنب الإلتفات لمشاعره، تحييدها، التسامي فوقها،
وذلك من شدة ما تألم ورأى، مثل شجارات والديه أو مشكلات أسرية، فوطّن نفسه ألا يشعر بشيء ابتعاداً لكي يسلم.
عندما كبر، أصبح لا يشعر بشيء، لا يفرح بشدة ولا يحزن بشدة ولا يشعر بطعم الحياة...
- هو ليس مصاباً بالاكتئاب،
لكن مشاعره متبلدة،
كانت كذلك في الصغر كاستراتيجية للهرب من واقعه، فعندما انتهت الأحداث الصعبة بقيت تلك الاستراتيجية عالقة في شخصيته، هو يحتاج مشاعره ليحيا مع الناس ويتواصل معهم لكن يجد نفسه غريباً وسطهم ويستغربون منه، بل يستغرب من نفسه.
- علاج ذلك أولا أن يتعرف على أسماء المشاعر،
يأخذ ورقة وقلم ويكتبها جميعا، ثانيا أن يقوم بوصف مشاعره يومياً، كبداية سيجد صعوبة في ذلك، لكن سيعتاد، ثالثا أن يتحدث عن مشاعره يوميا مع شخص يثق به.
من عقبات العلاج الاعتقاد أن الحديث عن المشاعر ضعف وعيب ومنقصة أو لا داعي له.
- باستمرار أجد أشخاص جيدون جداً في عملهم، لكن لديهم مشكلة في علاقاتهم،
وإذا دققت النظر النظر فمشكلتهم مع علاقاتهم جذورها بسبب مشكلتهم في علاقتهم مع #أنفسهم، وجذور مشكلتهم مع أنفسهم أنهم لا يعرفون كيف يتعاملون مع مشاعرهم، فهي وإن تظاهر بعد أهميتها إلا أنها حاضرة وبقوة.
- وهذا مما حذر من الدكتور روبرت ليهي في ورشة عمل له في برلين،
أن المعالج النفسي قد يركز على الأفكار السلبية، ويركز على السلوكيات السلبية، لكنه يغفل كيفية التعامل مع المشاعر، وهو محك رئيسي للوصول للصحة النفسية وتجاوز الاضطراب.