النتائج 1 إلى 6 من 6
الموضوع:

الزواج العاصف..رواية

الزوار من محركات البحث: 80 المشاهدات : 447 الردود: 5
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مشرف مُنتدَى الشّعرِ الشّعبي
    تاريخ التسجيل: December-2015
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,913 المواضيع: 222
    التقييم: 9346
    آخر نشاط: منذ 12 ساعات

    الزواج العاصف..رواية

    بقيت تتأمل المنظر الخلاب للطبيعة وسحرها, و ها هي تعود لتتذكر حبيبها السابق الذي خانها مع أخرى , واصبحت هي لا تثق باي شخص خصوصا الرجال.
    -آني.
    جاء صوت رقيق يقطع افكارها المظلمه , لقد كانت زميلتها في المخيم جولي و قد بانت علامات الشيب تظهر على شعرها البني المشعث و على ملامحها, رغم انها في الخمسين الا انها توحي و كأنها في الثامنه و الثلاثين.
    -آه.. جولي , منذ متى و انت هنا.
    - منذ فترة ليست طويله. فحاولت ان تقراء ماذا يجول في راس آن وادركت آن بانها تحاول ان تقراء افكارها.
    -حسنا أظن اني علي ان اذهب لاقيم آخر الترتيبات على الحفله ثم سالحق بكم.

    و كيف لي آني ان تنسى ما حدث في الامس حين القوا اللوم عليها بانها لا تقوم بواجبها كاملا فهي لم تجد سوى ان تنفذ طلبات زميلاتها المتسلطات.

    فقد ظل الجميع يتهامس بشأن مالك المخيم في الأنحاء و عن مدى رغبته في آن فهو لم يخفي رغبته فيها و ظل يودد إليها دائما منذ أن تطوعت للعمل في مخيم الأولاد, لكن آن كرهته رغم انه وسيم كنجوم الروك في التلفاز و له بنيه رياضيه رائعه إلا أنها كرهت جميع الرجال بسبب خطيبها السابق.

    ما أن انتهت حتى ذهبت لتستحم في الحمامت البعيده عن المخيم و التي هي للسياح لان الحمامات قد مدة بمعدات جديده و استحمت و لشدة دفيء المياه لم تشعر بالوقت الذي مر الا عندما خرجت من الحمام وكان المكان قد غطي باللون الاسود و بقيت مكانها حتى تعتاد عينيها على الظلمه ثم همت بالرجوع الى المخيم.

    جاء صوت الحيوانات و الطيور في الغابه مما ادى الى ذعر آن و فجأه اذا بخفاش يمر بقرب وجهها فصرخت آن باعلى صوتها , علت الحمرة وجنتيها من شدة صراخها الهستيري و اذا بصوت وقع اقدام خلفها التفتت لترى ظل رجل قربها فأحست باختفاء الخجل ليحل محله التوتر و الرعب و اذا بصوت.

    -ماذا تفعلين هنا؟
    -أ...... أنـا...... لقد..
    فأحست بقتراب الرجل أكثر فلم يكن وجهه يبعد عن وجهها الى بضع مترات , فشعرت بيد قوية تهز أكتافها لتعيدها من توترها الى الواقع.
    -حسنا؟!

    قالها بنفاذ صبر و لقد كان صوته خشنا يدب الرعب في نفسها: لقد كنت استحم هنا.
    و من اين انت قالها بلهجة آمره اكثر من ان تكون سؤالا.
    - انا مرشده في المخيم.
    -و لماذا لست في حمام المخيم فهي قريبة من المخيم.
    - لأن ... المكان هنا قد مد بمرشات مياه.
    -آه.
    بقيت عيني الرجل على جسمها تتفحصانها من أعلى الى اخمص قدميها, ف نظراته احرقتها الى ان رأت عينيه تعود الى وجهها.
    - دعيني اغطيك بالسترة فلابد انك تشعرين بالبرد.

    رفضت آن و لكن اليد عادت و امسكت بمعصمها بقوة لدرجة انها احست أن عظامها ستتكسر, أه...........لا........دعني .
    - لا تخافي فأنا لا أحول اغتصابك .... على كل حال ليس هنا.

    فأحاطها بذراعاه ليضمها و يطفيء شوقه و قاومت آن و تلوت بين يديه و لكنه لم يتركها بل زاد من قوة ضمه لها فأحست آن بشعور غريب يسري في جسدها, شعور لم تشعر به ابدا و اذا بصوت جرس المخيم يعلن عن موعد النوم, فانسلت من ذراعيه هاربه الى المخيم.

    استيقظت آن الساعة السادسه رغم انها لم تنم جيدا بسبب ما حدث لها مساء أمس و بالتعب الذي شعرت به لكنها افاقت و استحمت و استعدت لكي تستقبل عوائل الاولاد احتفالا بانتهاء موسم الصيف, نعم ان فصل الصيف انتهى و على آن ان تبحث عن شقة و عمل جديد بعد ان طردها خطيبها من العمل بعد أن وقع في شباك سمسارة الxxxxات ليزا مونتيز , و تلك الاخيره لم تخفي حبها ل مايكل ستيوارت رغم معرفتها بأنه خطيب آن إلا أنها أوقعت بآن في مكيدتها و جعلت شقيقها يكون في شقة آن فقط بملابس الاستحمام و يتأكد من انه قد أوحى بأنه خارج من الحمام و انه قضى ليلته بين ذراع آن , و أرسلت ليزا مايكل لشقة آن و يتأكد من أنها تخونه و بالفعل ذهب مايكل وشاهد شقيق ليزا مع خطيبته, و عندما عادت آن من السوبر ماركت وجدت مايكل في الشقه و معه رجل لا يرتدي سوى منشفه حول خصره فقالت ذاهلة:
    - مرحبا حبيبي ماذا يحدث, و الذي أدهشها هو ان ليس مايكل من تكلم بل الرجل الغريب فقال لها:
    - أهلا حلوتي... لقد كانت ليلتنا جامحه فعلا و لكن عليا الذهاب إلى العمل أراك الليله. و في هذا المشهد ظلت آن ترى مايكل باستغراب و حيره و خرج الرجل من غرفة نومها وطبع قبله على خدها و خرج.
    و كان آن في حلم مزعج ظلت على حالها مشدوه لا تعرف الذي يحصل و لكن مايكل أعادها إلى الواقع و قال لها: إلى اللقاء.....عز......عزيزتي.
    و في اليوم تالي عرفت بمكيدة ليزا و تألمت عندما عرفت بان مايكل طردها من العمل و ما آلمها أكثر انه لم يتعب نفسه بالتأكد أو بإيضاح المسأله بل أسرع إلى أحظان ليزا مونتيز و طردها من الشركه بطريقه مهينه و بعد أن طردها تأكد كونها قد طردت أيضا من النزل الذي خصصه هو لعمال الشركه. فطردت هذه الأحلام و تركت الماضي خلفها.
    ما إن انتهى الاحتفال حتى اصبح المخيم هدئا دون صراخ و لعب الاولاد, و لقد رحلت ايضا بعض مشرفات المخيم فلم تجد آن سوى أن تذهب الى ديارها في كالفورنيا.
    - آني هل انت راحله. قالت جولي لها
    - نعم ..... حسنا الى اللقاء.
    - أراحلت انت في هذا الوقت.
    - حسنا ... نعم قبل حلول الليل لأني لا أريد أن أتأخر في العوده.

    انطلقت آن بسيارتها التي تملكها اسرتها قبل 7 سنوات صحيح انها الآن اصبحت لتصلح لشيء الا انها تستطيع ان تاخذها الى العمل, و اخذت آن تفكربالحظات السعيدة التي قضتها مع الاولاد في المخيم و بالرجل الذي صادفته في الغابه البارحه, ما هذا بحق السماء, ما الذي جعلها تفكر فيه الا انها لا تستطيع نسيان عناقه لها, و اذا بصوت مدوي افزعها و عندما خرجت رأت المحرك قد احترق.
    - آه لا, ماذا افعل الآن.
    لقد اوشكت الشمس ان تغيب و يلبس السماء ردائه الاسود, تمنت أن ينقذها احد فهي الآن في وسط الغابه بعيدا عن المخيم, فمشت آن لترى اقرب مكان تستطيع طلب المساعده فيه, و مرت ساعات و ساعات و لم تعرف كيف تعود الى السياره او المخيم و حل الظلام و تلبدت السماء بالغيوم منذرت بهطول المطر و اسرعت آن لتبحث عن مخرج فهي و حيدة و خائفه وارعبها صوت الرعد فهي تخاف العواصف و امطرت السماء و الرعد صوته في كل ارجاء الغابه و تلاه البرق و لمحت كوخا مهجور , فرغم شكله المخيف قررت ان تحتمي فيه الى ان تهدء العاصفه و اذا بها ترى شخص امامها اوه لا اخذت تركض و الشخص يركض خلفها الى ان تعثرت و سقطت فغابت عن الوعي.

    آه ...... آه.
    - اخيرا استيقظت يا صغيرتي.

    سرت القشعريرة في عمودها الفقري, انه هو ..... هذا الصوت...لا يمكن و عندما التفتت رأته, انه الرجل الذي صادفته في الغابه الرجل الذي جعلها تشعر بشعور غريب بعينيه البنيتين الممزوجة بلون البحر و ما هذا لقد بلل المطر شعره الأسود الناعم و اصبحت قسمات وجهه جاده و مخيفه رغم وسامته الظاهره, فكم من امراة وقعت اسيرة وسامته و جاذبيته التي لا تقاوم,..... ماذا حصل و أين ملابسها.
    - مـ.....ملابسي.....اين ملابسي.
    -لا تخافي لقد كنت مبلله الى اخمص قدميك و وضعت ملابسك قرب المدفأه.
    -و لكن ماذا افعل هنا, فنظر الى جسدها العاري و قال بشوق و نهمه: اغمي عليك و انت تهربين مني فقررت ان احضرك هنا حتى تهدء العاصفه.

    فجلست آن القرفصاء و قد علت الحمرة وجنتيها بمجرد التفكير انه الآن ينظر الى جسدها العاري المرتجف, و كيف يجروء على ان يخلع عنها ملابسها و حتى ان كانت مبلله و ماذا ترتدي الان
    - خذي هذه السترة و غطي نفسك, كانه قد قراء افكارها و زاد احمرار وجنتيها و احست بالحرارة تسري بجسدها من الخجل آه تمنت انها لو لم تمر بهذا الموقف.

    -آه يا صغيرتي لما الخجل , ألا يستطيع المرء أن ينظر الى جسد زوجته ليطفيء شوقه.
    -زو.....زوجته.


    آه يا صغيرتي , نعم فأنتي ستصبحين زوجتي غدا.
    -ماذا؟!

    سرت هذي الكلمات في جسدها كالنار الحارقه,كيف لها تتزوج شخصا لا تعرفه بل شخصا بالأمس قد التقته,وهل يمكن ان يكون هذا حلم لا ...لايمكن ان يكون حلم,و ان كان حلم فكيف تشعر بألم حاد يعتصر قلبها الصغير و هي التي لا تثق بالرجال فماذا سيفعل هذا الرجل بها و ما اسمه.

    -لوكارس... اسمي لوكارس , جوزف لوكارس و سوف تعرفين ماذا سأفعل بك.
    وهل يعرف بماذا تفكر , هل هو متنبيء: يمكنك قول ذلك.

    ثم أردف قائلا:
    - يا صغيرتي عينيك الزرقاوتين تكشفان عما تفكرين فيه ففي البديء تكون زرقاء ثم تصبح داكنه كظلمة الليل لتكشف عما تفكرين فيه و اما عن الذي سافعل بك فهذا هو.

    و اذا به يقترب منها ليضمها ويمد يديه الى جسمها العاري المرتجف و يقوم بحملها الى السرير ويرميها واذا به قربها و فمه قرب اذناه يهمس لها: اه لو تعلمين كيف تأثرين في رغباتي بجسمك هذا الصغير الجميل الناعم الناصع البياض كبياض الثلج. رغم انها قاومت الا انه ظل يمسك بيديها بقوه محاولا تثبيتها و اذا بها تقوم بحركة غريزيه و تضربه في عظمة ساقه و كل ما تطال يدها إليه من جسمه فإذا به يصرخ ,سرعان ما ندمت على ما فعلت و هي تنظر الى عينه اللتان اصبحتا كالبركان الثائر و اذا به يشدها من شعرها و يلقيها فوق السرير بوحشيه و حاولت ان تستنجد و تطلب الرحمه منه.
    -سوف تندمين على ما فعلت يا صغيرتي.
    -لا....ارجوك توقف.......اه دعني ايها الوحش. الا انه لم يكترث و شرع بعمله الدنيء بأطفاء رغبته التي شعر بها , فأغمضت آن عينها مستسلمه للمصير الذي تلاقيه من هذا الشخص
    خصوصا انها لم يمسها رجل قط .

    اشرقت شمس الصباح مداعبة عيني آن بعد أن افاقت و هي عاريه و تذكرت ما حدث لها امس فعلت الحمرة وجنتيها و تذكرت ان جوزف ليس هنا.....اه انها فرصتها للهرب من هنا و اخذت تبحث عن ملابسها فوجدتها قرب المدفأه و ارتدتها و اذا بها تهم للخروج يفتح جوزف الباب و معه القس ليقوم بمارسيم الزواج.

    - كنت تحاولين الهرب اليس كذلك و لكنك ستصبحين زوجتي الآن.
    -من قال لك بأني سأتزوجك ايها الظالـم الحقـير.
    -انتبهي الى ما تقولين فأن لا احد ينجو عندما ينعتني بالحقير.
    -و ماذا ستفعل, اسمعي ان حاولت ان تنبسي بكلمة واحده للقس فعقابك سيكون على يدي.

    و باشر القس بماريم الزواج
    -في هذا اليوم المبارك يجمعها الله لهذا الرباط المقدس...................
    انها الحقيقة المره انها اختطفت و تزوجت شخصا غريب صحيح انها كانت تحلم بهذا اليوم و لكن ليس هكذا بالاختطاف او الزواج برجل لا تعرفه, ولكن الندم لا يفيد الان فهي قد اصبحت السيدة لوكارس..آن لوكارس.
    هيا يا صغيرتي سوف نذهب الى المنزل.
    ابدا.
    قالت جملتها و كأنها واثقه من اقناعه ولكنه سرعان ما قال: اطيعيني يا امراة و الا..........
    لا فهي لا تريد ان يكون مصيرها كما حدث امس فقالت و الدموع تنهمر من عينيها:حسنا.
    - جيد , اخيرا قد بدأت تفهمين و بما اننا اصبحنا متزوجين فاني اتصور ان تحملي بطفلي في القريب العاجل فأنا اريد وريث لي ليدير اعمالي بعد بلوغي سن الشيخوخه,لا.. فبعد سماعها يقول هذا اصيبت بالغثيان و التعب... طفله في احشائها و هذا آخر امر تريده ان يحصل فهو يريد و ريث سريعا كما قال لها و هذا الطفل سيفسد عليها محاولتها للهرب.
    و انطلقت آن بالسياره مع زوجها الذي لا تعرفه و الذي يؤثر بها كثيرا فهي لا تعلم لماذا تصاب بالقشعريرة عندما يلامس جسده الاسمر المفتول بالعضلات جسدها الصغير و جسدها هذا الذي يطيع رغابته فهو صغير لا يقارن بجسده اه لو يضمها لتعيش ما شعرت به في الغابه,و اذا بالسياره تقطع الاشجار عابرة في منطقه جميله مطله على الجبال التي تغطي قممها الثلوج البيضاء و البحيرة التي تعكس الشمس اشعتها عليها لتصبح مشعة كالماس.
    -يا الهي ما اجمل المكان هنا.
    -نعم انه جميل و لكنك لم تري بعد شيئا.
    و اذ بالسيارة تقترب من منزل كبير جدا تحيط به الاسوار و قد زينه من الداخل بالورود الجوريه الحمراء و البيضاء و ليعبق المكان بالرائحه الجميله و قد وجد على الزاويه بركة سباحه كبيره بقربها مستودع بحجم منزلها نوافذه مسقوله و منتشره على جميع نواحي المستودع ليعطي المنظر من الداخل بريق لؤلؤي وع انعكاس مياه المسبح الزرقاء.
    حسنا هذا هو منزلك الجديد و اهلا بك. فتح لها جوزف الباب قائلا و مادا يده نحوها و لكنها تجاهلت يده و وقفت و اذا بكلب ضخم يقترب من جوزف ليحي سيده. اهلا يا هيبي لقد احضرت سيدة المنزل فاعتني بها جيدا لانها في القريب العاجل سترزق بطفل لكي يلعب معك , و اذا بالكلب ينبح ليدل على سعادته و يستقبلها.
    اهلا يا سيد لوكارس بك في المنزل. و رد جوزف التحيه ليصافح الخادم بحراره.
    - صغيرتي هذا كبير الخدم لدي و هو بمثابة والد لي, بابلور هذه زوجتي.
    - اهلا بك سيدتي. قال ذلك و الذهول في عينه فلتفت لجوزف قائلا. لا زال اختيارك جيدا. مما اغضب آن
    بقوله هذا.
    حسنا بابلور خذ زوجتي الى غرفتي و استدعي سيمونا لتساعدها على الاستحمام و ترتيبها فكما ترى بللت العاصفه ملابسها و عندما تنتهي فالتأتي بها الى مكتبي و اطلب من السيدة فريرز تحظير الغداء.
    و اختفى جوزف في منعطف. من هنا سيدة لوكارس.
    و اذا بمراة شابة خلفها تقول مرحبا اسمي سيمونا و كم سعدت عندما اخبرني السيد بزواجه و لكني لم اعرف ان السيدة جميله هكذا بالتأكيد سوف يسعد بيتر عندما يراك.
    - اه نعم لابد انك تعرفينه باسم بييت فالسيد هكذا يسميه فهو بيتر ابن السيد .
    و اتت هذه الجمله كاساعقه لـ آن و لكن كيف يتزوجها و هو متزوج من الاصل. و دلتها سيمون على الغرفه
    - حسنا هذه غرفتكما سيدتي و لقد جهزت كما ترين بكل أثاث المتزوجين, ولكن ماذا عن ملابسي, قالتها آن(( آه لقد احضر السيد لك ملابس جديده فكما فكما تعلمين لقد قام بتجهيز كل شيء و الآن استحمي بعدها سأقوم بتدليكك ليساعدك على الاسترخاء)).
    دخلت آن الحمام و لقد كان بحجم غرفة الجلوس في منزلها, آه منزلها الذي لن تعود اليه ابدا و جعلت المياه تنساب على جسمها و هي تفكر بمصيرها و كيف ستهرب من مصيرها المشؤوم , بعد ان خرجت قامت سيمونا بتدليكها لتساعدها على الاسترخاء و مشطت شعرها الناعم الطويل الذهبي اللون بعد ان اخبرتها بجمال شعرها الذي يظفي الى جمالها سحرا يجذب العديد من الرجال و هكذا فكرت سيمون بان سيدتها الجديده سحرت سيدها.
    خرجت سيمونا من الغرفه فأخذت آن تتأمل الغرفه و ذلك السرير المزدوج الناعم الذي ستنام عليه مع
    زوجها جوزف ثم احست بالخجل بمجرد التفكير انها سترتمي باحظانه و ستشاطره سريره ليضمها الى صدره المفتول بالعظلات و جسمه الاسمر القوي البنيه رغم انها طويله الا انها تحتاج الى لبس حذاء عالى لتصل الى اكتافه, و فجأه دخل عليها ولد ذو سبع سنوات و الطين ملطخ وجهه و ملابسه و هو يقترب منها قائلا: اذا انت زوجة ابي, فابتسمت له و قالت نعم, و اقترب منها و اخذ يتفحصها و ينظر اليها بغضب فصاح بها قائلا:انا لا اعرف ماذا فعلت لابي لكي تجعلينه يتزوجك و لابد انك مثل الاخريات تطمعن بامواله بعد ان تعلمون بانه صاحب هذه الا**** و له شركة عالميه كبيرة.
    - هذا ليس صحيح يا صغيري ....
    - فقاطعها قائلا: لا يهم و لكن لن اغفر لك اذا استغليت عطف والدي و سعيه ليحصل على ام لولده.
    عطفه و هل هو عطوف لدرجة انه ضربها و اغتصبها و اذاقها الذل بمصيرها, فقالت:يا صغيري انا لا انوي ان استغل والدك او افعل شيء لا يغتفر ..صدقني لا احد ينجوا من والدك. فدخل جوزف الغرفه عليها قائلا:انت هنا يا صغيرتي ارى بانك قد تعرفت الى ابنك.
    - ماذا قلت, انه ابنك و ليس ابني.
    - حسنا لقد اصبحت امه من الآن ,ولكنه ربما لا يرغب بي اما له فقال جوزف ما رأيك يا بيتر
    -انا رأي برأيك, و خرج مسرعا غالقا الباب بقوة خلفه , اذا لقد حسم الامر. و اقترب جوزف منها و امسك بخصلة شعرها التي كانت شاذة عن البقيه و امسك بالمشط من يدها و جلس يمشط شعرها ثم غمر انفه في شعرها و قال لها بالمناسبه ما اسمك بالكامل آن. شعرت آن برغبة في الضحك زوج لا يعرف اسم زوجته آن ... اسمي آن بيترسن..... كنت آن بيترسن). حسنا يسرني انك عرفت خطأك و قمت بتصحيحه والا كنت لعلمتك كيف تلفظين اسم عائلتك.
    شعرت حينها بالخوف فرغم قصر مدة معرفتها له الا انها عرفت بانه ينفذ ما يقول بالضرب, فقاومت شعور الحزن و البكاء الا انه لاحظ عينيها تلمعان فقال لها بسخريه:يا حبيبتي هل تبكين... كم رقيقه انت. فوضع اصبعه تحت ذقنها لتنظر الى عينيه الثاقبتين ثم شعرت باصابعه تنزل الى ثغرها فعنقها فتنسحب إلى أزرار قميصها و أطقت صرخه خفيفه مفاجئه.
    - ماذا بك .. بحق الله اني زوجك.
    لقد فاجئها عمله هذا فالنهمرت الدموع كالسيل فقال: هلا توقفت عن البكاء رجاء, و لم الخوف فأنا زوجك فلا تعتقدي بأن حياتنا لن تمر بعلاقات جسديه فأنت مخطئه بل كل يوم اكون انا فيه راغبا بذلك , و الآن هيا اسعدي زوجك بحق الجحيم.
    فأغلقت عينيها مستسلمه بالمصيرها الأليم هذا الذي ستعيشه كل يوم حتى تصبح حاملا بطفله,فتأوهت قائله: آه ... لا...آآآه......لا ابتعد عني..اتركني, دعني.
    - ماذا حدث؟!... ماذا بك يا أمرأة لم كل هذا الصراخ.
    - لا أريد أن.... أن أحمل بطفل منك ....لا.
    - بل.. ستحملين يا صغيرتي.
    لم تفهم آن لم جوزف يعاملها بهذه الوحشيه و لم تزوجها هي بالذات هل هذا ذنبها لانها تواجدت في منطقته ام لان له تجربه سيئه مع زوجته او النساء الاخريات اللواتي عاشرهن فلابد ان النساء تتهافت عليه كانه حقل ممغنط يجذب النساء بوسامته الظاهره. ماذا تفعل! لماذا تفكر هكذا لا يمكن أن تكون هذه الغيره.
    استيقظت آن في الصباح الساعة السادسه و وجدت نفسها في السرير دون جوزف, فنهضت و استحمت و لبست الملابس الذي اشتراها لها رغم انها قليلا فاضحه الا انها لا تملك ملابس و هو لا يريد ان تستعيد ملابسها حتى, فدخلت عليها سيمونا متفاجأه فوجدتها قد استحمت و ارتدت الملابس فقالت لها: سيدتي يبدو انك استيقظت باكرا فقد طلب مني السيد ان اوقظك و ألبسك لباس صباح العروس, : ماذا, لباس صباح العروس,فأجابتها: نعم فأن السيد يريدك ان تلبسي هذا و ليس الذي ترتدينه فقالت آن: لا يمكن فهذا فاضح جدا و لن ارتديه, ولكن, سيمونا قلت لن ارتيده و سأخبر زوجي بأني انا الذي رفضت ان البس و الان شكرا.
    - حسنا, السيد و ابنه ينتظرانك في غرفة الطعام
    - شكرا سيمونا .... أعرف انك تريدين الخير لي ولكن افهمني يستحيل ان ألبسه.
    - فهمت, حسنا الغرفة من هنا سوف يصطحبك لوكاس الى غرفة الطعام.
    يبدو ان لوكاس خادم آخر لزوجها , كم من الخدم يعملون في هذا القصر الفخم, يبدو ان هناك جيشا من هم لكبر القصر و هذا ما سوف يعيق هروبها من القصر بسرعه لانها متأكدة أنها لا تريد ان تحمل بطفل من جوزف الطاغي صاحب الوجه الوسيم و لكن كيف سيكون ابنها هل سيكون صاحب عينين بنيتين تميلان الى لون الجبال و شعر اسود مشعث اجعد كابيه, انها لا تتصور جوزف يحمل ابنها بل ابنه ايضا و يلعب معه.
    - سيدة لوكارس وصلنا.
    - شكرا لك لوكاس.
    فنظر اليها بيتر بحتقار بينما والده كان ينظر اليها بغضب قائلا: ما الذي ترتدينه يا آن. فقالت بصوت متحشرد: ملابس الصباح .... ما المـ مشكلة. فقال: طلبت من سيمون ان تلبسك لابس آخر, حسنا انه فاضح ولا استطيع ان البس لباسا كهذا في ارجاء المنزل بين الخدم.
    - ابي, ابي..... هل استطيع الانصراف.
    - اكمل فطورك ثم سأوصلك للمدرسه في طريقي للعمل.- و لكنني دوما اركب الحافله
    و نظر ابوه اليه بعينين صارمتين تحمل الانذار و الوعيد و الحذر في وقت واحد: لا داعي للتهرب يابييت فهي ستصبح امك, ثم التفت التفت الى زوجته و سالها عن عمرها:18 سنه
    - ماذا..... هذا يفسر سبب صغر جسمك فهو كجسم صبي اذا انت مراهقه حسنا, حسنا! و اكمل انت تصغريني اذا بي 6 سنوات.
    ففكرت آن ولم تستطع منع الدهشة التي ظهرت على ملامحها و قالت : عمرك 24 شيء..... شيء لا يصدق ظننت عمرك فوق26 فمنظرك يوحي بكبرك.
    - ابي ساذهب بالحافله الان.
    - حسنا, اراك لاحقا.
    فالتفت اليها و هو يقول بتهكم و سخريه: اذا .... لم كل هذا الاستغراب يا طفلتي, فلقد تزوجت و انا في الثامنه عشر و زوجتي كانت تكبرني بـ 10 سنوات. فصمت قليلا ثم اكمل اما بالنسبة لبيتر فلقد حملت به امه و انا في قبل بلوغي الثامنه عشر بشهر واحد قبل زواجنا المشؤوم.
    فقالت كلها ذهول: ولكن كيف عرفت اني افكر بهذا الامر. فأطلق ضحكة لاذعه: الم اقل بان عينيك تكشفانك.... و لقد تأخرت عن العمل ساعود بعد الاتهاء منه لك يا صغيرتي لكي نكمل مشروع انجابنا .
    - يا لك من حقير... أني اكرهك.
    منقول

  2. #2
    مشرف مُنتدَى الشّعرِ الشّعبي
    هبت أن بصحبت سيمونا لكي تتعرف على المنزل و ما فيه بالخدم ايضا و قد شعرت آن بانها ستتفق كثيرا مع سيمونا و سألتها بأمر كان يشغل بالها: هل جوزف اسباني الاصل يا سيمونا.
    فقالت لها الاخيرة: نعم ... في الحقيقه ابوه اسباني من الاصل لكن جدته غجرية الأصل و أمه يونانيه و له دم من البربر. يا الهي لا عجب أن جوزف قاسي و وسيم لادرجة لا توصف و لهذا هو سيدها في فكل هذه الأصول التي سمعتها يكون الرجال فيها اسياد على زوجاتهن خصوصا في فراش الزوجيه.
    - سيده لوكارس, هناك امرأة تريد السيد لوكارس و لكنه ليس هنا. دخلت آن إلى المنزل لتجيب عن المكالمه فقالت: عفوا و لكن زوجي غير موجود حالياَ... هل اترك له رسالة, و سمعت الرد من صوت أنثوي عذب: حسنا لا داعي, اعتقد انه في طريقه إلي شكرا لك.
    ظلت آن لحظات واقفه أمام الهاتف تنظر إلى السماعه, ما الذي قصدته بأنه في طريقه إليها و من تكون هذه المرأه, هل... هل يمكن أن تكون زوجته, والدة بيتر... سوف تنتظر قدوم جوزف لتسأله.... لا يا الهي لن تنتظر ستسأل سيمون.
    - هل طلبتني سيدتي. ظهرت سيمونا بسرعه بعد أن استدعتها آن بالجرس الذي قرب غرفة الجلوس فنظرت آن الى سيمةن قائلة:
    - نعم سيمون, هل... هل جلستي من فضلك أريد أن أحدثك عن زوجي.
    - هل من مشكله سيدة لوكارس
    - لا ... لا توجد مشكله و لكني أريد أن اعرف ماذا حدث لوالدة بيتر.
    2) حقيقة بيتر
    نظرت سيمون إلى سيدتها بدهشه إلا أنها قالت: حسنا سيدتي لا اعرف ماذا أقول, إن والدة بيتر قد توفيت قبل ثلاث سنوات و كانت هي و بيتر و....و .....
    - و من أيضا سيمون .و نظرت المرأه ناحية الباب و كأنها تتأكد من عدم دخول شخص و أكملت:لا احد يجب ان يعرف باني قد أخبرتك ذلك, و لكني اعتقد بانك تستحقين معرفه القليل عن حياة السيد. نظرت مره أخرى في أرجاء المكان فأردفت:
    - إن والدة بيتر كانت ستهرب ببيتر مع عشيقها و لكن مع الأسف أصيبوا بحادث سيارة و توفيت السيدة فورا و لكن بيتر لم يصب سوى بجروح طفيفه و كان حينها عشيق السيدة قد هرب بعد الحادث خوفا من السيد جوزف فرغم انه كان في الخامسه و الثلاثين و السيد في الحاديه و العشرين إلا انه كان له عقل و تصرفات رجل في الثلاثين, كان يستطيع أن يرمي الرجل في السجن, فوالد جوزف السيد سبستيان توفي قبل بلوغ السيد الرابعه عشر, و أوصى السيد سبيستيان بجميع أملاكه للسيد عند بلوغه سن العشرين فتولى السيد جوزف أملاك والده و أدار العامل و فتح شركة الكترونيات و كسب المليونين بمجرد بلوغه الواحد و العشرين بعرق جبينه دون ذكر انه قد ورث أموال والده و أملاكه و أنه كان غني و ذي نفوذ قويه, و عندما علم السيد كان قد توعد بقتل الرجل و والدة بيتر و لكنه عند وصوله المستشفى علم بمقتل زوجته و عندما ذهب ليطمأن على بيتر قال الأطباء بان الصبي له مشكله في كليتيه و بأنه يحتاج إلى زرع كليه.
    - و ما الذي حصل عندها.
    - عندما قرر السيد أن يهب ابنه إحدى كليتيه تبين بأنها لا تطابق أعضاء ابنه و عندما اجروا فحوصات اخرى تبين بان بيتر لم يكن ابن جوزف و ان السيدة خدعت السيد.. آه لو رأيت السيد اشتعل غضبا كان قد تمنى لو إن السيده حيه ليقتلها بنفسه.
    حسنا هذا يفسر عدم ثقة جوزف بها و ظلت آن تفكر بالصبي الصغير و كيف كان ترحيبه بها, لقد عانى على ما يبدو كثيرا و من عشيقات والده... آه كيف تنسى أمر المرأة التي اتصلت, فسألت: سيمون هل السيد كان يحضر رفيقاته هنا.
    - آه.. ليس بمعنى الكلمه لقد كانت الكثير من النساء يحضرن هنا دون دعوات و يدعين أنهن يردن مصادقة السيد الصغير و أنهن يحببنه كثيرا, لكن الحقيقه أنهن يسعين خلف السيد الكبير و ثروته.
    ظلت آن تفكر بان تلك المراة لم تكن سوى إحدى أولائك النسوه الوضيعات و لكن ألا يعرفن بان جوزف قد تزوج... و ما الذي كانت تقصده المراه بان جوزف في طريقه إليها, إذا كان جوزف قد تزوجها ليمنع أقاويل الناس بأمر علاقته بالنساء فهو مخطئ فهي لن تسكت عن ذلك.
    .
    عاد بيتر من المدرسه و كانت آن على الشرفه تحتسي الشاي, فدخل بيتر متسللا إلى الشرفه , كانت آن ترتشف الشاي عندما سمعت بصوت طفولي ساخر يقول: مرحبا... أمي العزيزة. قفزت آن من مكانها و انسكب الشاي الساخن على رجلها فتأوهت و التفتت الى بيتر بغضب , هل كان يتعمد إخافتها لينسكب الشاي عليها, إلا انه لم يظهر الندم بل كان فرحا بما حدث فقال لها: هل لديك مانعا بمناداتك بأمي.
    -لا... لا مانع لدي , فقال بسخريه :
    - بالتأكيد.. بالتأكيد لا مانع لديك.فنظر في أرجاء المكان و كأنه يبحث عن شخص فقال: و لكن أين أبي فقالت لها: لقد خرج باكراَ
    - نعم..هذا هو والدي, يخرج بعد زواجه, فصمت قليلا ثم اضاف: لابد من انه مع إحدى نسائه فهو لم يهتم بك و لن يهتم بك,هو لا يهتم بي و لا يكترث فكيف أنت.
    هل كان في صوت الصبي نبرة حزن و الم, فاقتربت منه آن و قالت: لم تقول ذلك إن والدك يحبك كثيرا.فلمست شعره تمد له تعزيةً, و لكنه انسحب إلى الخلف و انفجر قائلا لها:
    - لا هو ليس والدي الحقيقي.
    شعرت آن بقلبها ينقبض كيف لصبي صغير أن يشعر و هو يعرف أن الرجل الذي يناديه بوالده ليس
    أبيه الحقيقي, و مسح بيتر دمعة انحدرت على خده ثم تابع:
    - الجميع يعتقد بأني لا اعرف الحقيقه و هم يشعرون بالشفقه نحوي حتى أبي. صحيح أني كنت في الرابعه إلا أني لم أكن بغبي فأمي لم تحبني يوما ولا أبي. فتحشرج صوت الصبي و تابع إني اذكر أن والدي كان يحملني بين ذراعيه و يداعبني و لكن بعد الحادثة أصبح لا يطيق التواجد معي في نفس المكان, و إذا دخلت غرفة ما أسرع هو إلى الخروج من الغرفة.
    صدمت آن من هذا الخبر, هل حقا أن جوزف يتهرب من ابنه و ما ذنب الصغير بما كانت تفعله والدته الراحله, حقا لقد عاني و عليها مساعدته فقالت له بتعاطف:
    - لا بد من انك مخطئ يا صغيري.
    -لا هو لا يحبني, و هو يشعر بالشفقة لي لأني سأموت قريبا, و لازلت أتذكر انه لم يمضي على وفاة امي الكثير حتى كانوا نسائه يتوافدون للمنزل و يبتاعون لي الهدايا و الملابس حتى يتقربوا مني ثم إلى والدي فثروته, فكل من في المنطقه يعرف بأمر الحادث و بحالة مرضي و انه ليس والدي الحقيقي, و يقول البعض بأن الرجل الذي كان معنى في ذاك اليوم هو والدي الحقيقي.
    نظرت آن بحزن و أسى إليه كيف لصبي أن يتحمل كل ما حدث له و كيف يحمل هذا السر الخطير في نفسه,يا الهي يجب أن تساعده يجب عليها أن تفعل ذلك. في تلك الأثناء وصل جوزف بسيارته المرسيدس السوداء و كان على غير عادته فدخل إليهم إلى الشرفة و رأى أن الجو كان متوترا بينهم
    و اقترب بيتر من والده فقال له بكل خبث:
    - أبي لقد عدت..فسكت قليلا و التمعت عيناه فتابع: أبي هل تضع عطرا نسائياَ.
    تسمرت آن لدى سماعها تلك الجملة, و التفتت إلى جوزف و التقت عينيها بعينيه و كانت عينيها تدينان جوزف, فقال هذا الأخير:
    بالتأكيد لا... أنا لا أضع عطرا نسائيا,أي والد تحسبني.
    - هذا غريب و لكن الرائحة تعبق منك.... إذن لابد من أن إحدى النساء كانت قريبا منك و قريبا جدا.
    التفت بيتر لينظر إلى آن ثم إلى والده و أكمل: بالمناسبه هل أحضرت عدة التخييم, فانا لا أحب أن اذهب إلى كاليفورنيا دون العدة المناسبه.
    -نعم, يابني لقد احضرتها لا تخف . فنظر إلى آن هو الآخر ثم تابع: انصرف الآن و دعني أتحدث مع
    والدتك, فنظر بيتر بحقد إلى آن ثم إلى والده بكره, فزمجر جوزف في وجه بيتر:
    - لقد قلت لك أن تنصرف,ألا تسمع.
    نظر بيتر إلى والده و كأنه يقول له أنا احبك فلماذا لا تفهمني, و هرع إلى الداخل و الدموع محبوسة في عينيه, لم يكترث جوزف بما حدث بل جلس بالكرسي المقابل لـ آن و طلب الخادم لوكاس ليحضر له القهوه, ضلت آن تنظر إلى جوزف و هي غاضبه فانتبه جوزف فقال لها:
    - ماذا هناك.
    - لماذا عاملت الصبي بكل هذه القسوة, و ما ذنبه إذا قال لك الحقيقه و هو انك أمضيت اليوم مع امرأه
    نظر جوزف لحظات إلى آن ثم قال لها: أنت لا تعرفين عما تتكلمين, فقالت بكل سخريه و غضب:
    - أحقا, إذا من تلك المرأه التي قالت بانها تريدك و انك في طريقك إليها.
    - لابد و انك تتحدثين عن كارين سكرتيرتي, و لكن لا علاقة لي معها, و هل تستطيعين السكوت الآن.
    نظرت إليه و إلى مظهره, هناك أمر غريب فيه و كأنه قد خرج من صراع كبير و قد كان الخاسر فيه, هل يمكن هذا ظنت آن إنها رأت في عينين جوزف القلق و الخوف, و هل يمكن أن يفكر فيما حدث الآن و بوالدة بيتر فقالت له:
    - اسمع أنا لست كزوجتك الراحله و لكن اعلم أن مهما حدث بيتر سيظل ابنك و إن لم يكن من لحمك و دمك.
    تسمر جوزف حينما سمع ما قالته آن الآن و انفجر قائلا لها: من أخبرك عن هلينا من.
    إن لم تكن آن قد رأت جوزف من قبل ثائرا فقد رأته الآن و قالت له:
    لا يهم و لكن ان ظننت بانك تزوجتني لتخفي علاقاتك مع نساء أخريات فأنت مخطئ فإما أن تترك تلك العادت و تبدأ بالاهتمام ببيتر و تحبه أو أن تكون فاسق و تكره ابنك و ان ننفصل فانا كما قلت لست زوجتك الراحله هلينا اتحمل معاملتك....أرجوك جوزف فكر أن بيتر يعاني بسببك و أنا لا اهتم بك و
    لكن اهتم حقا بمشاعر بيتر.
    - اصمتي آني....بحق الجحيم اصمتي
    - و لماذا اصمت, انظر إلى نفسك ربطت عنقك مفتوحه و مظهرك يوحي بأنك كنت مع امراة فلنكن صريحين أنا لن أعيش مع رجل يخرج مع النساء و لا يكترث البته بابنه,انك....انك ظالـم سـافل.
    - قلت اصمتي. لم تستطيع ان تتفادى الذي حصل لقد دوى الصوت و احمرت وجنتاها لقد قام بصفعها بقوة مما سبب بشق صغير على شفتيها و سال الدم منه, خرج جوزف بعد ذلك و ترك آن في الشرفه و حدها.
    تسمرت آن في مكانها فلم يسبق لها أن تعرضت للضرب من قبل أي شخص و الآن يأتي زوجها و يقوم بضربها, صحيح أنها كانت صفعة واحده و لكنها أحست بأنها لكمة لا صفعه, و إن قام بصفعها اليوم فغدا ربما يقوم بضربها أيضا, لا يمكن أن تعيش هكذا, فانسلت آن إلى غرفتها و أغلقت الباب خلفها و رمت نفسها فوق السرير تبكي بحرقه و ألم و من شدة التعب النفسي الذي مرة به الآن غفت و نامت و حين جاء موعد العشاء أتت سيمون الخادمه ذات الواحد و العشرين سنه الى غرفة آن و طرقت الباب و حين لم تسمع الرد طرقته قليلا بشده حينها جاء صوت آن النعس قائله:
    - من هناك.
    - إنها أنا سيمونا, سيده لوكارس. ف سكتت قليلا ثم تابعت: السيد لوكارس يطلبك إلى العشاء.
    تنهدت آن قائلة: قولي له باني لا أريد العشاء و أفضل أن ابقى هنا.
    ذهبت سيمون إلى الأسفل و توجهت إلى غرفة الطعام التي بها السيد و ابنه و الضيفه فقالت سيمون بقلق للسيد:
    - إن السيدة لا تريد العشاء سيدي.
    - ألم تخبرينها أن لدينا ضيفه هنا, يجب عليها النزول الآن.
    فقال بيتر لوالده بفرح:
    - سأذهب لأناديها.
    هرع بيتر إلى الاعلى و توجه الى غرفة والده و طرق الباب قائلا:
    -آن.....أم..أمي انه انا بيتر, هل لي أن ادخل.
    -نعم,بالتأكيد تفضل.
    دخل بيتر إلى الداخل و لم يجد آن في الغرفه , قالت له آن: سوف اخرج بعد قليل انتظرني.
    كانت آن في الحمام أمام المرآه تنظر الى آثار الصفعه, لقد كان خدها متورما و آثار يد جوزف عليها, لقد شوه جوزف وجهها الطفولي, لا لن تسكت عما حصل لسوف تدافع عن نفسها, فتحت آن صنبور الماء و غسلت و جهها بالماء البارد و خرجت, حين راها بيتر ارتبك ثم قال:
    - ماذا حدث لك..... من سبب لك هذا.
    - لا شيء لقد و قعت ليس الا
    لا انت لم تقعي ابد, هكذا صرخ بيتر ثم تابع: انه ابي لقد صفعك نعم إني متأكد
    - لم يقصد ذلك بيتر
    - بل قصد لا تحاولي خداعي فقد سمعت صراخكم في الشرفه إن والدي حقا عديم الرحمه
    لم تقل آن شيئا بل ظلت تنظر الى بيتر و الى مظهره الغاضب فقالت:
    - لم انت هنا, لا تقل بأن والدك طلب منك ان تحضرني
    - نعم و هناك ضيفه, انها سكرتيرته و لكني اكرهها فهي تبتسم و تلعب معى امام والدي, اما حين لا يكون والدي موجود فهي تظهر وجهها الثاني و تبغضني و تكرهني و انا سعيد لانه لم يتزوجها بل على الاقل تزوجك.
    - آسفه بييت, ولكن قل لوالدك أني لا استطيع النزول و أني متعبه
    نظر بيتر اليها و فهم انها لا تريد النزول بسبب الكدمه التي سببها والده لها و نزل إلى والده ثم نظر الى كارين باحتقار و غضب و جلس على مائدة الطعام و شرع في الاكل, ظل جوزف ينظر الي بيتر ثم انفجر قائلا: ألا تنتظر حتى تنزل أمك من اعلى و تبدأ الطعام.
    اصيبت كارين بالذهول فهي تعرف ان والدة كارين متوفاه فقالت لجوزف باستغراب: والدته....اين والدته. فقال لها: انها امه الجديده آن. ففهمت سبب مناداة زوجته بوالدة بيتر فلقد تزوجها لتكون اما لبيتر و هذا يعني ان هناك احتمالا كبير في ان تحل هي محل زوجته ربما تزوجها ليؤمن الاستقرار لبيتر و يمضي هو حياته في السهر و مع النساء, قال بيتر يقطع صوته الاجواء:
    _ إن امي لا تريد الطعام و قالت بانها تفضل ملازمة الغرفه و النوم مبكرا.
    - ولكن ألم تقل لها بان معنا ضيفه هنا, لا يجوز ترك الضيفه فاذا كانت لا تريد الطعام فلتجلس اذا معنا.
    انطلق جوزف الى اعلى قاصدا غرفته و بينما آن مستلقيه على السرير انفتح الباب على مصراعيه و دخل جوزف اليها و كانت الغرفه مظلمه ووقوف جوزف امام الباب و الضوء خلفه جعل من مظهره رجلا سفاحا مخيف و اخذ يقترب جوزف منها الى ان وصل امام السرير فأضاءت آن المصباح الذي بالقرب من السرير فرأت وجه جوزف مكفهرا غاضبا و سحب جوزف الغطاء من آن و امسك يدها و جرها خارج الغرفه.
    لم تكن آن تعرف ماذا حدث و جوزف يجرها هكذا إلا أن تفكيرها عاد و سحبت يدها منه و قالت:
    - ماذا تفعل هل جننت لماذا تجرني هكذا. فقال لها غاضبا:
    - اظن بأنك تعرفين بان لدينا ضيفه و كيف تبقين هناك في الاعلى ولا تحضرين الى الاسفل, فهذا من غير لائق و انا لا احب ان يقال عن زوجتي و المحترمه و أم أولادي بأنها لا تعرف الأصول و الآداب.
    - ولكن كيف انزل و وجهي هكذا.
    حينها انتبه جوزف الى خد آن المتورم فقال لها: لم يكن يجدر بك أن تستفزيني او أن تستجوبيني آن و ليكن ذلك درس لك و ثانيه ا انا لا اهتم البته بوجهك فيجب عليك النزول. اكمل جرها إلى الاسفل دون أن يسمح لها أن تدافع عن نفسها و مذلا أيها الى ان وصلوا الى غرفة الطعام حيث بيتر و سكرتيرته هناك.
    عند دخولهما توقف بيتر عن الأكل و وقفت كارين لتنظر اليهما و الذهول على وجهها بسبب اثار الصفعه الواضحه على وجه آن الصغير, همت آن لتجلس بعيدا عن جوزف الا انه سحبها من يدها لتجلس بجانبه و لم يفت ما حدث كارين فقد شاهدت العداء القائم بين جوزف و زوجته.
    ) 3قلب متحجر

    قام جوزف بتعريف كل منهما, و وضعت آن يدها على وجهها لتخفي آثار الكدمه و لكن زوجها نظر إليها بنظرات غاضبه تقول لها بآداب المائدة, فأنزلت آن يدها حينها شهقت كارين قائله: يا الهي ماذا حصل لوجهك... من قام بصفعك.
    فنظرت آن من بيتر إلى جوزف فرأت على وجه جوزف ابتسامه سخريه و كأنه يقول لها بأنه يتحداها أن تعترف و تقول من قام بصفعها, أشاحت آن بنظرها إلى كارين فقالت بسخريه:
    لقد قام زوجيا العزيز بصفعي, تخيلي ذلك
    فقالت كارين بعذوبة و بتهكم أيضا:
    - أوه إني أسفه لم أظن بان الأمور قد ساءت فيما بينكم منذ البداية.
    هنا تدخل بيتر بعد أن رأى نظرات الخبث على وجه سكرتيرة والده كارين فصرخ قائلا:
    - لقد صفع والدي أمي عن دون قصد, فكما تعرفين أني مشاغب جدا و لقد أغضبت والدي و عندما أراد ضربي تصدت أمي له و صفعها قبل أن يدرك ما فعل, فلا تظني أن والدي يكره أمي هل تفهمين.
    فعاد بيتر ينظر إلى كارين باحتقار فقال لوالده:
    - أبي هل استطيع الانصراف فقد انتهيت من الطعام. ظل جوزف مصدوما من تصرف ابنه فقد كان يعلم بعداوة ابنه لزوجته و لكنه الآن يدافع عنها, و متى حصل هذا التغير دون أن يعلم, حقا قد أحسن في الزواج من آن فقد كان بيتر صعب المراس لا يحب أي امرأة يحضرها إلى هنا, و أومأ جوزف سامحا لبيتر بالخروج.
    ظل الجو مشحونا في غرفة الطعام و كان جوزف يعير كل الاهتمام إلى سكرتيرته و لم ين يتحدث مع آن كثيرا, بينما هو يضحك و يمرح مع كارين و هي مستمتعة بالحديث معه بعد أن جلست بجانبه بمجرد خروج بيتر.
    اشمأزت آن من هذا المنظر و جعلها تشعر بالغثيان, فاستأذنت من زوجها لتذهب إلى النوم فقال لها:
    -الآن؟!... لا يزال الوقت مبكرا
    - اعلم لكني تعبه و أفضل أن ارتاح قليلا عن إذنكم.رجت مسرعه من غرفة الطعام قاصدة غرفة نومها, إلا أنها انتبهت لبيتر في الحديقة يلعب مع كلبه و اتجهت نحوه و عند خروجها لفحها نسيم المساء القادم من بحيرة النقاء التي تحيط بالمنزل و جلست على كرسي الحديقة و هي تنظر إلى بيتر و هو يلعب مع كلبه و يضحك معه, فهي منذ أن قدمت إلى هذا المنزل لم تشاهد يوما بيتر يبتسم فهو لم يكن يبتسم إلى بسخرية أو على من يحقد عليهم و لكن هذي الابتسامة و الضحكات نابعة من القلب و تنم عن الفرح و السرور و ها هو سعيد مع كلبه وليس مع والده, انتبه بيتر لـ آن ثم تقدم نحوها قائلا:
    - هل رحلت سكرتيرة والدي.
    - لا, ليس بعد... لماذا هل تريد شيئا.
    امسك بأذن هيبي يداعبه و حول نظره عن آن و تنهد ثم قال: لا و لكني لا أحبها و والدي دائما ما كان يقضي أوقاته في العمل و في بعض الأحيان لا يعود إلى المنزل بل يبقى في المكتب لينهي أعماله و هناك كارين أيضا.
    - أوه, إنني آسفة. وضعت آن يدها لتلعب بشعر بيتر و تخفف عنه إلا أن تلك الحركة جعلته يبكي بشده, فاحتضنته آن و اخذت تهدئه و اخذ بيتر يجهش و يقول: أنا اعرف إن أبي يعمل ليؤمن مستقبلي رغم انه لا يهتم بي فانا اعرف إني اذكره بأمي و هذا ما يجعله يشمئز مني, لكني أحبه كثيرا و ما ذنبي بما فعلت أمي به.
    توجه جوزف و كارين ممسكة ذراعه إلى الشرفه المطله على البحيرة, كانت السماء صافيه و النجوم تشع و القمر بدرا تنعكس صورته على البحيرة, و رياح تنعش النفس في المرء و تزيل بعض هموم الإنسان بهبوبها.
    انتبه بيتر إلى شبحان في وسط الحديقة و عندما اقترب مع كارين اكتشف أنهما ابنه و زوجته فقال بمرح:
    أنتما هنا لما لا تدعونا للجلوس معكم, فالسماء صافيه اليوم و الأجواء جميله.
    - بالطبع أنت مرحب بك أبي, لكنني لا أفضل الرفقة مع سكرتيرتك.
    زمجر والده قائلا:
    - بيتر لا تتحدث بهذه الطريقة هل فهمت.
    - نعم فهمت, و لكن لا أريد كارين هنا إني اكرها كثيرا, و كيف لك أن تحضرها هنا مع وجود أمي الجديدة, أبي ليس هكذا ليس مره أخرى, أرجوك لا تعيد الخطأ مرة أخرى, أنت كاذب أنت جبان و مخادع لقد وعدت أبي.
    اشتعل جوزف غضبا و انفجر البركان بداخله و استعد ليضرب بيتر فصرخت آن له:
    - جوف لا...لا تفعل.
    إلا أن صراخها أتى متأخرا فقد صفع جوزف بيتر بشده حتى وقع الفتى على الأرض, فنبح الكلب على جوزف و ضرب جوف الكلب أيضا و كله غضب, تسمرت كارين أمام هذا المشهد فهي لم ترى جوزف قبلا غاضبا و لكنها شاهدته اليوم و تمنت لو لم تشاهد غضبه.
    اسرعت آن جاثيه قرب بيتر فصرخت على زوجها:
    كيف لك أن تفعل هذا بطفل صغير, انه طفل جوزف طفل هل تفهم ما معنى هذه الكلمه..أنت.....أنت ظالم.
    بكى بيتر و صرخ بوالده:
    - إني أكرهك جدا,أكرهك , ولتفرح لأني سأموت قريبا و سوف ترتاح من مشاكلي.
    انتبه جوزف حينها على ما اقترفت يداه و حاول أن يعتذر من بيتر إلا أن بيتر هرع إلى المنزل و نظرت آن إليه باحتقار و لحقت بـ بيتر. نظر جوزف إلى يده و تذكر كيف قام بصفع بيتر, لقد صفع ابنه لقد آلام ابنه و لقد أبكى ابنه, كيف استطاع أن يفعل بابنه هكذا.
    اعتذر جوزف من كارين و طلب من سائقه أن يوصلها إلى منزلها و توجه إلى مكتبه مغلقا الباب خلفه, و حابسا نفسه في عتمت الليل.
    جلست آن على سرير بيتر و بيتر يبكي في حضنها و قد ابتدأ خده يتورم و يصبح لونه احمر, كيف استطاع جوزف أن يضرب بيتر فهو عندما ضربها تألمت بشده و لكنه ضرب بيتر أقوى قليلا فكيف لطفل أن يتحمل هذا الألم.
    نام بيتر أخيرا و أحضرت آن منشفة مبلله بماء بارد و وضعته على خد بيتر و خرجت من غرفته و توجهت إلى غرفتها, فإذا كان جوزف هناك لن تنام معه بعد الذي قام بفعله لبيتر, و لكنها عندما دخلت الغرفة لم تره و انتظرته إلا انه لم يحضر,إذن لابد من انه مع كارين و هذا أمر لا تستطيع آن تستبعده من زوجها فهو متحجر القلب.
    في الصباح يوم السبت استيقظت آن و استحمت بالماء الساخن و الحوض المليء بالفقاقيع العطره فهي دائما كانت تشعر بالسعاده في صباح كل يوم سبت, فيكون عادة لا عمل لها في هذا اليوم فتفضل أن تقضي وقتها في تنظيف منزلها أو التنزه في الحديقه العامة التي بالقرب من منزلها, كل تلك الذكريات جعلتها تحن إلى العوده لبلادها و إلى الحضاره رغم أن كل شيء متوفر هنا إلا أنها منذ أن حضرت هنا لم ترى العالم و لم يسمح لها جوزف أن تتعدى سور القصر أو أن يصطحبها إلى المدينه القريبه من نيوجيرسي و هكذا ظلت آن حبيسته, إلا أنها صممت أن تخرج اليوم فهي لن تبقى هنا فهي تعرف انه يستحيل عليها الهروب و لكنها ستخرج خارج القصر لتتمشى بالقرب من القصر قبل اكتشاف خروجها.
    توجهت آن إلى غرفة بيتر فرأته نائما فتركته ينام فاليوم عطلة نهايه الأسبوع و يحق له النوم, انقلب بيتر إلى جانبه الأيسر و سقطت الكمادة التي وضعتها آن و تبين أن الانتفاخ تغير لونه حول عينيه للون الازرق فكتمت آن صرخة كانت ستخرج منها و كتمت غضبها و دقت الجرس الذي بالقرب من سرير بيتر فحضرت إليها سيمون فقالت لها آن:
    - هلاّ أحضرت ماء مثلج رجاءا و بسرعه
    فتوجهت سيمون لتحظر ما طلبته سيدتها منها و عندما عادت شهقت سيمون حين رأت وجه بيتر و لم تتجرأ لتسألها من فعل ذلك فهي تعرف بأنه سيدها فبقيت صامته تساعد آن على وضع كمادة بارده على وجه بيتر, ظلت بعدها آن قليلا بالقرب من بيتر ثم تركته نائما و خرجت و عندما مرت بالقرب من مكتب جوزف وجدت الباب نصف مغلق و عندما دخلت وجدت جوزف نائما على مكتبه و مظهره يوحي بأنه نام في المكتب فخرجت بهدوء وأغلقت الباب خلفها و ذهبت لتعد إفطارها الشهي و عندما نزلت إلى المطبخ استغرب الخدم من استيقاظها المبكر فحيتها الطاهية مدام لونغ قائله: صباح الخير سيدتي, انت مبكرا اليوم فلا تزال الساعه السادسه صباحا.
    فابتسمت آن و قالت: اعلم و لكني احب أن استيقظ صباح كل سبت مبكرة لأعد الإفطار لنفسي, و لكن هل لك أن تسمحي لي اليوم بإعداد الإفطار.
    فأجابتها مدام لونغ بالنفي قائله: و لكن سيدتي يجب ان لا تقومي بأي عمل من اختصاصنا فلن يسمح السيد بهذا و في.
    - لا داعي للقلق فالسيد سيتفهم فأنا لا أحب أن أغير من عاداتي.
    أعدت آن فطورها الانكليزي و صنعت التوست مع العسل و المربى و الحليب و أخذته لغرفة بيتر
    و عندما دخلت كان لا يزال نائما, فوضعت الفطور أمام طاولة الطعام التي بقربه و قربتها من السرير و اقتربت من بيتر توقظه:
    -هيا الآن أيها الكسول استيقظ, لقد أعددت لك فطورا شهي.
    تململ بيتر على سريره و اخذ يتمتم بكلمات غير مفهومه, فابتسمت له آن ثم قالت: هيا بيتر, اعلم أن اليوم عطله و لكن يجب عليك ان تستيقظ حتى نقوم برحله إلى البحيرة, بعد أن سمع بيتر كلمة رحله قفز من السرير بسرعه إلا انه أطلق صرخه خفيفه فقد كان جزء من جانبه الأيمن مخدر. ارتاعت آن و حين لمست جسده اطلق بيتر أنين خافت و استعد للبكاء إلا انه ضبط نفسه و قال: اني اشعر بالخدر في نصف جسمي و حين اشار إلى نصف جسمه الايمن عرفت آن انه بسبب الضربه التي وجهها جوزف اليه.
    امسكت آن دموعها و ساعدته على الاستلقاء و صبت اهتمامها لبيتر , ثم خرجت من غرفته و توجهت إلى الهاتف في الممر المؤدي إلى الشرفه و اتصلت بالطبيب ليعاين بيتر, ثم عادت إلى غرفته فوجدته قد نام فأيقظته بلطف حتى يتناول افطاره إلا انه رفض لكنها اجبرته لصالحه, وبعد أن انهى تناول فطوره و صل الطبيب و عاينه, ثم خرج و تبعته آن فقال لها:
    - انه فقط يعنى من الخدر بسبب الكدمه, ماذا حدث له
    تلعثمت آن قليلا لم تكن تعرف ماذا تقول له إلا أنها صارحته قائله: لقد حصل سوء فهم بين بيتر و والده فضربه جوزف.
    - نعم, فهمت الآن و لكن يجب أن تخبري زوجك أن يضبط أعصابه مع الطفل فبيتر ليس ككل الاطفال الأصحاء خاصة و هو لديه مشكلة في احدى كليتيه و انت تعرفين أن الوقت يمر عليه اذا لم يجدوا مطابق له ولا احد يعرف أين والده الحقيقي.
    امسكت آن يد الطبيب قائله: اعرف هذا.. و لكن ما الذي استطيع عمله.
    - حسنا تستطيعون أن تسعدوه في هذا الفترة ولا تشعروه بمرضه و أخرجوه للتنزه و الرحلات و اعطوه بيئه عائليه سعيده.
    توجهت آن و بيتر إلى البحيره و قد اعدت لهم مدام لونغ الشطائر و المربى و العصائر, فرشت آن و بيتر البساط على العشب بالقرب من شجرة البرتقال و جلسا عليها و كان صوت العصافير و هي تغرد حولهم و البحيره امامهم تشع بفعل اشعة الشمس, و نسيم الصباح يهب عليهم و السماء صافيه لا وجود إلا لقليل من السحب البيضاء.
    - أمي...هل أنت سعيده معنا و هل تحبيني.
    - بالتأكيد احبك صغيري, ما الذي يجعلك تظن عكس ذلك.
    تنهد بيتر فقال: لا... لاشيء, فانا اعرف انك تحبني و لكن هل انت سعيده معنا, فمنذ أن حضرت عاملتك بسوء و لكني احبك الآن فأنت لا تطمعين بأموال أبي و لكن هل تحبين والدي.
    - لا أظن ذلك صغيري و لكني احبك انت, و هذا هو المهم أليس كذلك.
    ابتسم لها و ذهب يلعب بالكره امامها فضلت آن تتأمل به و تفكر بمرضه انه لا يزال صغير جدا و لا يزال هناك عالم لم يشاهده بعد, كم اسفت لحاله فهو شجاع يقابل مرضه بشجاعه ولا يتذمر, و لكن ماذا ستفعل لو مات و تركها هل سيطالب جوزف بوريث مره اخرى و هل سيعامل ابنه بحب ام سيصده كبيتر. ما الذي تقوله يجب ألا تفكر هكذا.نادت آن بيتر ليرتاح قليلا و يغسل يديه ليستعد لتناول طعام الغداء الذي اعدته مدام لونغ لهما.
    وصل جوزف إلى المنزل غاضبا فتوجه رأسا إلى غرفة بيتر فلم يجده, فظن بأنه مع آن في غرفتهما
    فلم يجده ايضا في الغرفة, بدء القلق يتسلل إلى قلبه, هل يمكن أن تكون هربت و لكن كيف الم يشاهدها احد لكن إن كانت قد هربت فأين بيتر فلا يعقل أن تكون قد أخذته معها, ثار جوزف بعد تحليله لما قد حدث و اخذ يصرخ في ارجاء المنزل:
    - سيمون......سيمون.....لوكاس اين الجميع.
    ظهرت سيمون بسرعه من المطبخ و توجهت الى سيدها و اخذت تلهث بعد أن وصلت اليه و هالها ما رأت فقد كان سيدها في احدى حالات غضبه الشديده و اذا لم يعجبه شيء فلا يستبعد أن يقوم بصب كل غضبه على أول شخص يصادفه فلا تريد أن تكون هي هذا الشخص, نظر جوزف إلى سيمون فقال بصوت ملئه الغضب
    - أين بحق الجحيم زوجتي و ابني , أين هما.
    - انهما...انـ....انهما في البحيره يتنزهان
    - ماذا في البحيره و كيف سمحتما لهما بذلك دون اذن مني.
    و انطلق بسرعه نحو البحيره فلم يجدهما هناك و ظل يبحث و يبحث إلا انه لم يجدهما و بدأ الشك يتسلل إلى قلبه فقرر أن يأخذ العون من خدمه في البحث عنهما, بعد أن وصل الى القصر توجه الى غرفة الجلوس لينادي الخدم الا انه انتبه الى بيتر يجلس امام التلفاز فصرخ: انت هنا, اين كنت بحق الجحيم لقد اخفتني.
    - لقد كان معي جوزف, فلا داعي للقلق الم تخبرك سيمون باننا ذهبنا الى البحيره للتنزه
    فالتفت الى جانبه فشاهد آن تجلس على الكرسي فقال:
    - نعم لقد قالت لي و لكن كيف ترحلين دون اذن منى
    -أنا آسفه اذا لم اخذ الإذن منك أولا, إلا انني قررت ان اتنشق الهواء و وجدت من المفيد ان يخرج بيتر ايضا فقد كان تعبا اليوم.
    نظر جوزف بغضب إلى آن ثم امسك يدها بقبضته الحديديه و سحبها الى الخارج متوجها بها الى المكتب, ثم اوصد الباب خلفها, و اخذ يقترب منها ببطيء و هي تتراجع و كلما يقترب منها اخذت تتراجع الى أن اصطدمت بمكتبه فتوقف هربها و دنا منها جوزف و اخذ يضغط باصابعه على رقبة آن إلى أن احست آن انها سوف تموت ابعد يده عنها فقال:
    - فليكن هذا إنذارا لك, ما إذا قررت الهرب فلا تظني بان هذا الامر سيتكرر و أنا سأعلمهم بالا يسمحوا لك بالخروج إلا بإذن مني او معي هل فهمتي.
    نظرت اليه آن فزعه ثم قالت: و لكني اخذت بيتر معي لان الطبيب نصح بذلك ألا تفهم.الطبيب, قالها جوزف و كأنه لم يستوعب الكلمه: ماذا كان يفعل الطبيب هنا.
    - لقد تألم بيتر بسبب الضربه التي وجهتها له و تخدر نصف جسمه بسببها.
    تحركت عضلة في فك جوزف و تكورة يداه و كأنه يستعد إلى توجيه ضربة لها إلا انه ضرب يده على الجدار شاتما بالاسبانية, فقال لها: حقا لم اقصد أن اضربه هل تظنين أني سأضربه و هو مريض, لم اقصد أن افعل ذلك........ و لكن ماذا قال لك الطبيب.
    - لقد قال بان بيتر يحتاج إلى....إلى راحه في حياته و أن يحاط بأجواء عائليه صافيه خاليه من الشجار.
    -فهمت. دار حول مكتبه و جلس على الكرسي و وضع يده حول عينه و تنهد ثم ضغط على عينيه بشده قائلا: لقد وصلت الآن من المكتب فقد كنت مع والد بيتر الحقيقي.
    تسمرت آن في مكانها لكي تستوعب فشهقت ذاهله حقا... هذا أمر جيد اذن هو يستطيع ان ينقذ بيتر.
    - ليس الامر كما تظنين, فقد قرر ان يهب احدى كليتيه لبيتر و لكن يجب أن ادفع له مبلغ مليون و نصف له.
    - إذن أنت تستطيع أن تدفع ضعف هذا المبلغ لما لا تعطيه.
    - أنت لا تفهمين فهو اذا طلب منى فقط المبلغ كنت سأعطيه خمسة ملايين إذا أراد و لكنه طلب المبلغ و بيتر أيضا, هو يريد أن يأخذ بيتر معه.
    وقفت آن ذاهلة لكي تستوعب ماذا حدث و كيف انقلب الوضع لا يمكن ان يظهر والد بيتر الحقيقي, صحيح انه امر جيد لبيتر فهو بذلك سيجد متبرعا و لكن ان يأخذ بيتر بعيدا عنها فهو امر صعب رغم انها لم تعرف بيتر سوى لمدة اسبوع الا انها قد تعلقت به كثيرا فهي لا تعرف ماذا ستفعل اذا رحل بيتر عنها فهي لا تستطيع العيش مع جوزيف ابدا لأنه سيحول حياتها جحيما.
    امسكت آن اعصابها و قالت بهمس:
    - الا تستطيع ان تعطيه المال دون ان ياخذ بيتر فهو ابنك و هو مسجل كابنك على الاقل في القانون فلا تنفع صلة الدم فيجب ان يكون ايضا اباه بالأسم, ارجوك جوزيف افعل أي شيء او دع المحكمه تدخل فيما بينكم.
    - الامر ليس بهذه البساطه صيحيح اني استطيع ان اكسب القضيه بسهوله و لكن لا تنسي انه يستطيع ان يثبت اني كنت اعامل بيتر بالسوء و ما ادهشني انه كان يعرف كل شيء يجري في هذا البيت و اكتشفت حينها انه كان يخدع الخادمه بيرا و يوهمها بحبه حتى تخبره عما يجري في بيت اسياده و يستخدمه ضدي.....اني افضل ان يبقى بيتر معي و يموت هنا على ان يهبه والده احدى كليتيه.
    في ذلك الوقت كان هناك من يسمع الحوار الذي دار بين آن و جوزيف و نزلت الدمعه على خده و اذن والده يكرهه و يريد موته, انه يكرهه نعم يكرهه و يتمنى موته على صحته. و انسحب الى اعلى و هو يفكر بما سمعه للتو.
    ************
    كان الجو كيئبا و مكهربا في وقت العشاء و بيتر لم يمس طعامه حتى و هذا امر غريب فهو كان دائما يلتهم الطعام, و كلما طلب منه جوزيف ان يأكل, يمسك بيتر بالملعقه ويلعب بالطعام, قلقة آن من تصرفات بيتر فهو عادة لا يفعل هكذا و الان يبدوا و كانه يحمل مصائب الدنيا على راسه و هو صغيرفقالت له بقلق:
    - هل انت بخير يا صغيري... لماذا لا تتناول طعامك, فيجب عليك ان تاكل لتقوى و تصبح رجلا قويا.
    نظر بيتر بعينين دامعتين الى آن ثم انفجر بتصريحه الاخير قائلا:
    - انا لن اصبح ابدا بخير انا لن اكبر و اصبح قويا انا سأموت.
    ترك الطعام و هرول الى غرفته ليحبس نفسه هناك, و قفت آن لتذهب الى بيتر لكن زوجها منعها من ان تذهب اليه و اخبرها ان تتركه وحده الان, فهو مضطرب قليلا, و ان تذهب الى غرفتها و انه سيتوجه اليها لاحقا.
    استيقظ بيتر مبكرا و اعد ملابسه مستعدا للرحلة التي سيقوم بها الى كالفورنيا مع المدرسه, فقد كان في شوق لهذه الرحله خاصه انه لم يغادر نيوجرسي ابدا و هذه المره الاولى التي سيغادرها و كم هو سعيد بذلك, و لن يعيقه أي مرض من الذهاب الى الرحله و ان كان يعني ذلك انه لن يعيش طويلا فسوف يستمع بوقته هناك و يسبح و يركب لوح التزلحق سيفعل كل شيء ممنوع له من الرياضات و لن يوقفه شيء.
    طرقت آن على باب غرفة بيتر و دخلت, و راته للمرة الاولى سعيدا و وجهه مشرقا من الفرح و السعاده فابتسمت له قائله:هل انت مستعد للرحلة يا بيتر, و هل اعددت كل شيء. فقال لها بيتر بسعاده: بالتأكيد فكل شيء معد و انا متشوق لارحل الان الى كالفورنيا.
    - ليس بهذه السرعه يا صغيري, فعليك اولا ان تتناول فطورك هيا بنا.
    جلس كل من بيتر و آن و جوزيف على طالوة الطعام و تناولوا افطارهم دون مشاداة كلاميه بل تحدثوا كعائلة سعيدة و كم كانت آن سعيدة و هي تسمع بيتر يتحدث بسعادة عن اصدقائه و عن تشوقه للرحله, و حتى انه كان يلقي الدعابات و هي تضحك بسعاده فلقد نسيت للحظه مشكلة بيتر و ظهور والده الحقيقي و عن مرض بيتر بل عاشت دقائق خاليه من الالم و الحزن.
    بعد ان انتهوا من تناول الافطار توجه جوزيف الى عمله و ذهبت آن لتستبدل ملابيسها لتوصل بيتر الى مدرسته حيث موقع انطلاق الحافلة المتوجه لكالفورنيا و حين علم بيتر بأن آن من ستقله فرح و ابتسم:
    - هل حقا ستوصليني الى المدرسه, هل سمح والدي بخروجك دون رقابه.
    -ليس حقا فقد وافق ان اذهب معك شرط ان يكون رجاله خلفي, و الان هيا فنحن لا نريد التأخر
    وانطلقا متوجهان الى المدرسه و رجال جوزيف يتبعانهما. و صلا بوقت ابكر بقليل من انطلاق الرحله و ساعدت آن على حمل اغراض بيتر الى الحافله المنطلقه و عانقها بيتر قبل ان يذهب, و لكن آن استوقفته قليلا و نظرت البه مطولا و كانه سيرحل عنها الى الابد فقالت له:
    - هل يجب عليك الذهاب حقا, لما لا تبقى.
    - امي انت تعرفين كم انا متشوق للرحله.
    تنهدت آن قائلة:
    -اعلم و لكن حدسي يقول بان هناك امر سيء سيحدث, و لكن عدني ان تعتني بنفسك جيدا ولا تعرض نفسك للخطر.
    - اعدك لا تقلقي,
    ركب بيتر الحافله, و شاهدت آن الحافلة و هي تنطلق و لكنها لم تكن ****ه عن الوضع فحدسها ما نفك ينبأها بحدوث أمر سيء و هي تشعر بانه امر كبير و خطير. عادت آن ادراجها و هي تفكر ببيتر صحيح انها سعيدة لساعدته و لكنها قلقه ايضا عليه فهو لا يزال مريض و لكنه يحاول ان يظهر بمظهر الطفل الصحي الذي لا يشكو من شيء, و بعد ان دخلت آن الى القصر جلست على الشرفه و هي تتأمل المكان.
    جلس بيتر في الخلف مع اصدقائه و مرح معهم و لعب و لقد كان يشعر بالسعاده الحقيقيه فهو لم يشعر هكذا ابدا و هذه المره الاولى التي يستمتع فيها في يومه, و لقد اعجبته المناظر التي كانوا يمرون بها و عندما وصلت الحافله الى محطة التوقف لتتزود بالبترول نزل بيتر مع اصدقائه ليشتروا من المحطة بعض الحلويات و العصائر و لاحظ عندها بيتر السيارة المكشوفه التي كانت تلاحقهم منذ انطلاق الحافله, ظل ينظر اليها فترة من الزمن ثم دخل و شترى الحلويات له و لاصدقائه و اعطى المال لصديقه حتى يدفع و توجه بيتر الى الحمام و لم يعلم احد اصدقائه بانه دخل الحمام و عند خروجه اصطدم برجل في طريقه فاعتذر منه و اكمل طريقه الا ان الرجل ناداه بامه مما جعل بيتر يتوقف عن المشي و يلتفت للرجل و اقترب الرجل منه و ظل ينظر الى بيتر, كم كان يشبهه كثيرا فقد ورث جميع صفاته فساله قائلا:
    - هل تعرف من أنا.
    نعم انك والدي..... والدي الحقيقي.
    ابتسم الرجل له ثم احتضنه قائلا: اسمع لقد كنت اتبعك منذ ان ركبت الحافله كنت اريدك ان تكون معي, لقد تحدثت مع والدك اللا انه رفض ان يجعلني اقابلك.
    فقال له بيتر:
    - ان والدي لا يحبني فهو يريد موتي لهذا لم يجعلك تقابلني فقد سمعته يتحدث مع امي انه يتمنى موتي.
    - نعم اعلم ذلك فوالدك شرير, اسمع ما رأيك ان تاتي معي و اعدك ان اساعدك في مرضك و ان نعيش بسعاده.
    نظر بيتر بشك الى الرجل الواقف امامه و الذي يشببه طويل و عريض المنكبين ذو شعر اسود و عينين رماديتين كعينيه, ثم وافقه فهو على كل حال لا يزال صغير لا يفهم شيء و والده يكره و يتمنى موته و لهذا سيرحل بعيدا مع هذا الرجل.
    توجه بيتر و الرجل الذي بسحبته الى سيارته الواقفه خلف الحافله و عند وصوله الى السياره سمع مدرسه يناديه و هو يقترب فدفعه الجل بسرعه الى السياره و اسرع ليجلس خلف المقود و انطلق بالسيارة بسرعة جنونيه, و كان معلم بيتر يركض خلف السيارة و هو يصرخ مناديا بيتر, ذهل بيتر من الموقف الذي حصل الآن والتفت الى خاطفه الذي بقربه فصرخه بوجهه: لماذا فعلت ذلك, كيف تستطيع ان تفعل ذلك.
    فضحك الرجل قائلا:
    - ماذا كنت تنتظر مني ان افعل فوالدك لم يوافق ان تكون معي و ها انا اخذك معي فاذا ارادك سيدفع لي مبلغا من المال و مال اضافي اذا اراد ان اعطيك احدى كليتي. و اكمل ضحكه و ستهزائه و هو يتخيل منظر جوزيف عندما يتلقى خبر اختطاف بيتر.
    بعد نص ساعه دوة صافرات الشرطه و هي تلحق بالسيارة التي فيها بيتر, فشتم والد بيتر عندما سمع الصافرات و زاد من سرعته و الشرطة خلفه تقترب اكثر فأكثر و بيتر يبكي على الذي جرى فهو لم يسبق له ان وضع في موقف كهذا. عند وصول خاطف بيتر الى مفترق الطرق شاهد رجال الشرطه في طريقه فالنحرف الى طريق الجبال و هو ينطلق بسرعه جنونيه و ظلت الشرطه خلفه تتبعه و كان خاطف بيتر يسلك طرقا متعرجه خطيره و هو لم يقلل من سرعته كذلك و هو يصعد للقمه.ظل بيتر في مكانه و هو يبكي فهذا الرجل لا يختلف عن والده جوزيف لماذا يجب ان يتحمله هو ايضا فهو لا يريد ان يكون معه او مع والده جوزيف, فانتشب بيتر بيدي خاطفه و غرز اسنانه على ذراعيه, فصرخ خاطفه و قام بدفع بيتر عنه و هو ينظر الى بيتر و يشتم فانتبه بيتر الى ان خاطفه لم يري نهاية الطريق فصرخ به: انتبــــــــــــه.
    حاول ان يسيطر على السيارة و لكن الانزلاق منعه و ارتطمت السيارة بشجره عملاقه و بقوه مما ادى الى اندفاع بيتر و خاطفه الى الامام ليسقطوا في الوادي.


    ضت آن عينيها و غرقت في نوم عميق و لم يوقذها شيء سوى صوت سيمون المضطرب يوقضها من نومها المتقطع: سيدتي..... سيدتي.
    -نعم , ما الامر سيمون.
    - هناك رجال شرطه يريدون التحدث مع السيد و لكن السيد غير موجود فقد اتصل السيد قبل ساعتان و اخبرني انه سافر في رحلة عمل ولن يوعد الا غدا صباحا و رجال الشرطه يريدون التحدث معك.
    قفزت آن بسرعه و اسرعت الى الاسفل فوجدت رجال الشرطه ينتظرونها ولا شعوريا قالت يا الهي بيتر و فكرت بما حدث.
    -عفوا, سيده لوكارس. قطع تفكيرها صوت رجل الشرطه فخافت آن مما ستسمعه و ظل قلبها يدق بسرعه اكثر فأكثر و هي تنتظر الخبر.
    -نعم ,......ما الأمر سيدي الضابط.
    - اننا هنا لنبلغك ان ابن السيد لوكارس قد توفي.
    توقف الوقت في تلك اللحظه بالنسبة لها كيف يحدث هذا لطفل صغير لم يعش حياته بعد و ما سيكون شعور جوزف عندما يعرف بخبر وفاة ابنه و لكنها هي من سيكون العاتق عليها لتخبر زوجها بموت ابنه.
    فتلعثمت قائله: و لكن كيف توفي.
    فقال الشرطي: لقد اختطف من قبل رجل تبين انه والده الحقيقي و عندما كان يحاول الفرار سقطا في الوادي و لم نعثر بعد على جثثهما و نظن انهما قد اختفيا في الوادي العميق.
    مرت ساعات و أنا في غرفتها و الظلمة تعم المكان وحينها وصل زوجها فرأى ان المكان هادىء على غير العاده و بييت ليس في الحديقه و عندما وصل الى غرفته رأى ان المكان مظلم و أنيتا صغيرته جاثمه فوق السرير فقال لها: يبدو انك مستعده على غير العاده, هل هناك شيء.
    لا لكن.... أنا.... أنا.
    - ماذا بك, ماذا حدث. فأخذت تبكي و قال لها: يا صغيرتي لما كل هذا النظال, فانت زوجتي و من حقي ان آخذك بالطريقه التي انا اريدها, ياله من رجل كيف يفكر بامور كهذه وهم يمرون بمرحله عصيبه بسسب وفاة ابنه, و اقترب منها و ادارها اليه قالا: لماذا تبكين اخبريني. لقد شعر جوزيف بان هناك خطب ما.
    - انه بيي...بييت... جوزيف بيتر .. لقد قتل. بقي للحظه مسمره و لكنه وقف و ابتعد عن السرير قائلا: و كيف حدث هذا,..... حسنا كان هذا قدره و القى الكلمة كالمدفع على آن كيف يقول هذا و هو ابنه انه فعلا متحجر القلب كيف سيعامل طفلهما اذا انجبت له طفل سوف يكون قاسي و هذا الطفل لن يكون له اب بمعنى الكلمه فقط اب بالاسم و سيلتزم عليها ان تكون الام و الاب معا رغم و جود الاب. لا لن تظل هنا مهما حدث.
    أربعة اسابيع على حادث وفاة بيتر و آن لم تستطع تحمل تصرفات زوجها و كيف هو لا يبالي بطفله الذي فقده حديثا و لقد اصبح متحجر القلب اكثر من ذي قبل, و لكن ما هذا الذي تشاهده هل يعقل ان تكون لمحة حزن في عينيه لا يمكن.
    -آني لقد احظرت معي اختبار الحمل و اريدك ان تجربيه بعد ان ننتهي من العشاء.
    - و لكني قلت لك بأني لست حاملا, فنظر اليها عاقدا حاجبيه لا ضرر من ان نتأكد و ان لزم الامر ان اخذك لدي طبيب نسائي.
    فستأذنت من على الطاوله قاصدة الذهاب الى النوم و اخذت حماما منعشا و لفت شعرها الذهبي بالمنشفه و خرجت بعد ان ارتدت لبس النوم الرقيق فهي تكره ما احظره جوزيف فلقد رمى جميع ملابسها حجة انها لا تناسب من في مقامها, و تسمرت امام باب الحمام قابضة المقبض بكل قوتها حتى ابيضت يداها كيف تستطيع ان تتجاهل هذا الجسد النصف العاري بعضلاته و سمرته القاتله كل ما فيه جذاب و ساحر لا بد ان هذا الحضن استقبل العديد من النساء بمن فيهم هي و لكن لماذا هي لماذا لم يختر امراه اخرى و من الغريب انها لم تشاهد حتى الان عشيقاته يأتين لزيارة عدا كارين سكرتيرته.
    - لقد قلت لك باني تزوجتك لاني لا اريد ان اتزوج امراة تطمع بمالي و كنت اريدك ايضا أما لـ..توقف فجأه و صوته مشبوب بالمشاعر ثم اكمل لبيتر. و لم تستغرب آن من قرائته لأفكارها فقال لها هل جربت اختبار الحمل,فأجابته بالنفي.
    - ولكن ماذا تنتظرين اذهبي و اجري الاختبار حالا ام انك تريدن ان اقوم انا بهذه المهمة لك, فاحمرت و جنتاها و قالت: ابقى ساقوم انا وحدي بالاختبار. و دخلت الحمام و كلها رجاء ان لا تكون حامل و لكن النتيجه اتت ايجابيه و لكنها قالت لجوزيف بأنها ليست حامل و لم يصدقها و سالها اين وضعت انبوب الاختبر قالت بانها رمته لكنه اخرجه من السله و تاكد من انها حامل و اقترب منها محذرا و الشرر يتطاير من عينيه لكنه حملها الى السرير و اطفى النور.
    في صباح اليوم التالي رأت ان سيمونا احضرت لها الافطار في الغرفه و عندما سالتها اين جوزيف قالت لها:
    لقد ذهب السيد باكرا الى العمل و طلب منا ان نحضر لك الافطار هنا, كما انه احضر مهندسين لكي يعملوا في غرفة بيتر و يجهزوها للمولود الجديد, آه يا سيدتي لو رأيت السيد كم هو مسرور بذلك آه نسيت ان اهنئك انا اكيدة بانك ستكونين اما حقيقيه.
    عند عودت آن من الطبيب قال لها جوزف قبل ان ينعطف بالسياره الى محل ملابس: اذا انت حامل في شهرك الاول لقد كان طفلنا ينمو من الليله الاولى لنا, يا االهي كم انت سريعة في الاخصاب حسنا هيا بنا نشتري الملابس لوريثي.
    و استعدت آن لن تعترض و لكنه كان قد خرج و وصل ليفتح الباب بها فقالت بصوت متهكم: لا اعدك بطفل يمكن ان تكون طفله. فقال بلا مبالاه لمشاعرها: لا يهم سنقوم عندها بعد ولادت الطفله بمشروع انجاب وريث لي و صبي.
    كان محل الاطفال يعج بالأزواج, كم هم محظوظين السعاده باديه عليهم فمنهم من يشتري للمولود الاول و منهم من يشتري لمولود اخر و هكذا هي بينهم غريبه لا زوج يحبها و مصير هذا الطفل ان يولد في بيئه لا يسودها الحب, و لكن على الاقل لها زوج وسيم و جذاب و سيوفر لطفله كل وسائل الراحه, فاعادها جوزيف الى الواقع: آني ما رأيك في هذا, كان يحمل ملابس زرقاء جميله و باهضة الثمن: ياألهي... جوزيف كم هو جميل, و لكن الا تظن ان سعره باهض, فاقترب منها قائلا: لا تقلقي بشأن المال فهو جميل الى حد انه سيظهر طفلنا جميلا جدا اذا كان يشبهك.
    قاموا بشراء ملابس جميله و مهد و بعض الالعاب, ففكرة آن كيف سيبدو جوزيف و هو يحضن طفله و يداعبه, مجرد التفكير بهذا جعل جسدها يقشعر.
    لدى وصولهم المنزل كان المهندسون قد بدأو بطلاء الغرفه باللون السماوي مع رسوم جداريه من السحاب و ستائر بيضاء جميله مطرزه, و قد و صل مهندسوا (( بايبي هوم )) و جلست آن بالقرب من جوزيف ليختاروا السرير و باقي معدات الغرفه, و قد و قع اختيارهم على أثاث رائع ابيض مرسوم بدببه العسل (( ذا ويني ذا بوه )) تعجبت آن من ذوق جوزف في الاثاث فهو اختار اغراض جميله جدا و لقد سعدت آن بهذه اللحظات.

  3. #3
    مشرف مُنتدَى الشّعرِ الشّعبي
    شهرين و آن غير مرتاحه , جوزف لا يتكلم معها كثيرا غير عن الطفل المنتظر و هو يقضي اوقاته خارج المنزل كثيرا اما في العمل مع سكرتيرته الجميله او خارج العمل و ايضا يأخذ معه سكرتيرته بحجة انها امرأه و المرأه ضوقها رفيع في اختيار ملابس الاطفال و هي حامل ولا يستطيع ان يأخذها معه اينما ذهب.
    - سيده لوكارس, لقد طلب مني السيد ان اخبرك بانه سيأتي على العشاء مع ضيفين و يطلب منك الاستعداد.
    - شكرا جازمين. ان جازمين قريبة سيمونا فهي ابنت خالتها و لقد اتت حديثا لكي تصبح مربيه ابنها المنتظر.
    ذهبت آن لتستحم و تخفي الوهن من جسدها لكنها لا تستطيع ان تمحو الالم الذي تشعر به في اعماق قلبها فخيانة جوزيف لها لا تحتمل, رغم انها لا تحبه لكن لا تستطيع ان تراه يلهو كما يريد و كأنه غير متزوج, و عندما انهت الاستحمام تجمدت في مكانها لقد كان جوزيف امام النافذه بملابس انيقه و التفت لها قائلا: احضرت لك هذا الملابس و ارتدي هذا لان كارين و اخوها ريد في انتظارنا على العشاء و لا اريد ان تكون زوجتي ليست بالمقام المناسب لها,فأحست بالوهن في عظامها كان لابد ان تعرف بانه سيحضر سكرتيرته معه.
    -حسنا, دقائق و انتهي.
    وضعت فقط الكحل و لمسه خفيفه لقلم الشفاه, و رفعت شعرها الذهبي الى اعلى و ارتدت الثوب الذي احضره جوزيف لها. و عندما نزلت الى غرفت الطعام كانت محط الانظار خصوصا بعد لمست الحمل الخفيفه الظاهره عليها جعلتها تزداد جمالا. ها قد اتت زوجتي الجميله, قالها جوزيف بكل فخر و اسطنعت كارين الابتسامه و عكس اخيها ريد و هذا الثاني اندهش من جمال آن و قال لجوزيف دون ان ينظر اليه: ياترى هل ستقتلني ان قبلت زوجتك الجميله فاندفعت كارين للقول طبعا... فلا اظن ان جوزيف يغار لهذه الدرجه على زوجته, و الا ما رأيك يا جوزيف ,فوافق و طبع ريد قبله على وجنتي آن.
    وقت العشاء لم تبعد كارين نظرها عن جوزيف و ريد كان يلمسها برجله, فاحست آن بالغثيان كارين تتغزل بزوجها امام ناظرها و اخوها يتحرش بها. فاستأذنت منهم قائله بأنها تشعر ببعض الارهاق و ستذهب الى غرفتها, و عندما وصلت الى اعلى ذهبت الى غرفه تبديل الملابس و عندما خرجت وجدت كارين هناك فسالتها كارين: اتعتقدين باني اصدق بأنك متوكعه, فهذا لا يبد لك... اعترفي بأنك لا تستطيعين ان تنظري اليه و هو يتغزل بي امامك.
    - فردت آن بكل احتقار: انه انت من تتغزلين به و ليس هو.
    -اسمعي آن لقد تزوجك لانه يريدك اما لابنه الراحل فقط و ليس زوجة له لانه كان سيتزوجني و هو يعرف بأني لا أصلح اما لبيتر لهذا تزوجك , و هذا يناسبني لكي يستر عن علاقتنا بزواجك.
    لم تعي آن كل هذا فكل ما شعرت به في تلك اللحظه بالظلمة تبتلعها,و اغمي عليها و عندما علم جوزيف لم يستطع ان يخفي قلقه لان آني في الاونه الاخيره دائما ما يغمى عليها و استدعى الطبيب ليعاينها, و بعدما انتهى الاخير قال: ان زوجتك في حالة نفسيه تعبه وهذا يؤثر على الطفل فقد تخسره في اي لحظه, بكت آن بعد ان سمعت ما قاله الدكتور لكن جوزيف لم يفهم ما قاله الطبيب فظن ان طفله سيموت في اي لحظه و هذا يعني انها ستفقده.
    *********
    انكب جوزف في العمل في اليومان الاخيران فهو لم يستطع ان ينظر الى آن خصوصا بعد فقدانه طفله فهو يظن بان آني فقدت الطفل بسببه و أحس بتأنيب الظمير و الالم فدخلت عليه كارين المكتب قاطعه تفكيره قائله: عزيزي لم كل هذا الارهاق يجب عليك ان تستريح قليلا, لم يرفع جوزف رأسه عن المكتب و لكن قال:لا استطيع لقد فقدت آن الطفل بسببي و انا لا استطيع حتى النظر اليها.
    خرجت كارين من المكتب و تركته قليلا ليستجمع شتاته و يستحم ,رن هاتف مكتبها و اخبرتها الموظفه في الخارج: السيدة لوكارس هنا, فقالت كارين بكل احتقار:ادخليها الى هنا. و اسرعت الى دخول مكتب جوزف و انتظرت امام مدخل الغرفه المجاوره التي تؤدي الى الحمام و عند دخول آن قالت: حبيبي هيا يكفيك استحمام فلا تقلق انا متأكده ان آن لن تشم رائحتي عليك فهي غبيه ولا تعرف بأمر علاقتنا.
    والتفتت كارين الى آن قائله: أوه...آن لم اعرف انك هنا, ان جوزف يستحم الان بعد ان قمنا بعلاقة مثيره. لم تشعر آن الا وهي تهوي بيديها على كارين بصفعة قويه, وخرجت مسرعه الى الخارج مستقله سيارة اجره. كيف يكون جوزف بليد عديم المشاعر هكذا فهي خرجت من عند الطبيب فرحه لتخبر جوزيف بانها لم تفقد الطفل و هو في ذلك الوقت يطارد امرأة اخرى دون ان يشعر بالذنب و كيف يشعر و هو الذي لم يهتم عند وفاة ابنه و لن يهتم لطفلها المنتظر.
    عند عودت جوزيف للبيت ذهب قاصدا غرفته لكن سيمون اتت اليه تهرع و القلق بادي عليها: سيدي لقد اختفت السيدة آن. وقف جوزف مذهولا للحظه ثم افاق على كلمات سيمون, فزمجر قائلا: و اين يمكن ان تكون ذهبت لابد ان تكون في مكان ما و هل ملابسها موجوده قالت سيمون بقلق: نعم و لكني اظن بانها رحلت لانها وضعت هذه الرساله فوق السرير. قرأ جوزف الرساله فامتقع وجهه فقد ذكر في الرساله:

    عزيزي جوزف
    (( لقد زرت الطبيب النسائي اليوم لاني كنت اشعر بطفلي و أن هناك
    حياة في احشائي وقد اكد الطبيب ظنوني فقد قال بانها معجزة أني
    لم اخسر الطفل نظرا للضغوط النفسيه التي كنت فيها و لكنني قررت
    ان ارحل بعيدا عنك فانا لا اريد ان اخسر ابني و انا اعرف بانك
    لا تكترث لابننا فارجو ان تنساني)).
    اتمنى ان تنسى وجودنا
    آن لوكارس

    جن جنون جوزيف وتعكر مزاجه و استقل سيارته قاصدا المطار و عندما دخل اخذ يبحث عنها في كل مكان و لم يجدها فقصد مكتب المطار باحثا عن تذكرة سفر باسم آن لوكارس فلم يجد حجزا و استعلم عن آن بيترسون فلم يجد ايضا شخصا بهذا الاسم و عاد الى المنزل متجهما و مرهقا فاين يمكن ان تكون آن.
    في ذلك الوقت بقيت آن مع احدى فتيات المخيم يومان ثم استقلت القطار عائدة الى نيويورك حتى لا يعرف جوزيف مكانها و لكان كشف مكانها ما اذ استقلت الطائره و اضافة انها لا تملك الكثير من المال حتى تشتري تذكرة سفر بالطائرة.
    تذكرت آن هروبها و كلما تشعر بقدوم جوزف تستعد للرحيل و الاتنقال الى منطقه اخرى و لقد قامت بتغير شهرتها الى ديكاربيت على شهرة والدتها و في باديء الامر لم تغير شهرتها بعد الزواج وحين علمت بأن هناك من يبحث عنها هربت من المدينه الى الارياف و غيرت شهرتها الى بيترسون و تذكرت عندما ولدت الطفل لم تسجله على شهرة زوجها بل على شهرة بيترسون , و اخبرتها الممرضه بعفويه في ذلك اليوم ان هنالك رجل يبحث عن طفله و لم يترك مكانا لم يبحث عنه و اخبرتها عن سوء المراة زوجته اذ تركته و هربت و بانها بالتأكيد لا تصلح اما.
    آن عرفت انه زوجها الذي يبحث عنها و لكنها لم تخبر الممرضه بأنها مخطئه و انها هي هذه الزوجه بل اخذت الطفل و اسرعت بمعاملات الخروج, و غيرت شهرتها الى ديكاربيت حتى لا يعلم زوجها بمكانها و كلما ذهبت لتبحث عن عمل رفضوها بسبب انها ام لطفل صغير ولا يوجد من يعيله سواها.
    كل هذه الامور كانت هموم آن الاخيره فقد مرت ثلاث أعوام و نصف على هروبها و لكنها كل يوم تشعر بقرب زوجها. اخرجها من عالمها صوت طفل يبكي في الغرفه المجاوره فذهبت الى غرفة الطفله و راتها تبتسم لها
    -ليلي طفلتي ارى بأنك قد افقت من نومك, فابتسمت لها ليلي قائله: مامي...ماما...ما...مي....طعام اريد طعام,ليلي تريد طعام.
    فنظرة الام بنظره حانيه لها: حسنا لنعد الطعام لك و ثم نستعد للذهاب الى سيدة سنوغلز.
    - سوف آخذ لعبتي التي اعطتني اياها الىسيدة سنوغلز...قالت انها تلعب معي و مع بيبي. و اخذت آن معطفها و البست ليلي حذائها لتأخذها الى العجوز السيده سنوغلز و تذهب هي الى عملها في المقهى. ليلي كانت طفلة محبوبه من جميع الناس في ذاك الحي و آن كانت تفضل ان تصحب ليلي هناك فمنطقتها فقيره جدا و مكان لا يناسب ليلي و لا يناسبها .وقفت آن امام منزل السيدة سنوغلز و فتحت لها العجوز الباب: اهلا أنيتا ....اهلا ليلي كيف حالك, ابتسمت الصغيره لها قائله بخير.
    -حسنا سيدة سنوغلز يجب علي ان اذهب الى العمل الان...الى اللقاء ليلي احسني التصرف و ساحضر لك هديه.
    وصلت آن الى العمل في المقهى و باشرت بأخذ طلبات زبائنها فلدى آن عملان تقوم بهما فهي تعمل بالمقهى كل يوم و تناوب أحيانا في حضانة الأطفال اذا طلبوها هناك و اليوم لم يطلبوها و ها هي تعمل في هذا المقهى الذي يثير فيها القلق و الخوف و الترقب لأن كلما دخل رجل تنتفض من الخوف و يتجسد لها زوجها فباتت تخاف من ان تلتقي زوجها و عندما ذهبت الى الطاوله السابعه حتى تأخذ طلباتهم كانوا ثلاثة رجال وقد تحرش فيها اكبرهم فاشمئزت منهم و ذهبت لتحظر طلباتهم فقد كانت ستصاب بالغثيان من رائحة عرقهم و فجاءه دخل رجل المقهى و بدخوله عم الهدوء المكان و قد اكفهر و جهه و كانت تحيطه هاله من الثقه و الجاذبيه فتوقف قلب آنيتا نعم انه هو هذا جوزف زوجها فأخذت معطفها من المشذب و خرجت من الباب الخلفي فهو لم يرها بعد, نعم انها واثقه بأنه لم يرها.
    وصلت الى الشارع العام حتى تأخذ سيارة اجره و لكن يد اطبقت عليها بقوه قبل ان تصل الى مكان وقوف الحافلات, وقال لها صوت جاف مملوء بالغضب: انه انا جوزف لا داعي للخوف و ان كنت تعرفين مصلحتك تعالى معي ولا تفتعلي اي مشكله. فاطاعته آن فورا فهي تعرف ما هو قادر على ان يفعله بها.
    وصلا الى سيارة فخمه و هي من نوع البنتلي متوقفه امام المقهى و ركبت في المقعد الامامي و جلس جوزف خلف مقود السائق و انطلقا بالسياره , نظرة آن الى جوزف لقد رأت قبلا كيف ان الاشخاص عندما يبحثون عن شخص او يعيشون في قلق يخسرون قليلا من وزنهم و يصبح وجههم شاحب لكن جوزف قد اصبح وجهه اكثر قساوة و جاذبيه و اصبح جسمه اضخم و عضلاته مفتوله و قد التصق قميصه الحريري بجسده ليكون كانه جلد آخر.
    قطع جوزف عليها تفكيرها قائلا: هل انتهيت من تقيمي و هل تغيرت خلال السنوات الثلاث فانا استطيع ان اقول بانك لم تتغيري كثيرا و لقد حان الوقت لكي نسوي الموضوع, فانظرة اليه آن ماذا هل يريد ان يطلقها كي يتزوج مره اخرى فقالت: حسنا اذا كنت تريد الطلاق, فلا مانع لدي, زم جوزف فمه حتى اصبح كأنه خيط رفيع فقال: و الجحيم.... كيف تريدين الطلاق و انت لا تستقرين في مكان فكيف تصل اليك ورقة الطلاق فكلما وصلت الى عنوانك هربت.... وحق الجحيم لن تهربي مني مرة اخرى.
    - ايتها اللعينه,اين ابني خذيني اليه,هل تعرفين اني لا اعرف ما هو جنس الطفل هل صبي او فتاة. سكت قليلا ثم قال لها هيا ارشديني الى مكانه, فأخذته آن الى الحظانه و نزلا من السياره ليأخذا الطفل من الحضانه و هو مقر العمل الثاني لآن , وكان جوزف سعيدا فرحا لانه سيرى ابنه اخيرا ابنه الذي كان بعيدا عنه لفتره طويله و ها هو سيراه الان و سيحمله بين ذراعيه, اوقف آن قليلا و سألها عن اسم ابنه فأجابته: اسمه سيث
    و هو طفل حيوي ذو شعر ذهبي و عينين سوداوتان كلون عينيك تماما.
    نزلت آن و اخذت الحقيبه و توجهت نحو الحضانه ثم توجها الى ساحه اللعب في الحضانه و حيث انها تعرف الحضانة جيدا و تعرف الاطفال هناك فلم يحصل معها اي تعقيدات بل رحبوا بها و توقفت آن بالقرب من طفل صغير يلعب وحده و جلست قليلا معه و تبعها جوزيف و قامت بتعريفهما على انه السيد جوزيف و أن الطفل هو سيث.
    اعتذرت من جوزيف لتذهب الى المديره كي تأخذ الاذن منها لتصحب طفلها و تركت جوزيف مع الطفل و خرجت من غرفة اللعب مسرعةً بالهرب مره اخرى و اتجهت الى ممر ضيق ثم الى تقاطع في شارع سانيديل و صوت حذائها يقرقع على الطريق, كم من الوقت سيمر حتى يعلم جوزف انها خدعته وصلت الى منزل السيدة سنوغلز و فتحت لها الباب ثم قالت: آنيتا حبيبتي لقد وصلت بسرعه هل انتهى دوام عملك لا تزال هناك نصف ساعه متبقيه, فالتقطت آن انفاسها و قالت: نعم لقد انتهى دوام عملي لكني سأرحل الان مع طفلتي فقد حصلت على عرض عمل جيد في نيويورك, اين صغيرتي.
    - مامي,مامي..هنا مامي. حظنت آن ليلي و كأنها تحميها من شيء مجهول و ودعت المرأة العجوز و عندما وصلت الى منطقه حيها شعرت بقليل من الراحه و عندما ادخلت المفتاح في القفل و فتحت الباب صمعت صوتا غاضبا يقول: مرحبا آن., و اكمل بنبرة استهزاء : مرة اخرى. توقف قلب آن في لحظه لقد لحق بها جوزبف و ها هو الان واقف معها امام المنزل فاحتضنت آن الطفله خوفا عليها فتململت و بكت
    - لقد ازعجت الطفله يا آن ما أسمها, تمتمت آن ببضع كلمات ثم قالت: ليليان بيترسون و ليس لوكارس فهلا سمحت و خرجت الان من هذا المكان و اسرعت بالدخول لكي تقفل الباب في وجهه و لكنه دفع الباب بيده مزمجرا: ليس الان يا صغيرتي فانا هنا لكي آخذ الطفلة معي فهي لن تعيش و لو للحظه واحده في هذا المكان القذر.
    اعمى الغضب بصيرتها و قالت: كيف تقول هذا لقد كرست وقتي كله في تربيتها و لا يحق لك ان تأخذها., ران صمت قليل ثم قال لها:نعم معك حق لقد ربيتها لدرجه ان الرجل الذي شاهدته يتغزل فيك في المقهى لم تمنعيه...فانا واثق ان تربيتك لبنتك صحيحه, قالها بسخريه و تهكم و لكنها لم تعترض فمعه حق يجب ان توفر لها عملا و لأبنتها حياة صحيه. قالت الطفله الصغيره بعد انزعاجها من الموقف:امي قولي وداعا للسيد..انا الان...اخاف مامي.
    و لكن جوزف لم يتحرك من مكانه بل ظل ينظر تارة الى آني و تاره الى طفلته فقال بصوت منخفض غاضب: ولكني والدك يا ليلـــ...... و توقف فجأه و قال لآن اسمعي لقد جئت لآخذ ابنتي و ان رغبتي يمكنك الذهاب معنا و لك اعلمي باني لن اسمح لك بأخذها مره اخرى هل سمعتي.... و سوف آتي لاصطحابكما غدا صباحا ولا تفكري بالهرب فهناك من يراقبك.
    ************************
    تململت آن في فراشها فهي لم يغمض لها جفن, منذ أن دخل جوزيف حياتها مرة أخرى فهي حتى الآن لا تصدق أن جوزيف عثر عليها و أنه سيصطحب ليلي معه الى موطنه فقد عرفت عندما تزوجته ان له أكثر من منزل في كل بلد له عمل فيها, و هي عاشت سابقا معه في يوركشاير لذا هي لا تعرف اين استقر فهو لديه سلسلة مصانع للمعادن و شركات عالمية لتصدير الالكترونيات.
    رجعت بذاكرتها خلال العامين الماضيين عندما كانت تستيقض كل يوم و تجد اخباره تتصدر عناوين الصحف و الاخبار و غالبا ما كانت ( اختفاء زوجت المليونير الشهير جوزيف لوكارس ) و ( حياة المليونير الشهير ج. لوكارس ), اما الذي لم تعرفه من قبل هو العنوان الذي قرأته الاسبوع الماضي ( سعي الكونت السابق جوزيف لاستعادة ارثه و لقبه جوزيف الرابع ). هذا الخبر الاخير صدمها فهي لم تكن تعرف بأنها تزوجت كونت و هي الان تعرف لماذا فعل جوزيف هكذا معها بان تزوج فتاة لا تهمها حياة الرفاهية ولا اللقب حتى يحصل على وريث و يكون له حياته المعتاده ولا تهتم ام وريثه بحياته.
    استحمت آن و ارتدت روب الحمام الابيض و خرجت و شعرها الذهبي يسترسل على اكتافها مبللا, و قصدت غرفة ابنتها فوجدتها مستيقظه تلعب بألعابها في السرير, فاقتربت منها آن قائلة: آه... يا صغيرتي انتي هادئه كوالدتك فانت دون الاطفال الاخرين تستيقضين دون ان تعلمين احد باستيقاضك بالصراخ. فابتسمت لها الصغيره ووقفت رافعة لها يدها, فحملتها آن و قامت بتحميمها و البستها افضل الملابس و وضعتها في الكرسي الذي في المطبخ و ذهبت تعد لها زجاجه الحليب فجوزيف سيصل في أي لحظه فهي تحمد ربها بانها انتهت من تحزيم الحقائب بسرعه فهما لا يملكان الكثير و قامت في ذلك الوقت بتقديم استقالتها في عمليها تاركه التساؤلات بين اصدقائها, في تلك اللحظه و هي في شرودها رن جرس الباب و اسرعت بفتحه فصدمت آن بجوزيف و قد قام بحلق ذقنه و لبس ملابس غالية الثمن و عطره الرجالي بالنعناع و القرنفل يعبق في كل مكان, و ظل جوزيف ايضا مسمرا عينيه على آن بملابس الاستحمام و شعرها الذي لا يزال مبتلا, و لكن كل العاده ذهوله كان لبره ثم قال لها:
    - ألن تدخليني؟!
    انتبهت آن فقالت له: تفضل ادخل..... اعذرني على مظهري فلقد استيقضنا منذ قليل.
    دخل جوزيف و اشعرها بمدى صغرها بجانبه و بصغر الشقه و كانه محبوس في قفص, فتمعن الاخير النظر في ارجاء الشقة و النظرة الساخرة التهكمية على ملامحه فقال: كيف يعقل أن تعيش طفلتي في هذا المكان القذر الموبوء و في بيئة فقيرة ملؤها الاجرام و السرقات, فقالت له:
    هذا بسببك فأنت لم تمل من مطاردتنا فلولاك لكنت الآن موظفه في شركه محترمه و لي منزل مناسب ليلي.
    - أسمعي لا تظني بأني سأترك طفلتي, يكفي انك قد اخذتها مني قبل ان اعرف بوجودها و لم تجعليني موجودا لأشاركك فرحك بولادتها.
    و كان في صوته شيء لم تستطع ان تميزه.... لا انه غاضب و هو ينوي قتلها بسبب هروبها بطفلته التي لم تكن مولوده حينها, فتراجعت غريزيا الى الوراء لحماية نفسها من غضبه القاتل فقالت بصوت يخنقه البكاء: جوزيف ارجوك اتركنا بسلام فهي ابنتي انا و ليست ابنتك. فنظر اليها جوزيف بغضب و لكنه قال بهدوء: و ما الذي تقصدينه بانها ليست ابنتي. فتلعثمت آن قليلا:
    - انـ.... انها كانت في احشائي تسعة اشهر فهي ابنتي من لحمي و دمي و ما انت الا من..... الا من ساعدني في انجابها.
    ان لم تكن من قبل رأت جوزيف ثائرا كالبركان فهو الان سينفجر من الغضب الى درجة انه قد يقتل أي شخص امامه, فاندفعت آن الى الوراء و اقترب منها جوزيف مزمجرا: ما الذي تقولينه بحق الجحيم انا والدها و انت امها, و لسوف أخذها معي الى اسبانيا و ان رغبتي في تركها فاتركيها و لكن اعلمي باني لن افرط بطفلتي مرة اخرى.
    ارتعبت الصغيرة من الجو المشحون فقررت ان تعلن حظورها ببكائها, و هرعت آن لتحمل ابنتها و تحميها من غضب والدها, فتكلمت الصغيرة: مامي انا خائفه... هذا الرجل شرير يجعل امي تبكي.
    - اسمعي آن لا وقت لدي هيا الان فنحن راحلون رأسا الي برشلونه في اسبانيا و الطائرة ستقلع في أي لحظه فهيا اجهزي و بسرعه.
    المطار كان يعج بالناس في هذا الفصل من السنه فهناك من يسافر في زيارة و هناك من يسافر ليقضي عطلتة الصيفية خارج البلاد, و بقيت ان بالقرب من ليلي في قاعة الانتظار حتى لا تتوهان وسط الزحام بينما ذهب جوزيف لينهي معاملات السفر فقد حجز لهم في الدرجه الاولى, و جلست آن على الكرسي ترح بفكرها في مصيرها هي و ليلي و الحياة التي سيعيشونها, فهي تعرف بأن جوزيف في صدد استرجاع لقبه و استعادة رمز العائلة, فبعدما قرأت عن حياة زوجها الذي كانت تجهل عنه الكثير باتت تعرف عنه اشياء لم تظن بانها ستعرفها يوما.
    فقد قرات ذات يوم في الصحيفه ان والد جد جد جوزيف بنى امبرطورية عملاقه من السفن
    ثم اصبح ذا املاك اقطاعي و تزوج من الليدي اليزبيث ابنة اللورد هنري فلتش و لكن ابناء عم الليدي كانوا قد غضبوا بسبب زواجها فقد كان عمها يريدها لابنه الاكبر و لكن اللورد زوجها من الكونت جوزيف, و عندما توفي جوزيف في ظروف غامظه و هو لا يزال شابا استولت عائلة هنري على ثروة الكونت و اخذت شعار العائلة و كانت وقتها الليدي حاملا و تأكدت عائلة عمها من عزلها و طردها من اسبانيا و عندما ولدت الليدي طفلا أسمته جوزيف باسم زوجها الراحل, و عندما كبر جوزيف الثاني و علم بقصة والده قرر ان يثأر لوالده و بعد ذلك قام بفتح محل صغير لبيع الشكولاته و البودينغ و شركة المعادن و ربح من محله و الذي سرعان ما اشتهر و بذلك وفر الرفاهية لوالدته و تزوج بعدها من ابنة صديقه في العمل و رغم انها كانت تصغره بـ 25 سنه الا انها كانت زوجه مطيعه و ام محبه فقد انجبت له طفلان تشارلز و كيانو و لكن ظهور سلاله هنري سببت المعاناة لجوزيف الثاني فقد خسر ابنه كيانو ذو الثلاث سنوات و زوجته و ظل له ابنه تشارلز ذي الثماني سنوات و انتقل الثأر لابنه تشارلز و توفي جوزيف الثاني بعد ان بلغ ابنه 18 سنه و دخل البحرية و لكنه لم ينسى تاريخ عائلة و ظهر منتصرا بلقبه الكونت و تزوج من احدى البربريات و لكن زواجه كان كارثه فقد زرع زواجه حقل الغام في حياته فقد كان اخ زوجته متعاون مع عائلة هنري مما سبب بخسارة جميع امواله الا انه نجح في مهنة جده صناعة الشكولاته و البودينغ و ظلت زوجته تسانده هي و ابنها الوحيد جوزيف الثالث و عندما كبر جوزيف الثالث جد جوزيف الرابع ورث شركة والده لصناعة الشوكلاته و البودينغ و افتتح بنفسه شركة لصناعة المعادن و تصديرها و تزوج من غجرية كانت دائما ما ترتاد محل الشوكلاته و عاش معها بسعاده و انجبت له سبستيان و الذي اكمل مسيرة اجداده و قرر الثأر لعائلته و استقر بحياتة بالزواج من امرأة يونانية ثريه و التي توفيت فور انجابها للوريث الذي سيكمل الثأر لاجداده و قد ذكرت الصحف بان سبستيان كان واثقا من ان ابنه سينهي الحرب و سيسترجع ارث عائلته و ستستمر السلاله و الارث معهم و بعد ان توفي والده و هو في الرابعة عشر ورث جوزيف كل املاكه و اضاف الى امواله و شركاته شركة للالكترونيات و التي زادت من نسبة ثرائه و ها هو يكمل مسيرة عائلته و السؤال الذي يدور في اذهان الصحافه هو هل سيحقق فعلا النصر و يسترجع ارث عائلته.
    ) 6غيرة أم تملك

    كان الطقس في أسبانيا حارا جدا و كانت درجه الحرارة فوق 40 و عندما نزلت آن من الطائرة حرقها الهواء الساخن و غطت ليلي بالبطانية حتى لا تتأثر بشرتها الطفوليه, و أخذت تسير خلف جوزيف لأنها لم تزر أسبانيا من قبل لم تزر بلد مصارعين الثيران, و دائما كانت تتمنى أن تزور هذه البلاد و تستمتع و لكن لم تحلم أن تزورها في ظل ضروف كهذه.
    كانت قاعة الشخصيات الهامة هادئة و غير مزدحمه مثل القاعة العامة و أخذت كرسيا لتجلس عليه ريثما يحضر زوجها السيارة و أخرجت زجاجة الحليب لتعطيها لطفلتها و بينما هي منشغلة في البحث شد انتباهها جسد طويل و ممشوق القوام وشعر بني يتوج راس صاحبه طويل و جميل و عينان تحملان كل صفات الشر و اللؤم, إنها ليزا.... ليزا مونتيز التي سرقت خطيبها و عملها و كأن هذه الأخيرة شعرت بمن ينظر إليها و ألقت بنظرها على المرأة التي تجلس في القاعة بملابسها الغير الأنيقة و العينين الزرقاوتين التعبتين و الهالات السوداء تحت عينيها, في بادئ الأمر لم تعرفها و عندما أمعنت النظر علمت بأنها آن و توجهت نحوها تمشى الهويناء و عينيها تقيمان آن من رأسها إلى أخمص قدميها و ابتسمت بمكر:
    - عجبنا عجبنا آن بترسون ما الذي تفعلينه هنا في أسبانيا.
    - أهلا آنسة ليزا
    نظرت ليزا إليها باحتقار و ضحكت بمكر:
    - بل تستطيعين قول السيدة ليزا...السيدة ستيوارت.
    ظلت آن تنظر إليها و تنقل بصرها من عيني ليزا إلى يدها اليسرى و شعرت في بدء الأمر بالحقد و الكره لهذا المراه فقد كانت هي من يجب أن تحمل لقب السيدة ستيوارت و هي من كانت يجب ان تضع هذا الخاتم في يدها اليسرى و لكنها سرعان ما ابتسمت :
    - أنا سعيدة لأجلكما.
    نظرت إليها ليزا لفتره غير متأكدة ما اذا كانت آن حقا تعني ما تقول ام انها تقول ذلك بدافع الغيرة و لكنها قالت بتعالي:
    - ارى بأنك في اسبانيا و في هذه القاعة ماذا تفعلين, و جالت بنظرها على العربة التي بقربها و بالطفلة التي تحملها فقالت: إذا أنت مربية و انت مع هذه الطفلة تنتضرين اصحاب عملك.
    و فقط في ذلك الوقت تقدم مايكل بمظهره الوسيم و الجذاب و ابتسم عندما عرف انها آن فقال لها:
    - يا لها من مفاجاه سارة ماذا تفعلين هنا.
    فقالت له زوجته: انها مربية.
    فنظر مايكل الى الطلفلة التي بين يدي آن وقال ذاهلا: احقا.
    ابتسمت له آن: ليس حقا بل يمكنك القول بانها ابنتي.
    ذهل الاثنان و نقلا نظرهما من آن الى الطفله فصرح مايكل قائلا:
    - نعم فالطفلة تشبهك كثيرا.
    شعرت ليزا بالغيرة من اهتمام زوجها بآن فقالت تحقر من شأن آن
    - و اين زوجك العتيد ام انه لا زوج لك.
    - لقد ذهب ليحظر الحقائب و يضعها في السيارة.
    - اذا فهو سائق او خادم و هو الان يحمل اغرض اسيادكم.
    لم تضف آن شيئا آخر فقد اعتبرت أي كلمة اخرى تعدٍ على خصوصيتها, و اعتذرت منهما.
    - ارجو المعذرة يجب ان اذهب لابد من أن زوجي ينتظرني بالخارج. و قد كانت سعيدة لاول مره لانها تلفظ بفخر كلمة زوجي و حتى تثبت لمايكل و ليزا انها تغلبت على حزنها و انها ايضا لم تتأثر بمعرفة انهما قد تزوجا, و توجهت الى الخارج حتى تنتظر قدوم جوزيف و ياخذها بعيدا عنهما, و في تلك اللحظه خرج مايكل و زوجته لينظرا سائق الذي سيوصلهما الى فندقهما الفخم.
    كرهت آن تأخر زوجها و ظلت تشتم اليوم الذي تعرف فيه على هذان الشخصان, و عندها ظهرت سيارة الليموزين السوداء و خلفها سيارتان سوداوتان و سيارة شرطه, و لفترة ضنت بان هذه السياره اتت لتقل احد الشخصيات الهامة و لكن عندما رات من نافذة السائق انه لوكاس سعدت لفتره الا انها لم تفهم سبب كل هذه الجلبة باحضار سيارة شرطه و معها سيارتان مرافقتان.
    قالت ليزا و هي ذاهلة:
    - انظر عزيزي الى هذا لابد ان هذه اللموزين اتت لتقل شخصية هامه, و شعرت آن انها ستنفجر من الضحك و ارادت ان تعرف ردت فعلها اذا ما عرفت بان هذا السيارة هنا لتقلها هي. و قال يوافقها مايكل: معك حق و لابد ان صاحب هذه السيارة شخصية نافذه و صاحب شركات و انا واثق انني سأتعامل مع امثاله لانهم هنا يعظمون كثيرا من هؤلاء الاثرياء.
    و نزل جوزيف من الليموزين و هو يضع نظارته السوداء مما جعله شخصا مرهبا و يلفت انظار جميع النساء. صرخت ليزا قائله: يا الهي انه جذاب جدا انظر اليه.و قال مايكل عابس امام هذا الرجل:
    - ليزا لا تنسي انك زوجتي و انك معي.
    - اعرف و لكن يجب ان تعترف بانك لا تقارن امامه.
    تنهد الاثنان و ظلا ينظران اليه و هو يتقدم نحوهما.
    اقترب جوزيف و خلفه اثنان من حراس الامن من آن و اعطى آوامره بحركة من يده حتى يحملان حقيبة ليلي و ياخذان ليلي عنها و لكن آن رفضت و سمحت لهم فقط بأخذ حقائبها, و ابتسم جوزيف من حركة آن الدفاعية و تنهد:
    - هل انت جاهزة.
    و اومئت آن برأسها وقالت ليزا وقتها.
    -آن هل تعرفين هذا الرجل.
    فابتسمت و استعدت لتلقي بالقنبلة و قالت:
    اوه نعم, جوزيف هذان الزوجان مايكل و ليزا ستيوارت,.... ليزا هذا جوزيف لوكارس زوجي و والد طفلتي.
    -ما...ما...ماذا, زوجك. قالتها ليزا و هي تصرخ و عندما شاهدت انهم ينظرون اليها خجلت قليلا فقالت:
    لا يبدوا واضحا فمظهر زوجك انيق, اما انت فتبدين مزريه امامه بل قولي تبدين وكأنك خادمه.
    عندها شد مايكل من يد زوجته قائل:
    - ليزا لا يجوز قول هذا.
    فقال جوزيف:
    - مع زوجتك الحق و لكن نستطيع تصليح الوضع اليس كذلك عزيزتي.
    شعرت آن باعصابها تغلي و انها على وشك دق عنق زوجها, لماذا قام بتصغيرها و جعلها وضيعه هكذا امامهم, الا يعرف كم اغضبها و اهانها امامهم و اذا لم يكن يعرف اذا سوف تجعله يعرف بما فعل و ما ردة فعلها, الا انها قررت الا تسبب فضيحة هنا و قالت:
    - بالتأكيد عزيزي, و لكن هل لنا الذهاب الى المنزل فانا تعبه من السفر.
    - بالتأكيد, ارجو المعذره منكما و تشرفت بلقائكما.
    ركبت آن الليموزين و كانت على وشك ان تنفجر غضبا الا انها نظرت في عينين جوزيف و راته يبتسم, اذا فهو يعرف بانه احرجها و لكنها نظرة اليه بازدراء فهي ليست على استعداد لتبدأ الشجار و امام ليلي فهي لا تريد تخويف ابنتها و أن تجعلها تعيش في وسط يسوده الحقد و الشجار, بالتأكيد لا و سوف تتأكد من جعل حياة ابنتها هانئة.
    دخلت السيارة في طريق فرعي تحيط به الاشجار الى ان وصلت امام قصر كبير يعود الى العصر الفيكتوري بلونه البني المائل الى الرمادي, لقد كان قصرا كبير يوحي بمدى سيادة صاحبه و نفوذه و عندما فتح لوكاس لها الباب حيتة بابتسامه و شكرته و عندما قادها جوزيف الى الداخل شدها المنظر فقد كان البهو واسعا جدا و فسيح و يتوسطه بركة مياه و المرايا على الجدار من اول المدخل الى نهاية البهو, و صور عائلة جوزيف تتزعم الجدار الاخر بدءا بسلالة جوزيف الاول الى صوره زوجها و لا يزال هناك مكان يتسع لباقي السلاله و بالتأكيد طفلتها لن تكون بينهم فهي فتاة و تذكر بأن جوزيف كان يريد ولدا و لكنها لا تعرف هل هو يحب الطفله بعد ان عرف انها فتاة ام هو يريد صبيا, يجب ان تسأله و تعلم لماذا احضر طفلته الى هنا و لما كل هؤلاء الحرس هل هذا بدافع الحب و الحمايه لابنته ام لشيء آخر, و عندما همت بسؤاله خرج سيمون من الباب الموجود في آخر البهو.
    -آه سيدتي مرحبا بك اخيرا لقد عدتي, و من هذا الصغيرة الجميلة لابد من أنك ليلي.
    ذهلت آن كيف تعرف سيمون بانها انجبت فتاة و كيف تعرف اسم طفلتها.
    نظر جوزيف اليها قائلا:
    لقد اخبرتها عندما عثرت عليكما.
    فقالت سيمون سعيدة:
    - كم انا سعيدة يا سيدتي و كم فرحت بخبر ولادتك هذة الطفلة الجميلة هل لي بان احملها.
    و عندما ارادت حملها خبأة الصغيرة وجهها في عنق والدتها فابتسمت لها سيمون و قالت عندها آن:
    هيا يا حبيبتي فسيمون ستعطيك حلاوة.
    فاشرق وجه الفتاة و ابتسمت:
    - انا احب الحلاوه....أنا اريد حلاوه. و رمت بنفسها في احضان سيمون و اخذتها سيمون نحو المطبخ و عندا ظل جوزيف و آن في البهو وحدهما فقالت حينها آن:
    - اسمع انا تعبه و اريد ان اذهب لارتاح بينما تهتم سيمون بليلي و اذا ما ارادت شيء فالتأتي و توقظني.
    فقد كانت آن بحاجه الى الراحه و ان كانت تسعى اليها فهي جد تعبه و هي لا تضع ليلي لدي أي احد لا تثق به و لكنها واثقه بسيمون و هي لا تهمل الطفله بل هي بحاجه الى كل الطاقه لأنها تعرف بان في وقت ما سيحدث صراع بينها و بن زوجها لذلك هي بحاجه الى اكبر قدر من الراحه لتستعد للمواجه المحتومه.
    اخذها جوزيف الى غرفة كبيرة لونها اخضر فاتح و يتوسطها سرير ضخم و باب لابد من انه يؤدي الى الحمام و باب آخر ضخم يفصل الغرفه عن الغرفة المجاوره و اشار جوزيف بان الباب يفصل غرفة الحضانة و هنا ستكون ليلي بالقرب من غرفتها و تابع قائلا:
    - خذي قسطا من الراحه حتى يحين موعد تناول الشاي فلا نزال في اول الصباح و لك فترة حتى وقت الغروب و لا داعي للقلق على ليلي فهي في ايدي امينة.
    كانت الغرفة معتمة عندما استيقظت آن و توجهت بسرعه الى الحمام لتستحم و تستعد للعشاء و عندما خرجت من الحمام شاهدت صندوق كبير على السرير و عليه بطاقة كتبت عليها.
    ( هذا الثوب ارتديه للعشاء و باقي صناديق الملابس ستصل غدا صباحا و بالنسبة لملابسك و ملابس ليلي فقد اصدرتها الى الجمعيات الخيرية و استعدي لان لدينا ضيوف)
    كرهت آن تصرف زوجها بحاجياتها و بأوامره التي لا تنتهي و ارتدت الثوب و جلست على طاولة الزينة لتضع احمر الشفاة و قليل من الظلال على عينيها و قامت برفع شعرها الى العلى و توجدته بمشبك فضي اشترته و جعلها تظهر كالأميرات, ها خي مستعدة لجوزيف و لتبين له انها تغيرت و انها ليس بمظهر خادمه او طفله, و عندما نزلت الى الاسفل شاهدت سيمون و ليلي معها تلعب و ذهب لتقبل طفلتها و قلت هذه الاخيرة:
    - امي انظري لدي دمى كثيرة و الرجل اشترى العاب كثيرة لي.
    ذهلت سيمون عندما سمعت ليلي تنادي ابيها بالرجل, فقالت لا آن بان الصغيرة لم تعتد على والدها بعد و ستمضي فترة حتى تناديه بوالدها. و تركتهما آن و توجهت الى غرفت الجلوس فرأت جوزيف و يتحدث مع رجلان واحد منهم عرفته و هو شقيق كارين و الاخر لم تعرفه و رأت كارين تجلس على الكنبة حتسي النبيذ بثوبها الاحمر الذي يظهر قوامها.
    - ها انت يا عزيزتي لقد كنت على وشك ارسال فرقة بحث عنك.
    ابتسم لها ريد لها قائلا: مرحبا يا سيدة لوكارس لقد مرت سنوات لم نشاهدك فيهافقد اخبرنا زوجك بانك كنت مسافرة لفترة نقاه حتى تعودي لوعيك بعد صدمة مقتل بيتر. اتسعت عينان آن ليس بسبب كذبة جوزيف بل بتذكرها بيتر فقال بصوت مختنق: آه نعم, حسنا لقد كان عزيزا علي.
    فقال جوزيف يلطف الجو: عزيزتي لا أضنك تعرفين صديقي اورلاند بسفيكي.
    و حياها السيد بسفيكي و قبل يدها قائلا انها جميله جدا و مهنئا صديقه بزوجته.
    دخل الجميع الى غرفة الطعام لتناول العشاء و كانت كارين تجلس بالقرب من جوزيف و بجانبها السيد بسفيكي و كان ريد بالقرب من آن و اقتصر الكلام على المائده على العمل و بما ان آن لا تعمل معهم فهي لم تشركهم و نادرا ما كان جوزيف يشملها بحديثهم فضلت فقط تستمع اليهم و تتصنع الابتسام, و بعد ان انتهوا من تناول الطعام توجهوا نحو غرفة الجلوس و اقترب منها ريد و جلس يتحدث معها:-اذا آن بما انك قد عدت ما مخططك للغد.
    - لا شيء حتى الان
    - هل هذه اول زيارة لك الى أسبانيا
    - نعم.
    - اذا دعيني آخذك غدا للتعرف على هذه البلاد الجميله
    فأومئت برأسها موافقه على الخروج معه, ثم جلسا يتحدثان بأمور كثيرة و مضحكه ما جعل آن تضحك أكثر من مره و تضع يدها بطريقه عفوية على كتف ريد و جوزيف لم يفته هذا و في كل مره ترى فيها آن جوزيف ينظر اليها بنظرة وعيد تكثر هي من ابتساماتها و ضحكها , عندما شاركهم السيد بسفيكي الحديث و الضحك, زاد الامر من غليان جوزيف فقالت له كارينك
    - يبدو ان زوجتك تستمتع بصحبت هذين السيدان و تترك هنا دون ان تعيرك أي اهمية.
    اعطى جوزيف كأسه لـ آن و توجه نحوها و آن لم تنتبه له و لا السيدان و عندما اراد الجلوس تعثرت فأمسكها اورلاند حتى لا تقع فشكرته و في تلك اللحظه اكن جوزيف بالقرب منهم و لكنه فهم الموقف خطأ.
    فقال بصوت ناعم و لكن لا تخلو منه نبرت الغضب:
    - ارى بأنكم تستمتعون بوقتكم الا تشركوني معكم... و أراك يا اورلاند اعجبك الجلوس مع زوجتي و مغازلتها.
    فترك بسرعه يدها و انسحب , و اعطى جوزيف نظرة الى ريد جعله هو لاخر ينسحب, فغضبت آن من تصرفه هذا ثائرة:
    - أكان يجب ان تفعل هذا فقد كنا نستمتع بوقتنا ولا تسأ ففم السيد بسفيكي فقد امسكني بعد ان تعثرت و كدت اقع.
    - ارجو منك في المرة القادمه الا تقتربي من أي شخص ولا تضني باني لم اشاهدك تمسكين كتف ريد بين حين و اخرى و انبهك بانك لا تزالين زوجتي.
    - تنبيه و تهديد الا تمل يا زوجي العزيز.
    و في لحظه تصاعد الصراع بينهم انفتح باب غرفة الجلوس و دخلت منه ليلي تبتسم و تهرع الى حضن امها و تتبعها سيمون.
    -امي امي.....انا اريد امي.
    فقالت سيمون تعتذر:
    اعذروني فقد رفضت الانسة الصغيرة ان تستحم و تنام دون ان تراك.
    فابتسمت لها آن : حسنا ساحضر الآن شكرا لك سيمون. و اعتذرت من الضيوف و ذهبت الى الاعلى حتى تحمم ليلي و تأخذها الى السرير و قد اخذ منها الامر ساعه حتى نامت و قد كانت تعبه جدا ولم تشأ ان تنزل الى الاسفل و هي تعرف بأنهم سيعذرونها ان اوت هي الى الفراش فهي فقط منذ ساعات وصلت, و ذهبت الى سريرها لتنام و لكنها لم تشاهد حقيبتها و رأت صندوق آخر و لكنه لا يحمل بطاقه و عندما فتحته شاهدت ثوب نوم رائع الا انها رفضت ان ترتديه فهي لا تريد ان تقل من الحشمه و حمدت ربها لأنها وضعت بعض الثياب في حقيبة اليد التي تحتوي قليلا من اغراض ليلي التي اخذتها حتى تغير لـ ليلي في المطار.
    و عندما ارادت ان تنام انفتح الباب و دخل منه شبح اسود و بما انها تعرف انه جوزيف فهي لم تفتح الاضاءة و اغلق جوزيف الباب خلفه و ضلت آن متوجسه فهو لا يزال في الغرفه و هي تعلم ذلك و شاهدت ضوء الحمام يفتح و يدخل منه جوزيف و ضلت هي ذاهلة نتنظر الى الاضاءه و عندما خرج توجه الى الخزانه و استبدل ملابسه بملابس النوم و كانت آن لا تزال تنظر الى الاضاءة و لكنها انتبهت عندما شاهدته يقترب فصرخت به:
    - ما الذي تظن انك فاعل.
    - اريد النوم.
    - اعلم ولكن لا أظن هنا.
    - و لما.
    فصرخت به آن مرة اخرى: لا فهذه غرفتي انا.
    فابتسم لها : لا تقولي بأنك ظننت باني ساعد غرفة لك فانتي ستنامين معي فلا تنسي باني زوجه.
    فخرجت هي من السرير و بسرعه الا انه امسك يدها بقوة فصرخت به: انك تألمني اتركني.
    - ولما اتركك فانت ستنامين معي و لن تذهبي الى أي مكان.
    - لا.... لا تظن باني سأنام معك, سوف اذهب الى الغرفة المجاوره لغرفة ليلي فلا مكان لي معك.
    - كفي عن اللعب معي يا آن.
    - ارجو الا تظن باني اتيتن الى هنا لأرتمي الى احضانك فأنا هنا فقط من اجل ليلي و ليس لأجلك و اعلم باني لن اسمح لك بلمسي مرة اخرى اتفهم.
    و لكن جوزيف اقترب منها اكثر فقامت بصفعه, فاتسمر جوزيف لفتره ليستوعب فلم يجروء احد من قبل ان يقوم بضربه و لن يجعل بالتأكيد الامر يتكرر ومن من....من آن فلمعت عينان جوزيف و رغم ظلمة الغرفة الا انه هناك ضوء القمر و قد استطاعت ان ترى لمعان عينين زوجها فلم تدري الا و هي مرمية على السرير و جوزيف فوقها يثبت ذراعاها فضلت تحاول ان ان تتملص منه الى ان غرزت اضافرها في ظهره وسال الدم و تركها, فقفزت بسرعه من السرير و زمجرت متوعده:
    - السبب الوحيد الذي جعلني ابقى هنا هو ليلي فلا تجعلني ااخذها مرة اخرى و نرحل الى الابد.
    - لن تأخذيها بالتأكيد فان اخذتها سارفع دعوى و ليكن بعلمك اذا اخذتها انت ستوقيعين نفسك في مشكله و هذه المره المحكمه ستطاردك.
    - لن تفعل هذا.
    -لا تراهني.
    - قد تكون اصدرت حكما و لكني استطيع ان اصدر حكما اخر و بحكمي هذا تكون انت قد جعلت من نفسك اضحوكه و لن تشاهد ليلي بعدها, و اني انبهك مرة اخرى ان لا تتعرض لي فلست تلك المراهقة الصغيرة التي لا تعرف الدفاع عن نفسها,لا فانا قد تغيرت و عندما تهان كرامتي اصبح كالقطه و ادافع عن نفسي و اعلم بان مخالبي قوية كما تعرف و اتعرف امرا اخرج انت من هذه الغرفه لاني لن اخرج ففيها باب يفصل بيني و بين ليلي و بحث لك غرفة اخرى فانا وثاقة بان في هذا القصر الكبير العديد من الغرف.
    ظل جوزيف منبهرا ينظر الى آن لفتره فهو لم يتصور انها قد تكون تغيرت بهذه السرعه و التحدي الذي خلقته في داخله و الدفاع جعلته ينبهر, لقد تغيرت فعلا فابتسم بمكر:
    - انت لست جادة.
    - بل جادة فعلا و اذا لم ترد خلق فضيحة هنا آمرك بالخروج و البحث عن غرفة و بعدها أأمر خدمك بان يجهزوا لي غرفة خاصه و بها باب يفصل غرفة اخرى لأضع فيها ليلي لاني لن انام معك مرة اخرى و ارجو الا تهين نفسك اكثر من ذلك.
    فخرج جوزيف من الغرفة فعلاو و تهاوت آن على السرير, قد تكون ربحت هذه المعركه و لكنها تشعر بانها خسرتها لانها جعلته يباختها هكذا و لكنها ستتأكد الا يحصل هذا مرة اخرى فالرجال لا ينفع معهم الطاعة العمياء بل يجب على النساء الدفاع و النضال عن معتقداتهم و حقوقهم.
    كانت قد انتهت من الاستحمام عندما سمعت طرقا على باب غرفتها و عندما سمحت بالشخص للدخول دخلت ليلي تجري نحوها و خلفها جازمين معتذره:
    - ارجوا عفوك سيدتي و لكن ليلي اصرت ان تدخل غرفتك قبل ان تنزل للأسفل.
    - لا داعي للاعتذار فتستطعين ان تحضريها في أي وقت, و كم انا سعيدة بأن ارلااك تعملين هنا.
    فقالت لها خجله:
    - شكرا لك سيدتي.... و ايضا جميع من كان يعمل في المنزل الذي تعرفينه حضر الى هنا, فبعد و فاة السيد الصغير و رحيلك ترك السيد المنزل و لم يذهب الى هناك الا في العطلات السنويه او اذا اراد الابتعاد عن العالم المحيط به.
    اذن هو يتهرب من الماضي و هذا امر لم تعهده آن فيه.
    توجهت آن و طفلتها الى غرفة الالعاب التي خصصها جوزيف لـ ليلي و جلست معها تلعب فتره قصيرة و حضرت بعدها جازمين لتأخذ ليلي و توجهت آن الى غرفة الطعام لتناول الافطار و عند دخولها صادفت مدام لونغ تخرج من غرفة الافطار:
    - سيدتي كم انا سعيدة برؤيتك مرة اخرى, لقد اشتقنا لك و ارجو ان لا ترحلي مرة اخرى اه لو تعرفين كم تعذب السيد عندما رحلت و ها هو يتعذب الان لان ابنته عاشت بعيدة عنه ولا تعرفه.
    - اه مدام يونغ انا سعيده برؤيتك...... و لكن آمل ان تعرفي بان رحيلي فوق ارادتي.
    دخلت آن الغرفة و لم ترى احد فيها, و استدعت سيمون تسألها اين رحل جوزيف و اخبرتها بذهابه الى العمل فابتسمت آن بسخرية وصلت بالأمس و الان يرحل, و هذا امر اكيد لابد انه رحل الى كارين فهو لا يستطيع الاستغناء عنها. تناولت فطورها بصمت ثم خرجت تتجول في ارجاء قصره لتتعرف على المكان, صحيح انها صممت انها لن تظل هنا كثيرا و لكنها يجب على الاقل ان تعرف القصر لانها متأكده بانها ستعود في يوم الى هنا, لقد اتتها فكرة للأنتقام و لكنها ستجعلها تخسر اغلى ما تملك و لكنها يجب ان تفذها من اجل ليلي و من اجلها, و بينما هي تمشى في حديقة القصر نادتها سيمون لتخبرها بأن السيد فليبس يطلبها و عند دخولها تخيلت ضحكت طفل يلعب في البهو مع الكلب, ضلت لفتره ثم شاهدت الكلب هيبي قابع في زاوية حزينا و تذكرت بيتر و نزلت دمعة الم دون ارادتها على خدها.
    - اهلا ريد.
    -اوه اهلا آن, هل انت مستعده.
    -لماذا.
    - انسيتي باني سآخذك في جولة في المدينة.
    و تذكرت آن انها قررت ان تزور المدينة و تتعرف عليها, فقد نسيت تماما انها وعدته بالخروج اليوم و هي لم تخبر جوزيف حتى, و ما المهم لن تخبره فهي راشدة و هي مسؤولة عن نفسها:
    - حسنا سوف اجهز بعد دقائق.
    و توجهت آن لترتدي ملابسها الذي طلبها جوزيف لها, و قد كانت قمت في الاناقة و بدت و هي ترتديها كانها عارضة ازياء سابقه, حسنا لقد احسن جوزيف الاختيار, ثم خرجت و توجهت الى جازمين لتطلب منها ان تلبس ليليان لأنها ستأخذها معها, في بادىء الامر رفضت جازمين و بعد اصرار آن وافقت على مضض قائلة:
    - حسنا سيتدتي و لكن السيد سيغضب مني كثيرا.
    - لا تخافي سوف اتفاهم معه.
    و بعد ان اصبحتا جاهزتين وصل ريد ليقلهما و كان قد ارتدى قميصا ابيض انيق و جنيز ازرق باهت اضفى اليه اناقه و وسامه. نظر ريد الى آن و الى جمالها الاخاذ فاقترب منها يبتسم:
    - سيحسدني جميع من في البلدة لان بصحبتي سيدة جميلة مثلك و طفلة تشبه والدتها.
    عند خروجهما من القصر لحقت بهما سيارة سوداء, في بادىء الامر ظن ريد انهم ملاحقون من قبل عصابه ثم انتبه ان السيارة تحمل شعار عائلة جوزيف فقال لـ آن مستغربا:
    -هنالك سيارة زوجك تلاحقنا.
    فقالت شبه غاضبه من تصرفات جوزيف التي اصبحت مزعجه: لانه يخاف من ان يحدث أي شيء ليلي او لي فهو كما تعرف ابنه بيتر اختططف و قتل و هو لا يريد ان يحصل هذا مجددا.
    - معك حقا, احيانا اشفق على زوجك فقد تركته زوجته الاولى و كانت تريد الهروب بابنه و ثم يختطف ابنه و الان هو في صراع مع لقبه, فاءذا لم ينجب وريثا خلال السنوات القادمه و تقدم به العمر الي منتصف الثلاثين فسيخسر كل شيء.
    لم تكن تعرف آن المعلومة الاخيره و تركها الخبر مرتبكه فقالت تستوضح من ريد ما سمعته للتوء بان زوجها يجب ان يحصل على وريث:
    - ماذا تقصد فهو لديه ليلي.
    - اعرف و لكن الوريث يجب ان يكون صبيا, لقد ظننت انك تعرفين ذلك و انك يجب ان تنجبي له صبي.
    حل بعد ادلاء ريد بجملته الصمت و لم يعيدا فتح الموضوع مره اخرى, و وصلى الى مقصدهما, و اولا ذهبا لتناول الغداء ثم تجولى في ارجاء المدينه و اخذها ريد الى محل ملابس راقي و خجلت ان تقول له بان ياخذها الى مكان رخيص و لكنها سكتت لانها بهذا تشوه سمعت زوجها و سيظن بعدها ريد بان جوزيف لا يعطيها النقود و لكن في الحقيقة هي التي لا تريد نقوده.
    اشترت آن ملابس صيفية جميله لها و لـ ليلي و اخذت تذكارا لهذه البلاد لانها تعرف بانها لن تظل كثيرا هنا و عندما اتت لتدفع اصر ريد على انه هو من سيدفع, و بعد ان دفع خرجا من المحل ليذهبا الى الشاطيء يتنزهان قبل العودة و في الشاطيء جلست آن و لحظه خاليه الهموم و التفكير في قضيتها مع جوزيف الى ان حضر مايكل و زوجته اليهم فقالت ليزا:
    - اوه اهذه انت يا آن لم اعرفك جيدا فأنت تبدين الان كسيدة مجتمع لا كخادمه قذره كما شاهدتك بالأمس.
    فقالت آن و هي سعيدة لانها تبدو جميله:
    - ليزا كم انا سعيدة بلقائك حقا, فانت تبدين جميله ايضا..... اوه اهلا مايكل.
    فابتسم مايكل محييا لها و يسأل عن حالها, و انتبه الى ان آن ليست وحدها فرأت آن في عينيه غيره و تعجبات كثيره فاعرفتهم على بعضهم البعض, حينها قالت ليزا زاجرة:
    اوه عيب عليك ان تتركين زوجك و تخرجين مع شخص آخر, و كم انا سعيدة ايضا ان امسكك مايكل مع اخي تخونينه فانا لا اتصوره سيحتمل خيانتك له.
    ثارت آن من الغضب و كادت ان تقوم بضرب ليزا و لكنها امتنعت عن ضربها لا لانها خائفه بل لانها في مكان عام و هي لا تريد خلق مشهد مثير فقالت غاضبه:
    -اوه انا متأكدة بانك كنت ستخففين عنه فانت على كل حال لا يسلم منك و انبهك يا عزيزي مايكل ان تتنتبه منها فهي خطيرة جدا, فانا لا اريدك ان تتأذى.
    صرخت ليزا غاضبه: كيف تجرؤين على قول كهذا....انت ..انت.
    فانفجر بكاء طفل فجاءة و صرخت ليلي خائفه: امي اريد ان اعود, امي هذه شريرة انا خائفة.
    عندها قال ريد: ارجو المعذره و لكن اظن بان علينا الرحيل و سعدت بلقائكم.
    كان في طريق العوده صامتين لفترة وقال عندها ريد: ما الذي حدث بينكما و المذي تقصده بان زوجها امسك بك و انت تخونينه.
    تنهت آن و هي تملس شعر صغيرتها و قالت:
    - لقد نصبت ليزا فخا لي, فقد كنت خطيبة مايكل و ليزا كانت تريد مايكل لها فقط و لانه صاحب شركة ايضا و عندما عرفت ان زواجنا قريب خططت هي و شقيقها بخطه بان تجعله يدخل شقتي و يجلس فيها الى ان اعود و تتاكد هي بان مايكل قريب من شقتي حتى يصل بسرعه ليرى شقيقها معي و كان هو لا يرتدي سوا ملابس الاستحمام, و بعدها حصل الخلاف و اظن ان غيرة مايكل اعمته عن الحقيقة.
    -اوه لم اكن اعرف ذلك.
    وصلت آن على وقت المساء , و قد ارتاحت عندما علمت أن جوزيف لم يصل بعد و لم يتصل ليسأل عنهما, فاخذت آن حمام دافيء و معطر و استرخت بساعده, و اغلقت عينيها لتسرح بخيالاتها و بمخططاتها المستقبليه فهي لا تريد ان تبقى هنا طويلا و هي ستحارب جوزيف حتى تحصل على حق الحضانه لطفلتها الوحيده, و لكن ما الذي سيحدث فلقد صدمها خبر ان جوزيف يجب ان يحصل على صبي و بذلك سيستمر الصراع بينها و بين جوزيف و يجب ان تنهيه هي و بسرعه مهما حدث يجب الا تجعله يقترب منها و يجب ان ترحل بسرعه. حبست نفسها و غطست تحت الماء لثواني و عندما عادت للسطح للتنفس اتتها فكره لترحل صحيح انها ستكون مؤلمه من الناحية النفسية اكثر من الجسديه و لكنها يجب ان تنفذها من اجلها و من اجل ليلي.
    فتح باب الحام و رأت جوزيف يدخل الى الحمام و اقترب من المغطس و في يده المنشفه و سحب آن من الحوض و دثرها و اخرجها و هو صامت, ثم فعت به آن بعيدا عنها صارخه: ماذا تفعل ايها المختل.
    -اخرجك من الحوض و البسك لاننا سنرحل الى المطعم الآن فنحن على موعد مع وكيل اعمال شركة ضممتها حديثا و هو وزوجته ينتظرانا.
    ارتدت آن اجمل ما لديها من ثياب اشتراها لها جوزيف و كان انيقا عليها بلون اسود و فتح في الظهر و وضعت الشال فوقها حتى تغطي ظهرها و جوزيف لم ينتبه فقد كان يلاعب ابنته و بعد ان انتهت صعدت معه في سيارته البيضاء البنتلي و نوجها الى ارقى مطاعم اسبانيا و لقد جعلت آن جميع من في القاعة يلتفت اليهما و تحديدا اليها فقد كانت رائعه جدا, و اخذهم مدير المتعم الى القسم المخصص بالشخصيات الهامه و بعد ان سحب جوزيف لآن الكرسي وصل ضيفاه و المفاجأه ان الضيفان كانا السيد و السيدة ستيوارت فقالت آن:
    - اوه يالها من مفاجاة ان تكونا انتما من ننتظركما.
    -نعم انها حقا مفاجأه ساره.
    و طوال فترة تناولهم العشاء كان العداء واضحا بين ليزا و آن و بعد ان انتهوا من تناولهم الطعام قال مايكل لـ آن:
    - هل تسمحين لي بهذه الرقصه فقال جوزيف بسرعه: لا أظن
    نظرت اليه آن بكره فقالت لمايكل: بكل تأكيد
    و اخذها مايكل الى حلبة الرقص و اخذا يرقصان و جوزيف ينظر اليهما طوال الوقت و آن شعرت بانظاره نحوهما و لكنها لم تعره أي اتمام و عندما اصبحت الاغنية هادئه و رومنسية واقترب كل شخص من مراقصه ثار غضب جوزيف و اراد الوقوف الى ان ليزا سبقته و سحبته الى الحلبه لترقص معهو عندها نتبه الى ان فستان آن مكشوف الظهر و ان مايكل يضع يده على ظهر زوجته فترك ليزا و اندفع ينتزع مايكل عن زوجته تقريبا بوحشيه فزجرته آن:
    - لقد اخفته يا جوزيف, لما كل هذه العدوانية.
    - الا تعرفين لماذا.....لانك ترتدين فستانا فاضحا جدا.
    - اتسمي فتح الظهر امرا فاضح.
    - نعم فاضح و انا انبهك الا تقتربيمنه لا الان أو لاحقا, لا تقتربي منه اتسمعين.
    اومأت برأسها و راقصته غاضبه و عندما عادا الى الطاوله قالت ليزا بدافع الغيره:
    -بالمناسبة آن اين السيد فليبس لما لم يحظر معك.
    نظر جوزيف اليها و متعجب فقال لها: اتعرفين ريد.
    فقالت بمكر: اوه لا لكن آن فامت بتعريفه علينا اليوم.
    غضب جوزيف و التفت الى آن: و متى حدث هذا كيف خرجت معه.
    فقالت و هي تحاول ان تخفف الضغط على يدها: لقد خرجت انا و ليلي معه هذا الصباح للتعرف على هذا المدينه.
    زاد جوزيف من ضغط يده على يد آن حتى ظنت ان عظامها سوف تتكسر: الم اخبرك الا تذهبي معه الم اقل لك الا تأخذي ليلي خارج القصر. افلتت آن يدها من جوزيف و قالت: لم يحصل أي شيء.
    فقالت ليزا و الابتسامه على وجهها: انا آسفه لم اعرف بأن زوجك لا يعرف بخروجك معه, آسفه اذا سببت مشاكل لكم.
    - لا انا مسرور لانك اخبرتني...و الان اعذرونا فيجب ان نذهب لان ليلي في المنزل.
    رات آن في نظراته تهديد و ان عقابها آت و حاولت ان تستجمع شجاعتها حتى تحاربه, و فور وصولهم الى المنزل اخبره جوزيف بانه ينتظرها في المكتب بعد ان تذهب للاطمئنان على طفلته.
    ذهبت آن للاطمئننان على ليلي ثم استبدلت ملابسها و ارتدت ملابس النوم لتستعد للنوم فهي لا تريد مواجهة جوزيف و تفضل النوم على مواجهته,لا لن تخاف ستواجهه فهي لم تفعل أي شيء. توجهت نحو المكتب و طرقت على الباب ثم دخلت و كان جوزيف ينظر الى النافذه و يداه في جيبي سرواله, و لم يلتفت بل ظل واقفا و تحدث:
    هل تشرحين لي لما عصيتني, لما خرجت معه و ليلي اخذتها معك.
    -ليس في نيتي الهرب بها, اما بالنسبة لخروجي معه فقد دعاني هو بالامس ان اخرج معه و وافقت فقد قلت له اني اتمنى زيارة المدينه .
    - و رغم ذلك عصيتني يا آن و انت تعرفين باني لا احب ان تخرجين مع أي شخص و خاصه اذا كانت ليلي معك.....فانا لن اكرر الخطأ مرة اخرى.
    عرفت آن انه يتحدث عن زوجته الاولى, فحاولت ان تطمأنه: و لكني لن اهرب صدقني لن اهرب بابنتك مع عشيق, فانا لست بهذه القذاره.
    توجه جوزيف نحو فقال: لا لن تهربي لاني سأقيدك بطفل آخر و الان اريد صبيا افهمت.
    لم تستوعب آن ما يقصده بقوله و لكنها عندما فهمت ما يقصد كان الاوان قد فات.
    ***********
    استيقضت آن ثم تذكرت ما حدث بالأمس و نظر بقربها فشاهدت جوزيف نائما, لقد كان مسالما و هو هكذا و وسيم ايضا و قاومت ان تلعب بشعره و توقضه و عندما استسلمت و قررت ترك السرير سمعت صوتا يقول: لما لم تغرسي يدك بشعري لما تصارعين رغباتك.
    شهقت آن فهي لم تعرف ان جوزيف كان مستيقضا و انه شاهد صراعها مع رغباتها,فابتسمت له و ذهبت الى الحمام و عندما خرجت كان جوزيف قد ترك الغرفه و توجهت الى ليلي لتوقضها و تحممها ثم تطعمها و بعد ان انتهت توجهتا نحو الحديقه لتلعب ليلي مع الكلب, كان صباحا منعشا و الجو جميل و هي بين احضان الطبيعه و الازهار تحيط بها و صوت ضحكات ليلي مع الكلب حولها, و تذكرت بيتر و هو يلاعب هيبي و لوهله تخيلت بيتر مع الكلب يلاعبه فتدخل ليلي معه لتشاركه اللعب و طفل آخر شبيه بجوزيف ينضم ايضا.استيقضت من احلامها على صوت جوزيف يناديها:
    - اوه آسفه لقد سرحت بفكري قليلا.
    -اسمعي دعي سيمون تأتي لتلعب مع ليلي و انا اريد التحدث معك في المكتب في امر مهم.
    توجهت آن معه الى المكتب و اغلقت الباب خلفها و قلبها ينبض بقوه ليخبرها بان الامر المهم بالتأكيد لن يعجبها, و جلست على الكرسي الذي بالقرب من المدفأه تنتظر جوزيف ان يتحدث بالامر المهم الذي يريد ان يحدثها عنه. جلس جوزيف خلف المكتب و اخرج وثيقه اتفاق و قدمها الى آن, و آن لم تفهم ما هي.
    -انها اتفاقيه على ان تمنحيني وريثا صبي ليحمل اسمي و اجعلك بذلك حرة الذهاب الى أي مكان مع ليلي شرط ان تعيش ليلي معي و مع وريثي و اعدك بمنزل خاص بك في أي مكان تريدين مع خدم يخدومنك و مبلغ كبير من المال شرط ان تكوني زوجتي, فلا طلاق.
    لم تفهم سبب تغير جوزيف رأيه بشأن حريتها الا انها لن تظل هنا و يجب ان تنفذ خطتها الان قبل ان تفشل فهي لا تريد طفلا آخر من جوزيف, وليس هذا بمعنى انها تكره ليلي بل انها لن تتحمل ان يعيش طفل آخر في اسرة مفككه كما عاشت هي, يجب ان تنفذ خطتها و ان كانت مؤلمه.ارجعت الورقه الى جوزيف و تأسفت:
    - انني آسفه لن اوافق.
    - و لما لا توافقين.
    - اذا كنت تريد وريثا يجب عليك انتتزوج مرة اخرى و تمنحني الطلاق لاني راحله.
    نظر جوزيف لبره اليها ليستوعب كلامها فقال غاضبا: لا تظني باني ساسمح لك بأخذ ليلي فاذا كني تريدين الرحيل فرحلي و لكن دون ليلي فهي باقيه هنا.
    -اعرف بانك لن تسمح لي باخذ ليلي لذا سوف ارحل وحدي, لفتره لكي اعيش فيها دون وجود أي شخص حولي و لكني سأعود لرؤية ليلي.
    - ما الذي تقولينه.
    - لقد قررت ان اسافر لكي اعيش بعيدة عنك لفتره, و هذه فرصه لصغيرتي ان تتعرف عليك جيدا.
    و تركت جوزيف و توجهت نحو غرفتها و وضعت ملابسها في الحقيبه و توجهت نحو ليلي لتودعها قبل رحيلها و كتبت رساله و وضعتها فوق السرير و رحلت.
    عندما توجه جوزيف ليستوضح كلام آن و يفهم لما هذا المزاح الذي قالته لم يشاهدها في الغرفه و لكنه راى رسالة كتبت له:
    جوزيف لقد رحلت لاعيش بعيدة عنك و لكن هذا لا يدل على اني اتخلى عن ابنتي او عن مسألة حضانتها و اريدك ان تخبرها باني احبها كثيرا و اني ساعود لرؤيتها في يوم ما.

  4. #4
    مشرف مُنتدَى الشّعرِ الشّعبي
    مضت شهور على آن و هي هاربه من زوجها و تاركة طفلتها معه, و ان تركت طفلتها فهذا لا يدل على انها توقفت عن حبها, بل لقد تركتها في عهدت والدها لانها تعرف انه سيوفر لها الحياة الهانئه و السعيدة بعكسها و هي يجب ان تعمل على خطتها و إن كانت ليلي معها فهذا سيعيق الخطه, و هي الآن تصارع نفسها حتى لا تعود الى طفلتها لأنها لا تزال تنازع نفسها الداخليه, تنازع الأم التي في داخلها و التي تدفعها للعوده و تذكرها بأنها تركت طفلتها مع إنسان متوحش و قاس لا يعرف معنى الرحمه, انسان كان دائما يحصل على ما يريد و لا يقف في طريقه أي شيء و انسان يحطم كل من يعترض طريقه و حتى ان كان شخص قريب منه و هذا صعب عليها فهي لا تعرف ان كان جوزيف يغرق ليلي بالعطف و الحنان أو هو جاف الشعور معها, و لكنها يجب أن تمسك مشاعرها لتنجح بخطتها و التي ابتدأت بعد أن رحلت فهي بذلك تريد أن تعمل بجد و تحسن من وضعها المعيشي و بذلك تستطيع أن تحظى بحضانة ليلي و صحيح أن جوزيف سيظل يستطيع توفير حياة افضل ليلي, و لكن حجتها افضل و هي معاملات جوزيف لها و لابنه الراحل و هناك شهود سيكونون في صفها و بذلك تحصل على حق حضانة ليلي.
    صعب على آن في باديء الأمر أن تحصل على عمل و لكنها حصلت على عمل كعاملة اجتماعيه و اخاصئية للأطفال و عملها يوفر لها دخل معيشي جيد جدا و هي نفسها ذاهله بأنها وفرت مبلغ اشترت به منزلا جميل يطل على الشاطيء مكون من اربعة غرف و غرفتها الرئيسية كبيرة جدا و قد و ضعت في الغرفة المجاورة لها سرير طفل و كل مستلزمات مولود حديث, و هي تنتظر مولودها في أي لحظه, و هي لا تزال تذكر كم ذهلت عندما عرفت بانها حامل بطفل آخر من جوزيف و هي التي لم تقضي معه الليل سوا قبل رحيلها بيوم و لكنها ستحافظ على طفلها و ستكون محظوظه إن لم يطالب جوزيف بطفله.
    *************
    كان الطقس غائما و نسيم البحر جميل مع قليل من الرياح و كان الوقت يقارب الساعة الخامسة مساءا و في مثل هذا الوقت يكون الشاطيء مزدحما بالمتزلجين و هم يلعبون بألواح الركمجه و آن لا تعرف لماذا قررت اللجوء الى كاليفورنيا مقاطعة كاونتي اورنج ربما لأن بيتر كان حلمه أن يزور كاليفورنيا أو ربما لأنها تشعر أن جوزيف لن يتبعها إلى مكان يذكرها بالألم و يذكرها ببيتر, الا انها سعيدة هنا و هي تعرف الان لماذا كان حلم بيتر ان يزورها. من كان يصدق انها ستحظى بالاستقرار هنا و ان تحسن من مستواها المعيشي بسرعه, هي نفسها لا تصدق انها حققت نجاحا كعملها اخصائية اجتماعية و محلله أسريه فهي لم تكن على علم بان عملها سيدر عليها بالمال و ها هي الان تعيش في منزل جميل و في مقاطعه معروف عنها بانها للأغنياء و الاشخاص الذين مستواهم المعيشي جيدا و هي حقا محظوظه بحياتها هذه و لكان جميلا لو كانت ليلي معها و بيتر الذي كان حلمه رؤية كاليفورنيا.
    جلست آن على كرسي قريب من كشك بيع الواح الركمجه لتتأمل الاطفال الذين يلعبون على الشاطيء و الاولاد الذين يلعبون الركمجه, انها حقا بلاد جميله و تبعث فيها الامان و الاستقرار كم تتمنى لو أن ليلي معها و أن بيتر لا يزال على قيد الحياة ليشهد هذا المنظر الجميل للغروب و صوت الامواج ترتطم على الصخور و ضحكات الاولاد السعيدة تعم المكان. لقد كانت تهرب الى هذا المكان عندما تريد ان تنسى همومها و تحظى ببعض الهدوء و لتصفي فكرها فهي تذكر عندما ذهبت الى الطبيبه في الأمس و طلبت منها عما اذا كانت طريد الطلق الصناعي فقد تأخرت عن ولادتها بأسبوعان إلا أن آن فضلت أن تلد طبيعيا, و ها هي خائفه من الغد عندما تخبر جوزيف ماذا سيفعل بعد أن يعرف ان زوجته كانت حاملا و لم تخبره إلا بعد ولادتها و هل سيأخذ طفلها ايضا, يا الهى ماذا اعمل قالتها و هي تتنهد.
    عادت الى البيت عندما عمت الدنيا الظلام و جلست على الكرسي القريب من التلفاز و أخذت تنقل القنوات من محطه الى اخرى حتى وقعت عيناها على خبر ادهشها فقد رات القصر الذي تعيش فيه ليلي و زوجها محاطا بسيارات الشرطه و هناك حريق مندلع في قسم الضيوف القريب من القسم الذي كان سيخصصه جوزيف لـ ليلي عندما تكبر لتضع جميع ألعابها فصرخت آن مرتعبه و هي ترى الكاميرا مسلطه على جوزيف الذي ينقل بسيارة الاسعاف فصرخت مرة اخرى و لكن بصوت اعلى و تحول كل شيء حولها الى ظلام دامس و لم تعي الا و هي تقع في هذه العتمه.
    استيقظت آن على غرفة بيضاء و حولها اشخاص يلبسون الابيض و اشتمت رائحه المطهرات ثم عادت الى اغلاق عينيها و عندما فتحت عينيها مره اخرى كان الاشخاص الذين حولها قد اختفوا و كانت في غرفه اخرى و الشمس كانت قد اشرقت, و حاولت أن تستوعب اين هي ثم شاهدت امراة شابه تدخل غرفتها فقالت لها:
    - لـ...ليـ... ليلي.
    و ابتسمت لها المراه و ضغطت على زر بالقرب من سريرها و فورا دخل الطبيب و خلفه الممرضه و قام بفحصها و طرح قليل من الاسئله الطبيه و بعد ان اجابت و تأكد من انها بخير باشرت آن بالسؤال:
    -ماذا حدث و اين طفلي.
    -طفلك بخير سيده لوكارس لا داعي للقلق. اجابها الطبيب مطمئنناً و ليبعد الخوف عنها الا انه قال: و لكن.......... حسنا لقد تعرض طفلك للضغط نظرا للحاله التي كنت فيها عندما احضراك السيد و السيده جوكنز الى هنا و لو انهم لم يحضروك الله وحده يعلم ما الذي كان سيحدث. ان طفلك في وضع حرج قليلا و هو الان في غرفة العنايه, و اذا كنت تريدن رؤيته يجب ان ترتاحي قليلا ثم ستاخذك الممرضه لتطعمينه.
    - و لكن كيف هو اخبرني هل هو حقا في وضع حرج و هل سينجو. قالتها و هي تبكي.
    نظر الطبيب اليها و طمئنها للوقت الحالي فوضعه حرج حتى الان, و ترك بعض التعليمات للمرأة التي دخلت قبلهما و خرج و الممرضه تتبعه خلفه فاقتربت الممرضه منها باسمه: كل شيء سيكون بخير ارتاحي الآن ثم سنأخذك الى طفلك لكي تريه.
    - كيف....كيف هو.
    - آه انه جميل جدا, شعر اسود و عينان سوداوان جذابتان و لابد انه يشبه اباه.
    تنهدت آن و اكتفت بما قالته الممرضه فهي تعرف اذا كيف سيكون طفلها و من سيشبه نعم سيكون كوالده جوزيف.
    تذكرت فجأه ان جوزيف قد اصيب و حاولت ان تكلم الا ان المخدر الذي قد فعل فعله و غرقت في نوم طويل تاركه العالم و همومه خلفهاه و لو لساعات.
    استيقضت و كان المكان يعمه الظلام الدامس و حاولت أن تنادي على احد الا انها لم تستطع و ضغطت على الزر القريب من سريرها و حضرت لها الممرضه و كانت تلك المرأه فقالت لها مبتسمه:
    - مساء الخير سيدتي....هل تشعرين بالراحه.
    لم تستطع آن الكلام و لكنها طالبت الماء لأنها كانت عطشى و عندما احضرت لها الممرضه الماء و شربته شعرت بالراحه و استطاعت ان تتكلم, الا انهم لم يأخذوها الى غرفة الحضانه الا بعد ان تتناول طعامها و ترتاح لفتره من الوقت و حينها سيأخذونها, و بعد ان انتهت آن من طعامها أخذوها لرؤية طفلها.
    كان طفلها ممد في سريره و امسكت آن نفسها حتى لا تبكي فهي لا تريد ان تخسره لا تريد ان تخسر طفلها..طفل جوزيف لا تريد ذلك فانحدرت دمعة ألم على خدها و قامت عن الكرسي المتحرك لتدخل الحضانه و هي ترى طفلها و حول جسده الاسلاك و مراقب دقات القلب فحملته بعد ان سمحت لها الممرضه و وضعته في حضنها لترضعه و هي تشعر بشيء داخلها يعتصر و يصرخ من الالم.لا ولا ولا لن تخسره سوف ينجو نعم سينجو.
    بعد ان انهت اطعامه جلست بالقرب منه تمسك يده فدخلت كارولينا جوكنز جارتها و هي تعمل في المشفى مع زوجها الطبيب الجراحي, فاجلست كارولينا بالقرب من آن تستفسر منها حالتها:
    - ما الذي جعلك تصرخين يا عزيزتي, ما الذي حدث.
    - انه زوجي يا كارولينا لقد شاهدت في الاخبار الحادث الذي حصل و لم افكر سوى بطفلتي و انا لا اعرف ماذا حصل لهما.
    كارولينا و زوجها جيمس يعرفون بقصه آن فقالت لها: آه نعم لقد شاهدنا الاخبار و لكن لا داعي للقلق لانهم بخير جميعا و لم يتعرض أي شخص لأذى.
    - و لكني شاهدت زوجي مصاب. قالتها و هي لا تصدق, و طمأنتها كارولينا بانه بالف خير, و حاولت آن ان تعرف سبب الحادث فقصة عليها كارولينا.
    - لقد حاول زوجكي استرداد رمز الاسره و كانت الشرطه تسانده ففي السنتين الاخيرتين كان زوجك مهدد بالقتل من قبل الاسره و لكنها كانت متخفيه فكان اينما يذهب يكون معه الحرس كما شاهدته عندما اخذك الى بلاده, حسنا لقد داهمت العصابه قصره و اخذوا ليليان رهينه حتى يستسلم زوجك, خنقت آن صرخه: هل هي بخير.
    - نعم لا تقلقي فزوجك انقذها الى انه اصيب اثر ذلك و نقل الى المشفى و لكنهم بخير الان و لقد اقيم احتفال قبل قليل بالنصر و باسترداد زوجك للقب بعد قرنين تقريبا و الجميع بخير لا داعي للقلق و طفلتك بخير ايضا و اذا شات سنفتح التلفاز لك لتتأكدي. شكرتها آن بعد ان ارتاحت للخبر و هي سعيده لجوزيف و لكنها لا تزال هنا قلقه على ابنهما.
    مرت ساعه على آن و هي في غرفة الحاضنه تنظر الى طفلها و بينما هي تستعد للخروج اذا بها تسمع خبر شد انتبهاها يدور بين ممرضتين.
    -آه مسكين هذا الصبي.
    -آه نعم لقد مضى على غيبوبته حوالي خمس سنوات أي قبل ان اعمل هنى بسنه.
    -يقولون بأن هناك احتمال ضئيل بان يشعر بما حوله.
    - نعم و لكنه يبدو انه لا يرغب بالعيش فهو يعرف بان لا احد له في هذه الدنيا.
    - لما و اين عائلته.
    - لقد توفي ابوه عندما احضروه الى هنا فقد كان الصبي يحتاج الى عمليه قصوى و قد تبرع والده باعضائه قبل ان يموت و يقال انه كان يقول بانه خطأه و انه قد حان ان يصحح اخطائه قبل مماته و لقد اخبر الاطباء بانه لا عائله لهما فقط هو و ابنه.
    - يا الهى يا لها من قصه مفجعه.
    - نعم و يبدو ان والده قد .................
    و لم تسمع ما تبقى من الحديث لانهما كانا قد انصرفا و عندما عادت اليها كارولينا سألت آن كارولين عن الطفل: في أي غرفة الصبي الذي مضى على غيبوبته فتره.
    - من اين سمعتي عنه. فاخبرتها آن كيف سمعت, و عندما وصلت الى غرفته فتحت الباب و دخلت اليه كانت الغرفه مضلمه فقط ضوء القمر يضيء الغرفه و اقترب آن من السرير و شاهدته و كانه يصارع نفسه و كانت على ملامحه انه قد استسلم, حزنت آن له و شعرت بانه يعاني بحالتها و انه يريد ان يترك العالم و بسرعه.
    خرجت من غرفته و توجهت الى غرفتها و هي تفكر بالصبي, ثم جلست على السرير و فتحت على التلفاز لتشاهد الاخبار, شاهدت الاحتفال و رأت طفلتها و كم كبرت خلال الشهور القليله و اصبحت جميله و كم تبدو سعيده و هي بين ذراعي جوزيف, شاهدت كارين بالقرب من جوزيف, يا الهي كم هي مغروره و كيف تتجرأ و تحمل طفلتها و كأنها طفلتها هي.
    استيقضت آن صباحا و تناولت افطارها و امسكت بالصحيفة التي بقربها لتقرئها و اذا بعينيها تقع على خبر شده انتباهها و يقول (( استرداد لقب الكونت)) و في صحيفة اخرى (( احتفال الكونت دون الزوجه)) و عندما قراة الجريده كرهت الاعلام و ما الذي يقصدونه بان وراء اختفائه خبر علاقة جوزيف بكارين فهي لم ترحل تخلي الساحه لكارين و ستعلم جوزيف بهذا و اخذت الهاتف لتطلب رقم القصر علما بان اليوم عطلة الاسبوع و انتظرت الى ان رفعت سيمون الهاتف:
    -قصر الكونت لوكارس. اذا فقد اصبحوا ينادونه بالكونت.
    -مرحبا سيمون, كيف حالك.
    -من معي.... اوه هل هذه انتي سيدتي.
    ابتسمت آن قائله: نعم انها آنا, كيف حال صغيرتي, هل هي بخير.
    - اوه نعم سيدتي هي بخير و هي تلعب مع جازمين هل تريدينها فهي ستسعد.
    و قبل ان تعترض آن ذهبت سيمون لتجلب ليلي لتحدثها و عندما سمعت الصوت الطفولي يجيبها انسكبت على خد آن دمعة ساخنه فقالت بصوت باكي.
    - مرحبا صغيرتي.
    - هل انت امي حقا.
    -نعم انها انا يا ليلي.
    -امي انا احبك اريد ان اراك ارجوك عودي الينا انا و ابي ارجوك امي.
    فقالت آن و هي لا تكاد تستطيع منع نفسها من البكاء: قريبا,قريبا يا حبيبتي و ساتي بك بمفاجأه جميله.
    فقال الطفلة بطفوليه و ما هي.
    - لقد اصبحت اختا كبرى يا حبيبتي لديك اخ صغير.
    و سمعت الهدوء ثم صمعت تنفسا يتسارع و شعرت غريزيا بان هناك شخصا آخر على الخط فقالت: جوزيف.
    فسمعته يحيها و يطلب من ليلي ان تقفل الخط و تذهب لدى جازمين.
    - كيـ.... كيف حالك؟
    -بخير.
    -مبارك استرداد شعار عائلتك.
    -اشكرك.
    و عم الصمت لفتره طويله و شعرت و قتها آن بان الموت آت لا محاله و ان جوزيف قد سمع المكالمه باكملها بما فيها عندما اخبرت ليلي انها قد اصبحت اختا كبرى, ترى ما الذي سيفعله, فقطع جوزيف الصمت قائلا: ما الذي قصدته يا آن عندما اخبرت ليلي انها قد اصبحت اختا كبرى.
    ارتبكت آن قليلا فقالت متلعثمه:
    - حسنا لقد اتصلت لأخبرك باني قد رزقت بصبي.
    و ما دخلي انا بذالك لما لا تخبرين والده. و لكنه انت يا جوزيف انت والده, قالتها آن و هي لا تكاد تصدق برودة صوته و هو الذي كان يتمنى ان يحظى بصبي.
    - و متى انجبته.
    بالامس فقط. ظل جوزيف صامتا و كأنه يحسب احتمالية ما ان كان هذا ابنه او لا.
    -كيف يكون ابني اذا كان آخر لقاء لنا قبل رحيلك فهذا يعني انه كان يجب ان ينجب قبل اسبوعان.
    - اعلم ذلك و لكنه تأخر اسبوعان عن ولادته و اردته ان ينجب طبيعيا.
    - اسمعيني جيدا يا آن فأنا لا اخدع مرتين, فلا تعيدي قصة ماريا زوجتي السابقه و تلقي علي بطفل ليس طفلي و يبدو انك اردت ان تتصلي لتخبريني بعد ان علمت باستردادي اللقب و اردت ان تضمني حياة ابنك فقررت ان تجعلي مني والده.
    - لا اكاد اصدق انك قلت ذلك يا جوزيف فهو ابنك حقا و لا يمكنني ان اكون بهذه الحقاره.
    عم الصمت لفتره فسمعت صوتا انثويا يقول: مرحبا عزيزي. انها كارين لا تكاد تصدق ان جوزيف يخونها فقطعت الاتصال فورا, ان جوزيف يخونها.
    مرت فتره العصر بسرعه و زارها اصحابها في العمل و دخل جيمس اليها ليطمئن ثم دخلت بعده زوجته و استمتعت آن برفقة اصدقائها و لو لفتره لتسى الذي حصل صباحا و الحوار الذي دار بينها و بين زوجها الذي يخونها و الذي انكر ابوته لطفلهما, ذهبت آن لطفلها بعد ان زالت عنه مرحلة الخطر و لكن حالته لا تزال مستقر و قرروا ان يظل اسبوعا تحت رقابه الاطباء.
    بعد ان خرجت من الحضانه توجهت الى البوابة التي تقود للحديقة الخلفيه للمستشفى و التي خصصت للمرضى و جلست تفكر بطفلتها و بجوزيف الذي يخونها و امام ناظري طفلتهما الصغيره, كيف له ان يفعل ذلك و هم لم يتطلقا بعد و لما تشعر بهذه الغيرة التي تكاد تمزق قلبها, لا لا يمكن ان تكون قد احبت جوزيف فهذا مستحيل لا فهي لا تحبه و كيف تحبه بعد الذي فعله بها و بـ بيتر, آه بيتر. و تذكرت الصبي الذي في غرفة العنايه و ققرت ان تزوره فهي لم تظل كثيرا بالامس, بعد ان و صلت دخلت الى الغرفه و اقتربت من السرير و دقات قلبها تتسارع و كلما تقترب يزداد دقات قلبها ليطغى على صوت دقات القلب الاليه المركبه للصبي و هنا كانت المفاجاءه.
    **************
    ان الصبي النائم في السرير لم يكن سوى بيتر.
    تركت هذه الصدمه آن ذاهله و لم تنتبه للطبيب الذي دخل و اخذ يسالها ان تخرج الا انها ظلت واقفه و اقتربت من بيتر و امسكت يداه و جلست تبكي بشده.
    تعجب الطبيب من تصرفاتها و دخلت الممرضات ليعرفن ما الذي حصل و لما هذه المريضه جاثيه بالقرب من سرير الصبي و بعد ان اجلسها الطبيب في غرفة الاستراحه اخذ يسألها سبب بكائها, رغم انه راى اناس يخلوةن الى الصبي عندما يعلمون بقصته و منهم من بكى فهو لن ينكر بان المشهد يبعث للحزن الا انه لم يشاهد احدا يجثي بالقرب من الصبي و يبكي بحرقه هكذا و بعد ان هدئت آن قليل شرحت لهم سبب بكائها.
    - انه بيتر....انه ابني...انه ابن زوجي انه بيتر.
    - اه انا آسف لابد انك قد تعذبت لحالته و لخسارتك زوجك.
    - و لكن زوجي لم يمت و الذي توفي والده الحقيقي و لكن زوجي لم يمت.
    لم يفهم الطبيب شيئا فقصت له آن القصه كامله حتى لحظه خطفه و مقتله, فتبين للاطباء كل شيء و فهموا سبب عدم بحث أي شخص عن الصبي ضننا منهم انه قد توفي و بما ان آن الآن هنا فيمكنها ان تحاول تشجيعه للحياه و حتى لا يستسلم بسهوله و يناظل ليعيش.
    مرة اسبوع و آن تزور طفلها ليام و بيتر و في كل مرة تحضر تحاول تشجيع بيتر للحياه و هي تخبره بانها واثقه انه يسمعها و عندما لم يحدث أي تغير قررت ان تحفزه و ضلت تقص عليه مناظر كالفورنيا و جمالها و تخبره بانه بعد ان يستيقض و يتحسن سيلعب في الشاطيء و يعتني بليام شقيقه الصغير و كيف سيعيش سعيدا. و في المساء اخذت آن ليام الى بيتها و اعدت غرفته و حممته و اطعمته و وضعته في سريره و ذهبت الى غرفتها منهكه لتنام. كان منتصف الليل عندما رن جرس الهاتف و ارتاعت آن من الذي سيتصل بهذا الوقت و اسرعت الى الهاتف لتجيب.
    - سيده لوكارس انه بيتر.

    *****************
    وصلت الى المشفى و اسرعت الى بيتر لترى ما الذي حدث و كانت الماجاءه انه قد اختفى و خرجت بسرعه الى الاستقبال لتسال عنه فطلبت الموضفه التي في الاستقبال منها ان تتبع الممرضه التي ستاتي لاخذها الان, و صلت الممرضه لديها:
    - سيدة لوكارس ارجو ان تتبعيني من فضلك.
    خافت آن من ان مكروها حصل لـ بيتر و قادتها الممرضه لغرفه اخرى و لكن آن شد انتباهها الغرفه المجاوره و دخلت اليها و اقتربت من الجسد الصغير الممد في السرير و رفعت الغطاء عن وجهه و نزلت دمعة على عينيها فلينم مرتاحا القلب و تمنت ان تكون ميتته غير مؤلمه, انه حقا صغير جدا على الموت و لكن الموت لا يفرق بين صغير و كبير.
    خرجت آن من الغرفه و دخلت الى الغرفه الاخرى و جلست في الكرسي و يديها على راسها و ظلت هكذا لفتره ثم شعرت بشخص يقف قربها و عندما رفعت عينيها بكت بحرقه و ضمت هذا الجسد الذي لم تره لسنين و ظلت تبكي و تبكي الى ان تحول بكائها الى نحيب.
    - أمي انا سعيد لرؤيتك.
    -بيتر حبيبي, يا صغيري الحبيب.
    فابتسم لها و تحول الى سريره ليجلس عليه مرهقا و لكنه كان متحمسا لرؤية آن مرة اخرى و يراها سعيده فهو لم يرها قبلا هكذا منذ كم لا يدري فانتبه الى نفسه و سال:
    - امي كم عمري الآن.
    نظرت آن اليه و هي ترى الحيره عليه و هو ينظر اليها و الى نفسه و لم تستطع ان تتمالك نفسها فانفجرت ضحكا عليه, فالأمر يبدو و كانه نام بالامس و استيقض اليوم ليشاهد نفسه قد كبر و تغير العالم من حوله و هي تعرف ميلاده فقد اخبرتها سيمون عندما خطف و ضنوا انه قتل بان ميلاده كان بعد مقتله بشهر فقالت لهك
    - لقد اصبحت في الحادية عشر و لا يزال امامك عمر طويل يا بني.
    - اوه يا الهي الحادية عشر.
    و ضحكى معا بسعاده. و مر الوقت و خرج بيتر من المشفى و حكت آن له جميع الامور التي حصلت بعد خبر مقتله و عن ليلي و عن قصته الاخيره و بان والده منحه الحياه و وهبه كليتيه و اصبح صحيحا و لا يشكو من أي شيء و هو الان يستطيع ان يمارس أي لعب يهواها, و اشترك بيتر في رعبة الركمجه و اصبح ماهرا بها جدا و شاهدته آن و هو يكبر أمام ناظريها ليغدو قويا و يشب ليام ايضا ليصبح و سيما.
    -امي, اين أنت يا أمي.
    خرجت آن من الحديقه الخلفيه و التي تطل على الشاطيء الجميل و دخلت الى غرفة المعيشه حيث يناديها صغيرها الحبيب اليها: ماذا بك يا ليام انني هنا.
    - امي اريد ان اذهب مع بيتر الى سباق الركمجه, و لكنه لا يسمح لي بالمشاركه معه.
    - معه حق فانت بدات منذ بضعت اسابيع فقط بدروس الركمجه و انت في الخامس ولا تنس انه في السادسه عشر.
    و بدا ليام بالتذمر كالعاده فهو دائما يحب ان يقلد ما يفعله آخاه و يرد ان يصبح مثله في كل شيء و قبل شهر اشترك بيتر في ناد لتعليم القياده و حصل على رخصة القياده و اشترت له آن في عيد ميلاده سيارة رياضيه و اراد ليام ايضا سياره و اضطرت لأن تشتري له سياره للأطفال و بهذا اصبحت عندما تحصل على فراغ تذهب به الى الحديقه العامه بما ان منطقتهم لا تحيط بها سوى الشواطيء و بذلك في الحديقه العامه يستطيع قيادتها بسهوله.
    - و لكني اتقن بعض الحركات لما لا اشترك, فأنا اتعلم بسرعه مثل اخي.
    بالتأكيد فانت قوي البنية مثله.
    فقال ليام بكلام طفولي: و هل اشبه والدي كثيرا مثلما تشبهك ليليان.
    تمزق قلب آن لدى عبارة ليام, فهي تموت كل يوم على فراقها لصغيراتها و لابد انها اصبحت كبيره الان بما انها في التاسعه من عمرها بشعرها الذهبي و عينيها الزرقاوتان كالسماء الصافية, يا ترى كيف حالها و هل يحسن جوزيف معاملته لصغيرتهما كما تعامل هي بيتر و ليام, او انه يتركها في عهدة المربيلت و كارين...كارين تلك التي تجعلها تموت غيرة كل وقت تقراء في صحيفة خبر عنها و عن جوزيف و الغريب في ذلك انها قد تزوجت من السيد اورلاند بسفيكي صديق جوزيف الا انها لا تزال تحول حول جوزيف و كأن اورلاند لا يكفيها, و بهذا لديها حق فهو لا يوازي ثراء و جاذبيه جوزيف الاسبانية الممزوجه باليونانية.
    - امي هل انت بخير. اعادها صوت ليام القلق.
    - نعم انا بخير يا صغيري, و لا تقلق فأنت وسيم كوالدك.
    - و متى سنرى والدي يا أمي.
    ليام لم يكن يعرف بانه بأسالته هذه يحطم قلب امه و عندما دخل بيتر و سمع الحديث راى الالم في عيني امه فقال لشقيقه ان يتوقف عن الكلام حتى ينسي آلام امه: ليام حسنا سآخذك معي شرط أن تلعب الركمجه معي بعد المسابقه.
    فقال ليام ببرائه طفوليه: و لكن عندها لن يكون الامر ممتعا.
    - لا داعي للقلق فلقد سمعت انه بعد مسابقتنا هناك مسابقه للصغار و سأجعلك تشترك بها ما رأيك بهذا.
    نظرت آن لبيتر بنظرة شكر لانه تدخل فهو يعرف بان امه ضعيفه في امور اسألة ليام عن والده و الذي لا يعرف بانه يحزن امه باسالته و استفساراته. فقالت ساعتها آن بمزاحها المعتاد:
    - اوه يا الهي بيتر انت سوف تاخذ بعقول الفتيات اليوم و سأضطر الى تحمل المكالمات الهاتفيه التي ستصلني من عائلات الفاتيات ليخبروني بان فتياتهن في المشفى بسبب مرض اسمه الحب الذي سببته انت لهن, الا اذا اضطررت ان اقطع الهاتف و لكنهم سيأتوني الى منزلي فهم يعرفونك جيدا.
    -اوه امي, لا داعي للقلق فلقد تربيت على يدك و الجميع يعلم باخلاقي الحسنه.
    لم يعرف بيتر بانه و هو يرتدي لباس السباحه و ببشرته التي اصبحت برونزيه بفعل شمس كالفورنيا و شعره الاسود و عينيه الرماديتان التين تجمدان كل شيء و جسده القوي ذو البنيه الرياضيه انه مدمر جدا كوالده الثاني جوزيف الا في بعض الاختلافات و صحيح ان لا رابطت دم تجمعهما الا انه حمل صفات جوزيف المهيمنه و المتغطرسه و حاولت آن ان تغير من سلوكه الا انه ظل يحمل صفات الهيمنه و هي لا تنكر بانها سعيده بانه يحمل قليل من اخلاق زوجها و لن تنسى ليام الذي يكبر كل يوم ليصبح عنيدا و شرسا يوما بعد يوم, يا لها من عائله و صفات يحملونها و الامر الجيد انها زرعت لديهما كره العنف صحيح انهم يكرهون العنف و لكنهما يستخدمانه فقط للدفاع عن نفسيهما.
    خرج بيتر مع ليام الى الشاطيء و كانت آن جالسه في الحديقه لان حديقتها مفتوحه على الشاطيء و قرب منزلها كان السباق و كان هناك اناس معها في الحديقه ليحضروا المنافسه و آن رحبت بهم لان حديقتها كبيره و تستوعب هذا العدد و اكثر و ساعدتها كارولين باعداد العصائر و الشطائر للضيوف بينما ذهب زوجها جيمس مع ابنه براين الذي في عمر بيتر للمنافسه و كان براين صديق بيتر العزيز و كان وسيما الا انه لا يوازي بيتر من حيث الوسامه و الهيمنه بينما بقي كامرون بالقرب من الحديقه لان الجس الذي وضع على ذراعه منعه من مسابقه الاطفال او السباحه و كانت شقيقته لورين ذي الثلاث سنوات معه تلعب بالرمال.
    انتهت المنافسه بفوز بيتر على براين بفارق نقاط قليله و عندما حان موعد مسابقة الاطفال للركمجه ساعد بيتر شقيقه على تعليمه بعض الاساسيات للفوز و الوقت المناسب لركوب الموجه و كان منظرهما جميلا دليلا على الاخوه و الموده التي تسود بينهما, و قالت عندها كارولينا:
    -اني احسدك يا آن لديك اسره متحابه و انظري الى براين و شقيقه كيف يتقاتلان لا يتفقان في شيء.
    - اوه اني متأكده بانهما متحبان و لكن في عمر صبي في العاشره و آخر و في السادسه عشر تكثر الخلافات و لكنها مرحله و ستنتهي.
    فاز ليام في المسابقه و حمله بيتر مفتخرا به و اخذه الى اصحابه الذين رفعوا ليام الى فوق احتفالا به, كانت آن سعيده بهذه الاسره المتحابه فعادة ما يكره الاخ الاكبر ان ياخذ اخاه الصغير معه الى رفاقه الا ان بيتر يفتخر بليام و في اوقات يعلمه الصحيح من الخطأ.
    طلبت آن طعاما من الخارج للضيوف احتفالا بفوز ابنيها و هنئها جميع الضيوف بفوزهما و مدحوها على الاسره التي لديها و ظل بعظهم يسالون عن زوجها و الذي لم يعرف زوجها بعد كان يندهش عندما يعرف بان شهرتها لوكارس و ان زوجها هو الكونت الشهير و لكنها كانت تجيب على اسئلتهم بتحفظ فهي لا تريد ان تخبرهم بدافع تركها لزوجها و ابنتها ولا تريد ان تكون في ألسان كثير من الناس و يكفيها حتى الان الذين يعرفونها.
    لقد حققت آن انجازا كبيرا بعملها و اصبح لديها كتاب قد قامت بتأليفه عن الاسرة السعيده و آخر عن نجاحها و توفيقها بين عملها و بين اسرتها, لقد حصلت آن على ما تريد و وفرت حياة سعيده لطفليها و دليل ذلك ان بيتر لديه سياره خاصه به سياره آخر طراز شبابيه و بهذا تستطيع ان تقول بأنها على مقربه من نجاح خطتها لذا عليها الان الذهاب و المطالبه بطفلتها.
    خرج بيتر من غرفته ليذهب الى المطبخ لشرب الماء و شاهد والدته تجلس في العتمه و اضاء النور و جلس بالقرب منها:
    - لما انت هنا يا امي.
    - لاشيء يا بني, و لكني قررت.
    -ماذا.
    - اجهز امتعتك لاننا سنذهب الى اسبانيا خلال العطلة الصيفية.
    - ماذا أي بعد يومين.
    - نعم فقد حان موعد لم شمل الاسرة.
    9مرحبا عزيزتي

    هل حقا سترحلين. قالتها كارولينا و هي لا تصدق بأن آن ستذهب لزوجها بعد كل هذه السنين, فهي لم تعرف بأن موعد لقاءهم قد اقترب بهذه السرعه, و صحيح انها سعيده لصديقتها و لكنها قلقه بقدر سعادتها فهي لا تعرف ما الذي ينتظر آن عند وصولها و ربما يكون زوجها قد حرض طفلتهما على زوجته و هي تعلم أن آن لن تستطيع احتمال ذلك.
    - نعم يا صديقتي, أنا اعرف بأنك قلقه و لكن تطمأني كل شيء سيكون على ما يرام.
    - و كيف اطمأن لا أستطيع.
    طمأنتها آن قائلة: بعد أن نستقر و نلتقي بجوزيف سأدعوك إلى أسبانيا لكي تطمأني و هذه فرصه لك لتزوري معالمها و في نفس الوقت ترتاحين من عناء العمل في المشفى.
    - نعم معك حق بذلك, و لكن قولي لي كم عمر زوجك الآن.
    - انه يكبرني بـ ستة سنوات.
    - أي انه في الرابعه و الثلاثين الآن بما انك في الثامنه و العشرين.
    - نعم و لكن دعينا من هذه الاسئله و قولي لي ماذا اشتري لـ ليلي.
    - لا اعلم و لكني اظن بأنها ستقبل أي شيء منك.
    و ظلتا تتحدثان عن ليلي و عن فرحة آن بلقاء طفلتها و بانها في القريب العاجل ستطالب بطفلتها و التي منذ أن تركتها و هي تفكر بها كل يوم ولا تفارق فكرها, و بينما هما تتحدثان بسعاده فإذا بجيمس يدخل منزعجا من امر ما و انزل لورين على الارض و اقترب من آن و زوجته و على وجهه علامات القلق و الخوف و بدا و كأنه منزعج من امر ما, و نقلت آن و كالورينا نظراتهما إلى القلق فقال هذا الأخير و هو لا يصدق:
    - هل صحيح ما قاله كامرون.
    قالت كارولينا: و ما الذي قاله ذا الثرثار.
    - حسنا, عندما سألته عنك فقال بأنك مع آن ذهبتما لشركة الطيران و عندما سألته عن براين قال بأنه ذهب مع بيتر لشراء ملابس للسفر, و استفسرت عن سفر من فقال بان آن و ولداها سيرحلون إلى اسبانيا للقاء زوجها.
    - هذا صحيح يا جيمس فانا قررت ان الوقت قد حان لنذهب.
    -و لكن هل انت واثقة من قرارك و انا ايضا غير مطمأن لذلك.
    - لا تقلق فور وصولنا و استقراري سأتصل بكما و سأدعوكما للقاء زوجي و ابنتي.
    مر اليوم و آن و الولدان سعيدين يتحدثان عن سفرهم الى اسبانيا و لقاءهم بجوزيف و ليلي أخيرا و عن مدى سعادة ليلي عندما تراهم و عن احتمال لم شمل الأسرة مرة اخرى و عيشهم بسعاده.

  5. #5
    مشرف مُنتدَى الشّعرِ الشّعبي
    كان مطار اسبانيا مزدحما كالعاده في فصول الصيف و الاجازات, و تذكرت آن عندما وصلت لأول مره مع ليلي في هذا المطار كانت حينها خائفه من الامر الذي يخبئه المستقبل لها و لـ ليلي مع جوزيف و كانت لا تعرف كيف ستهرب بليلي و هي معدمه و الامر المختلف الان انها واثقه من نفسها و انها متأكده بانها ستحصل على حضانة ليلي قريبا و لن يقف شيء في طريقها.
    ذهبت آن و ليام ليحظرا عربة لنقل الامتعه بينما بقي بيتر قرب الامتعه ينتظر وصول حقائبهم, و عندما و صلت آن بالعربه كانت حقيبتها اول الواصلات من الحقائب و تليها حقيبة ليام و لكن حقيبة بيتر تأخرت و ظلوا ينتظرونها و حينها شد انتباه آن زوجان يقفان بالقرب من بيتر و عندما علمت من هما اخذت ليلي ليام و توجهت نحو السوق الصغير لتشتري دمية لابنتها و لتبتعد عن هذان الزوجان.
    بعد ان وصلت حقيبة بيتر وضعها في العربه و توجه نحو والدته و هو متعجب منها و وشاهدها مرتبكه و هي تنظر نحو الزوجان الذين كانا بالقرب منه فسأل والدته:
    -ما الامر, لماذا هرعت مبتعده, هل تعرفين هذان الشخصان.
    - فالحقيقة نعم اعرفهما و ان رأياني سيخبران والدك و انا لست مستعده بعد.
    - و من يكونان.
    - كان الرجل مديري السابق و تلك كانت تلك سمسارة xxxxات كان المدير يتعمل معها, اه يالا الصدف التقي بهما في اول رحله لي هنا و ها انا اصادفهما الان مرة اخرى.
    لم يفهم بيتر شيء من الموضوع و لكنه كان متحمسا لانه في اسبانيا بلاد مصارعين الثيران و ايضا هو متشوق ليرى اخته ليلي و كلبه هيبي و اما عن والده فهو ليس بذلك الشوق لملاقاته.
    كانت آن قد استاجرت سيارة لها و احضروا لها سيارة بيضاء رينج روفر و كانت آن سعيده فهي تعتبر عائليه و ساعدت بيتر في وضع الحقائب بينما جلس ليام في الخلف متحمسا لملاقات ابيه و اخته و الاسرة التي تنتظره هنا, و بعد ان انتهت آن قادت بهم الى احدى احدث و اشهر الفنادق في برشلونه, و كانت قد طلبت غرفتان لها و لولداها.
    لقد كان فندق ماجستيك رائعا و كل وسائل الرفاهية تنبع منه و لقد استرخوا قليلا بعد هذه الرحله المتعبه و خلدت آن قليلا للنوم الى ان تحين الساعه الثانية عشر ظهرا بما انهم قد وصلوا الى برشلونه في الساعة السابعه و من المطار الى فندق ماجستيك قد اصبحت الساعه الان التاسعه. بينما ذهب بيتر و شقيقه الى حوض السباحه.
    - اهتم بشقيقك يا بيتر ولا تبعد عينيك عنه.
    - لا تقلقي يا امي سأرعاه.
    كانت وقتها تغط في قيلوله عندما شعرت بيد ناعمه تربت على راسها و فتحت عينيها ببطء لترى ليام قربها و هو عابس الوجه, فقال متذمرا:
    -امي انني جائع و اريد ان اتناول الطعام.
    - كم الساعة الآن.
    - هيا امي انه وقت الغداء.
    قامت آن بسرعه و دخلت الى الحمام و خرجت منه ثم توجهت لتبدل ملابسها و ارتدت جينز ازرق باهت و قميص اخضر صيفي و نظرت الى ليام قائلة: اذهب و اخبر بيتر بان يرتدي ملابسه و اذهب انت ايضا لاني ساخذكم للغداء ثم في جوله. فرح ليام و اسرع يخبر اخاه بانهم سيتناولون الغداء ثم يستكشفون المكان, و اتصلت آن تخابر كارولينا لتخبرهما انها بخير و تدعوهما الى برشلونه و قد وعدتها انهم سيصلون خلال يومين.
    بعد تناولهم الطعام توجهي الى ساحه برشلونه حيث تقام الاستعراضات هناك و جلسوا جميعم يشاهدون عرض غنائي رائع و قد لون ليام وجهه هناك و كان الطقس حينها قد بدا يبرد قليلا عن فترة الصباح, و كان الناس متجمعين في الساحه سعيدين و نسيت آن جميع همومها و لكن شخص كان قد اقترب منها جعلها ترفع نضرها عن العرض و تنقله نحو هذا القادم, فاذا بها تنظر الى مايكل ستيوارت امامها:
    -آن يا الهي هل هذه انت حقا.
    - مرحبا مايكل, كيف حالك.
    - بخير و لكن ماذا تفعلين هنا.
    قالت آن بعد ان انزعجت قليلا من اسالت و نظرات مايكل: لقد اتيت لأرى صغيرتي.
    - اوه ليلي كم تغيرت لقد اصبحت تشبهك كثيرا.
    قالت آن شبه غير مصدقه قوله هذا: هل ترى ليلي.
    - نعم فانا اعمل مع زوجك و عندما نزوره انا و ليزا نشاهد ليلي.
    ضلت آن تفكر لبره عن هذا الامر, اذا فزوجها جوزيف قد عقد صفقة شراكه مع مديرها السابق مايكل, يالا سخرية القدر من كان ليظن بان جوزيف قد يعقد صداقه مع مايكل و ليزا الشريرة.
    - بالمناسبه اين زوجتك.
    - اوه نعم انها في المنزل فقد اصبحت اما لفتاة جميله اسميتها نورا و عمرها سنتان.
    - مبارك لكما, اذا لقد اصبحت ابا اخيرا.
    و في تلك الاثناء ظهر ليام مسرعا الى والدته و وجهه ملطخ بالشوكلا و الالوان التي وضعها على وجهه كانت قد تلفت و كان منظره مضحكا الا انه طفل و هذا ما يفعله الاطفال:
    - امي ما رأيك أن نذهب الى الشاطيء غدا فور استفاقتنا.
    - هذا سيكون رائعا عزيزي.
    - رائع اذا سوف اخبر اخي بذلك.
    و هرع الى شقيقه ليخبره و ضلت آن تنظر اليه الى ان توار بين الحشود المتبعثره هنا و هناك و بما انها تعرف اين هو فهي لم تقلق لذلك و أيضا بيتر سيكون معه, و انتبهت الى ان مايكل ينظر اليها مستغربا و كانه يريد أن يعرف إن كان حقا ابنها.
    - اوه ارجوا أن لا تكون حائر فليام هو ابني.
    و قال مايكل لا يكاد يصدق الامر: و هل لديك ابنان.
    - نعم, و انا سعيده بعائلتي.
    و في تلك الاثناء رن هاتف مايكل و تبين انها زوجته, فاعتذر من آن و انصرف.
    كانت آن تحسب احتماليه ان يخبر مايكل زوجته او ان يخبر زوجها جوزيف بما انهما صديقان و لكن لا يجب عليها القلق لان الوقت قد حان و الامر المحزن انها كانت تريد أن تفاجاءه و لكنها تعلم الآن بان مايكل سيخبره لا محاله بقدومها.
    كان صباحا مشمس و كانت آن قد اعدت الشطائر و العصائر للشاطيء و ارتدت ملابسها فوق ملابس السباحه و ذهبت الى غرفة بيتر و ليام لترى اذا كانا قد انتهى ام لم ينتهيا حتى الان و لكنها شاهدتهما قد ارتديا ملابس السباحه و هما مستعدان و الفرحه على وجهما و ليس السبب أنها ستأخذهم إلى الشاطيء بل لانها اخبرتهما بانهما قد يصادفا جوزيف لانه لابد و ان علم بذهابهم من مايكل و آن تعرف زوجها جيدا فهو لا يمكن أن لا يحظر لذا استعدت نفسيا لهذا اللقاء.
    كان الشاطيء هادي في مثل هذا الوقت و وجدت آن بقعه جيده ليضعوا اغراضهم بها, و خلعت آن ملابسها لتكشف عن ملابس السباحه و كان لونه اسود من قطعة واحده و مكشوف الظهر و كانت به رائعه اما بالنسبة عن بيتر فلا زال يذهب بعقول المراهقات, بينما ليام ذهب للسباحه مع صديق له تعرف عليه عندما كانوا بالامس في ساحه برشلونه و كان هو سبب اقتراح ليام بالذهاب الى الشاطيء و كان صديقه ايريك في مثل سنه الا ان بشرته بيضاء و شعره اشقر و عيناه بنيتان. كانت آن تنظر الى ابنيها و هما يلعبان و بعدها شاهدت طفلة تلعب على الشاطيء و كانت آن تنظر اليها و تذكرت طفلتها فهي لا بد ان تكون في مثل عمر تلك الفتاه, و اخرجت آن الشطائر ليتناولوها فهي لا ترغب بان يظلوا هنا كثيرا لانهم يجب ان يعودوا الى الفندق ليستعدوا لزيارة قصر الكونت لوكارس, و بينما هي سارحه بخيالها شعرت بظلان يقتربان منها, واحد صغير و الاخر ضخم و كبير و عندما رفعت عينيها انصدمت بجوزيف فوقها. فابتسم لها:
    - مرحبا عزيزتي.
    - جـ... جـ.. جوزيف.
    و لكنها فورا نقلت نظرها الى الشخص الذي كان بالقرب منه ذلك الجسد الذي كانت دائما في شوق لحضنه و الى اخباره كم تحبه و تعشقه, كانت بشوق لرؤية تلك العينين البريئتين و ذلك الشعر الذهبي, كانت بشوق لصغيرتها ليلي.
    حاولت ان تقترب منها و لكنها اختبائت خلف والدها, فهي لم تكن متاكدة من هذه السيدة فقغالت لها آن:
    - ليلي يا صغيرتي, تعالى الى والدتك.
    اقتربت منها ببطيء و كانها غير متأكده, و بعدها ارتمت في احضان والدتها و احكمت احتضانها و كأنها لا تريد ان ترحل مرة اخرى, فقالت بصوت يخنقه البكاء:
    - احبك, انا احبك, ارجوك لا تتركيني ارجوك.
    - لن افعل ذلك اعدك يا حبيبتي اعدك سوف نظل معا الى الابد.
    نظر جوزيف اليهما لبره ثم ظل ينظر الى الاغراض التي جلبتها آن معها و شاهد بعض الالعاب و ملابس لطفل و ملابس لشخص بالغ, فقال بنبرة شبه حاده: و هل احضرت ابنك معك ايضا, و يبدو ان والده معه.
    - نعم لقد احضرته كيف اتركه.
    - صغيرتي هلا تتركيني مع والدتك قليلا. وجه جوزيف كلامه الى ليلي.
    - اذن هل تقول لي كيف علمت بوجودنا, اظن بان مايكل قد اخبرك.
    - نعم لقد اعلمني بالامر و ليلي سمعت حوارنا و قرت ان تأتي لتراك.
    - اذن هل انت سعيد برؤيتي.
    - بحقك, كيف اكون سعيدا بعد ان علمت انك انجبت ابننان من شخص غيري, ابنان كان يجب ان يكونا ابناي.
    - ما الذي تتحدث عنه, ابنان.
    - لقد قلت عندما اتصلتي آخر مرة انك انجبت ابن و عندما اخبرتك انه يستحيل ان يكون ابني قلتي بانه تاخر على موعد ولادته قلت عندها ربما يكون ابني اذ يدل على انك لن تخونين و لكن ما تفسيرك على الابن الاخر, فقد اخبرني مايكل عن قول ابنك انه سيخبر شقيقه و هذا يعني انك خنتني و بالتالي الصبي ليس ابني.
    نظرت اليه آن لبره, اذن فقد التبست عليه الامور و هو يظن انها كانت تخونه و لكن ماذا سيفعل بعد ان يشاهد ليام و بعد ان يعلم ان الشقيق الاخر ليس سوى ابنه بيتر.
    - فكر كما تريد يا جوزيف.
    و عندما اراد ان يرد عليها رن هاتفه و كانوا يطلبونه لامر في الشركه و استأذن و ذهب مع ابنته بعد ان وعدت آن زيارت ابنتها مرة اخرى.
    غضب و تذمر ليام لانه لم يرى والده و شقيقته و لكن آن وعدته بانهم سيزورونهم في وقت تناول الشاي بعد قيلولة الغداء و كان ليام يحسب الساعات حتى يذهب الى والده, بينما ظل بيتر هاديئا لا يقول أي شيء و ظنت آن ان سبب هدوءه هو انه لا يرغب في رؤية والده و لكن الحقيقة انه كان سعيدا انه سيرى والده مره اخرى و لكنه خاف ان يظهر سعادته فيجرح مشاعر آن. مر الوقت بسرعه و ظهر ليام امام آن و هو يقفز من مكان الى آخر:
    -امي هيا, امي بسرعه, امي لا نريد ان نتأخر.
    فضحك بيتر على اخيه:
    - تنفس يا اخي, لا تقلق سنذهب فلن يختفون فجأه.
    ابتسمت آن لهما و هي ترى بيتر لا يستطيع اخفاء سعادته و ليام الذي يطير من شدة الفرح, و هو سعيد لأنه سيلتقي بوالده بعد كل هذه السنين و سيراه شخصيا و ليس في التلفاز او في المجلات.
    - حسنا هيا بنا يا اولاد.
    - هيا نعم هيا. قالها ليام بسعادة
    وصلوا الى بوابة القصر و كانت مشددة الحراسه و في باديء الامر لم يدخلوها القصر و حاولت ان تدخل و لكنهم لم يوافقوا و لم ترد هي ان تخبرهم عن هويتها لانها كانت تعلم بانهم سيخبرون سيدهم و بذلك لن تصبح مفاجأه, و لم تعرف ماذا تفعل الا ان قال لها بيتر ان ينادي سيمون لانها هي الوحيده التي تستطيع ادخالهم و نادوا سيمون و عندما وصلت ذهلت عندما رأت آن فأمرت الحرس بالسماح لها بالدخول و في باديء الامر كانوا مترددين و عندما اخبرهم بانها زوجت الكونت فورا ادخلوها و عندما وصلت آن بسيارتها قرب القصر طلبت سيمون من الحرس ان ياخذوا السيارة الى كراجات السيارات و عندها انتبهت أن آن لم تكن وحدها و ذهلت عندما شاهدت ليام فقالت:
    - سيدتي ان الصغير يشبه الكونت هل يمكن ان يكون.
    قاطعت آن سيمون موافقه: نعم يا سيمون انه ابن جوزيف.
    - يا الهى لابد ان السيد لم يعرف لانه ان عرف لن يسمح له بالبقاء بعيدا عنه.
    - نعم معك حق فقد علمت باني كنت حامل بعد ان رحلت و لكني لم ابلغ جوزيف بالامر.
    ثم نظرت آن الى بيتر لفتره لان وجهه كان مألوفا لديها فابتسم بيتر لها و هو ينظر الى زجهها امستغرب و الحيرة باديه عليه فقال:
    - مرحبا سيمون الا تذكريني.
    - يا الهى هل انت حقا السيد بيتر, و لكن كيف الم تمت.
    - سيمون دعينا ندخل و ساخبرك كل شيء.
    و في الداخل حكت آن لسيمون بالقصه كلها و كيف علمت بحالة بيتر العصيبه و كيف عاشوا بعدها حتى هذا اليوم و بلقائها مع جوزيف و ليلي في الشاطيء صباح هذا اليوم, و عندما انتهت استفسرت آن عن مكان جوزيف و ليلي.
    - اه ان ليليان مع السيدة كارين لقد ذهبتا الى الحديقه ليلعب ابنها مايك هناك مع ليلي.
    - حقا هل لدى كارين ابن.
    - نعم و عمره اربع سنوات في مثل عمر ابنتي.
    - هل حقا انت متزوجه.
    - نعم سيدتي فعندما حضرت مع السيدة الصغيرة كنت خطيبة لوكاس و الان نحن متزوجان و نعيش في ملحق للخدم خاص لنا و انا سعيده حقا بحياتي مع زوجي هنا.
    هنئت آن سيمون و شاهدت جازمين و القت عليها التحية و صدمت عندما علمت بأن جازمين قد تزوجت حديثا و هي تنتظر مولودها قريبا, اما مدام يونغ فقد كانت سعيدة برؤية آن و لكنها كانت تعاتبها على تركها عائلتها و كان جميع من في القصر سعيد برؤية آن و ليام و سعدوا عندما علموا ان بيتر لا يزال حيا يرزق على هذه الارض.
    ذهب بيتر الى الخلف يبحث عن هيبي و فرح لدى رؤيته و هيبي كـ كلب مخلص عرف بيتر و جلسا يلعبان بسعاده ام عن ليام فقد كان في الباحة يلعب بالكرة, و تركت آن الولدان يلعبان و دخلت الى غرفة المعيشه لتجلس فيها و ترتاح من عناء هذا اليوم و اذا بجوزيف يدخل الغرفه و تسمر في مكانه عندما رأى آن في الغرفه:
    - ما الذي تفعلينه هنا.
    - مرحبا لقد اتيت لأرى ليلي.
    - و لكنها ليست هنا.
    - نعم اعلم بهذا و لكني سأنتظرها.
    - كما تشائين.
    جلس جوزيف على الكرسي و تناول كأسا ليشرب و هو ينظر الى آن, لقد تغيرت كثيرا لقد اصبحت امراة بمعنى الكلمه و معالم جسدها الانثوي كان قد ظهر ليس في مثل المرات التي رأها, انها جميله جسدها ممشوق و يتوج رأسها شعرها الذهبي الطويل و عينيها الزرقاوتان الصافيتان كالسماء, انها تشبه ليلي, حقا لقد تغيرت و يبدو من ملابسها انها تعيش حياة رفاهيه فقال لـ آن ليتأكد:
    - في أي فندق انت.
    - في فندق ماجستيك.
    - اليس غالي الثمن.
    - اعلم ذلك و لكني استطيع تحمل هذا المبلغ فوضعي يسمح بذلك.
    و عندما اراد ان يعرف عنها اكثر سمع صوت طفل يصرخ مناديا بامه, فنظر الى آن و قد كسى وجهه الغضب فقال لها غاضبا: هل احضرت ابنيك الى هنا.
    - نعم هل هنالك مشكله.
    - بالتأكيد كيف تحضرين ابنا رجل غريب الى قصري.
    و عندها فتح ليام الباب ولم يتح الفرصه لجوزيف كي يكمل, فتسمرت نظرات جوزيف على الطفل الذي دخل و ظل ينقل نظراته من آن الى ليام فزمجر بآن:
    - انه ابني, قولي انه ابنيو هل هو ابني.
    - نعم انه ابنك.
    فقال ليام ببرائة الاطفال الصغار هل انت حقا والدي , انا ليام.
    فقترب جوزيف منه ليرى ابنه و نظرات الاتهام مرسومه على محياه و لعدها حظر بيتر خلف ليام فتسمر بيتر و هو ينظر الى والده , و تعجب جوزيف من تشابه هذا الغلام بولده بيتر فقال و من أنت بحقك.
    - انه انا بيتر.
    - ما الذي يجري هنا.



    حكت آن القصه بأكملها لجوزيف و كان وجه جوزيف يتغير حسب التعبير فتراه تاره غاضب و تاره اخرى سعيد او حائر, و لكنه كان يلوم آن لانها لم تخبره بامر ابناه بانه لدية ابن و ان بيتر على قيد الحياة, و لكنه كان حائرا اكثر بسبب رحيل آن المفاجيء و ما الذي دعاها للحظور الآن, و قد كانت آن صريحه معه فقالت:
    - حسنا لقد عملت بجد لأحصل على المال و بما انني الآن بوضع جيد جدا فأنا هنا لاطالب بحق حضانة ليليان.
    - و ما الذي يجعلك تظنين انك ستربحين حق الحضانه.
    - حسنا لدي شهود بأنك كنت تسيء معاملتي.
    - و هل لي أن اعلم من هم.
    - سيمون و جازمين و العديد من العاملين الذين رأوا ظلمك و قسوتك على بيتر و لا تنسى صفعك له.
    ضحك جوزيف على الذي قالته آن لتوها بانها ستكسب حق حضانة ابنتها, اذا فكل ما خططت له و فعلته قد ذهب سدى و الفترة التي ابتعدت بها عن طفلتها ايضا قد ضاعت هبائا و يجب أن يعلمها بذلك و لكن قبل ذلك يجب ان يجعلها تخاف.
    - الم تفكري أني قد احرض الطفله و اني قد استخدم حجة غيابك كسلاح و اخبرها بانك تركتها لانك لا تحبينها و انك ايضا كنت سعيده مع بيتر و ليام.
    - لا لن تفعل.
    - قد افعل و لكني لن افعل و يجب ان اعلمك بانك قد خسرت و لأن ولا شخص من العاملين لدي مستعد ليخسر و ضيفته و صحيح انك الآن لديك نقود و نفوذ و لكن اعلمي بان العاملين لدي اوفياء لي والا لما جعلتهم يعملون لدي.
    - و لكن.
    - و لكن ماذا, يجب ان تعلمي ان السنوات الست ضاعت هبائا و لكنك ربحت شيء واحد و هو انك ستظلين قرب ليلي و قربي ايضا.
    - ما الذي تقصده.
    نظر اليها يتفرسها, و آن لم تلاحظ عمق الجرح الذي في وجهه و لابد ان شخصا قد وجه شيء حاد في وجه جوزيف مما سبب بجرح من خده الى اسفل رقبته و هو الآن كشخص متوحش اكثر و هي ايضا لم تلاحظ مدي كبر جسده لقد تغير هو كما تغيرت هي و لكنه تغير ليصبح بمظهر متوحش و مخيف اكثر, فقال لها جوزيف:
    - هل انتهيت من تقيمي, اذا دعيني اخبرك انا لن اسمح لك بالخروج مرة اخرى من حياتي و اعلمي ان الاولاد سيبقون معي و بذلك يكون لك مطلق الحرية بالخروج من القصر و لكن ليس خارج البلاد على الاقل من دوني و ضعي الامر في ذهنك ان فكرت بالهرب مرة اخرى ستندمين صدقيني.
    جلست آن تقلب الوضع في بالها فهي لم تعرف بان الوضع سيتقلب هكذا و بأن جوزيف لن يسمح لها بالرحيل مرة اخرى فهي ظنت بانه سيتركها في سبيلها و هي لم تضع في خطتها عن شعور جوزيف و كل الذي فكرت به هو حصول على حق حضانة ليلي و هي سنين الهرب و المشقه تضيع سدا.
    *************

    وصلت ليلي في وقت الغروب و كان كل من بيتر و ليام و آن و زوجها جالسين في حديقة القصر مستمتعين بنسيم الجو الجميل و كانت كارين مع زوجها اورلاند و ابنهما مايك و ليلي امامهما و هرعت آن الى الحديقة بنائا على طلب جازمين بينما دخل اورلاند و زوجته الي غرفة الضيوف ينتظران جوزيف, و عندما وصلت ليلي الى الحديقة تسمرت في مكانها اذ ان والدها لم يكن وحده و عندما تعرفت على المرأة هرعت الى حضنها .
    - امي انت هنا, كم انا سعيده برؤيتك.
    - و انا ايضا يا حبيبتي.
    - هل انت هنا لتبقي معنا.
    - في الحقيقة...
    و قاطعها جوزيف و هو ينظر الى زوجته بنظره مرعبه جعلت بدن آن يقشعر و حتى ليام خاف من والده و من نبرة صوته بينما بيتر لم يخف فهو يعرف والده جيدا, كم حزن بيتر على اخيه فهو لم يرى حقيقة والده بعد و كل ما يراه الان والده المثالي و الحنون.
    - نعم امك ستبقى هنا مع اخوتك ايضا.
    - اخوتي.
    قالت آن: نعم هل تذكرين عندما اخبرتك انك اصبحت اختا كبرى, هذا هو شقيقك ليام.
    - انه يشبه والدي كثيرا, و لكن من هذا الشخص.
    قال جوزيف يفسر لها: هل تذكرين بيتر شقيقك الاكبر الذي قلنا لك انه توفي. اومئت الصغيرة برأسها و هي لا تفهم شيئا فقال لها يكمل: انه بيتر فهو لم يمت بل كان في المشفى في غيبوبه.
    - و ما هي الغيبوبه.
    - انها عندما ينام شخص لوقت طويل جدا و لا يقوم من نومه الا بعد سنين طويله او لا يقوم ابدا, و بيتر كان في غيبوبه لهذا ظننا انه توفي.
    - نعم انا سعيدة لقد اصبحت لدي عائلة كبيرة, اخان و ام.
    و قال ليام يوافيها: و انا ايضا لقد أصبح لدي اب و اخت.
    - اوه ابي سوف اخبر كارين ان امي هنا.
    - و هل كارين هنا.
    - نعم انتظري حتى تتعرفي عليها.
    و هرعت ليلي الى الداخل تبحث عن كارين و في باديء الامر لم تجدهما و ذهبت الى غرفة المعيشة و لم تجدهما ايضا فذهبت الى المطبخ لتسال جازمين عن مكانهم و اخبرتها انهم في غرفة الضوف و عندما وجدتهما قال لها اورلاند: ها انت, أين والدك.
    - انه في الحديقة مع اخوتي.
    نظرت كارين الى زوجها ثم حولت نظرها الى ليلي: اخوتك.
    - نعم لقد حضرت امي اليوم و هي هنا لتبقى تعالوا معي الى الحديقة.
    تبعا كل من كارين و اورلاند ليلي و هم لا يفهمان أي شيء و سألت كارين زوجها ان كان من الممكن ان تكون آن قد وصلت و لكن ما الذي قصدته ليلي بأخوتهاو هل لديها اخوه, سوف ينضح ذلك بعد ان تذهب اليهم.
    كانت كارين تتأبط ذراع زوجها اورلاند و كان مايك يتبعهما و عنمدا وصلوا الى الحديقة جرت ليلي الى والدتها سعيدة و وقفت كارين تقيم آن و بينما زوجها الى التحية عيهم و لم تعي كارين انها كانت مراقبه ثم القت التحية عليهم و قالت بكبريائها المعتاد غير مهتم بالحاضرين:
    - اذن الزوجة الظاله قد عادت اخيرا.
    - مرحبا بك كارين.
    - اوه عزيزي لابد انك غاضب منه الان, لانها تركتك و الان تحضر طمعا في مالك.
    قالت آن تحاول اغاضة كارين ببرود:
    - عزيزتي كارين أنا ما كنت لاحضر لولا ليلي و انا ايضا احضرت ليام ليرى والده و بيتر ايضا و نحن لا ينقصنا شيء و يمكنك التأكد بزيارة كالفورنيا مقاطعة كاونتي اورنج الثرية.
    صدمت كارين لثلات أمور و هو انجاب آن لطفل يشبه جوزيف و هذا دليل و رؤيتها لبيتر حيا صدمة و انها ثرية صدمة اخرى و لكن الذي صدمها اكثر بيتر, فقالت و كأنها تشاهد شبحا:
    - و لكن الم يمت.
    سأم بيتر من سخرية ليلي المعتادة و قال يدافع عن آن كالسابق: انها قصة قديمه دعيني اخبرك عنها.

    *****************
    - لا أكاد اصدق ان ابنك حيا يرزق يا صديقي, لابد انها كانت مفاجأة لك.
    - نعم لقد صدمت و لكني سعيد انه لا يزال حيا و معافا ايضا.
    - لماذا.
    - لقد اخبرتني آن أن والده قد وهبه كليته و هو الان كأي مراهق سليم و معافى.
    وافقه اورلاند فالمهم أن بيتر معافى, و ظل الجميع في الخارج و الاولاد حولهم يلعبون, و كانت كارين على وشك الانفجار من آن و هي ترى انها متأنقة في ملابسها و مظهرها الانثوي الذي يغري الجميع و حتى زوجها اورلاند و لكنها لن تظل هكذا فهي تكرة آن كثيرا لان لولا وجودها لكانت الآن زوجة جوزيف و لكن لن تجعلها تعيش بسلام سوف تتآمر مع ليزا لانها تعلم كم ليزا تكره آن و يجب ان ينفذوا المهمه غدا, و خطرت لها فكرة جهنمية.
    - عزيزي ما رأيك أن نقيم احتفالا غدا بعودة آن و احتفالا بـ بيتر و ليام و لم شمل الاسرة.
    - انه فكرة جيده عزيزتي, اذا جوزيف انت و عائلتك مرحب بكم في احتفالا و انتم ضيوف الشرف.
    - شكرا لك يا صديقي, سنكون هناك.
    - اذن اتفقنا و يجب ان نذهب الآن فالوقت متأخر و يجب ان نترككم لوحدكم, هيا بنا عزيزتي لقد داهم مايك النوم.
    و بما أن آن و بيتر يعرفون أن وراء هذه الدعوه مكيدة فهم لم يرتاحوا للذهاب و نقلت نظرها آن من جوزيف الى بيتر و علما هما الاثنان انهما قد كشفا خطت كارين و ابتسما لانهما فكرا في نفس الامر عن نية كارين وراء هذا الاحتفال لانها لا تحب آن لهذه الدرجه و الدليل ترحيبها.
    اقترب بيتر من آن و هو يهمس لها: هل تظنين ان وراء هذه الدعوة مخطط.
    - بالتأكيد و ان لم يخب ظني انها ستتحالف مع ليزا.
    - و من هي ليزا.
    - انها زوجة مديري السابق شريك والدك.
    - اذن ما رأيك نحبط مخططهم هذا.
    وافقته آن فهي ستكون مستعدة لكل ما يخططون و لن تسمح لهم ان يهزموها ابدا و لديها الآن بيتر معها و سيساعدها في احباط جميع مخططهم لانها يستحيل لها ان تجعلهم ينجحون في تحويل حياتها الى جحيم و حياة اولادها, ابدا يستحيل ان تسمح بذلك. و انتبهت ان الوقت قد تأخر و يجب عليها ان تعود مع الاولاد الى الفندق, و عليها ايضا ان تتأكد من وصول كارولينا و عائلتها.
    - هيا يا أولاد تأخر الوقت يجب علينا العودة.
    - ماذا تقصدين بالعوده, لا تظني بانك ستذهبين فانا لن اسمح لك بالخروج.
    - ما هذا الهراء يجب ان نغادر.
    - لا لن تغادروا بل تستطيعين القول انكم لن تخرجوا من حياتنا و مكانكم هنا و لا عودة الى كالفورنيا.
    -رائع اذن سنعيش في هذا القصر. قالها ليام و هو يكاد يطير من الفرح.
    - نعم يا بني فقد اضعت كثيرا من حياتكم و قد حان الوقت ان تكون حياتكم المستقبلية معي.
    قالت آن و هي تحاول ان تثنيه: ما هذا الهراء انت من الآن تتحكم في حياتهم, لن نبقى.
    - قلت ستبقون و هذا قرار نهائي و انا لا يرفض لي أمر و لا تكوني انت البادئة. صرخ بها جوزيف
    تمسك ليام في يد شقيقه خائفا و اساله عما اذا كان جوزيف هكذا دائما, و اخبره بيتر ان اغلب وقته يكون غاضب و لكن ليس امام اولاده, قالها بيتر و هو يكذب لانه لم يرد ان يحطم صورة والده امام ليام الذي قد صوره سلفا و كانه ملاك شجاع.
    استسلمت آن اخيرا و قادهم جوزيف الى الطابق الثاني حيت الغرف و قاد ليام الى غرفة تقرب من غرفة ليلي و بينما أخذ بيتر غرفة تبعد قليلا عن غرفة اشقاءه و تحوي داخله غرفة صغيره كان قد قرر ان يضع بها معدات رياضيه, و لكن والده اخبره بوجود غرفة خاصه للرياضة فقرر ان يضع بها تلفاز و حاسوب و كتبه و تكون غرفة ليرتاح بها في عزلته و يدرس فيها, و اعتذر جوزيف عن عدم تأثيثها حسب طلبهم و لكنه وعدهم انه في الصباح سيحضر المصمم ليصمم لهم غرفهم كما يريدونها, و اكتفى ليام و بيتر بالسرير الموجود و بعض الكنبات و ناموا فيها, و ارجأت آن ان تسأل جوزيف عن غرفتها بعد أن تقرء قصه لـ ليام و لكن ليلي لم ترد لانها كانت تقول بأنها كبيرة على القصص.
    - و الآن هل تقول لي اين غرفتي.
    - طبعا من هنا.
    و اخذها الى الغرفة الرئيسة, و ارتاعت آن و لكنها قالت في نفسها ربما يكون قد أخذ قسم خاص به و لا يمكن ان تكون هذه غرفته, و لكن احلامها سرعان ما تحطمت بعد أن شاهدته يخلع ملابسه في الغرفه و تبينت الحقيقة امام عينيها بأنها ستنام في غرفته و سيتشاركان سرير واحد.
    - لا يمكن ان تظن اني سأنام معك.
    - بالتأكيد ستنامين ولا تظني بأني سأسمح لك ايضا ان تفعلي كما فعلتي سابقا, لاني لن اخرج من هذه الغرفه.
    - اسمع لن ينفع هذا اغراضنا في الفندق دعني اذهب لأحضارها.
    - لا, لكي تهربي لا و ملابسكم ستصل غدا هنا و سأتصل لتأكد من ان يحضروا جميع اغراضكم.
    أيقضها من نومها تربيت خفيف على كتفها و عندما فتحت عينيها انه جوزيف و لبره لم تكن تعرف عما اذا كانت تحلم ام لا, الا انها تذكرت بانها هنا في قصره, و توجهت الى الحمام لتستحم و جعلت الماء البارد يصفي عقلها و تفكيرها فهي بالامس لم تنم جيدا بسبب متطلبات جوزيف المتعبه و لم تكن هي وقتها مستعده لمجادلته لانها كانت تعبه.
    بعد انتهائها خرجت دون ان تقول شيئا لجوزيف الذي كان قد ارتدى ملابسه و حلق ذقنه, و لم يفت جوةزيف سلوك آن الجاف معه.
    - هيا الان يا آن انا زوجك ولا تصعبي الامور.
    - و من قال اني اصعب الامور, اعذرني يجب ان أوقض الأولاد.
    - اليسوا في اجازة.
    - نعم و لكني اعتدت ان أقضهم حتى في الاجازة صباحا حتى لا يعتادو الكسل و الخمول.
    و عندما خرجت كانت حقائبها قد وصلت و ارتدت ملابسها و خرحت من الغرفة و توجهت لتوقض بيتر و منها الى غرفة ليلي التي كانت سعيدة برئيتها لوالدتها و بعدها ذهبت الى غرفة ليام و الذي كان على غير عادته يرفض الاستيقاظ, و آن التي اعتادت على نشاطه كل يوم, و عندما سألته ان كان بخير اجابها انه بخير و لكنه كان بالامس مع ليلي و بيتر يتسامرون و يقون رابطة الاخوة بينهم, ابتسمت ان له و قرت ان ترسل احد الخدم بعد فترة لايقاظه.
    عند نزولها كان جوزيف في غرفة الطعام يتحدث مع بيتر و ليلي كانت خلفها مباشرة و جلسوا على مائدة الطعام لتناول الافطار, و سأل جوزيف عن ليام و اخبرته ان انه يريد النوم فهو قد نام لساعه متأخرة لانه كان مع اخوته يتحدثون و يوثقون رابطة الاخوة.
    - اذن كنتم مستيقضين لوقت متاخر و نحن الذي ظننا انكم نيام.
    - لقد كنا نتحدث عن حياتنا.
    - اذن ليلي هل انت سعيدة ان لديك اخ صغير و آخر اكبر. سألت آن ليلي
    - نعم انا سعيدة جدا.
    - بالمناسبة آن المصمم صيصل بعد ساعه و اريدك ان تذهبي معي قليلا و لا خوف على الاولاد لانهم سيكونون بخير.
    - و الى اين سنذهب.
    - ستعرفين بعد وصولنا.
    فور وصول المصمم باشر بيتر و ليام باختيار اثاث الغرفة و اللون الذي يريدونه و توجهت آن مع جوزيف الى
    الى مكتبه في الشركه و لم تعرف آن ما الامر و عند دخوله كان الجميع مستغربا من المرأة الشقراء التي تتأبط ذراعه و ثار الغيظ لدى كارين عندما شاهدت آن و جوزيف و رحبت بجوزيف و آن و احضرت الرسائل لجوزيف و خرجت من مكتبه و ظل جوزيف مع آن في مكتبه حتى فترة الغداء و هذا ما زاد من غضب كارين و في فترة الغداء ذهبت الى غرفة الطعام و سالها الموظفين و كلهم فضول ليعرفوا من التي معه و عندما اخبرتهم بانها الزوجة الظاله و قال حينها احد الموظفين: من المؤسف انها زوجته لانها مثيرة جدا, لكنت الان قد تزوجتها. و قال آخر: لو كانت زوجتي لما سمحت لها بالخروج من المنزل ابدا. غضبت كارين منهم و زجرتهم و نبهتهم بانهم يتحدثون عن زوجة مديرهم و لكنها حقيقة كانت تغار منها لانها تلفت انتباه جميع الرجال.


    كان جوزيف و آن يتحدثان عن حياتهما و عن الانجازات التي صنعتها في حياتها و ارتقائها سلم النجاح و توفيقها بين عملها و بين تربيتها للأولاد, و هذا الحوار اراح آن قليلا و لكنها تعرف ان جوزيف يتحيل ان يحضرها الى هنا فقط للتحدث عن هذه الامور لانه كان في وسعه التحدث عنها في القصرو لكن ما الدافع وراء احضارها الى هنا, و قال لها جوزيف و قد تحولت تعابير وجهه الى الجدية:
    - حسنا دعينا نتحدث بجد الان, و لابد انك تريدين ان تعرفين سبب احضاري لك الى هنا.
    اومأت آن برأسها لانها تريد ان تعرف ما السبب, و قال لها جوزيف ليخفف توترها و لكن توترها زاد بعد قوله اذ قال:
    - لدي اوراق من المحكمه تنص على ان تجعلي الاولاد في عهدتنها و ان رحلت سيكون الاولاد معي و سأخذ حق حضانتهم و ان رحلتي مع رجل آخر فلن يكون لك حق للمطالبه بالاولاد او رايتهم.
    - اوليس هذا مجحف.
    - بالتأكيد لا و الان اريدك ان توقعي هذه الاوراق.
    - لن اوقع.
    _ آن انبهك بانك في وضع لا يسمح لك بان تتشرطي.
    - قبل ان اوقع هل لك ان تخبرني منذ متى و انت تحتفظ بهذه الاوراق لانه يستحيل ان توثق من المحكمه و بسرعه.
    - ان كنت مصره, لقد كانت معي قبل ثلاث سنوات.
    - و لكن كيف عرفت بمخططي.
    - حسنا لقد عرفت بالمر او شككت عندما رايت البريق في عينيك ذلك اليوم و عرفت بان لديك خطه و الذي احارني عندما رحلت و تركت ليلي في عهدتي و انت التي كنت تخافين عليها من شروري, فقلت في نفسي كيف تتركينها بهذه السهوله و هي لا تكاد تعرفني و تبين كل شيء عندما عرفت بانك تركتها لتحسني من وضعك المادي و بالتالي تأتين مطالبه بحاضانتها لانه ان كانت ليلي معك فهذا سيجعل الامر صعبا في العثور على عمل و دعيني اخبرك بانك محظوظه لانك عثرت على عمل و بسرعه قبل ولادة ابني ليام.
    اذن كل الجهود و الفراق و الالام التي عانتها ذهبت سدى و تعنيفها لنفسها و قلقها على ليلي ذهب سدى ايضا, اذ ان جوزيف قد كشف اوراق لعبتها و لكن لماذا لم ياتي خلفها و تركها تبقى طوال هذه السنين بعيدة عن طفلتهاو هي تشعر بالذنب لتركها مع والدها الذي لم تعرفه بعد, و كل المعتاد قرا جوزيف افكار آن.
    - هل تريدين ان تعرفي لماذا, لاني كنت اريد ان اعرف الى اين ستصلين و ما النجاح الذي ستحقيقنه و الان قد عرفت.
    ظلت آن حاقدة على جوزيف و على احباط مخططها الذي دام حوالي ستة سنين, و هي متاكدة لن تسامحه ابدا لانه جعلها تتالم كل يوم لفراق ابنتها, يجب ان تغادر مكتبه فهي لا تطيق البقاء معه و ستذهب الى اولادها لتجلس معهم افضل من بقائها مع زوجها و انتبعت ان الوقت يمر بسرعه و قالت له:
    -اليس وقت العمل قد انتهى.
    نظر جوزيف الى ساعته:
    - نعم معك حق اذن يجب ان نعود الى القصر و لكن قبلها وقعي.
    و بعد خروجهما شاهدا كارين و ذكرتهما بالاحتفال و وعدها بانهم سيحضرون, و في طريقهم الى المنزل لم تنطق آن باي كلمه بل فضلت السكوت و بعد دقائق تذكرت انها دعت كارولينا و جيمس و اخبرت زوجها بان ياخذها الى الفندق اذ لابد انهم هناك و ماذا سيفعلون عندما يعلمون بانها ليست في الفندق و لكن جوزيف اخبرها بانهم لابد ان يكونون في القصر لانه اعطى معلومه ان كان هناك شخص يريدك فعليه ان ياتي الى القصر و استفسرت لما قال ذلك و اخبرها انه ظن ان والد ابنيها سيأتي,و بعد وصولهما القصر نزلت من السيارة و توجهت بسرعه الى الداخل و كان الاولاد قد ارتدوا ملابسهم و انتبهت أن ليام كان يلعب مع ليلي و كامرون فقالت فرحه: كامرون متى وصلتم.
    - منذ ساعات.
    - و اين والديك.
    و اشار الى غرفة الضيوف و عندما دخلت رات كارولينا و لورين في حضنها و جيمس يقرأ الجريدة, فرحت آن برؤيتهم: عزيزاي كيف حالكما.
    - اوه آن نحن بخير.
    - عزيزتي آن لقد قلقت عليك عندما لم اجدك و اخبرني بيتر بانك خرجت مع زوجك.
    - نعم, و لكن دعونا الان من زوجي هل ارتحتوا هل خدموكم.
    - لا تقلقي لقد جهزت سيمون لنا غرفة الضيوف و ارتحنا فترة الظهيرة.
    -جيد جدا, اعذروني لاني لم اخبركم بامر الاحتفال لانه تقرر بالامس و لكن اتمنى ان تحضروا لاني اظن ان هناك مكيده.
    كان القلق باديء على ملامح كارولينا: لا تقولي انها كارين.
    - نعم و اظنها ستتآمر مع ليزا.
    - اوه لا يمكن ان تكون هذه ايضا هنا.
    - نعم و يبدوا ان زوجها جعل من برشلونه مقر اقامته.
    دخل حينها زوجها الى غرفة الضيوف بعد ان عرف بوجود زوار و عرفت آن زوجها على أسرة جوكنز و دعاهم جوزيف الى حضور الاحتفال, و في غضون دقائق كان الجميع مستعد و وضعت كارولينا لورين في عهدة المربية الجديدة ماريل بما ان سيمون لديها اسرة و جازمين ايضا.
    كان اول الواصلين جوزيف و عائلته و خلفهما اسرة جوكنز, و كان قصر اورلاند رائعا الا انه ليس بحجم و جمال قصر جوزيف, الا انه رائع و قد اجري له بعض التعديلات العصرية بعكس قصر جوزيف الذي حافظ على اصله, و رحبت كارين بجوزيف و آن و بالضيفان جيمس و كارولينا ثم توجهوا الى قاعة الجلوس ريثما يحظر الضيوف فيذهبون اى قاعة الاحتفال, بينما توجه بيترو الاولاد الى باحة الالعاب الاخرى و التي بدورها خصصت للأطفال, فقد ارسل اورلاند بطاقات الدعوة لكل الاسر التي يعرفونها لكي يتعرفوا على الاولاد و يكونوا اصحاب.
    كانت الفتيات ينظرن الى بيتر و براين, توجهت فتاتين كانتا بالقرب من مجموعة الشباب و قالت احداهما: مرحبا انا سوزان و هذي صديقتي لينوي و من منكما بيتر, فقال بيتر مجيبا: اهلا انا بيتر و هذا صديق العزيز براين و هو قادم من كاليفورنيا لزيارتي.
    فقالت سوزان: و هل انتم راكبي امواج.
    - اتمزحين انا وصديقي ماهرين في هذه الرياضة
    - نعم معه حق والا من اين اكتسبنا هذه العضلات.
    و اقترب شاب طويل اسود الشعر من سوزان و احاط يده على كتفها طالبا منها ان تعرفها على الشابان, و كان بحركته هذه يثبت ان سوزان ملكه, ابتسم بيتر ساخرا فهو يستحيل ان يكون مع فتاة تعرض نفسها عليه هكذا.
    و توجه ناحية فتاة جميله شعرها البني يصل الى كتفها و هي تضع نظارة و مقوم اسنان.
    - مرحبا.
    - هل.... هل تتحدث معي انا.
    - نعم اتحدث معك لما انت مندهشة.
    - لأن لا احد يتحدث مع فتاة قبيحه خاصة اذا كان المتحدث وسيم مثلك.
    - و ما العيب بك انت تبدين جميله لي.
    - لا يقول المرء هذا لقبيحه الا اذا كان يريد شيئا منها.
    - و لكن ليس أنا فصدقيني لقد تربيت على الا احكم على الكتاب من غلافه بل من محتواه و تبدين لي انك محترمه غير هؤلاء المتعاليين.
    احمر خدا الفتاة لان لا احد قد قال لها هكذا من قبل, و توطدت صداقة بيتر بها و دعاها الى زيارته في نهاية هذا الاسبوع.
    ******************
    كان جوزيف مع جيمس يختلطون بالضيوف و الذين بدورهم يسألون جيمس عن عمله كطبيب جراح, بينما كانت آن مع كارولينا يتحدثان مع ليزا و كارين و مع بعض سيدات المجتمع, و قد كانت ليزا تنظر الى آن بستعلاء هي و كارين فقالت ليزا: آن عزيزتي اين كنت تعيشين تحديدا في كالفورنيا.
    - في مقاطعة كاونتي اورنج.
    - اوه تتقصدين انك كنت تعملين لدى احد لابد انك لم ترتاحي بعد ان تركت الثراء خلفك.
    فقالت كارولينا بعد ان عرفت بنية ليزا:
    - بل انها تعيش هناك فهي لديها منزل خاص لها.
    قالت كارين و هي لا تصدق: هل تعنين انك تملكين مبلغ يسمح لك بالعيش هناك ام ان جوزيف اعطاء مبلغا.
    - بل في الحقيقة يمكنك القول بانه من مالي الخاص.
    قالت كارولينا: نعم الا تعرفين بان آن قد نشرت كتابين ناجحين عن الاسرة اسمه (( حياتي الأسرية )) و (( عملك و أولادك )).
    قالت احدى السيدات بعد ان حبطت خطة ليزا و كارين في احراج آن و الذي اتى بهتمام السيدات بآن اكثر.:
    - اوه نعم لقد قرأت كتابك لقد أفادني كثيرا في توثيق علاقة ابناي المتقلبة.
    و قالت اخرى توافقها: نعم و لقد استطعت الاعتناء بأسرتي و حضور الاحتفالات الخيرية, و في السابق كنت اجد صعوبه في التوفيق بين العملين.
    و لجأت كارين بعدها الى شقيقها ريد و اقترب من آن و وضع يده على عينيها لتعرف من و هذه الحركه لفتت انتباه الضيوف و أولهم جوزيف و لكنه حافظ على هدوئه, انزعجت آن من هذه الحركه فهي تعرف يد جوزيف و عندما يكون قريب منها تشعر بذبذبات كهربائيه الا ان مع هذا الشخص الواقف خلفها لم تشعر بالذبذبات مما يعني انه ليس جوزيف و فكرت في ان يكون مايكل لكن لا يستحيل ان يفعلها و هو متزوج و اضافه انه ضعيف الشخصيه فهو لن يفعل هذا اما جوزيف و فكرت انه قد يكون شقيق كارين فقالت:
    - هل هذا انت يا ريد.
    - اذن فقد عرفتني.
    - نعم و كيف لا, اوه نعم ريد اعرفك بصديقتي كارولينا, كارولينا هذا ريد.
    - تشرفت برؤيتك سيدتي, اسمعي آن سعدت عندما علمت بأنك عدت.
    فقالت كارين بعد أن رأت جوزيف يقترب:
    - نعم فقد كان يفتقدك عندما رحلت و دائما كان يسأل عما اذا كنت قد عدت ام لا.
    - نعم ما الذي فعلته له عندما ذهبت الى شاطيء معه قبل 6 سنوات, لقد اطحت بعقله.قالت ليزا بمكر
    - اوه هيا الان ليس هكذا, اوه نعم تعالي لاعرفك على ابني جاستين.
    - هل لديك ابن, و لكني لم اعرف بانك متزوج.
    - لقد توفيت زوجته و هي تلد طفلهما و الان هو حر اذا كان يهمك. قالت كارين ساخرة
    وقف جوزيف بالقرب من آن و وضع يدة حول خصرها بحركة تملكية و كانه يريد ان يخبرهم بان آن له و حده و شد يده على خصرها و كانت تعرف آن انه قد سمع و لهذا يعقبها و هي تعرف ان يده ستترك علامة غامقة على خصرها فقال و هو يشد اكثر و اكثر:
    - دعو الماضي الان, نحن هنا لنعيش الحاضرو المستقبل.
    لم تخدع آن النبرة المتحضره لانها تعرف انه يخفي خلف هذه النبرة غضبا سينفجر و سيفجره فول ان ينفرد بها, يالا حظها لقد قررت آلا تجعل كارين و ليزا تنجحان و لكن يبدو انهما قد نجحتا في خطتهما و هي التي ستتحمل غضب جوزيف و اهاناته لا هما, فقالت و هي تحاول الابتعاد عن جوزيف:
    -هيا الن تذهبوا الى غرفة الطعام.
    كان جوزيف ينظر الى ريد في كل لحظه و كارين لم تتح الفرصه لجوزيف ليجلس قرب زوجته و جعلت ريد يجلس بقربها و جوزيف مقابلها و بجانبها, و الذي زاد الامر سوء عندما وقعت ملعقت ريد على الارض و عندما هب ليلطقتها كاد يقع فوضع يده على ارجل آن ليتمسك, و من كان في القاعه لم ينتبه سوى جوزيف و كارين, يا لها من امسية قالتها آن ساخره, و الآن يجب عليها الاستعداد لغضب جوزيف.
    مر الوقت بسرعه و عادت الاسرتان الى القصر و طوال الوقت كانت آن صامته و جوزيف كان يبدو غاضبا و هذا لم يفت بيتر اذ عرف ان خطت كارين قد نجحت و بعد نزولهم انسحب كل شخص لغرفته و استوقف بيتر والدته ليسألها:
    - امي لا تقولين ان خطت كارين نجحت.
    اومات آن له و ذهبت لتستعد للمحتوم و لكنها تلكأت و ذهبت الى غرفة ليام ثم الى غرفة ليلي و ظلت حوالى ساعه و نصف في كل غرفة و عندما وصلت الى غرفتها كانت الساعه الثانية صباحا و شعرت بالارتياح اذ لم تشاهد جوزيف لابد انه في المكتب و ان كانت محظوظه سيداهمها النوم و ستأجل الامر, الا ان الحظ لم يحالفها اليوم و عندما حاولت ان تقرأ معالم وجه جوزيف اصابها الخوف, لقد كان وجهه مكفهرا و كأنه ينوي قتلها فقالت:
    - هل تأجل هذا سيمعونا آل جوكنز.
    - لا تقلقي لن يسمعونا لان غرفة الضيوف بعيده و حت صوت طلق النار لن يسمعوهو الذين سيسمعون فقط الاولاد.
    اذن لا فائده و عندما استعدت للهرب وثب نحوها كالفهد و أخذ يهزها حتى شعرت كأنه سيزهق روحها و زجرها غاضبا:-الا تتعلمين ابدا الم انبهك من الاقتراب من ريد الا انك لا تفهمين قولي ماذا افعل.
    استجمعت آن قوتها لتدافع عن نفسها و لكن قوتها خانتها عندما دخل بيتر و ليام و ليلي الغرفه و كان جوزيف قد اطاح بـ آن على الارض و من شدت مقاومتها له كان كم فستانها قد تمزق, و خاف ليام على والدته و عندما اراد ان يذهب نحوها صرخ به جوزيف:
    -ابق مكانك ولا تقترب.
    -ابي ماذا تفعل لماذا تضرب أمي, ابي ارجوك.قالتها ليلي و هي تبكي
    -بيتر اخرج اخوتك و خذهم الى غرفهم الآن.
    خرج بيتر من الغرفة و اخذ كل شخص الى غرفته و قام بمواساتهم قليلا خاصة ليام الذي كان خائفا اكثر من ليلي و ليلي التي كانت حائرة و خائفه, و بعدها توجه بيتر نحو غرفته و رمى بنفسه فوق السرير و قال: حقا انه(( زواج عاصف)) و نزلت دمعه على خده.

  6. #6
    مشرف مُنتدَى الشّعرِ الشّعبي
    لم تستطع آن النوم فقد كان جسمها يؤلمها من الضرب الذي لاقته في الأمس, هي لم تعهد جوزيف هكذا قط لقد أصبح متوحشا و كيف له الجرأة أن يضربها أمام الأولاد الذين خافوا من المشهد الذي رأوه لاسيما ليام, فهو لا زال صغير هو و شقيقته و لا يفهمون بعد الخلافات الزوجيه و لابد أن المشهد كان مخيفا بالنسبة لهم, و ما الذي ستفعله أمام الضيوف وهذه ثاني مرة يضعها جوزيف في موقف محرج كهذا.
    حاولت الاستيقاظ و لكنها شعرت بأن جسمها لا يساعدها على النهوض و ضغطت على الزر االقريب من السرير و ظهرت سيمون لها و طلبت منها احضار سيمون الى الغرفة, دخل جوزيف الغرفه و رمقها بنظره غاضبه و توجه نحو المنضدة و اخذ بعض الاوراق و خرج, تنهدت آن بعد خروجه فقد ظنت انه سيذيقها العذاب مرة اخرى او لانه سمع سيمون تنادي كارولينا, الا انها ارتاحت لانه خرج بسرعه فهي لا تطيق رؤية وجهه من جديد.
    - هل طلبتني يا آ...... ماذا حدث لك.
    - لا سيء مجرد ضرب خفيف.
    - و تقولينها هازئة, قولي لي كيف تجرء الحقــير على ضربك.
    - حقا لا شيء لقد غضب من كلام ليزا و كارين وظن السوء.
    - يا الهى لماذا لم تقولي له بأنه فهم خطأ.
    - عندما يكون جوزيف غاضب يجب الا تبرري له شيئا لانه سيغضب اكثر و انا لم اكن مستعده لغضب اشد و ضرب اشد منه.
    ساعدت كارولينا آن على تغير ملابسها ملابسها و وضعتها في حوض الاستحمام بعد أن ملئته بالماء الدافيء و وضعت به بعض الاعشاب لتساعد عضلات جسمها على الاسترخاء و تخفف المها, كانت الكدمات تملء جسد آن و كانت يد جوزيف واضحه على خصر آن و علمت ساعتها كارولينا بأن جوزيف كان يشد على آن في الحفل لمعاقبتها, مسكينة آن اذ تحملت قسوته المتوحشه, و ذا ما جعل كارولينا و زوجها يقلقون على آن و تحققت مخاوفهم بجوزيف, و الان هي لا تعرف كيف تبعد آن بعد أن ارتبطت بثلاثة أولاد من جوزيف.
    طلبت كارولينا من سيمون أحضار الافطار الى غرفة آن مع قليل من وصفه دوائية صنعتها مدام يونغ لسيدتها, مدام يونغ تعرف الكثير من الوصفات الطبيه, بعد دقائق حضرت سيمون و معها الافطار و الدواء و أعطيتا آن الدواء بعد تناولها الافطار, و كانت سيمون بالقرب منها طوال فترة تناولها الافطار و لكنها لم تكن تنظر اليها بل كانت تقوم بتنظيف الغرفة و اعادة ترتيب الأشياء المبعثرة و تنظيف الاغراض المحطمه, لقد كانت الغرفة مخيفة جدا و كأن اعصار دخل هنا و بالتأكيد علمت سيمون بأن الاعصار هو سيدها و ضحاياه كانت السيدة آن, و بعد ان انتهت توجهت نحو سرير سيدتها و هي تسأل كترولينا قلقه.
    - هل السيدة بخير الآن.
    - نعم لا تقلقي عليها سوف تتحسن.
    - الحمدالله على انها بخير, اه نعم سيدة جوكنز بعد ان تنتهين اريد ان احدثك في امر ما.
    و تركت الغرفة و ظلت كارولينا و آن ينظران الى بعض و هما متعجبتان لا تعرفان ماذا تريد سيمون من كارولينا, و لكن هذا لم يهم الان بل صحة آن الاهم و جلست كارولينا بما لديها من خبرة تدليك اكتسبتها من عملها كممرضه بتدليك و جعل عضلات آن المشدوده على الاسترخاءو كان تتأكد من الا تضغط على موضوع ضرب او خدش, كيف لزوجها و والد اولادها ان يفعل امر متوحش كهذا, فقط لو يعرف جيمس بالأمربالتاكيد سيرفض ان تظل آن و اولادها هنا فهذا ما كان يقلقه و هو الرجل الذي كره العنف المنزلي منذ ان كان طفلا و عاش في خوف من والده العنيف.
    خرجت كارولينا من غرفة آن بعد ان غفت آن يبدو انها لم تنم منذ البارحه, و كيف لها أن تنام بعد المعانة و الالم المبرح الذي لاقته بالأمس, مسكينة أن و تذكرت كارولينا أن سيمون كانت تريدها و توجهت نحو الاسفل تبحث عن سيمون و لكن كيف لها أن تبحث عنها في هذا القصر, و شاهدت كامرون يخرج من الغرفة التي امامها.
    - ها انت هنا, هيا الجميع ينتظرك على الافطار.
    - حسنا انني آتية.
    كان الجميع موجودا و كان الجو يبدو متوترا, و جلست بجانب زوجها يتناولون الافطار و كان الجميع صامتا و كان بين فترة و اخرى يتكلم جيمس مع جوزيف و يلاقي البرود في رده الا ان ججيمس لم يكن يعرف بالامر الذي حدث و كان بيتر يبدو عليه الغضب و كلما طلب منه والده ان يمرر له شيئا لم يعره بيتر اهتماما و كانت هي ترى غضب جوزيف يزداد و لكنها كانت بسرعه تطلب من كامرون او براين ان يمررا الطبق و تعطيه لجوزيف فهي لا تريد ان تتفكك هذه العائله و ان يختبرا حياة زوجها المظلمه, و بعد ان انتهوا جميعهم من الافطار, استأذن جوزيف و توجه الى عمله و خرج بيتر مع براين و ذهبوا بسيارة بيتر الفراري بعد ان وصلت اليوم الى الخارج بينما توجه كامرون الى غرفة الالعاب بما ان الجو حار بالخارج و ظل ليام و ليلي قابعين في كرسيهما و توجهت كارولينا نحوهما بعد ان خرج زوجها ليزور صديق له.
    - ماذا بكما يا صغيراي.
    قال ليام و قد بدأت عيناه تدمع: اريد ان اعود الى كاليفورنيا لا اريد البقاء ان والدي قاسي, لقد ضرب امي بالامس و اليوم اطاح بـ بيتر على الارض و انا اخاف ان ضربني و يضرب ليلي.
    - متى حدث هذا يا ليام. و كان المتحدث آن.
    - ما كان عليك مغادرة الفراش اليوم يا آن.كانت كارولين قلقه.
    - انا بخير الآن يا كارو.
    و هرع الولدان نحو امهما يحضنانها و هما يبكيان و سألت ليلي والدتها ان كانت بخير او ان كانت تتألم و بينما ليام كان يبكي و هو يريد ان يعود الى وطنه و كانت آن تقول له بانهم لن يستطيعوا ان يرحلوا الان و بأن مكانهم هنا و كان ليام يزيد من بكائه لقد كان خائفا و لابد ان المنظر كان مخيفا لصبي في الخامسه. لقد كان منظرا محزننا لكارو
    اخذت سيمون ليام و ليلي ليذهبا الى كامرون و يلعبا معه, ثم عادت الى آن و كارولينا و اخبرتهما بما كانت تريد ان تقوله:
    - لقد شاهدت السيد بيتر يتشاجر مع والده اليوم و هو يدافع عنك سيدتي و لكن السيد كان غاضبا حينها و قام بدفع بيتر و سقط السيد بيتر على الارض و صرخ ليام باكيا و انفجر به السيد جوزيف ليسكت بينما ليلي كانت هادئه لانها تعرف والدها ولا تريد ان تجرب غضبه مرة اخرى.
    قالت آن قلقه: و ما الذي حدث يا سيمون اخبريني.
    - حسنا عندما كانت ليلي في الرابعه بعد ان تلقت مكالمتك كانت سعيدة و توجهت نحو والدها تطلب منه ان يأخذك اليها و لكن السيد اخبرها ان كانت تحبك فستحضرين انت اليها, و بنت الصغيرة هذا الحلم و بأنك ستحضرين و لكن بعد ان بلغت السادسه كان حلمها يتلاشى و سالت السيد عنك فقال بأن تنسى امرك و عندما الحت ان تعرفك رفض السيد ان يخبرها فصرخت به انه لا يحبك و لا يحبها و الا لأخذك اليها و فقد السيد سيطرته و اخذ يصرخ غاضبا و هو ليلي و هو غاضب و تداركنا انا و جازمين الوضع والا ازهق بروح الصغيره.
    - يا الهى كيف يفعل جوزيف هذا بصغيرتي.
    - و لكن هذا ليس كل شيء, فقد اصبح السيد منذ ان انتصر على اعدائه عائلة هنري غاضبا و كلما اتى احد على ذكرك انفجر غاضبا و يبدو ان احد افراد عائلة هنري تكلم عنك مع السيد و يبدو انه تحدث بالسوء عنك مما سب بغضب السيد, و كل ما احاول قوله ان السيد ليس كما كان سابقا فقد تغير كليا و نحن لا نريد ان تضيع هذه الاسرة بسبب تصرفات السيد و الجميع علم اليوم بما فعله السيد و لم يجروء احد ان يتحدث و لكنني لا استطيع الا ان احدثك و اطلب منك يا سيدتي ان تفهمي سبب غضبه لصالحك و صالح الاولاد و يجب ان تعلمي ان السيده كارين و صديقتها السيده ليزا يخططان لهدم يحاتك فقد سمعتهما مرة عندما كانا يتحدثان.
    قالت كارو و قد بان الغضب على ملامحها من هاتين المخادعتين: و ما الذي قالتها.
    - حسنا كانا تتحدثان عما اذا حضرت الى هنا و عشت مع زوجك ماذا سيفعلون, و الذي عرفته ان جمعهما يحملون بغيضة لك لانك سرقت السيد من كارين و انك كنت و لازلت تفتنين السيد مايكل , قد قررا يحولان حياتك جحيم و حتى ابنائك لن يسلمو من مكيدتهم.
    اذن وصات الدناءة لهاتين السيدتين على تحطيم حياه باكملها لصالح تحقيق مآربهم و احقادهم الدمثه و لكن يجب ان تتصرف بسرعه فهي غير مستعده لان تخسر اسرتها بسببهما و عندما يعود جوزيف ستحاول التوصل الى حل نهائي معه و ان تنبهه بمكائد كارين و ليزا التي لا تنتهي لهم و ان يرى الحقيقة امام عينيه.
    مرت الايام و آن تنتظر جوزيف لتحدث و لكنه ما ان يدخل القصر حتى يبدل ملابسه و يخرج دون ان يتكلم و رحلت اسرة جوكنز و كان جيمس لا يزال قلق على آن بعد ان عرف بما فعله جوزيف فقد ثار غضبا و قرر ان لا تظل آن و الاولاد معه فهو لا يحب ان يرى احد ان يتعذب كما تعذب هو في طفولته, و لكن آن اخبرته بأنها قد وقعت على وثائف تويد على ان من حق جوزيف ان يبقي الاولاد و هي في عهدته و نبهها جيمس انها كانت يمكن ان تبطل الوثيقه بمجرد تقرير طبي للمحكمه و رؤيته آثار الضرب, و كان السلاح في يد آن الا انها لم تستطع عمل شيء قفقد كانت حائرة بين ليام و ليلي في تذكر قولهما:
    - امي اريد العوده ارجوك انا اكره البقاء هنا فوالدي شرير هيا نذهب جميعا.
    - لا انا لا اريد ان ارحل انا احب والدي صحيح انه يغضب لكنه طيب.
    - امي ليلي تريد البقاء فلتبقى و لكني لا اريد ارجوك اذا تحبيني.
    كانت حائرة ان رحلت اسعدت ليام و حرصت على صحته و اتعست ليلي و ان بقيت حرصت على سعادة ليلي و تعاسة ليام, ليت الامر كان بالسهوله و لكنها ستحاول البقاء لفترة لترى الى اين سيصل الامر و ان لم يفد و قام جوزيف بضربها لن تتوانا عن الذهاب الى المحكمه و الاتصال بجيمس لتطلب منه ان ياتي لصطحابهم.
    مرت ايام و ايام و حل الشتاء و آن متشتته, صحيح ان الوضع تغير و اصبح كل شخص لوحده و كانت آن ترى جوزيف و هو يبرز في بعض الاحيان غضبه على الجميع و في احيان يقوم بصب غضبه عليها و لكن كانت تحتمل لأجل الاطفال و الاسوء عندما كان يقوم بضربها امام الاولاد او الخدم و لكنها كانت تحتمل, لقد كانت ترى تحطم اسرتها امام عينيها, بيتر لا يعود الى القصر الا في ساعات الفجر الاولى كما يفعل والده و ليام ابتدء بالعزله و الابتعاد عنها و ليلي كانت صامت ليس كما كانت من قبل و كل اوقاتها تقضيها مع مايك و كارين و كان في بعض الاحيان ينضم ليام معهم الا ان اتى يوم و رأت الجميع ينقلب ضدها.
    لم يعجب الوضع ىن ان ترى الاسره تتفكك امام ناظريها و هي لا تستطيع عمل شيء و عندما ارادت ان تحدث بيتر عن سبب تأخره تركها و خرج و عاد بعد ساعتين و معه صديقته سوزان و التي لم تتونى عندما تشاهد جوزيف تلقى بحبائلها عليها, كان الامر يثير غثيان آن طفله لا تزال في الخامسة عشر و تتغزل بزوجها جوزيف الذي يكبرها بسنين ليكفي ان يصبح ابوها, و هذه الفتاة كانت كل يوم تقوم بأغراء جوزيف و عندما سالت ذات مرة ىن عن باميلا صديقته التي تعرف عليها في الحفل و اجابها بأنه لا يهتم بفتاة قبيحه مثلها و بليده و بانها تشبهها كثيرا فهي ستكبر لتصبح زوجه ضعيفة الشخصيه لا تكترث بمشاعر ابنائها, و صدم هذه القول آن.
    و ذات يوم امسكت آن بيتر بعد ان عاد الى المنزل الساعه الثانية صباحه و هو لديه مدرسه بعد ثمان ساعات و كان في وضع يرثى له, و هو يترنح
    - بيتر هل تعرف الساعه كم الآن.
    - و ما الساعه الآن.
    - هل انت ثمل يا بيتر.
    - نعم و ان يكن.
    قامت آن من شدة غضبها بصفعه و دفعها بعيدا عنه قائلا: اتحاولين اخذ دور الام التي تنصح اولادها, ان كنت ام حقا لأوقفت العذاب الذي نلاقيه و لتركتي والدي و اخذتينا بعيدا و لكن لا انت لا تهتمين ما قالته كارين عنك بأنك ام غير مثاليه صحيح.
    ثم تركها تتخبط بالكلام الذي قاله و صعد الى غرفته, كيف كيف وصل الامر الى ان تخسر اطفالها و كيف لم تعي تأثير كارين في الامر, و حتى ان تركت جوزيف فهي الآن سترتبط بجوزيف بأربعة اولاد قريبا جدا, اربعة اشهر و سيكونون اربعة اولاد, ما العمل الآن هي لا تعرف ما تفعل.
    صباح يوم ممطر استيقضت آن و كان جوزيف لا يزال نائما فقد كان اليوم عطلة نهاية الاسبوع و ذهب لتستحم ثم خرجت باكرا الى السوق فقد كانت تريد ان تشتري بعض الاغراض للمولود الجديد لانها حتى الآن لم تشتري ملابس او أي مستلزمات الطفلو توجهت الى محل مذر كير الذي يقع في ناصية شارع برشلونه 21 و دخلت المحل و اشترت بعض الملابس و كان جميعهم باللون الوردي, صحيح انها لا ترعف ما هو جنس الطفل فهي تريد ان تجعله مفاجاه و لكنها تشعر بأنها فتاة.
    بعد أن دفعت توجهت الى مطعم مشهور يقدم افطار لذيذ, و كانت و لزمن في مكان هادىء لا يعكر صفوه المشاجرات المستمره او البكاء او أي شيء, ليتها تظل هنا الى الابد و تلقي بجميع همومها خلفها ولا تشعر باي شيء ولا بأي شخص معها, تريد ان تشعر بأنها وحيده في هذه الدنيا, و لكن هذا الشعور لم يدم اذ لاحظت ريد يتقدم نحوها و طفله في يده و جلس معها ليطلب افطاره:
    - كم انا سعيد انك هنا, ما الذي تفعلينه.
    - لقد كنت اشتري بعض الملابس للمولود الجديد.
    - اه نعم لقد سمعت, مبارك لك.
    - لم تقل لي مع من انت.
    كانت ترجوا الا يذكر اسم شقيقته فأن كانت هي هنا قد تحدث كارثه آن في غنى عنها الان فيكفيها المشاكل التي لا تنتهي في منزلها, و لكن ريد قال الذي كانت تخشاه كارين هنا و قريبه جدا من هذا المكان يا الكارثة.
    دخلت عليهم كارين و معها مايك و خلفهما اورلاند و ليس هذا كل شيء بل ليزا و مايكل و ابنتهما ايضا هنا, هذا ما كان ينقص آن تأتي العصابة بأكملها الى هنا و هي وحدها ليس معها احد يحميها من سمهم, وضعت ليزا و كارين مايك و نورا و جاستين في قسم الاعاب الموجود في المطعم و حيث يكون هناك ايضا من يقدم لهم الافطار و يعتني بهم و بعد ان عادت ليزا و جلست قالت تستفز آن:
    - عزيزتي آن ماذا تفعلين هنا وحدك, و اين زوجك عنك.
    - انه نائم و قررت ان آتي وحدي لأتبضع.
    قالت كارين و الخبث ينبعث من ابتسامتها: اذن لابد ان يكون قد استفاق الآن لذا سأتصل به و اجعله ينضم الينا.
    لم تشك آن بأنها قد تلفق لجوزيف اقاويل و افعال آن لم تفعلها و لن تفعلها فاكيد هي تقرر لخطة الآن لتزيد تعقيدات حياة آن و تتباعد الاسرة اكثر و هكذا يلقي بيتر و الجميع اللوم عليها, و تذكرت كيف كانت حال بيتر و الاولاد مأخرا, لا لن تجعل كارين تنجح هذه المرة و سوف توقفها عند حدها, و عندما وصلت الى حيث كارين تقف قرب الهاتف كانت كارين قد انهت المكالمه.
    - اوه هل كنت تريد ان تكلمي زوجك لم اعرفو لا تقلقي فهو في طريقه الى هنا.
    - انا متاكدة من ذلك. و قالت في ذهنا و سيأتي غاضبا و لا اعرف ما السم الذي نشرتيه و لكني اعرف انه سم خطير لدرجه انه سيظهر سوء طباع زوجها.
    بعد ان انتهوا من تناول الافطار كان الجميع يتحدث سعيدا لكن آن لم تكن معهم فقد كان فكرها مع جوزيف و غضبه و دخل جوزيف الى المطعم و كانه بركان ثائر و توجه نحو طاولتهم و يتبعه ليام و ليلي و هذا ادهش آن فليام كان يكره البقاء مع والده و لكنه الان معه و يمسك يده ما الذي حدث هل يعقل ان تكون تحلم, لا هي لا تحلم لأن جوزيف لا يزال غاضبا و عيناه حمراوتان و هذا دليل ان جوزيف على وشك اظهار وحشيته فقالت تلطف الجو و هي تبتسم:
    - هل ستنظم الينا.
    و رد على ابتسامتها فقال: لا شكرا, عذرا يا اصدقائي فانا اريد ان اختطف زوجتي منكم فهناك امر مهم اريد ان احدثها به.
    رحلت آن مع جوزيف متوجهين نحو سيارة جوزيف و صعد الولدان الى السيارة و بقيت آن و جوزيف بعيدين قليلا عن السيارة و كان جوزيف على وشك الانفجار.
    - ما الذي تظنين انك تفعلينه مع ريد.
    - ماذا لم افعل شيء.
    - اللعنه آن لا تكذبي لقد اخبرتني كارين انك كنت تتوددين مع المحتال ريد و تتحدثون عني.
    - انها تكذب صدقني و فانا لا افعل ذلك.
    حاول جوزيف ان يسيطر على اعصابه و قبض على يد آن و قربها منه و نظر الى عينيها مطولا, و كانت ىن تنظر الى جوزيف و هي ترى لامعان غريب في عينيه و كانه يحالو ان يصدقها او يحاول ان ينسى ما سمعه من كارين فقال و هو يشد على يد ىن.
    - لقد احضرت الولدين حتى لا افعل شيء سأندم عليه, و هل تعرفين اني تصالحت مع الاولاد و قررت ان افتح صفحه جديده معك, و وعندما اردت اخبارك اتلقى اتصال بانك مع ريد و لا تهتمين بالجو المتوتر في الاسره.
    - و لكن صدقني لم اكن مع ريد فقد التقيته بالصدفه.
    لم يعد جوزيف يسيطر على نفسه, فهو يحاول ايضا جاهدا الا يصدق ما يسمع او ما يرى و لكن آن لا تسمح له فكلما نسى الامر او حاول نسيانه يحدث امر آخر, انه يحاول جاهدا و لكنها لا تساعده, كان يريد ان ينفس عن غضبه و هو لا يعرف ماذا يفعل و لكنه لم يلاحظ انه كان يضغط بقوة على يد آن, و آن ظنت بانه سقوم بضربها فقالت له:
    - هذا يكفي لن اتحمل المزيد سوف ارحل.
    - و الى اين سترحلين و انت تحملين طفلي.
    - انت لم تشاهد ولادة بيتر لانك كنت في رحلة عمل و لم تشاهد ولادة ليلي و ليام لاني رحلت عنك و سأفعل الامر نفسه الان لكنك لن تكون ابدا موجودا في ولادتك ابنائك ابدا.
    و افلتت يدها من يد جوزيف و جرت نحو سيارتها لتذهب و تتصل بجيمس كي يأتي لأخذها و ستأخذ الاولاد هذه المره فهي لن تتركهم و لديها شهادة طبيه لتريها للمحكمه كي تطلب الطلاق و حضانة الاولادو كانت تخطط و تقرر لانها سئمت من حياتها مع جوزيف و كان جوزيف يجري خلفها و هو يصرخ و لكنها من شدة غضبها لم تفهم ماذا يقول و عندما انتبهت ان يصرخ بأن تنتبه كان الوقت تاخر و صدمتها سيارة قادمه نحوها.
    توقف الزمن امام ناظري جوزيف و مرت جميع المشاهد امام ناظريه منذ التقاءه بآن الى الآن و اقترب من جسدها الممد على الارض و المغطى ببركة الدماء و لطخ ملابسه وهو جاث امام جسدها و منع أي شخص من الاقتراب و التم الجميع حولهم و حتى من كان في المطعم خرج و كانت كارين تنظر الى المشهد بعين زائغة و ليزا لم يرف لها جفن قد كانت قاسيه لدرجه انها اعتبرت حادث آن ثأر لاهتمام زوجها بآن.
    *******************

    كان الجميع ياتي الى زيارة آن الذي كان وضعها حرج فقد مرة اسبوعان و هي في غيبوبه و لم تفق و كان الوضع مستقر, كان جوزيف يلوم نفسه على ما حصل و لعد الذي علمه زاد شعوره بالذنب لقد عانت آن الكثير بسببه و بسبب غروره و كبريائه ولو كان يعرف بان الامر كان سيصل الى هنا لما فعل الذي فعل, و لقد اتصل بنفسه على كارولينا و جيمس و اخبرهم بالذي حصل و قالوا بانهم سيحجزون على اول طائره الى هنا, و الان كيف يحتمل جوزيف الذنب لا يستطيع ان يرى زوجته هكذاو و اخذ يلح عليها ان تفيق لأجله و لأجل اولادهم, طلب منها الا تتركهم انه يريد تكفير ذنبه و ان ارادت الطلاق و الاولاد فلها ذلك و لكن يجب ان تفيق.
    كانت آن تسمع تحاول ان تفيق و لكنها كانت تشعر بأن شيء ثقيل يجلس على جسدها و يعيقها من الاستيقاظ كانت تحاول و تبذل جهدا كانت تسمع صوت جوزيف, صوت بيتر , صوت ليلي و صوت ليامو هناك نور في هذه العتمه يجب ان تصل الى هذا النور حاولت و حاولت و تحول الظلام الدامس الى نور مضيء.
    افاقت آن و كان زوجها يجلس بالقرب منها و هو يضع يده على رأسه قرب السرير نائما, اولت ان ترعف اين هي و اخذت تهز جوزيف بيد ترتجف و استيقظ جوزيف و هو يشاهد زوجته قد أفاقت اخيرا
    - آن عزيزي, الحمدالله انك استيقظت.
    - أين انا.
    - انك في المشفى لقد حصل لك حادث, انتظري سانادي الطبيب.
    و حظر الاطباء و اخضعوا آن لعدة فحوصات و جلسوا يسألونها و يكشفون عليها و بعد ان تاكدوا بأنها بخير نقولها الى غرفة عادية و دخل بعدها الغرفة جوزيف, و لاحظت آن انه قد خسر الكثير من وزنه و وجهه شاحب و هناك سواد حول عينيه, اين ذهب جوزيف الذي تعرفه, فاقترب جوزيف منها و جلس بجانبها.
    - كيف تشعرين الآن.
    - بخير, اشكرك.
    - الحمدالله لقد كنت خائفا من ان اخسرك كما خسرت. و صمت
    انتبهت آن على نفسها و سئالت جوزيف: طفلي لقد مات صح.
    - مع الاسف نعم.
    - و ما كان جنسها.
    - كانت فتاة كانت ستكون شقيقة ليلي الصغرى.
    نزلت دمعت ساخنه على خد آن لقد خسرت طفلتها التي كانت تعرف انها ستحبها كثيرا و ترعاها الى ان تكبر و تشب امام ناظريها كما شب بقية اولادها, كان جوزيف يشعر بالذنب على ما حدث و بانها فقد الطفله و لن تحمل مرة اخرى, و سألته آن بعد ان قرات عيناه: لن احمل مرة اخرى,اليس كذلك.
    هز جوزيف رأسه بأسف, انه هو سبب هذا هو الذي جعلها تخسر اعز ما تملك و جعلها تخسر انوثتها, بعد ان استاصلوا رحمها هو المذنب, كيف يخبرها بهذا و لكن آن قرئت ما كان ينوي ان يقول و اشاحت بوججها بعيدا عنه و وضعت يدها على بطنها و بكت بصمت, فقال لها جوزيف:
    - لقد قلت بأني لن اشهد ولادة أي من اطفالي, و هذا كان عقابي.
    - آسفه لذلك.
    - بل أنا الاسف لان بسببي خسرت اغلى ما تملكين, طفلتك و انوثتك فلن تحملي بعد الآن. اسمعيني جيدا يا آن لقد اسئت الظن بك لقد اشبعتك ضربا و اذقتك العذاب لقد كنت متكبرا حتى لا ارى الحقيقه امام عيني, فبعد أن نشرت الصحف خبر الحادث حظر احد ابناء اسرة هنري و قال بأن هذا عقابي لاني سلب رمز عائلتي و دمرت حياتهم و امسكته لاعرف منه الحقيقه فهو اخبرني عندما كنت احاربهم بأنك كنت متعاون معهم و اخبرني بالتفصيل منذ لقائي بك الى هروبك و عندها ظننت انك متىمره معهم لذلك كنت اصب جام غضبي عليك و لكنه اعترف لي بانه كان ييتبعك نية في خطفك و قتلك و لكن عندما علم بعلاقتنا المتزعزة قرر ان يثير شكوكي.
    كان يبدو على زوجها جوزيف الذنب اذن هذا هو سبب تغير جوزيفو فقد لعب بفكره و اثيرت شكوكه من قبل اعدائه و هي لا تلومه على ما فعل و لكن هذا لا يمنع من ان يتفسر الحقيقة منها لكان الان قد منع تفكك العائلة و لكنه لن يصدقها ايضا ان اخبرها بالقصه فهو لا يثق بالنساء كثيرا.
    - ارجوك آن سامحيني, لقد اتصلت بأسرة جوكنز ليؤخذوك و الاولاد, و انت خره برحيلك و جيمس نبهني و بفضله تغيرت فقد اخبرني بأني اعاني من مرض العنف المنزلي و هو محق و هل تذكرين غيابي المستمر بعد ضربي لك. اومأت آن برأسها, فقال لها:
    - لقد كنت احضر حصص ضد العنف المنزلي و قد امرت ان ابتعد لفترة عنكم و لكني اخبرك اني الان في فترة الشفاء و الذي بقي هو ان اثبت شفائي.
    و دخل في تلك الاثناء الاولاد و كان بيتر بصحبة باميلا و ليام كان يحمل باقة ورد و ليلي معها سلة مليئة بالشوكولا و كانت آن سعيدة برؤيتهم و رؤية الابتسامه مجددا على وجوههم , اقترب بيتر منها و قبل يدها و هو يطلب السماح منها على ما فعل.قال لها جوزيف: هل تعرفين بانه ترك الوضيعه سوزان و هو الان يصاحب باميلا.
    ابتسمت آن له, لقد تحسنت اوضاع اسرتها في هذه الفترة التي كانت بها في المشفى, و كان جوزيف ايضا متغيرا من ناحية الجسد و من ناحية التصرفات ايضا اقترب منها: هل ستسامحيني يا آن,و هل ستغفرين لي ذنبي يوما.
    - هل تريد ان تعرف كيف, بأن تحبني و تحب اولادك.
    ابتسم جوزيف لها و اقترب الاولاد يقومون باحتضانها و احتضنها جوزيف بعد ان ادمعت عيناه و لأول مرة امام اسرته و وضعت آن يدها على وجه جوزيف لتمسح دمعته و احتضنته بدورها و بهذا يبداون جميعهم صفحه جديده.
    دخل جيمس و زوجته و خلفهم الاولاد و ابتسمت كارولينا لزوجها فقال الزوج و هو يبتسم ايضا.
    - و الآن هل تصالح الزوجان, هل سيعيشان بسعاده لا يعكر محيطهم الشجار.
    - بالتاكيد لا و الفضل لك يا جيمس على تنبيهي.
    فقال بيتر يمازحهم:
    و الافعى كارين لتذهب بخططها للجحيم , فان حاولت التقرب و اشاعت الاكاذيب سوف اقص لسانها.
    و ضحك الجميع على قول بيتر و كانت هذه نهاية العذاب و بداية الحياة السعيدة لاسرة محبه و متعاطفه

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال