ضعنا يا نزار حين صدَّقنا أن الحُب طوق ياسمين،وقطعةُ سكَّر
حين ظننا أن الحُب شجرة زيزفون،وتغريدُ طيرٍ
ضعنا حين خلنا أن الحُب اكليلٌ من الوردِ،وحديثٌ من رفيف
حين صعدنا على رابيةِ التَّيم،ورسمنا غيومَنا في سماء الحُب
غادة..أمل..عبد الحليم..فيرُوز
أخدعونا يا تُرى حين غنُّوا وكتبوا عن الحب؟
أم أنَّ زمانهم لم يكُن يشبه زماننا؟3
يبدو أننا نحنُ من أضعنا الحبَّ يا نزار
لم يكن عليْنا أن نجعل جُذور الحب تتأصَّل في أرواحِنا
الحُب بِحاجة إلى الكثير من المساحاتِ البيضاء..
ونحن مُتخمون بالمساحاتِ السوداء
جعلنا نبتةَ الحُب ذاوية في أرضٍ قاحلة
في حين حاجتِها إلى الماء السلسال
عزفنا بإسم الحب أغتَم المقطوعات الموسيقيَّة
ورقصنا جوقةَ الثبور والهلاك
شهدنا جُثمان الحب وارتدينا أحلكَ الأزياء
ثم وخزتنا إبر الضمير فأرَّخناه في أرث الصفحات
طمرنا بصدرِ الحُب سيولاً من الجوى
ثم حبسناهُ في وكر بالٍ نُسج جدرانه من أخطائنا
أضعنا الحُب فظننَّا أن الحب من أضاعنا
أيحقُّ لنا الإعتذار بحقك أيُّها الحُب؟
أيحقُّ لنا أن نعود ونتسلق ظهرك فنلمس القَمر البعِيد؟


م