-أيُّها الكاتِب،أنت متَّهم بتشويه الواقع
-الواقع شنيعٌ بذاتِه،أنا أعكسه فقط
-يُمكنك أن تجعله أجمل،ألست كاتباً على كل حال؟
-لا،من المستحيل أن أرتكِب جريمة بحق الكِتابة!
-نحن نقرأ لنُصبح أسعد،لا لنزداد ترحاً وغمَّة
-ولكنكم تعيشون هذا الواقع بكل أريحيَّة،ما المشكلة من كتابتِه إذاً؟
لماذا تعجِفون أنفسكم على هذا الواقع إن كنتُم تريدون الهرَب منه؟1
أصبحتم غارِقين في دوَّامة من الأكاذيب،تزرعون فسيلة من الوهم في صُدوركم،وتستمرون بإسقائها بعرقِ جبينكم
ولكن مهما استمررتم في إسقاءِ هذه الأوهام،فستظلُّ مجرد نبتة ذاوِية.1
افتحوا أعينكم جيداً واستيقِظوا من هذه الغيبوبة التي أفنت بأعماركم وألقتها بعرضِ الحائط
نحنُ يا أعزائي في حقبة الإحتقان السّياسي،وانقسام العالم على نفسه
نحن تائهون وسط الُحمَّى الطائِفية،والإنتخابات البرلمانية
لم يعد لنا صوتٌ ولا رأي،نحن هنا مُجبرون على المثول لأوامر من هم أعلى مِنّا مكانة،وأقلُّ منا تفكيراً،حيث تحكُمهم فجاجة معتقداتهم
نحنُ مجرد آلات،مجبرة على القيام ألياً بأوطارِهم ومآربهم،لا يمكننا الإستئساد عليهم،فقد قاموا بزرع أزرارٍ في مناكبنا،والتي تقوم بتفجيرنا تلقائياً،عند مُحاولتنا لمقاومتِهم.
نحن هُنا مجبرون على القِيام بكل عادة وضعها من هم أمواتٌ الأن في قُبورهم،بغرض وأدِنا ونحنُ أحياء.
هنا حيثُ أصبح القتل مجرَّد زِر إلكتروني يعمل لوحده
هنا حيث لا قاتلٌ يصغي إلى قتلى،ولا يتلو وصيةَ شهيد
أيُّها القارئ،لا أستطيع الكِتابة عن واقع جميل،فأنا مُجرَّد مرآة.3


م