في كل مرةٍ أحدّق فيها في سحنة وجهك أندهش من صُمودك،بالرغم من وقوفكِ على حافةِ الإنهيار،إلا أنك لا زلتِ تستوطنين مدينةٍ ذات رغد وترف،لا تنبلجُ فيها الشَّمس إلا بنعيمِ حُضورك،تشتاقُ لك العصافير فلا تغرّد إلا بأخذ مشورتِك،ولا تأنسُ الأنهار إلا برؤية إنعكاسك.+
أنتِ قوية جداً،أقوى من الفالكيري ونساء الأساطير،تلقفين بسهامِك كل من ساقتهُ إليك جوع عواطفه الملتهبة والجائعة،تخرقين بأشواكك كُل من يحاول وضع الحصى على طريقِ أحلامك فتخرقهُم كما يخرق البؤس ثِياب الفُقراء.1
عميقة أنتِ،عميقة إلى حدّ الجُنون،أعمق من أخدود ماريانا،أعمق من الجُرح،بل أعمق من أي فكرة قد يحملها أي شخص،أعماقكِ عصيَّة الولوج،تضرب أمواجكِ كل سفينة تُحاول الوصول إلى مرفأ قلبِك.
ِ
قد يُخيَّل لكِ أنك عادية،ولكنكِ علامة فارقة ومُذهلة،لا تسمحي لأي شخصٍ كان بأن يلطّخ جدران عُمرك بالسَّواد،لاتسمحي لأي شخص بأن يتلاعب بخُيوطك،لاتسمحي لأي شخص بأن يسبر غورك،كوني صارِخة،مُبتهجة،حَالمة
لاتدعي الماضي يستحوذُ عليك ويبعثر أوراق حاضرِك،كوني بطلة روايتكِ التي تحلمين بأن تكوني بها،واجعلي النهاية سعيدة دُون الحاجة لفارس يأخذك بحصانِه الأبيض1
تراقصِي على إيقاعاتِ المطر،تراقصي عند غُروب الشمس وعند الغسق
أنتِ حُرة،فلا يمكن أن يأسركِ أحد
اركُضي حتى يضمخ جسدكِ
واصرخِي حتى تنقطع أنفاسكِ
لا تسمحي لأيّ شخص كان بأن يستحقرك ويقلل من شأنِ قدراتك،أثبتِ للمجتمع أنكِ مُتمكنة.
لا تتوقفِي وتترقبي لحظة هُدوء البحر بل تعلَّمِي الإبحار وسَط الرياح العاتِية.
م